آخر 15 مواضيع : كتاب وصفات منال العالم           »          كتاب شهيوات شميشة           »          كتاب أطباق النخبة أمل الجهيمي           »          كتاب مقبلات و مملحات-رشيدة أمهاوش           »          شيلة (صدقيني ) للشاعر/ مبارك سالم المصلح الحربي ( ابن دهيم...           »          شيلة حرب(طالب من رفيع العرش)للشاعرسالم بن علي المصلح الحربي...           »          شيلة (احبك ) للشاعر/ مبارك سالم المصلح الحربي ( ابن دهيم...           »          اجتماع عائله الدغاشمه من فرده من حرب في ملتقاهم السنوي...           »          اجتماع الملسان السنوي الثالث للعام 1438           »          تغطية / اجتماع الدبلان السنوي لعام ١٤٣٨هـ           »          لجنة التنمية الاجتماعية في خصيبة تقيم فعاليات رمضانية...           »          لجنة التنمية الأهلية في خصيّبة توافق على إقامة ملتقى...           »          الشاعر/مبارك بن سالم المصلح الحربي ( ابن دهيم )قصيدة ( حرب )           »          تغطية زواج الشاب: خالد بن عفتان بن زويد الفريدي           »          قصيدة الشاعر/ نايف بادي طليحان المخرشي ورد الشاعر/عبدالله...



العودة   مجالس الفرده > المجالس االعامة > المجالس العامة > المجلس العام
المجلس العام جميع المواضيع العامة والتي لايوجد لها أقسام خاصة بها .. .

عشر نجمات تضئ حياتك‏

جميع المواضيع العامة والتي لايوجد لها أقسام خاصة بها .. .


 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 26-05-10, 12:40 AM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الاولى

تذكَّر أن ربَّك يغفر لمن يستغفر، ويتوب على من تاب، ويقبل من عاد .
فضل الإستغفار وفوائده

حدثت هذه القصة في زمن الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .

كان الإمام أحمد بن حنبل يريد أن يقضي ليلته في المسجد، ولكن مُنع من المبيت في المسجد بواسطة حارس المسجد

حاول مع الإمام ولكن لا جدوى، فقال له الإمام سأنام موضع قدمي، وبالفعل نام الإمام أحمد بن حنبل مكان موضع قدميه، فقام حارس المسجد بجرّه لإبعاده من مكان المسجد

وكان الإمام أحمد بن حنبل شيخا وقورا تبدو عليه ملامح الكبر، فرآه خباز، ولما رآه يُجرّ بهذه الهيئة عرض عليه المبيت، فذهب الإمام أحمد بن حنبل مع الخباز، فأكرمه ونعّمه، ثم ذهب الخباز لتحضير عجينة لعمل الخبز

سمع الإمام أحمد بن حنبل هذا الخباز يستغفر ويستغفر، ومضى وقت طويل وهو على هذه الحال

تعجب الإمام أحمد وسأل الخباز عن استغفاره في الليل، فأجابه الخباز: أنه طوال تحضيره العجينة فهو يستغفر

فسأله الإمام أحمد: وهل وجدت لاستغفارك ثمرة ؟
والإمام أحمد يعلم ثمرات الاستغفار وفضله وفوائده

فقال الخباز
: نعم، والله ما دعوت دعوة إلا أُجيبت، إلا دعوة واحدة.

فقال الإمام أحمد: وما هي؟

فقال الخباز
: رؤية الإمام أحمد بن حنبل.

فقال الإمام أحمد: أنا أحمد بن حنبل، ووالله إني جُررت إليك جراً












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 12:47 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الثانية
إرحم الضعفاء تسعد، وأعطِ المحتاجين تُشافَى، ولا تحمل البغضاء تُعافَى.
رحمته بالضعفاء والمساكين والفقراء وذوي الحاجات والمرضى وأصحاب البلاء[1]


قال الأب ستيفانو: ثم ماذا علّم محمد الناسَ في مدرسته من أبواب الرحمة؟
قلت: لقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس في مدرسته الرحمةَ بالضعفاء والمساكين والفقراء وذوي الحاجات والمرضى وأصحاب البلاء. ولو رحتُ أستعرض لك ما ورد عنه في هذا، لضاق بنا الوقت، لكن أحدثك بما يشفي غلتك.. وأوَّله حديثٌ لا يقرؤه مسكين أو فقير أو ضعيف إلا حمد الله سبحانه على ما هو فيه.
قال: ما هو؟
قلت: قال صلى الله عليه وسلم داعياً ربه: «اللهم أحييني مسكيناً وأمِتني مسكيناً، واحشرني مع المساكين»[2]. فمن لا يغتبط بالتشبّه برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبته يوم القيامة؟!

وأردفت: ومِن هذا المنطلق انطلق صلى الله عليه وسلم في رحلته مع الضعفاء والمساكين.. منذ بداية بعثته. فقد كان هؤلاء هم الدعامة الأولى في الدعوة الإسلامية، وكانوا من أوائل من آمن بها واحتضنها.. فكان صلى الله عليه وسلم يجلس إليهم، ويقربهم إليه.. حتى نقم عليه المشركون من سادة قومه، لاختياره هؤلاء عليهم! فقد روى عبد الله بن مسعود قال: « مَرَّ الملأ من قريش على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صهيب وبلال وعمّار وخبّاب ونحوهم من ضعفاء المسلمين.. فقالوا يا محمد؛ اطردهم، أَرَضيتَ هؤلاء من قومك؟! أفنحن نكون تبعاً لهؤلاء؟! أهؤلاء مَنَّ الله عليهم من بيننا؟! فلعلك إن تطردهم أن نأتيك. قال: فنـزلت: وَلاَ تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِم مِّن شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِم مِّن شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ[4].
وهكذا سارت رحمة محمد صلى الله عليه وسلم بالضعفاء والمساكين.. لقد أوصاه ربه سبحانه بهم، فهو لن ينسى هذه الوَصاة.. لقد اختارهم على المستكبرين من مشركي قومه، وعقد مقارنة بين الفئتين فقال: «ألا أخبركم بأهل الجنة: كل ضعيف متضاعف لو أقسم على الله لأبرّه. ألا أخبركم بأهل النار: كل عُتُلٍّ جوَّاظٍ مستكبر»[5].
قال الأب ستيفانو: ومن لا يحب أن يكون ضعيفاً مسكيناً بعد هذا؟!.

قلت: ولم تفتر صحبته صلى الله عليه وسلم معهم، بل كانت تزداد مع الأيام.. وطالما رآه الناس يسير مع المسكين، أو مع العبد، أو مع الأرملة، أو مع أيٍّ من الضعفاء.. يسمع منهم، ويخفف عنهم، ويقضي حوائجهم. فقد حدَّث بعض أصحابه قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يأنف ولا يستكبر أن يمشي مع الأرملة والمسكين والعبد، حتى يقضي له حاجته»[6].














توقيع :

.
.
.
.





التعديل الأخير تم بواسطة ذعذاع الشمال ; 26-05-10 الساعة 12:49 AM
عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 12:51 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الثالثة
تفاءل فالله معك، والملائكة يستغفرون لك، والجنة تنتظرك

تفاؤل الرسول صلى الله عليه وسلم




إنّ من الصفات النبيلة والخصال الحميدة التي حبا الله بها نبيه الكريم ورسوله العظيم صفة التفاؤل، إذ كان صلى الله عليه وسلم متفائلاً في كل أموره وأحواله، في حلِّه وترحاله، في حربه وسلمه، في جوعه وعطشه، وفي صحاح الأخبار دليل صدق على هذا، إذ كان صلى الله عليه وسلم في أصعب الظروف والأحوال يبشر أصحابه بالفتح والنصر على الأعداء، ويوم مهاجره إلى المدينة فراراً بدينه وبحثاً عن موطئ قدم لدعوته نجده يبشر عدواً يطارده يريد قتله بكنز سيناله وسوار مَلِكٍ سيلبسه، وأعظم من ذلك دين حق سيعتنقه، وينعم به ويسعد في رحابه.

نعم إنه التفاؤل، ذلك السلوك الذي يصنع به الرجال مجدهم، ويرفعون به رؤوسهم، فهو نور وقت شدة الظلمات، ومخرج وقت اشتداد الأزمات، ومتنفس وقت ضيق الكربات، وفيه تُحل المشكلات، وتُفك المعضلات، وهذا ما حصل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما تفاءل وتعلق برب الأرض والسماوات؛ فجعل الله له من كل المكائد والشرور والكُرب فرجاً ومخرجاً.

فالرسول صلى الله عليه وسلم من صفاته التفاؤل، وكان يحب الفأل ويكره التشاؤم، ففي الحديث الصحيح عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا عدوى ولا طيرة، ويعجبني الفأل الصالح: الكلمة الحسنة ) متفق عليه.والطيرة هي التشاؤم.

وإذا تتبعنا مواقفه صلى الله عليه وسلم في جميع أحواله، فسوف نجدها مليئة بالتفاؤل والرجاء وحسن الظن بالله، بعيدة عن التشاؤم الذي لا يأتي بخير أبدا.

فمن تلك المواقف ما حصل له ولصاحبه أبي بكر رضي الله عنه وهما في طريق الهجرة، وقد طاردهما سراقة، فيقول الرسول صلى الله عليه وسلم مخاطباً صاحبه وهو في حال ملؤها التفاؤل والثقة بالله : ( لا تحزن إن الله معنا، فدعا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتطمت فرسه - أي غاصت قوائمها في الأرض - إلى بطنها ) متفق عليه.

ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم وهو في الغار مع صاحبه، والكفار على باب الغار وقد أعمى الله أبصارهم فعن أنس عن أبي بكر رضي الله عنه قال : ( كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في الغار، فرفعت رأسي، فإذا أنا بأقدام القوم، فقلت: يا نبي الله لو أن بعضهم طأطأ بصره رآنا، قال: اسكت يا أبا بكر، اثنان الله ثالثهما ) متفق عليه.

ومنها تفاؤله بالنصر في غزوة بدر، وإخباره صلى الله عليه وسلم بمصرع رؤوس الكفر وصناديد قريش.

ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم عند حفر الخندق حول المدينة، وذكره لمدائن كسرى وقيصر والحبشة، والتبشير بفتحها وسيادة المسلمين عليها.

ومنها تفاؤله صلى الله عليه وسلم بشفاء المريض وزوال وجعه بمسحه عليه بيده اليمنى وقوله: لا بأس طهور إن شاء الله.

كل ذلك وغيره كثير، مما يدل على تحلِّيه صلى الله عليه وسلم بهذه الصفة الكريمة.

وبعد: - أخي القارئ الكريم - فما أحوج الناس اليوم إلى اتباع سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم : { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا } (الأحزاب:21) . إن واقع أمة الإسلام اليوم ، وما هي فيه من محن ورزايا ، ليستدعي إحياء صفة التفاؤل ، تلك الصفة التي تعيد الهمة لأصحابها ، وتضيء الطريق لأهلها، والله الموفّق












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 12:56 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الرابعة
إمسح دموعك بحسن الظن بربك، واطرد همومك بتذكُّر نعم الله عليك.

عن جابر –رضي الله عنه- قال سمعت النبي –صلى الله عليه
وسلم

- قبل موته بثلاثة أيام
يقول:

"لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله تعالى" رواه مسلم.

والنبي –صلى الله عليه وسلم-

أقرب عباد الله إلى الله
وأزكاهم عنده،

وهو الذي سبق
إلى كل خير واقترب من كل فضل،


وكان يوصي أصحابه ومن بعدهم بالظن الحسن بالله عز وجل.

وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال النبي –صلى الله
عليه وسلم

("يقول الله تعالى

أنا عند ظن عبدي بي،

وأنا معه إذا ذكرني

فإن ذكرني في نفسه ذكرته
في نفسي،

وإذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم )

رواه البخاري ومسلم.


خُلُقـــــــــــه:

عن أنس بن مالك –رضي الله عنه- وكان صبياً قال:

كان رسول
الله –صلى الله عليه وسلم-

من أحسن الناس خلقاً،

فأرسلني يوماً لحاجة

فقلت:

والله لا أذهب،

وفي نفسي أن أذهب لما أمرني به نبي الله –صلى الله عليه وسلم-،

فخرجت حتى
أمُرّ على الصبيان وهم يلعبون في السوق

، فإذا رسول الله –صلى الله
عليه وسلم-

قد قبض بقفاي من ورائي
قال،

فنظرت إليه وهو يضحك،

فقال


يا أنيس :

! هل ذهبت حيث أمرتك؟

قال قلت

نعم،

أنا
أذهب يا رسول الله!

قال أنس:

والله
لقد خدمته تسع سنين

ما علمته قال لشيء صنعته: لما فعلت كذا؟

أو لشيء
تركته: هلا فعلت كذا)

رواه مسلم












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 01:01 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الخامسة
لا تظن بأن الدنيا كَمُلت لأحدٍ، فليس على ظهر الأرض مَنْ حصل له كلُّ مطلوبٍ، وسلِم من أيِّ كدر.


زوال الدنيا


اغتنام الأوقات بالاعمال الصالحات

قبل الندم عليها



عن ابن عمر رضي الله عنهما ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمنكبي فقال: ( كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل ). وكان ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.

هذا الحديث أصل في قصر الأمل في الدنيا ، وأن المؤمن لا ينبغي له أن يتخذ الدنيا وطناً ومسكناً، فيطمئن فيها، ولكن ينبغي أن يكون فيها كأنه على جناح سفر: يهيء جهازه للرحيل: قال تعالى : ( يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار ) .

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول( مالي وللدنيا إنما مثلي ومثل الدنيا كمثل راكب قال في ظل شجرة ثم راح وتركها ) .

ومن وصايا المسيح عليه السلام لأصحابه أنه قال لهم : من ذا الذي يبني على موج البحر داراً ، تلكم الدنيا ، فلا تتخذوها قراراً . وكان علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول : إن الدنيا قد أرتحلت مدبرة ،وإن الآخرة قد أرتحلت مقبلة ، ولكل منهما بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل .

قال بعض الحكماء: عجب ممن الدنيا مولية عنه، والآخرة مقبلة، إليه يشتغل بالمدبرة، ويعرض عن المقبلة.

وقال عمر بن عبد العزيز في خطبته: إن الدنيا ليست بدار قراركم،كتب الله عليها الفناء ، وكتب على آهلها منها الظعن، فاحسنوا ـ رحمكم الله ـ منها الرحلة بأحسن ما بحضراتكم من المقلة، وتزودوا فإن خير الزاد التقوى.

حال المؤمن في الدنيا

وإذا لم تكن الدنيا للمؤمن دار إقامة ولا وطناً، فينبغي للمؤمن أن يكون حاله فيها على أحد حالين : إما أن يكون كأنه غريب مقيم في بلد غربة، همه التزود للرجوع إلى وطنه، أو يكون كأنه مسافر غير مقيم البتة، بل هو ليله ونهاره، يسير إلى بلد الإقامة ، فلهذا وصى النبي صلى الله عليه وسلم ابن عمر أن يكون في الدنيا عبى أحد هذين الحالين :

فأحدهما: أن ينزل المؤمن نفسه كأنه غريب في الدنيا يتخيل الإقامة، لكن في بلد غربة ، فهو غير متعلق القلب ببلد الغربة ، لب قلبه متعلق بوطنه الذي يرجع إليه : قال الحسن: المؤمن في الدنيا كالغريب لأنه لما خلق آدم أسكن هو وزوجته الجنة ، ثم أهبطا منها، ووعدا الرجوع إليها ، وصالح ذريتهما، فالمؤمن أبداً يحن إلى وطنه الأول.

فحي على جنات عدن فإنها

منازلك الأولى وفيها المخيم

ولكننا سبي العدو فهل ترى

نعود إلى أوطاننا ونسلم

وقد زعموا أن الغريب إذا نأى وشطت به أوطانه فهو مغرم

وأي اغتراب فوق غربتها التي

لها أضحت الأعداء فينا تحكم

كان عطاء السلمي يقول في دعائه : اللهم ارحم في الدنيا غربتي ، وارحم في القبر وحشتي، وارحم موقفي غداً بين يديك .

وما أحسن قول يحي بن معاذ الرازي : الدنيا خمر الشيطان، من سكر منها لم يفق إلا في عسكر الموتى نادماً مع الخاسرين.

الحال الثاني : أن ينزل المؤمن نفسه في الدنيا كأنه مسافر غير مقيم البتة ، وإنما هو سائر في قطع منازل السفر حتى ينتهي به السفر إلى آخره ، وهو الموت ، ومن كانت هذه حاله في الدنيا، فهمته تحصيل الزاد للسفر، وليس له همة في الاستكثار من متاع الدنيا، ولهذا أوصى النبي صلى الله عليه وسلم جماعة من أصحابه أن يكون بلاغهم من الدنيا كزاد الراكب.

قيل لمحمد بن واسع : كيف أصبحت. قال : ما ظنك برجل يرتحل كل يوم ورحله إلى الآخرة ؟

الحث على اغتنام أوقات العمر

وقال الحسن: إنما أنت أيام مجموعة ، كلما مضى يوم مضى بعضك.

وقال ابن آدم إنما أنت بين مطيتين يوضعانك، يوضعك النهار إلى الليل ، والليل إلى النهار، وحتى يسلمانك إلى الآخرة .

قال داود الطائي : إنما الليل والنهار مراحل ينزلها الناس مرحلة مرحلة ينتهي ذلك بهم إلى آخر سسفرهم، فإن استطعت أن تقدم في كل مرحلة زادا لما بين يديها ، فافعل ،فإن انقطاع السفر عن قريب ما هو ، والأمر أعجل من ذلك ، فتزود لسفرك ، واقض ما أنت قاض من أمرك ، فكأنك بالأمر قد بغتك.

وكتب بعض السلف إلى أخ : يا أخي يخيل لك أنك مقيم ، بل أنت دائب السير ، تساق مع ذلك سوقاً حثيثاً ، الموت موجه إليك ، والدنيا تطوى من ورائك، وما مضى من عمرك ، فليس بكار عليك.

سبيلك في الدنيا سبيل مسافر

ولا بد للإنسان من حمل عدة

ولا سيما إن خاف صولة قاهر

قال بعض الحكماء : كيف يفرح بالدنيا من يومه يهدم شهره ، وشهره يهدم سنته وسنته تهدم عمره ، وكيف يفرح من يقوده عمره إلى أجله ، وتقوده حياته إلى موته .

وقال الفضيل بن عياض لرجل : كم أتت عليك ؟ قال : ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ، فقال الرجل : فما الحيلة ؟قال يسيرة، قال: ما هي؟ قال : تحسن فيما بقي غفر لك ما مضى ، فإنك إن أسأت،أخذت بما مضى وبما بقي.

قال بعض الحكماء: من كانت الليالي والأيام مطاياه، سارت به وإن لم يسر ، وفي هذا قال بعضهم :

وما هذه الأيام إلا مراحل

يحث بها داع إلى الموت قاصد

وأعجب شيء ـ لو تأملت ـ أنها

منازل تطوى والمسافر قاعد

قال الحسن: لم يزل الليل والنهار سريعين في نقص الأعمار، وتقريب الأجال . وكتب الأوزاعي إلى أخ له: أما بعد، فقد أحيط بك من كل جانب، وأعلم أنه يسار بك قي كل يوم وليلة، فأحذر الله والمقام بين يديه ، ولن يكون آخر عهدك به، والسلام.

نسير إلى الآجال في كل لحظة

وأيامنا تطوى وهن مواحل

ولم أر مثل الموت حقاً كأنه

إذا ما تخطفه الأماني باطل

وما أقبح التقريط الصبا

فكيف به والشيب للرأس شامل

ترحل من الدنيا بزاد من التقى

فعمرك أيام وهن قلائل

ذم طول الأمل والحث على تقصيره

وأما وصية ابن عمر وضي الله عنهما، فهي مأخوذة من هذا الحديث الذي رواه وهي متضمنة لنهاية قصر الأمل، وأن الإنسان إذا أمسى لم ينتظر الصباح، وإذا أصبح لم ينتظر المساء ، بل يظن أن أجله يدركه قبل ذلك ، قال المروزي : قلت لأبي عبد الله ـ يعني أحمد ـ أيّ شيء الزهد في الدنيا ؟ قال : قصر الأمل ، من إذا أصبح، قال: لا أمسي.وكان محمد بن واسع إذا أراد أن ينام قال لأهله: أستودعكم الله ، فلعلها أن تكون منيتي التي لا أقوم منها، فكان هذا دأبه إذا أراد النوم، وقال بكر المزني: إن استطاع أحدكم أن لا يبيت إلا وعهده عند رأسه مكتوب، فليفعل، فإنه لا يدري لعله أن يبيت في أهل الدنيا، ويصبح في أهل الآخرة .

وقال عون بن عبد الله : ما أنزل الموت كنه منزلته من عدّ غداً من أجله، وقال بكر المزني: إذا أردت أن تنفعك صلاتك فقل: لعلي لا أصلي غيرها ، وهذا مأخوذ مما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( صل صلاة مودع ) روى عن أبي الدرداء والحسن أنهما قالا : ابن آدم إنك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن أمك . ومما أنشد بعض السلف .

إنا لنفرح بالأيام نقطعها

وكل يوم يدني من الأجل

فاعمل لنفسك قبل الموت مجتهداً

فإنما الربح والخسران في العمل

الحث على استغلال أيام العمر في الأعمال الصالحة

قوله : ( وخذ من صحتك لسقمك ، ومن حياتك لموتك ) ، يعني: اغتنم الأعمال الصالحة في الصحة قبل أن يحول بينك وبينها الموت. وقد روي معنى هذه الوصية عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثيرمن الناس : الصحة والفراغ ) ، وعن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لرجل وهو يعظه : ( اغتنم خمساً قبل خمس : شبابك قبل هرمك ، وصحتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك ) .

وقال غنيم بن قيس : كنا نتوسط في أول الإسلام : ابن آدم اعمل في فراغك قبل شغلك، وفي شبابك لكبرك، وفي صحتك لمرضك وفي دنياك لآخرتك ، وفي حياتك لموتك.

وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( بادروا بالأعمال ستاً : طلوع الشمس من مغربها ، أو الدخان،أو الدجال، أو الدابة، وخاصة أحدكم ، أو أمر العامة ) .

وبعض هذه الأمور العامة لا ينفع بعدها عمل، كما قال تعالى : (يوم يأتي بعص آيات ربك لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) .

وفي الصحيحين عن أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : ( لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس، آمنوا أجمعون ، فذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً ) .

عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل، أو كسبت في إيماها خيراً : طلوع الشمس من مغربها، والدجال ، ودابة الأرض ).

فالواجب على المؤمن المبادرة بالأعمال الصالحة قبل لا يقدر عليها ويحال بينه وبينها ، إما بمرض أو موت ، أو بأن يدركه بعض هذه الآيات التي لا يقبل معها عمل.

قال أبو حازم : إن بضاعة الآخرة كاسدة ويوشك أن تنفق، فلا يوصل منها إلى قليل ولا كثير. ومتى حيل بين الإنسان والعمل لم يبق له إلا الحسرة والأسف عليها، يتمنى الرجوع إلى حالة يتمكن فيها من العمل ، فلا تنفعه الأمنية.

قال تعالى : ( وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون *واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من قبل أن يأتيكم العذاب تغتة وأنتم لا تشعرون أن تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وإن كنت لمن الساخرين أو تقول لو أن الله هداني لكنت من المتقين * أو تقول حين ترى العذاب لو أن لي كرة فأكون من المحسنين ) .

وقال تعالى : ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون * لعلي أعما صالحاً فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون ) .

اغتنم في الفراغ فضل ركوع

فعسى أن يكون موتك بغتة

كم صحيح رأيت من غير سقم
ذهبت نفسه الصحيحة فلته












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 01:07 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة السابعة
هل سمعتَ أنَّ الحزنَ يُعيدُ ما فات، وأن الهمَّ يُصْلِح الخطأ، فلماذا الحزن والهم؟!

لا تحزن , ولا تيأس من روح الله ::

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

{وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ}
...
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءهُمْ نَصْرُنَا}

{ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ }

وقال عن المسلمين :

{ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (10) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً }
------------------------
لا تحزن على ما فاتك فإن عندك نعماً كثيرة

فكر فى نعم الله الجليلة , وفي أعطياته الجزيلة , وأشكُره على هذه

النعم , وأعلم أنك مغمور بأعطياته.

قال سبحانه وتعالى {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها }
----------------------
لا تحزن على شئ لا يستحقٌّ الحزن

مما يثبت السعادة وينميها ويعمقها : أن لا تهتم بتوافه الأمور ,

فصاحب الهمة العالية همٌّه الآخرة .

إن أحد المنافقين أهمتهُ نفسهُ ( أى طاوعته نفسه ), وقال لاصحابه :

لا تنفروا في الحرّ .

فقال سبحانه : {قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا }
-----------------------
لا تحزن واطرد الهم :

راحة المؤمن غفلة , والفراغ القاتل , والعطالة بطالة, وأكثر الناس هموماً

وغموماً وكدراً العاطلون الفارغون , وألأراجيفُ والهواجسُ رأس مال المفاليس

من العمل الجادّ المثمر .

فتحرك واعمل , وزاول وطالع , واتلُ وسبح , واكتب وزر , واستفد من وقتك

ولا تجعل دقيقة للفراغ , أنك يوم تفرغ يدخل عليك الهمُّ والغمٌّ ,

والهاجس والوساوس , وتصبح ميداناً لألاعيب الشيطان












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 01:10 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة السادسة
كن كالنخلةِ عاليَه الهمَّة، بعيده عن الأذى، إذا رُمِيت بالحجارة ألقتْ رطبها
المؤمن كالنخلة.. أصلها ثابت وفرعها في السماء

- عن ابن عمر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم{ إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وإنها مثل المسلم فحدثوني ما هي ؟ فوقع الناس في شجر البوادي، قال عبد الله ووقع في نفسي أنها النخلة فاستحييت، ثم قالوا : حدثنا يا رسول الله.. قال : هي النخلة } أخرجه البخاري.
- لقد كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يجلس مع عشرة من أصحابة من بينهم أبو بكر وعمر وأبو هريرة وأنس بن مالك.. وكان عاشرهم عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهما.. الذي كان أصغر القوم.
- وكان صلى الله عليه وسلم قد أتى بجمار نخل – أي ببلح قبل أن يطيب – فأخذ يأكل منها وهو يتلوا قول الله تعالي:{ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها....}.
- ثم نظر في أصحابة وأخبرهم أن هناك شجرة لا يسقط ورقها طوال العام.. وأن فيها شبها كبيراً بالمسلم.. ثم راح يختبر أفهامهم ويستميل عقولهم بأسلوب إنشائي استفهامي في أرقى لون من ألوان التعليم.
- نعم المعلم هو صلى الله عليه وسلم فقال : حدثوني ما هي ؟ وأخذ الناس يستنبطون حل ذلك اللغز وإجابة ذلك السؤال.. وعندما لم يتوصلوا إلى الجواب الصحيح قالوا : حدثنا يا رسول الله ما هي تلك الشجرة.
- فقال : ( هي النخلة ) وبهذا الأسلوب البلاغي الرائع ثبّت رسول الله صلى الله عليه وسلم تلك المعلومة الهامة في نفوس الحضور من أصحابه.. بل والذين لم يحضروا وكل أمته من بعده
- ألم تر أن ذلك أبلغ من أن يخبرهم ابتداء فيقول المسلم مثل النخلة ثم يسكت ؟
- ثم تعالوا بنا ننظر من هذا الذي يروي لنا هذا الحديث العظيم.. والذي فطن إلي حل تلك المسألة في نفسه ؟ إنه عبد الله بن عمر، أتدرون كم كان يبلغ من العمر وقتها ؟
- إنه كان في السادسة عشرة من عمره أو جاوزها قليلاً، أي في سن طالب في الثانوية، ولكنه من كان يجالس هذا الفتي الصغير ؟.. لقد كان يجالس من هم خير منه علماً وتقوي وورعاً، إنه يجالس العلماء والصالحين فإن كان جاهلاً علموه وإن كان عالماً زادوه.
- آه لو أن شبابنا يتعلمون، وبابن عمر – الفتي الصغير يقتدون.. فيبحثون عن العلماء الذين ينتفعون منهم.. وبالصالحين الذين يزدادون من صلاحهم.. فيجالسوهم ويصاحبوهم.. بدلاً من أن يصاحبوا أهل المعاصي وسفهاء القوم الذين لا يزيدونهم من الله إلا بعداً ولا من الدين إلا جهلاً.
- هذا ابن عمر الفتي الصغير رغم أنه كان أصغر القوم إلا أنه راح يفكر في حل ذلك اللغز الذي اختبرهم به رسول الله صلي الله عليه وسلم.
- إلا أنه راح يفكر في القرائن فوجد أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قبل أن يسأل السؤال كان قد أتي بجمار نخل.. وأخذ يأكل منها.. فربط هذه القرينة بقول صلي الله عليه وسلم لا يسقط ورقها، وبقوله مثل المسلم، وبعد أن أجهد عقله في التفكير توصل إلي ما لم يتوصل إليه غيره من الحضور .. ربما لأنهم رضي الله عنهم لم يلتفتوا إلي تلك القرائن.. ولكنهم اشتغلوا فقط بالتفكير في مجرد السؤال الملقي عليهم.
- ووقع في نفسي الفتى الصغير أنها النخلة، إلا أن حياءه من الحضور الذين هم أكبر منه سناً ورأى أنهم أعظم منه فهماً وقدراً.. منعه ذلك الحياء من الإجابة علي السؤال.
- ولكأني بهم وهم يفكرون في الحل ويقول أحدهم لعلها شجرة كذا، فيقال له لا، ويقول الأخر لعلها شجرة كذا فيقال له لا، ولكأني بابن عمر وهو متحفزا كلما سمع نفي إجابة الواحد منهم يكاد أن ينطق هي النخلة.. فينظر إلي أبي بكر تارة.. وإلي أبيه عمر تارة.. وإلي أبي هريرة أخري.. فيستحي أن يجيب هكذا حتى أجاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ( هي النخلة )
- ولكن – أخي الكريم انظر إلي شعور أبيه عمر، إذ بعد أن أنصرف القوم قال عبد الله له : والله يا أبت لقد عرفتها أنها النخلة إذ كنت ألاحظ أن رسول الله صلي الله عليه وسلم كان يأكل الجمار وقت السؤال.. والوالد عمر يقول : ما الذي منعك يا بني من أن تجيب ؟
فيجيب عبد الله : استحيت منك ومن أبي بكر وأبي هريرة وفلان وفلان حيث عجزتم عن الجواب.
فيقول عمر : لأن كنت أجبت كان أحب إلي من حمر النعم.
- نعم، كم كانت هذه الدنيا حقيرة في عين عمر رضي الله عنه إذ تمنى أن لو أجاب ابنه على سؤال رسول الله صلي الله عليه وسلم, ولو فعل لكان ذلك أحب إليه من الدنيا وما فيها.. وعبر عنها بأعز شئ عند العرب وقتها وهي حمر النعم، وهكذا الوالد يعتز بتفوق ولده حتى ولو كان ذلك التفوق عليه هو شخصياً.
- وعلى كل نرى أن عبد الله أستحييا أن يتكلم في حضرة من هم أكبر منه سناً وفضلاً.. لنتعلم على يد الفتى الصغير أبلغ درس في الحياء، وعدم حب الظهور والتميز على حساب الآخرين، نعم إن الحياء في العلم مذموم إلا أن المصلحة هنا كما رأى عبد الله رضي الله عنه اقتضت تقديم واجب توقير الكبير واحترامه وعدم التقدم عليه.
- ونجد في الحديث الطيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ضرب أروع المثل لكل من أراد أن يتصدى لمهمة التربية أو يسلك طريق التعليم.. حيث أنه صلى الله عليه وسلم قد ضرب لأصحابه المثل بأسلوب بلاغي رائع حيث شبه تلك الشجرة التي يسأل عنها بالمسلم في النفع والخير والبركة, هذه نقطة.
- والنقطة الأخرى أنه صلى الله عليه وسلم عبر بأسلوب بلاغي أخر أكثر روعة من الأول.. حيث أنه لما أراد أن يثبت في نفوس مستمعيه معلومة لم يصفها لهم بأسلوب خبري عادي.. وإنما صاغها لهم بالأسلوب الإنشائي عن طريق الاستفهام وامتحانهم بما يخفي.. بما في ذلك من إشراك طالب العلم في العملية التعليمية حتى لا تكون المعلومة عنده مجرد حشو..كما أنه يثير في نفوسهم أسلوب التحفيز والتشويق بما يثبت ما لديهم من معلومات صحيحة.. ويضيف إليهم ما لم يعلموه من قبل
- ألا ترى بذلك أنه صلى الله عليه وسلم قد سبق الذين ينادون اليوم بتطوير العملية التعليمية ورفع جودة التعليم حتى يرتقوا بطلبة العلم إلى مستوى الفهم لما يتلقونه.. وليس مجرد الحفظ والحشو والتلقين ؟
- ثم إنه صلى الله عليه وسلم لما أراد أن يشبه المسلم شبهه بشئ قريب إلى ذهن طالب العلم.. بل إنهم يرونه في بيئتهم في كل وقت وفي كل مكان.. كما أنه صوره بشئ جامع للكثير من معالي الأمور وعظائمها.. حيث صوره بالنخلة، ولم لا ؟
- وكما أن النخلة أصلها في الأرض ثابت وفروعها مرتفعة في السماء, كذلك فالمسلم أصله من الأرض وفي الأرض يمكث إلا أن قلبه معلق بالسماء ,يطوف حول عرش ربه ويحلق بعبادته وذكره في السماء, فعلم أنه لم يخلق عبثاً ولم يترك سدى، لم يخلق ليخلد إلى الأرض ويرتبط بها جبينه.. وإنما ليقوم بمهمة أراده الله لها.. وهي طاعة الله وعمارة الأرض, كمثل النخلة التي لم تنبت في الأرض لتمتد أفقاً عليها فتكون كالإنسان الراقد..وإنما لترتقي رأساً إلى السماء.
- ولقد جاء في رواية للحديث ( شجرة مثلها مثل المؤمن، أصلها ثابت وفرعها في السماء ).. ولنا أن نلاحظ أن النخلة كل يوم في ازدياد وارتفاع إلى أعلى.. وكل عام يقطع منها جريداً لينبت بدلاً منه جريداً أخر وترتقي وتكبر وتعلو، وكذلك المسلم أن إيمانه دائما في ازدياد وارتفاع.. وإن نالت الأيام من جسده وأضعفت من قوته.. إلا أن إيمانه يزداد يوماً بعد يوم بطاعته لربه وقوة يقينة وثقته فيما عنده سبحانه وتعالى.
- ثم إن النخلة لتتعرض إلى مصائب جسام من مصائب الدهر.. تارة تضربها الرياح يمنة ويسرة.. وتارة تصيبها السيول الجارفة يصيبها برد الشتاء وتتسلط عليها حرارة الشمس وأشعتها.. وتخترقها أرضة الأرض وترتقيها الجرذان.. وتنهش فيها الحدان والغربان.. وهي في كل هذا شامخة الرأس عالية الهامة.. ولم يزدها كل ذلك إلا قوة ورسوخاً إلى قوتها ورسوخها.. وما نراها تهتز كما يهتز غيرها من الأشجار والعيدان.. وكذلك المسلم لم يزده صنوف البلاءات ولا دواهي الزمان في دينه إلا قوة.. وفي عقيدته رسوخاً إلى رسوخها.
- نعم إن المسلم مثل النخلة إذ نرى المسلم.. وهو يقيم مشروعة الحضاري من عبادة ربه وعمارته لهذه الأرض التي يحيا عليها.. ومن دعوة الناس كل الناس إلى العيش في ظلال شريعة الله الوارفة حتى يسعدوا في دنياهم وفي أخراهم وفي جوار ربهم هناك.
- فبينما هو كذلك إذ يرميه الناس زورا وبهتاناً بأنه إنسان رجعي وبأنه متطرف.. ويكيلون له شتى ألوان الاتهامات الباطلة.. ويثيرون حوله الشبهات الداحضة ليصرفوا الناس من حوله، وهو أمام كل ذلك ما رد فعله أمام تلك التهم والشبهات الباطلة ؟
- إنه يحسن إلى من يسئ إليه.. بل ويدعو لهم في جوف الليل بالهداية إلى صراط الله المستقيم.. بل ويواصل دعوتهم إلى الله وهو ثابت على مبدأه راسخ في إيمانه.. فكان بذلك مثل النخلة يرميها الناس بالحجر وتهاديهم هي بالتمر
- يا الله.. اللهم ثبتنا لاغرو أحبتي في الله إنه يشبه رسولنا صلي الله عليه وسلم المسلم بالنخلة وإن النخلة نفع كلها.. وكما قال بعض العلماء بركة النخلة في جميع أجزائها.. وعلى الأيام خمسة حين يطلع ثمرها إلى أن ييبس يؤكل أنواعاً بسراً ورطباً وتمراً.. وينتفع بخوصها وجريدها وليفها وجزعها حتى النوى ينتفع به في علف الدواب.
- وكذلك المسلم نفع كله في نطقه وفكره، في قولة وفعله، في حركته وسكنته، حتى في رؤيته وهو بشوش الوجه مبتسماً يأتي إليه الناس، إلف ألوف يألف الناس ويألفونه.. ينتفع الناس كل الناس من كل أحواله.. حتى الذين هم على غير دينه.. فتراه مقتدياً بنبيه محمد صلى الله عليه وسلم.. يزورهم إذا مرضوا ويهاديهم ويقبل منهم ويؤاكلهم ويؤانسهم ويشاركهم أفراحهم وأتراحهم ويودهم ويتودد إليهم.. كل ذلك طاعة لربه وامتثالا لأمر دينه.
- بل ويتعاون مع كل أحد أراد الخير للعباد وهم بعمارة الأرض والبلاد، نعم لأنه نفع كله تماماً كالنخلة التي هي نفع كلها، وكما أن النخلة لا يسقط ورقها كذلك هو لا يسقط له همه ولا تلين له عزيمة، ولا تضعف له إرادة في الله وبالله ومع الله.
- وإذا كانت النخلة قوتها تقوى به الأبدان وينبت به الشحم واللحم.. فإن المسلم قوته الذي هو العلم والإيمان تقوى به الأرواح وتسلم به العقول والقلوب، فمن انتفع به فقد أفلح وأنجح وفاز والله ثم والله.. ومن لم يرفع بذلك رأساً وأعرض عن ذلك النفع ونأى بجانبه فقد خاب وخسر في يوم شديد حره عظيم هوله.
- "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ".
- صدق الله العظيم وصدق رسوله الكريم.. ونحن على ذلك من الشاهدين.

والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 01:16 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة الثامنة
لا تنتظر المحن والفتنَ، بل انتظر الأمن والسلامَ والعافية إن شاء الله.

أنه لمن المؤلم على النفس أن نرى قلوبنا
قد قست لهذه الدرجة
نسمع عن كوارث ومصائب تحدث ولا يحرك فينا ساكنا , إلا من رحم الله
روي عن عائشة رضي الله عنها قالت : ( كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا رأى مخيلة ـ يعني الغيم ـ تلون وجهه و تغير و دخل و خرج و أقبل و أدبر فإذا مطرت سري عنه ، قالت : فذكرت له عائشة بعض ما رأت منه ، فقال و ما يدريني لعله كما قال قوم عاد ( فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا : هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم )). مسند أحمد 25506


آلمني كثيرا تلقي البعض للحديث عن الإعصار القادم بالضحك بل والسخرية وتفنن بعضهم في إخراج النكت والطرائف وكأننا نتحدث عن فلم كرتون وليس مصيبة قد تبيد وتفتك بكثير من العباد نسأل الله السلامة

فما هو الواجب علينا في مثل هذه المواقف ؟؟


أولا : علينا أن تؤمن أن مثل هذه الحوادث من فعل الله تعالى وليس كما يزعم بعضهم أنه من جراء فعل الطبيعة وغير ذلك.

ثانيا : علينا أن نهرع إلى الله تعالى بالاستغفار والتضرع والدعاء بأن يعفو عنا وأن لا يؤاخذنا بذنوبنا

ثالثا : أن نستشعر عظمة الخالق جل وعلا وأنه على كل شيء قدير وأنه قوي شديد العقاب .

رابعا : أن نذكر بعضنا بعضا بعذاب الله وكيف أن الله قادر على أن يأخذنا أخذ عزيز مقتدر وأن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر , فقد روي عن جابر قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
أوحي الله عز و جل إلى جبريل عليه السلام أن أقلب مدينة كذا و كذا بأهلها قال : فقال يا رب إن فيهم عبدك فلاناً لم يعصك طرفة عين . قال : فقال : اقلبها عليهم فإن وجهه لم يتمعر في ساعة قط .).شعب الايمان 7595 .

خامسا : علينا أن نستشعر نعمة الأمن والأمان وما نحن فيه من نعم الله علينا , فقد روي عن سلمة بن عبيد الله بن محصن الأنصاري عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أصبح منكم معافى في جسده آمنا في سربه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا). سنن ابن ماجة 4141
وها نحن ولله الحمد عندنا كل هذا وزيادة فالواجب علينا شكر هذه النعم حتى لا نسلبها .

هذا ما حضرني الآن ومن وجد المزيد فلا يحرمنا
وفق الله الجميع لما فيه الخير والفلاح ووقانا شر هذه الكوارث والمصائب












توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 01:24 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ذعذاع الشمال

البيانات
التسجيل: Mar 2010
العضوية: 2780
الاقامة: السعـــــــوديه
الجنس: ذكر
المواضيع: 1678
الردود: 3083
جميع المشاركات: 4,761 [+]
بمعدل : 0.92 يوميا
تلقى »  9 اعجاب
ارسل »  2 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 50

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ذعذاع الشمال غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

النجمة العاشرة
الغسلُ والوضوءُ والطيبُ والسواكُ والنظامُ أدويةٌ ناجحةٌ لكلِّ كدرٍ وضيق


أخرج مسلم من حديث جرير بن عبد الله أن النبي صلي الله عليه وسلم قال: "مَن سنَّ في الإسلام سنة حسنة، فله أجرها وأجر من عمل بها بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء..".
فالحديث وارد في إحياء سنة وحث الناس عليها؛ كما دل على ذلك سبب ورود الحديث، وهذا كله يوجب علينا السعي الحثيث لحفظ السنة النبوية مما ليس فيها وتصفيتها من البدع التي أصابتها، قال ابن عباس: «ما يأتي على الناس عام إلا أحدثوا فيه بدعة وأماتوا سنة حتى تحيا البدع وتموت السنن».

وقد سعى الصحابة لحفظ القرآن من الضياع –مع أن الله تعهد بحفظه بصريح القرآن- فجمعوه ونسخوه ونشروه.
وهذا باب عظيم لحفظ السنة من الضياع والنسيان لأنه سبيل لإحيائها والعمل بها.

1- سنة السواك عند الوضوء:
ويستحب للمسلم أن يتسوك قبل وضوءه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ( لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع كل وضوء).
2- المحافظة على الوضوء دائماً
وصلاة ركعتين بعد كل وضوء

عن عبد الله بن بريدة : عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سمع خشخشة أمامه، فقال : ( من هذا ) ؟ قالوا : بلال فأخبره، وقال: « بما سبقتني الى الجنة»؟ فقال : يارسول الله ما أحدثت إلا توضأت ولا توضأت إلا رأيت أن لله علي ركعتين أصليهما قال صلى الله عليه وسلم : « بها»
سنة:

3- لعق أطراف الأصابع بعد الانتهاء من الطعام.
4- والأكل بثلاث أصابع.
5- وأكل اللقمة ونحوها التي تسقط منا بعد مسح ما يصيبها من أذى.
في «صحيح مسلم» باب استحباب لعق الأصابع والقصعة ،وأكل اللقمة الساقطة بعد مسح ما يصيبها من أذى، وكراهة مسح اليد قبل لعقها.
عن جابر -رضي الله عنه-: أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بلعق الأصابع والصحفة وقال ( إنكم لا تدرون في أيه البركة)
وعنه -رضي الله عنه أيضا- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها فليمط ما كان بها من أذى وليأكلها ولا يدعها للشيطان ولا يمسح يده بالمنديل حتى يلعق أصابعه؛ فإنه لا يدري في أي طعامه البركة».
وعن كعب بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها.
6- الجلوس في المصلّى بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس
عن جابر بن سمرة -رضي الله عنه- قال «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلّى الفجرجلس في مَُصَلاه حتى تطلع الشمس حسناً» رواه مسلم .

قوله: «تطلع الشمس حسناً» أي: طلوعا ً حسناً ، فيكون نعتا لمصدر محذوف

عن أبي أمامة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( من صلّى صلاة الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم قام صلى كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة».
قال شيخنا عبد العزيز بن باز -رحمه الله- «إذا صلت المرأة صلاة الفجر في بيتها، وجلست في مُصَلاها
تذكر الله، أو تقرأ القرآن حتى ترتفع الشمس، ثم تصلِي ركعتين، فإنه يحصل لها ذلك الأجر

وهو إن الله يكتب لها أجر حجة وعمرة تامّتيَن».
7- الخضاب للمرأة
عن عائشة قالت: أومأت أمرأة من وراء ستر بيدها كتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ; فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم; يده فقال: «ماأدري أيد رجل أم يد أمرأة ؟ فقالت : بل يد أمرأة . فقال : (لوكنت أمرأة لغيرت أظافرك يعني بالحناء».
ولكن للأسف كل الأسف فقد غيرت تلك السنة إلى تدميم الأظافر وإطالتها، بما تتشبه فيه المسلمات بالكافرات.

8- إرخاء ذيل النساء شبراً إلى ذراع
عن أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم حين ذكر الإزار : فالمرأة يارسول الله ؟ قال: «ترخي شبراً. فقالت أم سلمة: إذا ينكشف عنها . قال: «فذراعاً، لاتزيد عليه».
وهذه السنة مهجورة حتى عند كثير من الملتزمات بالجلباب!!
9- قرار المرأة في بيتها:
ومن هدي نساء السلف الصالحات القرار في منزلهن , والمبالغة في التستر , وعدم الخروج إلا لحاجة , وذلك لسلامة المجتمع من فتنة النساء , والتي تعد من أشد الفتن .
قال تعالى: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} [سورة الأحزاب 33]
قال الإمام ابن كثير: «أي ألزمن بيوتكن فلا تخرجن لغير حاجة»

عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إن المرأة تقبل في صورة شيطان , وتدبر في صورة شيطان , فإذا أبصر أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله, فإن ذلك يرد مافي نفسه».
وعنه صلى الله عليه وسلم: «أن المرأة عورة, فإذا خرجت استشرفها الشيطان. وأقرب ماتون بروحة ربها وهي في قعر بيتها».
قيل لسودة -رضي الله عنها-: لم لا تخرجين ولا تعتمرين؟ قالت: قد حججت واعتمرت , وأمرني الله أن أقر في بيتي، فما خرجت حتى أخرجت جنازتها.
وفي رواية : فما حجت زينب ولا سودة وقالتا : لا تحركنا دابة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .أحمد وأبو داود بسند صحيح

10- لا تتعطر المرأة إذا خرجت لحاجة.
عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كل عين زانية, والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس؛ فهي زانية».
وفي رواية: «أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا منها ريحاً فهي زانية».
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «طيب الرجال ماظهر ريحه وخفي لونه, وطيب النساء ماظهر لونه وخفي ريحه».
عن يحيى بن جعدة : أن عمر بن الخطاب خرجت امرأة في عهده متطيبة , فوجد ريحها فعلاها بالدرة , ثم قال : تخرجن متطيبات فيجد الرجال ريحكن , وإنما قلوب الرجال عند أنوفهم , اخرجن تفلات.
عن عطاء قال : كان ينهى أن تطيب المرأة وتزين ثم تخرج .

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : استقبلته امرأة يفوح طيبها , لذيلها إعصار , فقال لها : ياأمة الجبار أنى جئت ؟ قالت من المسجد , قال : آلله تطيبت ؟ قالت نعم , قال : فارجعي , فإني سمعت حبيبي أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : لايقبل الله صلاة امرأة تطيبت لهذا المسجد حتى تغتسل كغسلها من الجنابة . رواه ابن ماجه.
عن عبيد بن بزيد بن سراقة : عن أمه أنها أرسلت إلى حفصة وهي أختها تسألها عن الطيب , وأرادت أن تخرج , فقالت حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم : إنما الطيب للفراش.

قال عبد الله بن مسعود : لأن أزاحم جملاً قد طلي قطراناً أحب إلي من أن أزاحم امرأة متعطرة.
عن إبراهيم قال : طاف عمر بن الخطاب في صفوف النساء فوجد ريحاً طيبة من رأس امرأة , فقال : لو أعلم أيتكن هي لفعلت ولفعلت . لتطيب إحداكن لزوجها, فإذا خرجت لبست أطمار وليدتها . قال : فبلغني أن المرأة التي كانت تطيب بالت في ثيابها من الفرق.
عن ابن مسعود: أنه وجد من امرأته ريح مجمر وهي بمكة , فأقسم عليها ألا تخرج تلك الليلة .ابن أبي شيبة
11- إذا خرجت المرأة فلا تمش في وسط الطريق
عن أبي أسيد الأنصاري : أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم وهو خارج من المسجد وقد اختلط الرجال بالنساء في الطريق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للنساء: «استأخرن فإنه ليس لكن أن تحتضنّ الطريق, عليكن بحافات الطريق».
قال أبو أسيد: فكانت المرأة تلصق بالجدار , حتى أن ثوبها ليتعلق بالجدار من لصوقها به.

12- خروج النساء للمساجد ليلاً فقط :
عن ابن عمر قال : كانت امرأة لعمر تشهد صلاة الصبح والعشاء في الجماعة في المسجد , فقيل لها : لم تخرجين وقد تعلمبن أن عمر يكره ذلك ويغار ؟ قالت : وما يمنعه أن ينهاني ؟ قال: يمنعه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لاتمنعوا إماء الله مساجد الله».
وعن ابن عمر قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ائذنوا للنساء بالليل إلى المساجد».
وقد بوّب البخاري -رحمه الله- فقال: «باب خروج النساء إلى المساجد بالليل والغلس».
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إذا استأذنكم نساؤكم بالليل إلى المسجد فأذنوا لهن».
وهذا يدل على أن للرجل منع زوجته من الذهاب للمساجد بالنهار .

وقد بوّب البخاري -رحمه الله- فقال: «باب سرعة انصراف النساء من الصبح، وقلة مقامهن في المسجد».
ثم روى عن عائشة -رضي الله عنها-: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي الصبح بغلس , فينصرفن نساء المؤمنين لايُِعرفن من الغلس , أو لايعرف بعضهنّ بعضاً.
وكانت النساء على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يخرجن لحاجتهنّ بالليل , فقد بوّب البخاري فقال: «باب خروج النساء لحوائجهنّ».
وقد بوّب مسلم رحمه الله على هذه الأحاديث فقال: ( باب خروج النساء إلى المساجد إذا لم يترتب عليه فتنة وأنها لاتخرج متطيبة)
وروى عن ابن عمر قال : قال صلى الله عليه وسلم: «لا تمنعوا النساء من الخروج إلى المساجد بالليل».
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم: «أيما امرأة أصابت بخوراً , فلا تشهد معنا العشاء الآخرة».

ففي صحيح مسلم –رحمه الله– عن عمرة بنت عبد الرحمن: أنها سمعت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول: «لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى ما أحدث النساء لمنعهنّ المسجد , كما منعت نساء بني إسرائيل».

13- نفض الفراش عند النوم :
عن أبي هريرة . قال : قال رسول الله: «إذا أوى أحدكم إلى فراشــه فليأخـذ داخلَة إزاره فلينفض بها فراشـــه ويسم الله فإنه لا يعلم ما خلفــه بعده على فراشــه».

14- السلام على من عرفت ومن لم تعرف :
عن عبدالله بن عمرو –رضي الله عنهما- أن رجلاً سأل رسول الله: أي الإسلام خير قال: «تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعـرف».

وقد بين النبي أن التسليم على من يعرف فقط من علامات الساعة

فقال: «بين يدي الساعــة تسليم الخاصـــة».

15- الدعاء الوارد بعد السلام من الوتر :
عن أبي بن كعب قال: كان رسول الله إذا سلم من الوتـــر، قال: «سبحان الملك القـدوس ثلاث مرات»، والثالثـــة : يجهر بها ويمد بها صوتـــه ويقول: «رب الملائكة والروح».

16- الدعاء عند صياح الديكة والتعوذ عند سماع نهيق الحمار في الليل:

عن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال رسول الله «إذا سمعتم صياح الديكـــة فأسألوا الله من فضلـه فإنها رأت ملكاً ، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطاناً».

















توقيع :

.
.
.
.




عرض البوم صور ذعذاع الشمال  
قديم 26-05-10, 05:55 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو ماسي مميز
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية عايض المقطع

البيانات
التسجيل: Sep 2009
العضوية: 2338
المواضيع: 417
الردود: 4129
جميع المشاركات: 4,546 [+]
بمعدل : 0.85 يوميا
تلقى »  1 اعجاب
اخر زياره : [+]
معدل التقييم:
نقاط التقييم: 309

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
عايض المقطع غير متصل
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عايض المقطع المنتدى : المجلس العام
افتراضي رد: عشر نجمات تضئ حياتك‏

الله يبيض وجهك يالصقر الجارح والله يجزاك خير،
وتسلم يمناك على الاضافه الرائعه، جهد كبير تشكر عليه، لاعدمناكـــ ياخوي.












توقيع :

عرض البوم صور عايض المقطع  
 

الكلمات الدلالية (Tags)
تضئ , حياتك‏ , عشر , نجمات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
هل تعلم "جغرافياً"؟ راكان المجلس العام 2 05-07-10 06:37 PM
عشر نجمات تضيء لكي حياتك الفــــ Ra7ee5 ـــــريدي مجلس حواء العام 0 08-03-08 01:04 AM


الساعة الآن 05:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir
Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi
لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52