((فاكهة الكسالى))

((فاكهة الكسالى))


الحياة عجيبة.. ترى فيها الناجحين وترى فيها الفاشلين ، تخالط فيها السعداء وتحتك فيها بالأشقياء، تجلس مع أصحاب الهمم العالية، وتشاهد من لا همة له أو طموح ! الناس أجناس وإنجازات وجهود وحركة وتغيير!



ولكن ما يحيرني في الناس في أخلاقهم وصفاتهم تلك الصفة البغيضة وهي الحسد!



الحسد فاكهة الكسالى وهواية المفلسين وبضاعة القاعدين ومهنة المثبطين! الحسد يستفز في الإنسان أبشع صفاته ويحوله إلى إنسان يعترض على قدر الله وقضائه، كما يجعل الحسد صاحبه لا يهنأ بعيش ولا يلذ بحياة لأنه يظل ينظر إلى الناس بحسد وحقد ويتمنى زوال النعمة عنهم! ولله در القائل:


لله در الحسد ما أعدله**بدأ بصاحبه فقتله



من عيوب الحسد(وكله عيوب) أنه لا يجعلك تفكر بالانجاز والعمل كما فعل غيرك ، ولكنه يقعدك عن العمل ويمنعك من التفكير،ويثبطك عن تقليد الناجحين والمتميزين،وبدلا من ذلك يشجعك على النظر إلى ما في أيدي الناس بحسد وحقد وكره وغيظ،حتى تتحول من إنسان إلى وحش فيه كل الصفات البشعة!



بعضنا ينظر إلى الناجحين والفاعلين والمؤثرين والمتفوقين،ثم يقول:"والله قهر! لماذا لا املك ما يملك؟!! ولماذا يتفوق هو ولا أتفوق أنا؟! " وهو هنا لا يسأل لكي يقلده ويفعل فعله،بل وكأنه يحتج على قضاء الله وقدره،كما أنه ينكر السنن الكونية التي وضعها الله سبحانه والتي تشير إلى أن المقياس هو العمل والجهد والتميز!



يجب أن نشجع أنفسنا على التفكير الايجابي وعلى تقليد الناجحين والسير على أثر خطاهم

لأن هذا هو الطريق الحقيقي والوحيد لكي نصبح مثلهم، وأما الحسد فيرتد على صاحبه ..


وقانا الله واياكم شر الحسد والحاسدين.!

م///000ن