أولئك الذين يستحقون كل تقدير

أولئك هم الأفذاذ الذي خلدوا مآثر على أرض الواقع ، وأمجاداً تروى للأجيال ، ونقشوا على جدار الزمن خطوات العناء والبناء والعطاء ، وشهد لهم المكان والزمان بسمو مقاصدهم ومكارم أخلاقهم ..
أولئك هم الرجال والشيوخ والرموز وهم النبراس المضيء لمجتمعاتهم وديارهم ، أولئك الذين أسسوا الهجر والقرى والمراكز والديار تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة لهذه البلاد الطاهره ، أولئك هم الذين يستحقون الإشادة والثناء والتمجيد ، على تضحياتهم وهمتهم وطموحهم وحكمتهم وحنكتهم ورباطة جأشهم ، في جعل المستحيل واقعاً رغم صعوبة الحياة في ذلك الوقت وقلة الامكانيات والمواصلات والاتصالات ،! إلا إنهم حملوا على عاتقهم أمانة خدمة وطنهم وحكامه بكل وفاء وولاء وأخلاص ، وتقديم العون والخدمات والمصالح لديارهم ومجتمعهم بجهودهم الذاتية .. فحفروا الآبار لتأمين الموارد المائية للساكنين ولعابري السبيل وللماشية ، وشيدوا المساجد والمدارس ، وترددوا كثيراً على الدوائر الحكومية التي تقدم خدمات مباشرة للمواطنين في ديارهم ، زراعية وبلدية وتجارية وصحية وتعليمية وأمنية واجتماعية ، فاازدهرت ديارهم بالحياة والتنمية والاستقرار ، وانتفع الناس بسبب جهودهم وتضحياتهم بالتعليم والوظائف والمزارع والمساكن ..هؤلاء هم الرواد الذين يستحقون أن تسجل أسمائهم بحروف من ذهب على صفحات التاريخ الخالدة تقديراً لتضحياتهم .. كان همهم البناء وليست الأضواء ، كان شعارهم الصبر والإيثار ، كانت أهدافهم نبيلة وتضحياتهم جليلة ، كانوا يعملون من أجل الجميع ولم يكن هدفهم الأنانية والتجميع ..الرائعون هم وحدهم القادرون على إحداث الدهشة والأمل ، وهم من يصنعون التاريج ، وهم الأركان الشامخة لمجتمعاتهم بماقدموه من خدمات جليلة ومواقف صادقة في سيرتهم ومسيرتهم .. رحم الله من توفي منهم وأسكنهم فسيح جناته وجزاهم عن ماقدموه من تضحيات وخدمات لمجتمعاتهم في ميزان حسناتهم إنه سميع مجيب . وأطال الله في عمر من بقي منهم ومن سار على نهجهم من أبنائهم واحفادهم .

حديد بن محمد حديد الفريدي ..