مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah20254/)

ذيبان 28-04-10 10:47 PM

كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا
 
تفسير قوله تعالى :

(
مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ


ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ ) (17) البقرة


التفسير الميسر :


حال المنافقين الذين آمنوا -ظاهرًا لا باطنًا-


برسالة محمد صلى الله عليه وسلم, ثم كفروا,


فصاروا يتخبطون في ظلماتِ ضلالهم وهم لا يشعرون,


ولا أمل لهم في الخروج منها,

تُشْبه حالَ جماعة في ليلة مظلمة,


وأوقد أحدهم نارًا عظيمة للدفء والإضاءة,


فلما سطعت النار وأنارت ما حوله, انطفأت
وأعتمت,


فصار أصحابها في ظلمات لا يرون شيئًا,


ولا يهتدون إلى طريق ولا مخرج.



وجاء في تفسير السعدي رحمه الله :

(مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَارًا فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ * صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ )


أي: مثلهم المطابق لما كانوا عليه كمثل الذي استوقد نارا،

أي: كان في ظلمة عظيمة,

وحاجتة إلى النار شديدة,

فاستوقدها من غيره,

ولم تكن عنده معدة, بل هي خارجة عنه،

فلما أضاءت النار ما حوله,

ونظر المحل الذي هو فيه, وما فيه من
المخاوف وأمنها,

وانتفع بتلك النار, وقرت بها عينه, وظن أنه قادر عليها,

فبينما هو كذلك,

إذ ذهب الله بنوره, فذهب عنه النور, وذهب معه السرور,


وبقي في الظلمة العظيمة والنار المحرقة,

فذهب ما فيها من الإشراق,

وبقي ما فيها من الإحراق،

فبقي في ظلمات متعددة:

ظلمة الليل,

وظلمة السحاب,

وظلمة المطر,

والظلمة الحاصلة بعد النور,

فكيف يكون حال هذا الموصوف؟

فكذلك هؤلاء المنافقون,

استوقدوا نار الإيمان من المؤمنين, ولم تكن صفة لهم,

فانتفعوا بها وحقنت بذلك دماؤهم, وسلمت أموالهم,

وحصل لهم نوع من الأمن في الدنيا،

فبينما هم على ذلك إذ هجم عليهم الموت,

فسلبهم الانتفاع بذلك النور, وحصل لهم كل هم وغم وعذاب,

وحصل لهم ظلمة القبر,

وظلمة الكفر, وظلمة النفاق,

وظلم المعاصي على اختلاف أنواعها,

وبعد ذلك ظلمة النار [وبئس القرار].

فلهذا قال تعالى [عنهم]: ( صُمٌّ ) أي: عن سماع الخير،

( بُكْمٌ ) [أي]: عن النطق به،

( عُمْيٌ ) عن رؤية الحق،

( فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ ) لأنهم تركوا الحق بعد أن عرفوه,

فلا يرجعون إليه،

بخلاف من ترك الحق عن جهل وضلال,


فإنه لا يعقل, وهو أقرب رجوعا منهم.

...........



اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه
واجعلنا ممن يستمعون القول فيتَبعون أحسنه
وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين.


الساعة الآن 10:32 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52