التعامل مع الضغط النفسي

طريقة التعامل مع الضغط النفسي

ثمة علاقة عكسية بين الضغط النفسي والثقة بالنفس – إن زاد قل وإن قل زاد– والثقة بالنفس هي المؤشر العام لمجموعتين من العوامل ( داخلية وخارجية ) أما الداخلية فمنها – الخوف والتردد والخجل وخيبة الأمل والإحباط والحماس والمهارة والإتقان والتقييم العام للذات – .
و قبل بيان ماهية العوامل الخارجية يلزم القول بأن تأثيرها يتضاعف حين يهبط مؤشر العوامل الداخلية والعلاقة بين المجموعتين كذلك علاقة عكسية. والعوامل الخارجية هي باختصار : تلقيه لعدم ألاحترام أو للغبن والظلم أو للخيانة - من المحيط - كائنة ما كانت الصورة والحجم والمدى ( حسية . معنوية . خسارة دولة. خسارة عشرة دراهم )؛ يحدد ذلك حدود إدراكه وتصوره ومدى إحساسه بالخسارة ( إن كانت من الضغط النفسي أم لا). كما أن مدى إحساسه بالخسارة يحدد أيضاً مبلغ القوة والتحدي في نفسه ويحدد كذلك مدى الضغط النفسي الذي يجب عليه التعامل معه.
وتلك العوامل الداخلية والخارجية أو ضعف الثقة بالنفس في المجمل العام هي التي يتسرب منها الضغط النفسي إلى النفس والطريقة الأمثل للتعامل مع الضغط النفسي تكون بمعالجة الثقة بالنفس من كلا الشقين : العوامل الداخلية والخارجية على السواء فيبداء بأن يؤمن أن لحياته ووجوده معنى سامي ذا هدف نبيل – يؤمن بالصورة التي تتوافق مع تصوره وإدراكه على حدوده - وأنه لم ولن يكون في هذه الدنيا من سقط المتاع وأنه محط النظر وأن غاية وجوده دائمة مدام حياً يعمل .
عليه أن يحدد الهدف.. والطريقة للوصول إلى الهدف .. والعزيمة والإصرار على بلوغ الهدف ، فبدون الأمل وروح التحدي لن يكون قادراً على مواجهة نفسه فضلاً عن مواجهة محيطه .
عليه أن يكون كحصان ٍ في سباق ٍ إذ يوضع على جوانب عينيه حواجز للنظر فلا يرى إلا المضمار أمامه والغاية التي يجري إليها فحسب؛ ولا يرى سوى ذلك حتى الحصان الذي يلهث إلى جنبه.
عليه أن يطبق المثل الإنكليزي القائل: " أي شي فعله رجلُ من قبل يستطيع أي رجل أن يفعله ". وأن يؤمن بما قالت العرب :" على قدر أهل العزم تأتي العزائم " . ويؤمن بأن الكربة دائماً على قدر المكروب بحيث يستحيل وجود مكروب لا يستطيع حمل كربه على الإطلاق . عليه الثبات لموقفه بعزيمة جادة وإصرار عنيد وأن يثبت لمحيطه – الذين خذلوه - أنهم لم ينظروا إليه من الزاوية الصحيحة - حين استقلوا به - وأن الذين ناهضوه جل مافعلوا ماهو إلا أذىً لم يرقى ولو لحظة إلى مستوى الألم ، ولم يستطع ولو همساً أن يحدّث الواقع عن التغيير. وليعلم أن هذا الإثبات ليس هو الهدف أو نهاية المضمار؛ بل الإشارة لقرب الهدف ونهاية المضمار.
كما أنه هو نفسه أعلم بنفسه وأقدر من غيره على المعالجة ابتداء ً وتحديد طريقة المعالجة ثانيا ً مدام يعلم من أين يبدءا ؛ لأن المعالجة وطريقة المعالجة وموضع البداية تتحدّدّ بناء ً على حدود إدراكه وتصوره ومدى إحساسه بالخسارة ؛ أشياء ليس غيره أكثر بصيرة بها أو أقدر عليها منه .
أما الأشياء التي تساعده في المعالجة فهي توجيه المشاعر التوجه الإيجابي كالتفكير بإيجابية وعدم الغضب والتريث وعدم الاستعجال والوصول بالفكر إلى الاستقرار – قدر المستطاع - واحترام الذات بتحميلها ما تحتمل والكف عن اللوم المجحف والبعد عن المجتمعات أو الأماكن التي يحس فيها بالسلبية وما يناقض ما تقدم . ونقطة أخرى ذات أثر بعيد وهي الصدق مع الذات والصدق مع المجتمع لتنمية احترام الذات (ذات صلة وثيقة بالثقة بالنفس).

عليه أن لا يحسب بحساب الربح والخسارة لزوم ما يلزم وعليه تقليل الإحساس بالخسارة بالمجمل العام وأن لا يندم على شي فاته فلا يضيعن لحظة بالتفكير بما مضى – لو لم يكن هكذا كيف كان سيكون ؟ - فهذا ضد المنطق وضد فكرة الإصلاح والتقدم وضد احترام الذات – بتحميلها ما لا تحتمل – يجب أن لا ينظر إلا إلى الأمام .
عليه أن يؤمن أن كل الناس تتجه إلى الحل الأمثل والتفكير السليم ولكنهم يختلفون بسرعة الوصول إليه – وهو ما يعرف بفارق الذكاء – لكن من سار على الدرب وصل والعبرة ليست بالسرعة مادام سيصل إلى الحل الأمثل والتفكير السليم ، وطول الدراسة أثبت للفكرة وللقناعة فيها .
هذا كله لتنمية الثقة بالنفس بل هي مجرد أفكار للمساعدة على ذلك حتى يتسنى مواجهة الضغط النفسي بالتقليل من آثاره السلبية على النفس. أما عدا هذا فكل شعور لا يتسم بالاتزان والموضوعية فسيستحيل عاملا ً يزيد في الضغط النفسي .
وبهذا يتضح جليا ً أن طريقة التعامل مع الضغط النفسي لا تكون ناجعة إلا من خلال معالجة الثقة بالنفس تنمية وترسيخا ً بمجرد معرفة الشخص المعني بالمشكلة من أين يبدأ المعالجة وكيفية طريقة المعالجة وأن ليس ثمة شخص آخر يستطيع أن يلعب دور الطرف الوسيط في هذا بل يجب أن لا يكون ثمة طرف آخر إلا للمساعدة المتحفظة فقط التي لا تخوض في كوامن الشعور ولا تتعدى الشرح المجمل للإيجابية أو المساعدة في بث الجو الإيجابي .



. . . هذا والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..

أخوكم : أبوفي
مع تمنياتي أن يحوز على رضاكم ويرقى إلى مستوى إعجابكم

ابو في

تسلم يالغالي على هالموضوع

ولا عدمنا ابداعاتك

اخوك
ابو ريم الفريدي

ابوفي
انا الذي اتمنى أن أرتقي إلى مستوى ذوقك وأهنيك على هذا الطرح الراقي
مع أصدق تحياتي

يعطيك العافية ابو في

طرح أكثر من رائع

يعطيك الف عافيه اخي الكريم

اخوي فيصل الفريدي

طرح جميل وموضوع راقي جدآ



تقبل تحياتي وسجل اعجابي