{تجارةُ العلماء}
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :

فالنية رأس الفضائل، وأصل المسائل، وأساس العمل
والعمل بلا نية كالجسم بلا روح،والعروق بلا دم
والشجرة بلا ثمرة
قال صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى"
تجارة النيات أن تؤدي عملاً واحداً و تنوي به أكثر من نية صالحة فتتداخل عبادة في عبادات فيما يصح به التداخل
ونية في نيات و ثمرة ذلك أجور كثيرات من رب كريم واسع المكرمات جزيل الأعطيات
و الواجب على المسلم أن يعتني بنيته و إخلاصها لله
و أن يجدد نيته و إخلاصه
و أن يستحضر أكثر من نية عند العمل
وقد ورد ذكر هذه النية في القرآن الكريم بغير لفظ النية بألفاظ كثيرة مقاربة
ومنها الإرادة مثل قوله تعالى (مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الآخِرَةَ)
ومنها الابتغاء،مثل قوله تعالى(إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى)
فتجارة النيات تجارة الصادقين فأين أنت من هذه التجارة ؟
تجارة النيات حسنات يغفل عنها الناس فلا تكن من الغافلين
وخلاصة الأمر ايها الموفق
أن أي عمل يعمله المرء يُثابُ فيه على ما نوى وتابع ،ويجزىَ بما قصد،فإن قصد الله ورسوله فقد أفلح وأنجح
وإن كان الأمر على غير ذلك فقد هلك وخسر وليس له إلا ما قصد
اذاً مدار الأعمال كلها على النيةوالنية محلها القلب
والقلوب محلُ نظر الرب
فإذا صلحت النية والمتابعة وَصَحَّتْ العزيمة فالمقاصد سليمة والثواب جزيل والخير عميم. أما إذا فسدت النية وانحرف المقصد وتغيرت الأهداف فإن السعي يضيع والعمل يحبط
﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدىً مِنَ اللَّهِ ﴾
نسال الله السلامة والهداية
والله اعلم
محمد النونان_حائل