• ×
  • دخول
  • تسجيل
  • 05:37 مساءً , الجمعة 17 شوال 1445 / 26 أبريل 2024 | آخر تحديث: 10-12-1445

دعوة كريمة من رمز اصيل من رموز قبيلة حرب ايام رمضان تسارع مؤذنة بالانصراف العشر الاواخر من رمضان رمضان شهر الدعاء ابناء الفرده الاماجد ابنكم اليتيم ماجد ينخاكم شيوخ الشمل ومساحة الأمل وواقع العمل اهلاً وسهلاً بضيف الرحمن اولك الذين يستحقون كل تقدير سالي الفريدي افضل باحثه في مجال الكيمياء الحسنات ماحياتُ للسيئات

مزاد رقاب بشريه بقلم علي بن سعد الـفريدي

زيادة حجم الخط مسح إنقاص حجم الخط
image
فإذ بخيرها وشرها يتلاطم ، وسلوكيات أهلها تتفاقم ، وتصرفات بعضهم تتعاظم ، لكن لاتعدم دنيانا ممن يتعايش مع الناس بهدوء ، ويوجههم برفق وحق وعقلانية ، ويتصيد وعيهم نصحا وتوجيها وإرشادا .
ومما ظهر على السطح المجتمعي في الآونة الأخيرة ، عبر وسائل التواصلي المجتمعي ، مزاد رقاب بشرية .
تتمثل في منهج نداءات استغاثة بشرية ، واستفزاع باسم الدين تارة ، وباسم الدم القبلي تارة، وربما باسم الوطنية والإنسانية تارة أخرى .
رسائل تصل لجوالتنا الكفية المحمولة، وأشعار تجعل من يستمع يشوش رأسه ، وتنفعل مشاعره ، ويفقد توازنه ، حمية وسطرا ، أو رحمة وعطفا ، أو ربما شيطنة مسكونة في أجساد بشر .
تتفحص القضية فإذ هي جريمة قتل وقعت .
القاتل في إصلاحيات السلوك مسجون .
والمقتول في المقبرة مدفون .
تتأمل رويدا رويدا فإذ بوجاهات مشيخة متوارثة منذ الجاهلية تلبس مشالحها باستفزاع من عصبة القاتل ، عامدة ذوي المقتول ؛ طلبا لصلح الفداء ، واستشفاعا عن جرم القاتل المسجون ، يجتمعون عند ولي الدم فيتحدث ألسنهم كلاما ، مستعطفا بمنطوق تعلوه الذلة والمسكنة والاسترحام والاستعطاف .
يعرضون عليه من حطام الدنيا ما شاء بتنوع عرض مالي ؛ طلبا للصلح المراد ، وتصيدا لموافقة منه ، بحقه الذي يريد ، وربما ضعف أولياء الدم باختيار ، أو ربما بإحراج وإجبار ، فيتنازلون عن دم القاتل ( القصاص ) بملايين مملينة ملينة ، عن طريق وعد مشروط بزمن معتمد ، فتلقى عليه القبلات والدعوات تقديرا لإجابته الزيارة ، واستجابته للوجاهات الشافعة ، فينفض الجمع إلى القبيلة ، استفزاعا ، واستعطافا ، واسترحاما ، وحدث ولاحرج من الإرهاق الذي سيحصل في أسر القبيلة وميزانياتها المتواضعة، وحال بعضها المتعب . وربما لاكت الألسن الشريرة العفنة أعراض من تخلف عن دفع هذا الفداء من أبناء القبيلة من ميسوري الحال ، ومتواضعي المادة ! ، ممن يرون أنهم غير ملزمين بفداء هذه الجريمة وصاحبها ، شرعا ، وعرفا ، و نظاما .
هنا يتم جمع المبلغ المشروط الموعود ، فيطلق سراح ذلك القاتل ، صاحب الكبيرة ( القتل ) ، فيحتفل به ذووه احتفال الأبطال ، وربما ارتفعت أصوات الشعراء في قصائدهم ، وآهات المنشدين في شيلاتهم تمجيدا للقبيلة ، وذكر بعض أمجادها الغابرة التي لاتنقص إجراما عن هذه القضية التي يجمعون الأموال لها ( قتل الأنفس المعصومة ) ، وهكذا تدور الدائرة على القبيلة مرة أخرى بإجرام آخر من صاحب كبيرة أخرى . . .
هذا بعض واقعنا المجتمعي في الآونة الآخيرة ، والواقع شاهد ، والعيون تلاحظ ، والآذان تسمع ، والإحساس يتألم .
إنها مشكلة تؤرق العقلاء والحكماء والغيورين ، مما دفع بعضهم لإنشاء صناديق مالية لدفع فداء الدم ( الصلح ) ، تجمع من القبيلة إجبارا، فردا فرد لليوم الأسود القادم ؛ انتظارا لجريمة قتل أخرى مستقبلية يطلب أولياؤها فداء ماليا مشروطا .
ولكون كل مشكلة لها حل ، يقترح العارفون في علاج ذلك الواقع عدة اقتراحات يستنير بها العقلاء والحكماء لعلها تجد آذانا صاغية ، وعقولا واعية ، وضمائر سامية ،وقرارات منتظرة :
1- اقتراح مبلغ مالي مقبول لصلح الفداء من قبل أحد أعضاء مجلس الشورى ، ومناقشته من قبل المجلس بروية وهدوء وحكمة ، ثم يتم تحديد المبلغ المتفق عليه بإجماع واعتماد ، كمثل مبالغ الديات الشرعية المعمول بها في محاكمنا الشرعية . والرفع بذلك لمقام مجلس الوزراء لإقراره ، وأخذ الأمر باعتماد تنفيذه .

2- إسناد تنفيذ مايرد بهذا الشأن للجهات المعنية من المحاكم الشرعية ، ودور العدل ، ومديريات الأمن في الإشراف على تنفيذ الأمر الوزاري الكريم في حال صدوره . بأن يسجل رسميا بصك معتمد ، توقيع مشيخة القبيلة ، وعميد العائلة ، وعمدة الحي ، على ذلك المبلغ المحدد لصلح الفداء ، في حال إذا ما وقع مكروه مستقبلا ، لاقدر الله .
3- الطلب من مشيخة القبائل ، وعمداء العوائل ، وعمد الأحياء ، وأعيان الأسر ، أخذ تواقيع أفراد القبيلة ، وأبناء العائلة ، وسكان الأحياء فردا فردا ، في تنفيذ ذلك الاتفاق في حال حصول مكروه لاقدر الله .
4- تشجيع العفو عن القصاص ، وهو ماكان لله بلا مقابل ، وتشجيع أهله ؛ تكريما لهم وتعزيزا لمبادئهم ، عبر سن قوانين وأنظمة تختص بتكريمهم .
5- إسناد عملية الصلح لدور إصلاح ذات البين التابعة للمحاكم الشرعية والموجودة في كل منطقة ومحافظة ، وتفعيل عملها المنوط بها .
6-تحجيم دور الشفاعات العامية ، المنطلقة من جاهلية عمياء .
7- توعية المجتمع في التحذير من هذه الكبيرة عبر المدارس ومناهجها ، والمساجد ومنابرها ، والإعلام الفضائي وقنواته وبرامجه .
8- الإسراع في تنفيذ حدود الله في أرضه ، فذلك كفيل بقطع الطريق على مجبري أولياء الدم بالتنازل عن حقهم الشرعي المحفوظ بقولهم .
فكم من قاتل قضى أكثر من خمس وثلاثين سنة وراء قضبان سجن مؤلم يتعذب ألما ، يود لو نفذ فيه حد الله ليلقى ربه بلا ذنب كبيرته التي ينتظر جزاءها في الدنياوالآخرة .
9- مراقبة الأموال المجموعة لهذا الشأن والإشراف عليها من قبل قضائنا الشرعي النزيه ، وتوزيعها عبر الميراث الشرعي لورثة المقتول ، فهي لورثته شرعا ونظاما ، وقسمتها عبر الميراث الشرعي كما قدرها الله سبحانه في كتابه وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام .

هذا بعض واقع أليم مؤلم ، شاركت ببعض حلوله تنظيرا ، ونطقت بتجارب عايشتها في وقائع سابقة دخلتها على مضض ، لكن الحق أحق أن يتبع . وبيان الحق مسؤولية الضمائر الطهرانية التي تفرح بالخير والإحسان والعدل والعفو حيثما يكون .
وموازنة الأمور يدركها الفطن ، ويتغابى عنها العفن .
إذ الحقيقة يكفيها لسان واحد في إيرادها وبيانها ، وكل له وجهه في قبولها ، ولكل وجه جهة ، وللجميع إحساس يحس به إن أراد .
والله من وراء القصد . وهو الهادي إلى سواء السبيل .
بقلم : علي بن سعد الفريدي .

 0  0  226
التعليقات ( 0 )

جديد المقالات

أكثر

الشيخ محمد عبدالله النونان

الشيخ محمد النونان

فضيلة الشيخ محمد النونان