مدى فاعلية الأذان في النفس البشرية.!

مدى فاعلية الأذان في النفس البشريـة ..
((منظاري الخاص))
المؤذنون هم أطول خلق الله أعناقـا يوم القيامـة .. لشرف المكانة والقدر ولعظم الوظيفة والنداء .. ينادون لصلاح الأمـة ولدواء القلوب من ملهيات دنيوية ..
ومغريات فانية .. سخروا أصواتهم لتكون المزامير الرنانة في كل وقت .. فتريح القلوب وتطبب جراحاتهـا ..
(( الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. أشهد أن محمدا رسول الله .. حي على الصلاة .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح ..
حي على الفلاح .. الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله .. ))
هذه هي كلماتهم .. وهذا هو نداءهم فيه تلخص العقيدة وتتمثل الشريعة ..
وبالعقيدة والشريعة يتم الرسوخ الديني للنفس البشرية .. فالنفس لا تطمئن من دون دين .. ومن غير الشعور بوجود إله تفضي له الروح شكواها في كل حين ..
ولنأتي معا ندقق النظـر في..
كيفية تأثير الأذان في النفس البشرية ..
وكيفية تمثل العقيدة والشريعة فيه ..
وطريقته في تربية نفس الإنسان المسلم ..
ونطرحهـا على المائدة بشيء من الإيجاز ..
1/ كيفية تأثير الأذان في النفس البشريـة ..
سأنظـر لهذا التأثير من زاويتي الخاصـة .. قد لا يكون ذلك تربويا .. ولكن هذه النظـرة .. ستعطي لكم أبعادا نفسيـة أعمق ..
الأذان والنفس البشريـة .. فيهمـا ارتباط وثيق .. وصلة نجهلها أو بالأصح نتجاهلها ....
الأذان ما هو إلا نداء لفريضة وقرب .. وما هو إلا ذكـر وتكبير .. وهنا تكون الغاية الكبرى .. وهي دوام الإنسان ولسانه على الذكـر .. فلو كل من سمع الأذان ردد مع المؤذن .. ثم ذكـر السنـة الواردة .. بعـده .. لاستشعـر القرب من الله .. ولأدرك فاعليـة تلك الكلمات .. على ذاته ونفسـه ولعلم أن الله الآن يفرش يديـه للعبد ويستجيب دعاءه ((وهو ممدود اليدين دائمـا تبارك في علاه ))
فيفضي إليـه بالشكوى والتعب ..
والنفس ما إن تفضي بشكواها تشعـر بالراحـة والسكون .. فكيف إذا علمت أنها تفضي بما أنصبها لرب كل شيء والقادر على إزالة الغمـة .. ؟؟؟؟؟
يقول أحـد الأطباء النفسانيين في ألمانيا الاتحادية
(إن كلمات الأذان الذي يدعو المسلمين إلى الصلاة تدخل السكينة إلى قلب المريض النفسي حتى لو لم يكن يفهم معانيها !!
وأضاف : إن الأذان يزرع النور والأمل بداخل المصابين بالاكتئاب أو فقدان الثقة بالنفس أو كراهية الحياة أو الشعور بالفشل(( !!
والمثير في تجربة عميد الأطباء النفسانيين في ألمانيا . .
أنه استخدم الأذان في البداية وهو يجهل أنه النداء الإسلامي باللغة العربية لأداء الصلاة . .
وتعليل ذلك ..~ أن الشيطان إذا سمع الأذان ولى هاربا , كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم .
2/تمثل العقيدة والشريعـة في الأذان ..
العقيدة هي التوحيد وتتمثل في ..
{أشهد أن لا إله إلا الله وأشهـد أن محمدا رسول الله }
ما أن ينطق بها الفرد حتى تدخل نفسه وروحه في دائرة الإسلام ..
ودين الله الذي لن يقبل من البشـر سواه .. قال الحكيم في محكم كتابه الكريم .. ((ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ))
والإسلام هو دين السمـاء على مدى العصور .. ومنذ انحراف البشريـة عن العقيدة الأساسية في عهـد نوح عليه السلام ..
فكل الرسائل السماوية تنص على أن الله واحد وأن ما سواه ممن يعـبد باطــل لا أصل له ..
وما أن تستشعـر النفوس عظمـة خالقها وبارئها .. حتى توقن تمام اليقين بالشهادة .. فيحسن إسلامها ..
أمـا الشريعة .. فهي الأعمال والأفعال التي يقوم بها الفرد تنفيذا لأوامر الله .. وإن أردنـا الإيجاز سنقول الشرعة تعني العبادات .. !
وفي الأذان تتمثل الشريعـة في أسمى ما تكون في قوله ((حي على الصلاة)) هنـا يكون النداء الأكبر لأعظــم فريضـة يؤديها الفرد وأول ما يحاسب عليه يوم العرض .
وكأن الأذان قد شرع ليخبر سامعيه .. أن الصلاة هي الفريضـة الوحيدة التي ينادى لها فخذوا العبرة من ذلك فما يُـذّكـَـر به دائمـا يكون في غاية الأهميـة ..
3/ طريقـة الأذان في تربيـة نفس المسلم ..!
حينما يولد المسلم يردد والداه الأذان في أذنه اليمنى والإقامة في أذنـه اليسرى ..
لما رواه البيهقي في شعب الإمكان من حديث الحسن بن على عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام الصلاة في أذنه اليسرى رفعت عنه أم الصبيان"
**أم الصبيان: هي المتابعة من الجن (الإقناع في حل ألفاظ أبى الشجاع) .. وحينمـا يموت يصلى عليـه من دون أذان .. وهنا سر تربية الأذان للنفس . فكأنمـا الأذان .. يذكــر الفرد بأن الحياة قصيرة .. كقصر الفترة بين الأذان والصلاة فاغتم يا مسلم وقتك بصلة وثيقة وحبل لا ينقطع .. مع خالقك وبارئك ..
يقال ((الحياة قصيرة فلا وقت للشقاء)) <<كتاب قمة السعادة النفسية.
وهذه الجملة تكفي لان تربي النفس على الطاعة والدين بمجرد أن تسمع المؤذن ..
فكلمات الأذان تهدي للنفس الطمأنينة والشعور بالقوة والعزة .. التي ينعم فيها في حياته القصيرة .. والتي ما أن يردها الفرد أكسبته حسنات وافرات لأن ذكـر وتذكـر .. فسبحان من حبى هذا الدين بكل فضائله ..
من فضائل الأذان .. :
1/ الشعور بدوام الارتباط باللـه ..
2/ استشعار كلمات الأذان يعطي للنفس شيئا من طمأنيـنة وسكون..
3/ التكبير .. يعزز في النفس المسلمة .. عظمـة الخالق .. وسمو الدين ..
4/ النداء لما هو مهم ((الصلاة)) هو الدافع الأول لتأديته ..
5/ استجابـة الدعـاء أثناء الأذان وبعـده ..
6/ هروب الشيطان عند سماعه ..
7/ من سمع النداء .. وردد مع المؤذن ثم أتبع الأذان بقوله ((اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آتي محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي واعدتـه)) تحل له شفاعـة الحبيب المصطفى ..
وغيرهــا كثيـــر .. نسأل الله من فضلـه الوفير ..!!


أرجو أن يحظى ما كتبت على استحسانكم .
فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ..
وجزا الله خيرا من يهدي إليّ عيوبي .!