بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله... وبعد
وهاهي العشر الأواخر من رمضان بين ايدينا قد أطلّت علينا ايذاناً بختام شهر رمضان،تستحث همم المتقين وتشد من عزم العابدين للاقتداء بهدي سيد المرسلين،
روى البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كانَ النبيُّ إذَا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وأَحْيَا لَيْلَهُ، وأَيْقَظَ أهْلَهُ"
فعلى المسلم الاقتداء بالرسول في الاجتهادوالطاعة في الأزمنةالمباركةالتي قام الدليل على فضلها،
والتعرض لنفحات الله فيها، عل نفحة منه سبحانه تغشاك برحمة ومغفرة تزيل عنك كروب الدنيا وتنسيك همومها، وتنال بها الخلد في الجنان..
ورؤية وجه الرحمن
( القانتون المخبتون لربهم الناطقون بأصدق الأقوال يحيون ليلهم بطاعة ربهم )
بتلاوةٍ وتضرع وسؤال،
وعُيُونُهم تجري بفَيْضِ دُمُوعِهِمْ مِثْلَ انْهِمَالِ الوابل الهطَّال)
ايها المحب لربه اغتنام هذه الليالي، ونادي إذا ما قمت في الليل سامعًا قريبا مجيبًا، ومُدّ إليه كف فقرك ضارعًا بقلبٍ منيبٍ وادعٍ تُعْطَ وتسعد،وصبِّر النفس على الطاعة.
وفي هذه الايام ولياليها الفاضلة الألسن ضارعة، والعيون دامعة،والقلوب مخبتة، والنفوس مقبلة، وللعبادةلذة، ولها في النفوس بهجةوفي القلوب أنساًوسعادةً
فاعرفوا شرف زمانكم، واقدروا أفضل أوقاتكم، وقدموا لأنفسكم،واجتهدوا في تحري وادراك ليلةالقدر واغتنامها
تقول عائشة: يارسول الله، أرأيت إن علمت ليلة القدر ماذا أقول فيها؟ قال:قولي:اللهم إنك عفو تحب العفو،فاعف عني"
عُجُّوا في عشركم هذه بكثرة الدعاء،والتضرع والالحاح على الله ولا تستبطئ الإجابة
قال نبينا الكريم:يستجاب لأحدكم ما لم يعجل،يقول دعوت فلم يستجب لي"
فالله امرنا بالدعاء ووعدنا بالاجابة
اسال الله لي ولك ولمن نحب من الاحياء والاموات العتق من النار اللهم امين

23 / 9 / 1443هـ