بسم الله والحمدلله وبعد
هذا شهر الصيام،والقيام، وتلاوة القرآن،قد مضى،نصفه
هَذِهِ أَيَّامُ العِتقِ تَنقَضِي يَومًا بَعدَ يَومٍ، وَتِلكَ لَيَالِيهِ تَذهَبُ لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ، فالأَيَّامُ تَمضِي مُتَسَارِعَةً،وَاللَّيَالي تَذهَبُ مُتَتَابِعَةً، وَالأَعمَارُ تَنقَضِي بِانقِضَاءِ الأَنفَاسِ، وهذا شهرُالغُفرَانِ يُوشِكُ أَن يَقُولَ وَدَاعًا،لَعَلَّ أَحَدَنَا لا يَلقَاهُ بَعدَ عَامِهِ هَذَا،
فَلْنَصُمْ صِيَامَ مُوَدِّعٍ،
لْنَسجُدْ بَاكِينَ مُخبِتِينَ
وَلْنَقِفْ أَمَامَ اللهِ مُنِيبِينَ مُتَذَلِّلِينَ، وَنستشعر أن للهِ عُتَقَاءَ مِنَ النَّارِ وَذَلِكَ كُلَّ لَيلَةٍ، وَوَاللهِ لا يَدرِي أَحَدُنَا مَتى يَكُونُ عَتِيقًا للهِ؟
وَلْنُجَاهِدِ النُّفُوسَ عَلَى الطَّاعَةِ لِنَنَالَ هِدَايَةَالمَولى سُبحَانَهُ
{والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبُلنا}
وَدَاوِمُوا عَلَى فِعلِ الخَيرِ
وَلَو كَانَ قَلِيلاً، فَقَد كَانَ أَحَبُّ العَمَلِ إِلى نَبِيِّكُم مَا دَاوَمَ عَلَيهِ صَاحِبُهُ وَإِنْ قَلَّ،وقَالَ عَلَيهِ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ
(أَحَبَّ العَمَلِ إلى اللهِ تَعَالى أَدوَمُهُ وَإِنْ قَلَّ)
أيها الصائمون
ما أسرعَ مرور الأيّامَ والليالي، وما أشدَّ جريَانِ الأحوال!
كنا بالأمس نتحدث عن استقبال شهرِ رمضان، فإذا بنَا في منتصف الطريق، وما هي إلا أيامٌ حتى نُفَاجَأبهلال شوّال، وإقفال سوق المنافسة وخزائنِ الأعمال،واللقاءُ بين يدي الله تعالى يوم تُنْشَرُ دواوين العمل
اخيراً اعلموا أن رمضانُ نصفُهُ الثاني خيرٌ من نصفه الاول اذ فيه ليلةً خيرًا من ألف شهر من قامها إيمانًا واحتسابًاغُفِرَ لهُ ما تقدَّمَ من ذنبه.
وجعل الله سبحانَهُ للخِتام
ما لم يجعلهُ لغيرِه
"إنما الأعمال بالخواتيم"
فرمضان فرصة حقيقية للاستثمار الرابح مع الله
والفرص تلوح وقد لا تعود فاستثمروا رحمكم الله ما بقي من حياتكم .. وتزودوا لمعادكم قبل مماتكم
(واتقوا الله واعلموا أنكم ملاقوه ، وبشر المؤمنين)
نسال الله لنا ولكم القبول والعتق من النار والفوز بالجنة
محمدالنونان
الجمعة16-9-1444هـ