مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   مكتبة المجالس (http://www.alfredah.net/forum/alfredah47/)
-   -   مقالات الشيخ : نواف الرعوجي (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah19031/)

منصور الوسوس 09-03-10 04:24 PM

مقالات الشيخ : نواف الرعوجي
 


أحبتي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذه مقالات للشيخ / نواف بن عبيد الرعوجي الفريدي

وهي مرتبة حسب العناوين التالية

أمة الأمجاد


1





2





3





4





5





6





7





8





9





10





11





12





13





14





15





16





17



















































أمة الأمجاد


نحن أمة أعزنا الله بالإسلام فهوى إيوان كسرى واندحرت أملاك قيصر على أيدينا نحن خير أمة أخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر لا تأخذها في الله لومة لائم {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ} ( سورة آل عمران الآية 110).

نحن أمة لا تخضع ولا تذل إلا لخالقها {إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءهُ فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} ( سورة آل عمران الآية 175).

نحن أمة أخرجت الناس من عبادة العباد والخضوع والذلة للأسياد إلى عبادة رب العباد
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} ( سورة الذاريات الآية 56) .

نحن أمة رفعت راية لا إله إلا الله على رؤوس الأشهاد ولو كلفها المال والنفس.

{إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ} (سورة التوبة الآية 111).

نحن أمة لا تعرف الحدود والمساحات أمة تنشر دينها في كلّ مكان وزمان " امطري حيث شئت فسوف يأتيني خراجك " نحن أمة صدق ووضوح في الدين والمعاملة " الدين النصيحة قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم " رواه مسلم.

نحن أمة علم وهدى وإظهار العلم والحقيقة {وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ} ( سورة آل عمران الآية 187) .

نحن أمة بر ووفاء {وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} (سورة الأحقاف الآية 15).

نحن أمة ألفة ومحبة {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} (سورة الحجرات الآية 10).

نحن أمة أدب وأخلاق فاضلة {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا} (سورة النساء الآية 86).

نحن أمة عفة وحشمة وفضيلة {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (سورة النــور الآية 30 ).

نحن أمة الأمن والأمان {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} (سورة البقرة 179). وقال تعالى أيضاً : {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ أَيْدِيَهُمَا جَزَاء بِمَا كَسَبَا نَكَالاً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (سورة المائدة الآية 38).

نحن أمة شاهدة على الأمم ، منا خير نبي وأول من يفتح أبواب الجنان {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاء شَهِيدًا} (سورة النساء الآية 41).
نحن أمة الشهامة والمروءة {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} (سورة النساء الآية 98) .

نحن أمة التربية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} (سورة التحريم الآية 6) .

نحن أمة الكرم والبذل {الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} (سورة البقرة الآية رقم 274).

نحن أمة العدل والحق {... وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُواْ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللّهِ أَوْفُواْ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} (سورة الأنعام الآية 152).

نحن أمة الرحمة والشفقة ، قال صلى الله عليه وسلم :(ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء ).

نحن أمة الإتقان ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه ).

نحن أمة الطاعة لربها ولنبيها ولولي أمرها {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (سورة النساء الآية 59) .

نحن أمة تحفظ حقوق صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (سورة الحشر 10الآية )

نحن أمة القرآن وأمة الإسلام خير الأديان {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (سورة آل عمران الآية 85).

نحن أمة الأمجاد فيا أمتي هذه أمجادك فافتخري بها ولا تنامي عليها . يا أمة الأمجاد.


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:26 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 

كيف نتعامل مع الأحداث التي حولنا


من الصعوبة أن نتجاهل الحقيقة التي نراها أو الواقع الذي نعيشه ، ولكن من الممكن أن نغير الحقيقة على حسب ما نريد ونضحك على غيرنا ونقنع أنفسنا إذا تصورنا ذلك فهناك صنف من الناس يتعاملون بهذا المبدأ وهذا المنهج فالأمور لديهم منكوسة ومقلوبة ، والله المستعان.

ومن الغريب والعجيب أنه يتجاهل الآخرين والواقع الذي يعيشه ويدعي ويزعم أن غيره متخلف أو معقد ويرمى عليهم التهم والأوصاف التي تخدم مبدئه وفساد رأيه الذي يناظر من أجله وعلى هذه الطريقة نرى صور متعددة ومتنوعة ومختلفة من فكر أو منهج أو رأي شاذ وضال ، ولا أريد أن أعين أشخاص بأسمائهم أو فئة أو بلد معين فالمسلم الفطن هو الذي يعرف طريقة أولئك ومنهجهم فالمتأمل للقرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة يجد أنه ذكر أكثر من آية أو حديث لبيان صفات المنافقين والكافرين وكيفية التعامل معهم.

إذن فالإسلام يحارب ويفضح ويحذر من فئة لها أوصاف معينة ، ومن أفكار ضالة فالأسماء تختلف وتتغير من وقت لآخر ومن ظرف لآخر .

ومن يتأمل الأحداث التي تحدث حوله ويشاهد ما يدور في الساحة يدرك أن هذا المنهج منهجاً قيماً للتعامل مع هذه الأحداث والفئات ، وحتى يكون المسلم مأصلاً شرعاً وتتضح له الصورة أكبر وأكثر يرجع إلى ما ورد من صفات المنافقين والكافرين في الكتاب والسنة فيرى ما يشكل عليه ويعرف كيف يتعامل معها بالطريقة الشرعية الصحيحة وتكون له منطلقاً وعلامة بارزة وواضحة وفارقة بين الإسلام والإيمان والنفاق والكفر.

وبهذا يتبين لنا أيها الأحبة المنهج الشرعي في التعامل مع هذه الأحداث التي تمر بها الأمة فلقد تكاثرت وتنوعت واختلفت فصعب التعامل معها عند بعض الأخوة ، ومن هنا أردت التوضيح والبيان وإرجاع الأمور إلى أصلها ، وبهذا يسهل الأمر على من سهله الله عليه.

قال تعالى : ( وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ * وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (سورة البقرة الآيات رقم 204 ، 205 )


اللهم أصلح أحوال المسلمين ، وأصلح فساد قلوبنا يا حي يا قيوم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد





أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:27 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
ظاهرة الكسوف وموقفنا منها



أحبتي في الله :
حدث حادث كوني قبل أيام وهو كسوف الشمس وخسوف القمر ، وهذا الخسوف له أسباب طبيعية يقر بها المؤمنون والكافرون على حد سواء وله أسباب شرعية يقر بها المؤمنون وينكرها أو يتجاهلها الكافرون وضعيفوا الإيمان من المسلمين ، فالمؤمنون يعتبرونها إنذار وتخويف من الله عز وجل والكافرون وضعيفوا الإيمان يعتبرونها ظاهرة تستحق النظر والتمتع والمراقبة بواسطة الكاميرات والمناظير المقربة لأنهم يعتقدون أنها ظاهرة فلكية طبيعية تحدث بسبب مرور الأرض ما بين القمر والشمس ولا علاقة لها بغير ذلك كما يظنون ومما يزيدهم في ذلك أن علماء الفلك أصبحوا يستطيعون أن يحددوا بدايته ونهايته.

* ولعلنا في هذا المقام نبين المنهج الشرعي في هذا الأمر فلقد كثر الحديث عن هذا الموضوع ومحاولة إخراجه عن مراده ومقصده حتى أنه أصبح البعض من الناس لا يتعظ ولا تؤثر عليه ولا يحرص عليه في حاله حدوثها الفزع إلى المساجد.

- فالمنهج الشرعي الذي فعله نبيناً محمد صلى الله عليه وسلم وأمر به الصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.

فلقد حدث الكسوف في السنة العاشرة من الهجرة في الوقت الذي توفي فيه ولده إبراهيم فخرج صلى الله عليه وسلم فزعاً إلى المسجد يجر رداءه ، وجاء في رواية أنه من فزعه اخطأ فخرج بدرع بعض نسائه لظنه أنه رداؤه حتى أدركوه بالرداء ، فخرج فصلي بالصحابة رضوان عليهم ثم قام فخطب الناس خطبة بليغة وقال فيها : ( إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عبادة وإنهما لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته وإذا رأيتم ذلك فافزعوا إلى الصلاة وإلى ذكر الله ودعائه واستغفاره ، وفي " رواية" فادعوا الله وكبروا وتصدقوا وصلوا حتى يتفرج عنكم ).

ثم قال : يا أمة محمد، والله ما من أحد أغيرُ من الله أن يزني عبده أو تزني أمته، يا أمة محمد، لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وايم الله لقد رأيت منذ قمت أُصَلِّي ما أنتم لاقوه من أمر دنياكم وآخرتكم، ما من شيء لم أكن رأيته إلا رأيته في مقامي هذا حتى الجنة والنار، رأيت النار يحطم بعضها بعضًا، فلم أر كاليوم منظرًا قط أفظع منه، ورأيت فيها عمرو بن لحي الخزاعي يجر قصبه، ورأيت فيها امرأة تُعذّب في هرة لها ربطتها فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض، ولقد رأيتكم تُفتنون في قبوركم كفتنة الدجال، يُؤتَى أحدكم فيقال: ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول: محمد رسول الله، جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا وآمنا واتبعنا، فيقال: نَم صالحًا، وأما المنافق فيقول: لا أدري، سمعت الناس يقولون شيئًا فقلته، ثم ذكر الدجال وقال: لن تروا ذلك حتى تروا أمورًا يتفاقم شأنها في أنفسكم، وحتى تزول الجبال عن مراتبها))، ثم قال: ((ثم جيء بالجنة وذلك حين رأيتموني تقدمت حتى قمت في مقامي، ولقد مددت يدي فأنا أريد أن أتناول من ثمرها لتنظروا إليه، ثم بدا لي أن لا أفعل)) إلى آخر تلك الخطبة . أخرجه البخاري ومسلم بلفظ: { إنْ من أحد أغير من الله ...} والنسائي باللفظ الأول.

* فمن خلال هذا يتضح الآتي :

1- المنهج الشرعي عند حدوث الخسوف والكسوف ( الصلاة – الصدقة ).

2- أنهما آيتان من آيات الله يخوف الله بهما عباده.

3- أهمية هذا الأمر وعظمه.


وقد يسأل سائل ويقول بأن هذه ظاهرة كونية لها أسباب طبيعية وأن علماء الفلك يستطيعون تاريخ وقوعه عن طريق حسابات دقيقة ونحن نقر ونعتقد بذلك ولكن نقول أيضاً أن هناك أسباباً شرعية وهي المقصودة والمهمة في هذا الحدث وإنها إنذار من الله عز وجل للبشر فعلينا بالتوبة والاستغفار ومما يلاحظ أن البعض تساهل في ذلك الحدث
( الكسوف والخسوف ) وبدءوا يهجرون الصلاة وهي سنة وكأن الأمر لا يعنيهم حتى وصل الحال أن بعضهم يظن ويعتقد أن هذا الأمر ليس لها علاقة بالتخويف والإنذار وأن هذه اعتقادات خاطئة وهذا الكلام خطير وفيه رد لحديث النبي صلى الله عليه وسلم.

فالواجب على المسلم أن يتعظ ويستغفر ويتوب إلى الله فحدوث الكسوف علامة تذكير وتنبيه بيوم القيامة لأن الله أخبر عن يوم القيامة بأن الكون يتغير وتتبدل أمور كثيرة منها خسوف القمر وتكور الشمس كما قال تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ) (سورة التكوير:1)
أي ذهب نورها وهذا هو ما يحصل للشمس أثناء الكسوف فعندما تتقدم علامة وآية من آيات القيامة ليراها الناس رأي العين في الدنيا فإن ذلك فيه تذكير وتخويف وتنبيه لمن أعرض عن ذكر الله وعمل المعاصي.

* تنويه : تم الرجوع إلى خطبة الشيخ / عبدالرحمن بن الصادق القايدي – إمام وخطيب جامع الأنصار – جدة ، والاستفادة منها.




أسال الله العلي العظيم رب العرش العظيم أن يلطف بنا جميعاً
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد



أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:28 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
نظرة في الرسائل المجانية


في ظل الفترة التي أعلنت فيها الاتصالات السعودية بأن الرسائل مجانية خلال هذا الشهر انهالت رسائل من كل حدب وصوب وفي كل علم وفن من أشخاص نعرفهم بأسمائهم وأرقام لا نعرف أصحابها وكأن لسان الحال يقول أدرك هذه الفرصة فإن في الحياة فرص لا تتكرر فأعلن الكثير من الناس الهجمة الشرسة على الرسائل بلا هوادة ولا رحمة وقاموا بنبش رسائل واختراع بعضها وإرسالها لبعضهم .

* ولعلي أقف هنا مع هذا الفعل أن أذن لي القارئ الكريم واقرأ هذه الأحداث من خلال هذا التصرف الذي ذكرته:

1- أن الناس يعيشون ظروفاً صعبة " فربع الريال " عندهم أصبح له قيمة وإن دل هذا فهو يدل على أن الأغلب والأكثر مستواهم المعيشي فيه صعوبة ومشقة.

2- أن بعض فئات المجتمع يحتاج مراقبة ومحاسبة فإذا غابت المراقبة فعل الأعاجيب ويتصور هذا من خلال مجانية الرسائل وأنه لا يحاسب على الرسائل مالياً ، وبالتالي أصبح عنده إسراف وتبذير ودون وعي أو فكر صحيح ، فهذا المال الذي وضع أصبح حاجزاً ومانعاً عند البعض من هذا التصرف وإن كان هذا لا يعيق البعض عن توجهاته أو مقصده.

3- إننا أصبحنا نتربى على المظاهر دون تربية الذات التي تنبع عن قناعة ومبدأ صحيح فأصبح البعض يقلد الآخرين بهذه الرسائل وكأن المسألة تقليد أو موضة أو تقليع وتصور لو أن هناك وعي ومنهج صحيح في التعامل مع هذه الرسائل كيف يكون الحال.

4- من خلال هذه الرسائل تبينت بعض أفكار البعض واهتمامهم ، وللأسف أن هذه الاهتمامات دونية ولا تليق ؛ قال صلى الله عليه وسلم : ( لكل دين خلق وخلق الإسلام الحياء ). رواه ابن ماجه وحسنه الألباني.

5- اتضح من هذه الرسائل أن هناك جلد للذات فتجد أن بعض هذه الرسائل فيها تعليق على بعض على مستوى منحط وفيها تزكية وإعجاب لأشخاص وبلاد غير بلادنا سواءً كانوا رجالاً أو نساءً واعتقد أن هذا يرجع إلى عدم الثقة بالنفس.

* إضاءة :

قال صلى الله عليه وسلم : ( ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له ) رواه الترمذي والحاكم وحسنه الألباني.

قال الأوزعي في تحفته : مفهوم الحديث إنه إذا حدث بحديث صدق ليضحك القوم فلا بأس.

قيل لابن عيينه المزاح سبه فقال بل سنه ولكن من يحسنه.

وروى مسلم في صحيحة أن الصحابة كانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويبتسم صلى الله عليه وسلم .

والأفضل التبسم ويكره كثرة الضحك لحديث : ( لا تكثر الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب ) رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

- فالضحك لا بأس به إذا كان بالشروط التالية :

1- ألا يكون كذباً وتنقصاً.

2- ألا يكون فاحشاً وبذيئاً.

3- ألا يكثر من الضحك.


أسأل الله العلي العظيم أن يصلح أحوالنا جميعاً
وصلى الله وسلم على نبيناً محمد

أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:28 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
ومضات على مشارف العام


هذه بعضاً من الوقفات السريعة معبرةً فيها عن تسارع الأيام وتسابق الشهور.


* قال الحسن البصري – رحمه الله - : " يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ".

* قال عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله - : " إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ".

* قد يغفل البعض بأن الارتباط بالتقويم الهجري له علاقة بالهوية ، فقبل قرنين طلبت الدولة العثمانية مساعدة من " فرنسا ، وألمانيا ، وإنجلترا " فوافقوا بشروط منها إلغاء التقويم الهجري للدولة ، وفي القرن السابق طلب خديوي " مصر " من " فرنسا ، وإنجلترا " قرضاً لتغطية حفر قناة السويس فاشترطوا شروطاً منها : إلغاء التقويم الهجري في مصر واستبداله بالميلادي ، فلولا علمهم بتعبيره عن هوية الأمة ما اشترطوا إلغاءه.

* الغايات السامية العظيمة تثمر إخلاص النية وعلو الهمة وارتقاء القمة ، وأصحاب الغايات القريبة الصغيرة ينشغلون بالتفاصيل الجزئية والمعارك الجانبية فاصنع لنفسك في حياتك ومع بداية عامك غايات عالية ولا ترضي بالدون.

* كم من حبيب لنا نتواصل معه بالقلوب وإن أبعدتنا عنه الدروب.

* قد يظن البعض أن الأعمال تطوى وترفع في آخر العام ، وهذا ليس بصحيح وإنما ترفع في شهر شعبان كما جاء عن أسامة بن زيد رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله ! لم أرك تصوم شهر من الشهور ما تصوم من شعبان ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : (( ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم )) رواه النسائي.

* قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزن ).



أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجي

منصور الوسوس 09-03-10 04:29 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 

حدثني الشيخ عن مآسي جدة


الكثير من الأخوة كتب عن ما حدث في محافظة جدة من مآسي السيول ولعلي هنا أذكر بعضاً من القصص التي حدثني بها أحد المشايخ الفضلاء من هناك ، ولكن قبل أن أذكر هذه القصص أنبه أنها ليست من باب التسلية أو التشويق إنما هي من باب التفكر والعظة.

ومن منطلق الأخوة الإسلامية فما حدث فهو مصاب جلل ليس عليهم فقط إنما هو على الجميع فأسأل الله أن يلطف بالحال وأن يغفر لمن مات منهم وأن يشفي مريضهم وأن يعاملنا بعفوه وأن لا يؤاخذنا بما فعل السفهاء منا.

حدثني الشيخ حفظه الله :

القصة الأولى :

حدثني الشيخ أن أحد الأخوة يقول لما بدأ الماء بالدخول على البيت بقوة وسرعة هائلة يقول فقدت زوجتي وأولادي فأمسكت بأمي وهي كبيرة في السن تبلغ من العمر 80 وأمسكت بطفلين لي وكانا الطفلان يبكيان من الخوف يقول فكان الأمر جداً صعب يقول وتعبت من الإمساك فلم استطيع أن أقاوم تلك المياه يقول وكنت أحدث نفسي بأني سوف أترك أطفالي وأنشغل بأمي يقول فقالت لي أمي يا ولدي برضاي عليك أن تتركني وتمسك بأطفالك يقول فرفضت يقول فكانت تكرر ذلك علي وتقول يا ولدي اتركني اتركني يقول فتركتها يقول فرأيتها تذهب بعيداً بعيداً عن أنظاري يقول الرجل فو الله إني أتحسر وأتقطع من الألم من ذلك الموقف يقول فلقد ماتت أمي وماتت زوجتي وما بقي لي غير هذان الطفلان.

القصة الثانية :

أن رجلاً فقد أمه وزوجته في ذلك السيل العارم فبحث عنها بعد أيام من الفاجعة فوجد أمه ميتة تحت الأنقاض فتأثر تأثر كثيراً وصلى عليها وترك البحث عن زوجته المفقودة. يقول الرجل : فكنت أرى في المنام أن زوجتي تقول لماذا توقفت في البحث عني أنا بجوار مكان أمك يقول فتكررت عليه هذه الرؤية مراراً فيقول فذهبت إلى ذلك المكان فوجدتها ميتة ، فغفر الله لها ورحمها.

القصة الثالثة :

حدثني الشيخ يقول اكتشفنا قبل أيام قلائل من رائحة نتنه خرجت من الأنقاض فبحثنا عن مصدر هذه الرائحة فوجدنا سيارة فيها أسرة كاملة كلهم قد ماتوا من الأنقاض يقول فكان المنظر مأساوياً ولا يحتمل.

القصة الرابعة :

حدثني الشيخ يقول لما بدأ الماء بالدخول إلى البيت بدأت أضع الكنب فوق بعض وأضع العفش فوق بعض حتى نرتفع عن الماء يقول فوضعت زوجتي ثم الخادمة ثم أمي يقول فوالله أن أمي تعلقت بالمروحة في السقف يقول وكنت أجيد السباحة فكنت أسبح وأتعلق بأقرب شيء إلي حتى جاء الفرج بعد يوم كامل ونحن على هذا الحال.

القصة الخامسة :

حدثني الشيخ أن أحد الأخوة لما دخل الماء إلى بيته يقول : هربت أنا وأبنائي إلى الخارج فكان الماء أكثر وأكثر يقول : فتعلقت في شجرة وأما أبنائي فجرفهم السيل وهم يستغيثون أمامي ويستنجدون بي ولا زال صراخهم وندائهم يدوى في أذنى فلقد ماتوا كلهم أمام ناظري ؛ فأسأل الله أن يجبرني في مصيبتي ويخلفني خيراً من ذلك فأنا أعيش الآن بدون أولاد وبدون زوجة وأسأل الله أن يجبر مصيبتي ويرحم ضعفي.

القصة السادسة :

حدثني الشيخ أن شاباً باكستاني أنقذ 14 نفساً من السيل واحداً تلو الآخر وهو على هذا العمل البطولي فأصيب بضربة في ساقه وهو ينقذ الغرقاء ولم يستطع أن يقاوم فغرق فمات ، فقام رجل شهد الواقعة يقسم بالله ليتبرعن لذويه مائة ألف ريال نظير عمله البطولي.

أخي القارئ قبل الختام تأمل معي وقارن فيما حدث من أضرار الفساد وعدم القيام بالأمانة.

فالفساد خطر وضرر (وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ) (سورة البقرة:205)

والمفسدون ممقوتون والله لا يحب المفسدين فهم كفرعون إنه كان من المفسدين فلنوقن بقاعدة ( إن الله لا يصلح عمل المفسدين ) ولنعمل بهدى ربنا ( إن خير من استأجرت القوى الأمين ) ولندعو بدعاء الأنبياء ( قال رب انصرني على القوم المفسدين ) مع العزاء للمتضررين فندعو لهم بالأجر والصبر وندعو لأنفسنا بالبذل والوصل.


اسأل الله أن يتغمدهم جميعاً بواسع رحمته وفضله
وصلى الله وسلم على نبيناً محمد



أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:29 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 

عشر تعين على العشر


من نعمة الله علينا أن أدركنا هذه الأيام الفاضلة ( عشر ذو الحجة ) والتي ورد في فضلها وثوابها ما جاء في الكتاب والسنة والتي أظن أنه يعرفها الكثير من الناس ولكن قد يخفى عليه ما يعينه على القيام بها فأحببت أن أذكر بعض الأسباب التي تعين على الانتفاع منها ، وهي عشر أسباب :

1- استحضار فضلها وثوابها :

الذي ورد في الكتاب والسنة فإذا علم المسلم أن الله أقسم بها (وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ) (سورة الفجر الآيات 1 :2 ).

فهذا يدل على عظمها وأهمية أجرها ، وإذا قرأ حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله عز وجل من هذه العشر ).ليعطيه دافع قوى لأن يعمل ويجد في ذلك الفضل. فمعرفة قيمة الشيء تزيد في طلبه.

2- تمتع في العبادة :

والمراد بهذا أن تعمل العبادة عن رغبة وطلب وأن تنوع العبادة من عبادة لأخرى فمرة تجتهد في النوافل ، وتنتقل إلى الصيام أو الأذكار ومرة إلى الصدقة وهكذا ، فهذا التنوع يعطى الإنسان المضمار الفسيح للعمل الصالح.

3- طبق السنن :

على المسلم والمسلمة أن يستغل هذه الأيام في تطبيق السنن فتطبيق السنة مما يعين المسلم على العمل ، لذا كان أبو هريرة وابن عمر رضي الله عنهما يخرجان للأسواق ويكبران ويكبر الناس بتكبيرهما وكان عمر رضي الله عنه له فسطاط في منى فيكبر ويكبر الناس بتكبيره حتى ترتج منى من التكبير .


4- كن داعياً إليها :


والمراد أن من دعي لشيء في الغالب يكون صاحب مبدأ وغاية فهو يكون خلاف غيره الذي لم يدعوا إليها ومن أراد الخير فعليه بالدعوة إلى أفعال الخير لينال الأجر والثواب. (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) (سورة فصلت:33).

5- اقرأ السير :

فقراءة سير الرعيل الأول من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
فهذا مما يعين الإنسان على العمل ، فالنفس تحب الاقتداء والاهتداء بالآخرين ؛ فمن يقرأ أن سعيد بن تجبير أحد رواه الحديث في فضل العشر يتعبد الله حتى يكاد لا يقدر أحد أن يعمل مثله ، وكان السلف يجتهدون في هذه الأيام اجتهاداً كثيراً.

6- أنت في مسابقة :

تذكر أنها مسابقة ومسارعة وهو ميدان فسيح فإياك ثم إياك أن تغبن فمن الناس من يسارع ومنهم من يتردد ويتأخر ومنهم من يتخلف.
وفي أكثر من آية يأمرنا ربنا بالمسارعة والمسابقة والنتيجة لهذا جنة عرضها السموات والأرض.

قال تعالى : (وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ) (آل عمران:133) .

7- شارك إخوانك :

تذكر إنك تشارك وتلتقي مع إخوان لك في مكان مقدس وفي أرض مباركة وجاءوا من كل فج عميق فجد في العمل حتى تلتحق بهم وتكن مثلهم ، فلعل المشاركة مع الآخرين يعطيك دافعاً وحافزاً قوياً على العمل.

8- اذكر الموت :

فذكر الموت مما يُعين عموماً على العمل فالإنسان لا يدرى متى يفاجأة الموت فربما تكون هذه الأيام هي آخر أيامه وإنما الأعمال بالخواتيم.

قال تعالى : (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ )(سورة النساء: من الآية78).

قال تعالى : (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) (سورة الزمر:30)


9- اجعلها انطلاقة :

اجعلها انطلاقة وزاداً لك في حياتك فالفرص لا تتكرر ودائماً إذا كانت البداية قوية فهي تستمر قوية بإذن الله.

10- تفرغ لها :

تفرغ للعمل الصالح واقطع عنك جميع المشاغل في هذه الأيام خاصة فالأشغال لا تنتهي ولا تنقطع وهذه الأيام إنما هي أيام قصيرة ومعدودة فشد المئزر واجتهد في العبادة واحرص على العمل فلا تدرى ما الذي يقبل من أعمالك.



اسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويجعلها خالصة لوجه الكريم
وصلى الله وسلم على نبيناً محمد



أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:30 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 

تحية لإخواننا المرابطين في الحدود


لقد اقتضت حكمة الله عز وجل أن يكون هناك صراع بين الحق والباطل ومقارعة بين قوى الخير وقوى الشر ، ومعركة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان وجهاد بين جبهة الحق والعدل في مقابل الظلم والعدوان وفي ذلك حكمة لله عز وجل تخفي على الكثير من الناس وفي هذا أيضاً إبقاءً على العناصر الخيرة وإقصاءً على العناصر الشريرة ولقد خاض الإسلام منذ زمنه الأول هذه المعركة على اختلاف أصنافها وخرج منها ظافراً منتصراً بحمد الله عز وجل ، فلقد عانى من الكفر والظلم والاستبداد فاقتلع جذوره وعانى من النفاق فأبدى عواره وكشف أستاره ، ولقد منى الإسلام منذ زمن طويل بكثير من الدسائس والمؤامرات وأنواع من التحديات والهجمات سواءً في الداخل أو في الخارج ، ولم يكفوا أعداء الدين في هذه الحرب المعلنة أو الخفية ومن أخطر أولئك من تظاهر للإسلام ولبس لبوس الإيمان ورفع الشعارات البراقة والمظاهر الزائفة وتكلم بكلمات رنانة ومعسولة حتى يستميل بها القوم وينخدع بها آخرون وما حدث من اعتداء غاشم بما يسمى ( بالحوثيين ) على بلادنا الحبيبة يعطى لنا صورة جلية أن ما قام به هؤلاء تعدى وطغيان وجراءة في الباطل وتمادى في الخطأ وأن هذا ليعطى لنا أيضاً أن أولئك ينطلقون من دوافع عقّدية تخالف منهج أهل السنة والجماعة وأن هذا الاعتداء ما هو إلا دسائس من قومٍ آخرين أرادوا الفساد في الأرض وما هو إلا أماني في نفوسه وتربية تربوا عليها منذ الصغر ومبدأ منحرف قام على تكفير الصحابة خير القرون رضي الله عنهم وأرضاهم ، وتحريف القرآن على ما يريدون واتهام أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضاها والسب والشتم واللعن والبذاءة وخرفات وخزعبلات قام عليها مبدئهم.

أحوال مبكية وأوضاع مزرية وحال مؤسفة أن يصل الإنسان إلى هذه الدرجة في الانحطاط والعجب من أولئك أنهم استغلوا العامة والضعفاء والبسطاء في تنفيذ مخططاتهم ومآربهم باسم الدين والانتصار لـ (آل البيت ) كما يزعمون ؛ فإلى الله المشتكى وهو المستعان.

فينبغي على كل مسلم ومسلمة أن ينتبه لهذا الخطر القادم وأن يقف في وجه ذلك المد الآثم.

فتحية لأبطالنا المرابطين على الحدود ونسأل الله أن ينصرهم نصراً مؤزرا ويدحر أعداءه وأن يحفظ بلدانا من كل سوء وبلاء.

- ولقد سئل الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله - : ( أيهما أحب إليك الإقامة في مكة أم الرباط في الثغور . فقال الرباط أحب إلي ) أ. هـ .

- قال تعالى : (وَلَمَنِ انْتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُولَئِكَ مَا عَلَيْهِمْ مِنْ سَبِيلٍ * إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) ( سورة الشورى الآيات رقم : 41 ، 42 ).


أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:30 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 

انفعال مراهق



المراهقة هي فترة زمنية يمر بها الإنسان في حياته ، وقد تحدث عنها الكثير من الفضلاء والعقلاء من الاستشاريين النفسيين والاجتماعيين والشرعيين .

خلاصة القول في ذلك :أن البيوت تمر في مرحلة صعبة أثناء هذه المرحلة والناس في التعامل مع هذا على أحوال :

1- من الآباء والأمهات والمعنيين بهذه المرحلة يتعامل معها التعامل الصحيح فعنده ثقافة الاحتواء والتكامل ولديه استعداد لاحتواء ذلك المراهق في تصرفاته وتشنجاته وانفعالاته مع زرع الثقة في المراهق وتشجيعه وإعطاءه الفرصة بعد الأخرى ، وهذا في الغالب يتجاوز المراهق هذه المرحلة بسلام واطمئنان مما يلقي بظلاله على بيته وعلى مجتمعه.

2- من الآباء والأمهات من لا يدرك هذه المرحلة خطر هذه المرحلة ولا يعرف كيف يتعامل معها التعامل الصحيح بل ربما يكون تعامله خاطئ يحمل في طياته التحطيم وقتل الطاقات والقدرات مما يجعل المراهق يعلن التحدي الظاهر والتمرد والعصيان ليس فقط على والديه أو مدرسته إنما على مجتمعه ، فنحن نعيش في هذا المجتمع أحياناً ضحية لتربية خاطئة لذلك المراهق ، وهي إفرازات طبيعية أنتجتها تلك التربية الخاطئة.

3- من الآباء والأمهات من ظن أو اعتقد أن هذه المرحلة تلبية احتياجات وتوفير متطلبات ومما يزيد الأمر تعقيداً توفير ذلك الاحتياجات دون قيد أو شرط ودون إدراك العمر لذلك المراهق وما ينتابه من أفكار أو شهوات مما يجعل هذا الشاب يقع في هذا النهر الآسن ويكون أسيراً لتلك الشهوات .

* أيها الفضلاء ... أيها العقلاء :

هؤلاء المراهقين يحتاجون منا وقفة تأمل وإعادة نظر مرة أخرى في التعامل معهم .

- فلا تظن أن ذلك المراهق الذي قام بالتفحيط أنه يدرك الخطر أو يشعر بأن هذا العمل يؤدى به إلى موته أو عاهته أو التسبب في قتل الآخرين !!!.

- ولا تظن أن ذلك المراهق الذي وقع في التدخين أو وقع في تعاطي المخدرات يدرك أن هذا هو طريق الانحراف !!!.

- ولا تظن أن ذلك المراهق الذي وقع في الممارسات الجنسية الآثمة الخاطئة أنه يدرك أنه سيؤدى به إلى ( الإيدز – السيلان – الزهري ... الخ ) وأنه معاقب عليها في الدنيا والآخرة !!!.

* أيها القارئ الكريم :

حينما أقول هذا فإنه ليس دفاعاً عن ذلك المراهق الذي وقع في الخطأ بل أرى أنه يوقف ويحاسب على فعله وتصرفه.

لكن سؤالي ما الذي جعل المراهق يصل إلى ذلك الفعل وهذا التصرف ؛ فنحن يجب علينا أن نعالج الأسباب والدوافع التي أوصلت هذا المراهق إلى هذا الحال حتى يكون العلاج ناجحاً ونافعاً بإذن الله.


أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:31 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
التعليق على ما نشر عن زواج المسيار


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ..وبعد
فإن ما نشره أحد الأخوة معلناً فيه تزويجه للراغبين في زواج المسيار فإني أرى أن هذا التصرف غير جيد للأسباب التالية :

1- أن الزواج عقد عظيم وسماه الله عز وجل ( بالميثاق الغليظ ) قال تعالى : (وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقاً غَلِيظاً) (سورة النساء: من الآية21) وما حدث بهذه الطريقة إنه يدل على التساهل به والتهاون فيه.

2- أتصور أن هذه الطريقة غير جيدة وغير حضارية وكونه بهذه الطريقة والأسلوب يدل على أنه غير مثمر وغير جيد ، وربما كان الإعلان منه المقصود فيه السخرية والضحك أو الاستفزاز أو الإثارة فقط دون الجدية في ذلك.

3- زواج المسيار أخذ حيز في تفكير الكثير من الناس على اختلاف المستويات واهتمامهم بل أخذ النصيب الأكبر في القصص والنوادر في كثير من المجالس بل أصبح يشكل هاجس كبيراً عند بعض الناس ، ولو تأملنا ونظرنا لوجدنا أنها حكايات وأمنيات في غالبها ليس لها في الواقع رصيد.

4- من يتأمل السنة في طريقة الزواج يجد أن هناك أمور تعمل قبل الزواج منها السؤال على أهل البيت وأن يتحرى الأسرة المناسبة له وأن ينظر إليها وتنظر إليه فهو أحرى أن يؤدم بينهما وإذا عقد عليها يخوف بالله ويذكر بأنه استحلها بكلمة عظيمة. فكل هذه تعطينا دلالة على عظم الميثاق ، ومن ينظر إلى ما يقع في كثير من زواج المسيار قد يفقد هذه الجوانب التي ذكرناها.

- وأخيراً أن زواج المسيار إن صح أن يسمى بهذا الاسم فهو ينبغي أن تكتمل فيه:

أ- شروط وأركان الزواج .

ب- أن يكون هذا الزواج لبعض فئات المجتمع ممن لهم ظروف خاصة لا يستطيعون الزواج إلا من خلال هذه الطريقة.

ج- أن يكون الزواج لمصلحة بين الطرفين وليس المقصد منه التلاعب أو التذوق.


وصلى الله وسلم على سيدنا محمد



منصور الوسوس 09-03-10 04:31 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
قاســــم جديــــد


يقول الشيخ على الطنطاوي - رحمه الله - : في ( فصول إسلامية – ص 96 ).

" يا سادة إن السيل إذا انطلق ومر البلاء أهلك العباد ، ولكن إذا قمنا في وجهه سدا وجعلنا لهذا السد أبواباً نفتحها ونغلقها. صار ماء السيل خيراً ونفع وأفاد وسيل الفساد المتمثل في العنصر الاجتماعي مر على " مصر " من خمسين سنة وعلى " الشام " من خمس وعشرين سنة أو ثلاثين ، وقد وصل إليكم الآن " يعنى المملكة " فلا تقولوا إننا في منجاة منه ولا تقولوا نأوي إلى جبل يعصمنا من الماء ولا تغتروا بما أنتم عليه من بقايا الخير الذي لا يزال الغالب على نسائكم – فلقد كنا في الشام مثلكم– أي والله – وكنا نحسب أننا في مأمن من هذا السيل لقد خربت متاجر دمشق من ثلاثين سنة أو أكثر قليلاً وأغلقت سجلها وخرجت مظاهرات الغضب والاحتجاج ! لأن مديرة المدرسة الثانوية مشت سافرة – أي والله – فاذهبوا الآن فانظروا حال الشام ، دعوني أقل لكم كلمة الحق فإن الساكت عن الحق شيطان أخرس إن المرأة في جهات كثيرة من المملكة قريب وضعها من وضع المرأة المصرية يوم ألف قاسم أمين كتاب " تحرير المرأة " فلا يدع العلماء مجالاً لقاسم جديد ... لقد نالوا منا جميعاً لم ينج منهم تماماً قطر من أقطار المسلمين.

إنه لا يستطيع أحد منا أن يقول إن حال نسائه اليوم كما كانت حالهن قبل أربعين أو ثلاثين سنة " . انتهى كلامه رحمه الله.

رحم الله الشيخ فلقد كان يتكلم من واقع تجربة مريرة وعن علم عميق متدفق ؛ فالشيخ عليه رحمه الله وصف الحال السابقة وحذر من القادم المشابه للأول.
فلا أحب أن أزيد على كلام الشيخ ، ولكن هي رسالة للغافل ورسالة لمن يزايدون في الكلام عن المرأة.

وأعلم أن هذا الموضوع طرح كثيراً وأجاد فيه من أجاد وأخطأ فيه من أخطأ وهناك من استغل هذا الموضوع لمقاصد أخرى وجعله ( سنارة يصيد بها من يشاء ) ومع هذا كله فالأمر لنا اتضح جلياً من الواقع والمشاهد الذي نلمسه ومن قرأ وتأمل الكتاب والسنة عرف أين الطريق وما هو الصواب .

جعلنا الله وإياكم من المتمسكين بالكتاب والسنة

أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجي

منصور الوسوس 09-03-10 04:31 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
انتقائية صحفي


قرأت مقالاً للأخ : محمد يحيى القحطاني في صحيفة الجزيرة ليوم السبت 7 شوال 1430 هـ الموافق 26 / 9 / 2009 م – العدد 13512 – السنة 50 بعنوان : ( انتقائية صحفي مطوع ) وكان في هذا المقال أن الأخ محمد : يعترض على طريقة الأخ : عصام عارف ( الممثل التائب ) في طريقته في الكتابة على الوسط الفني وجعل ما يذكره الأخ :عصام في كتاباته إنما هو انتقاء وحاول أن يهمش الأخ : عصام بأنه ليس معروفاً قبل ذلك ومارس عليه الأخ : القحطاني الإسقاط بطريقة ذكية لكنها مكشوفة ومعروفة فأقول للأخ : محمد وفقه الله لكل خير أن الوسط الفني الذي حاولت الدفاع عنه ما هو إلا مستنقع آسن فما ظنك أخي محمد بوسط تمثل فيه المرأة مع الرجل وهى تتقمص دور الزوجة أو الحبيبة وما ينتج من ذلك أثناء التمثيل أو البروفات التي تسبق ذلك.

أخي محمد : وفقك الله ما ظنك في وسط تكشف فيه الأجساد بصورة مغرية وجذابة وبطريقة شيطانية.

أخي محمد : يا من تربيت على العفة والأخلاق أرجو من أن تكون صريحاً مع نفسك وأن تنظر إلى نتائج ذلك الوسط الآسن وأن تقرأ ما ذكره أكثر من واحد من أولئك الذين مارسوا ذلك الفن ، وأعلم أخي محمد : أن الإنسان قد يضعف ويقع في الخطأ والزلل
( وكلنا ذلك الرجل ) ولكنه يسأل من الله العفو والتوبة فهذا دأب المسلم الذي يرجى له خير

قال تعالى : (إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً)

لكن أن ينبري الإنسان ويدافع عن الخطأ فهذا خطأ على خطأ وهذا يختلف عن الأول تماماً وهذا يخشي عليه أن يتحمل وزراً مع وزره.

وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح

أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجي

منصور الوسوس 09-03-10 04:32 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
من معاني العيد


-العيد هو يوم يعود على المسلمين في كل عام .

- العيد هو فرحة اللقاء وصفاء القلوب .

- العيد لوحه مضيئة تعكس أجمل ما في البشر .

- العيد أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل.

- العيد لحظة تأمل ودمعة ذكرى.

- العيد لقاء محب وعتاب حبيب.

- العيد يوم يتباهى على أيام السنة.

- العيد يوم الجوائز.

- العيد يعيد أواصر القرابة والصداقة.

- العيد يجمع الشتات ويقرب البعيد.

- العيد لحظة صمت وبكاء حبيب.

- العيد أيام معدودة وأيام مشهودة.

- العيد يواسي اليتيم ويسلي المسكين.

- العيد قوة إلى قوة المسلمين .

- العيد إتحاد وعزة وتمكين.

- العيد فرحة ورحمة .

- العيد هو بسمة الأيام وجديد اللباس.

- العيد يوم النصر على الشهوات والمحرمات.

- العيد وفاء لا نكران.

- العيد عادة يتمناها غيرنا.

- عيدنا فخر لنا وهو شعارنا وعزنا.


أخوكم ومحبكم

نواف بن عبيد الرعوجي

منصور الوسوس 09-03-10 04:33 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
دونك الغنائم فاغتنمها


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد
فإن الكثير من الناس يسمع عن فضائل ومزايا وخصائص شهر رمضان على وجه العموم وهذا طيب وجيد لكن الأحسن والأفضل أن نعرف فضائل ومزايا رمضان على وجه التفصيل وهذا يساعد على الآتي :

( 1 ) النفقة في دين الله :

يقول صلى الله عليه وسلم : ( من يرد الله به خيراً يفقه في الدين ) متفق عليه.

وهذا يجعل الإنسان يعبد الله عز وجل على علم وبصيرة.

قال تعالى : (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (سورة يوسف:108).

( 2 ) المسارعة في الخيرات :

فإذا عرف المسلم والمسلمة الفضل والأجر وأنها غنائم وفرص سارع بالحصول عليها ونيل ثوابها وأجرها.

( 3 ) ترك التفريط والتساهل في هذه الأيام أياماً معدودات:

ومن هنا أيها الأحبة أذكر مزايا وخصائص هذا الشهر المبارك . ومن أهم المزايا والخصائص هي:

1 - أنه شهر القربة إلى الله :

فالمسلم والمسلمة يتقرب ويتزود من هذا الشهر الكريم فهو ينتقل من قربة إلى قربة فالقربات تتنوع فيه وهذا من تيسير الله على المسلم ، وهذه القربات تضاعف أعمالها في هذا الشهر الكريم وحتى يعلم المسلم بأنها قربات جاءت في وقت محدود .

قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) (سورة البقرة الآيات 183 :184) .

2- شهر تضاعف فيه الحسنات :

فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : قال الله عز وجل : ( كل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به )

فمن هذا الحديث نعلم أن الله عز وجل يضاعف الحسنات إلى عشر أمثالها إلا الصوم فإن الله يضاعف أكثر وأكثر ولم يحدد إلى كم يضاعف وتصور كيف سيكون هذه المضاعفة من الكريم الذي خزائنه ملئ فمثلاً ورد في الحديث الصحيح في أجر من قرأ القرآن : " لا أقول
" ألم" حرف ولكن أقول ألف حرف ، ولام حرف ، وميم حرف " هذه ثلاثة أحرف كم من الأجر فيها في غير رمضان تضاعف إلى عشر أمثالها إلى سبع مائة ضعف أما في رمضان فهذه الثلاثة تضاعف إلى أكثر وأكثر فهذا فضل عظيم.

3- شهر الإخلاص الصدق :

قد يقول قائل كل الأعمال لابد من الإخلاص فيها ونحن نقول كذلك وهو من شروط قبول العمل وإنما أعني أن أصل العمل وهو الصيام يتجلي فيه الإخلاص من حيث أن هذا العمل قائم لله وحده فربما يدعى أحد بأنه صائم وهو ليس كذلك ، ومن ألزم نفسه بالصيام رغبة ورهبة طوعاً لا كرهاً فيما بينه وبين الله . فمن هذا يتجلى الصدق والإخلاص في العمل.

4- شهر تكفير الذنوب :

فقد جاء في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )

أخي المبارك : تأمل معي هذا الحديث :

من صام رمضان ؛ المخاطب فيها أي مسلم عاقل قادر بالغ مستطيع .
فكأنه يقول أيها العقلاء .. أيها الفضلاء هناك أجر وغنيمة فاغتنموها.

وحتى ينطبق علينا هذا الحديث العظيم لابد من ثلاثة شروط :

أ- الشرط الأول : أن يصوم رمضان إيماناً أي إيماناً بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن الإيمان تصديقه بوجوب رمضان وفرحته وأنه من عند الله عز وجل فهو يعبد الله على يقين وعقيدة وإخلاص.

ب- الشرط الثاني : احتساباً والاحتساب هو طلب الأجر والثواب فالإنسان ينقطع في الأكل والشرب والشهوة احتساباً وطلباً للأجر والثواب. فمن صام أو قام لله عز وجل فهو مخلوف عليه بإذن الله فمن أراد الأجر والثواب فليحتسب أعماله لله عز وجل.

ج- الشرط الثالث : وقد زاده أهل العلم وجعلوه شرطاً ثالثاً وهو من الشروط العامة في جميع الأعمال وهو اجتناب الكبائر والدليل على هذا قوله تعالى : (إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً) (سورة النساء:31)

وللأسف أن هناك من يصوم وهو واقع في الكبائر فتراه يصوم رمضان وقد تخلف عن الصلاة فمن أراد أن يتحقق فيه هذا الحديث فعليه بالعمل بهذه الشروط التي ذكرناها وقد ثبت في الحديث الآخر عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر ) رواه مسلم.

5- تصعيد الشياطين :

فقد جاء في الحديث الصحيح عند البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين ) وفي رواية أخرى " تسلسل الشياطين " .

يقول أبو بكر العربي رحمه الله : ( إنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء وتتعلق بها الهمم وتتشوق إليها الضمائر وتغلق أبواب النار لتصفد الشياطين وتقل المعاصي ).

ومن الملاحظ أن النفوس تهدأ أكثر وتكون قريبة من الخير بعيدة عن الشر وقد يقول قائل ولكن تلاحظ أن هناك من الناس من يستمر في غيه وضلاله وانحرافه في رمضان فكيف الجمع بين هذا وبين الحديث السابق فنقول له. والله اعلم أن المراد تصفيد مردة الشياطين ، وربما أن هذل للعموم أي عموم الشياطين مع بقاء بعضها ، ومن استمر في غيه وضلاله في رمضان فهو ممن استعمله الشيطان في المعاصي واستحوذ عليه والله عز وجل ذكر بأن شياطين الجن والأنس يوحي بعضهم إلى بعض فكما أن هناك شياطين من الجن فهناك أيضاً شياطين من الأنس ، والله المستعان.

6- شهر التميز :

ويكمن هذا في تميز المسلم بصيامه في الدنيا عن بقية الشعوب الأخرى وبتميزه أيضاً بخلوفه ، والخلوف هو الرائحة التي تنبعث من الفم إذا خلت المعدة من الطعام والشراب وهذه الرائحة يقول فيها صلى الله عليه وسلم : " ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " وهذه الرائحة تكون أطيب من ريح المسك في الآخرة.
يقول ابن حبان رحمه الله : " شعار المؤمنين يوم القيامة التحجيل والخلوف ، ويعرفون في يوم القيامة بتحجيلهم وخلوفهم عن بقية الأمم يوم القيامة .

7- شهر الجهاد والبطولات والتضحيات :

شهر الجهاد بجميع أنواعه :

فأول معركة في الإسلام هي غزو بدر وكانت في رمضان وهذا يعطينا درس على أن هذا الشهر هو شهر الجهاد مع الشيطان ومع أولياء الشيطان وليس شهر الكسل أو النوم ، ومن يتأمل التاريخ الإسلامي يجد أن المعارك التي كانت للمسلمين فيها نصر ورفعة كانت في رمضان ؛ فالكفار يعرفون أن المسلمين تكمن قوتهم في رمضان أكثر وأكبر من غيرها في بقية الشهور ، ونستفيد أيضاً بأن المسلم يتغلب على شيطانه وينتصر عليه في رمضان ، فهذا العدو يضعف في رمضان فعليه أن يضاعف العمل ويقضى عليه فكم سمعنا من إنسان كان مسرف على نفسه وانتصر على هواه وعلى شيطانه في رمضان وأعلنها مدوية بأنه تائب فبدأ بحياة جديدة وعمر آخر.

8- شهر الأنفاق وبذل المال :

اخرج البخاري في صحيحة كما في حديث ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم :
( أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان وكان كالريح المرسلة ) .

فرمضان هو شهر الجود في كل ما يقدمه الإنسان ومن أفضلها إنفاق المال فقد جاء عند الترمذي عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أفضل الصدقة صدقة في رمضان " .

فإخواننا بحاجة لنا ولمالنا في هذا الشهر الكريم شهر البذل والعطاء فهذه الصدقة تطفي غضب الرب سبحانه وتعالى لذلك يجب علينا أن نكثر من الصدقة لاسيماً في شهر الخير والبركات شهر رمضان.


9- شهر إطعام الطعام :


فقد جاء عند أحمد والنسائي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ). وفي الحديث الآخر عن سلمان الفارسي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من فطر صائماً كان له مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار وكان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ) لذا كان السلف يفعلون ذلك بكثرة .

يقول الإمام الزهري : هذا شهر القرآن وإطعام الطعام.

وكان بعض السلف : يصنع الطعام ويطعم الفقراء ابتغاء الأجر والثواب.

10- شهر التوبة والغفران :

يقول صلى الله عليه وسلم : ( رغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له ) رواه الترمذي وأحمد.

ومن يقرأ الآيات الواردة في سورة البقرة بعد ما ذكر الصيام فقد ذكر الدعاء وذكر الله بأنه قريبُ مجيبُ للدعاء .

يقول الحسن البصري رحمه الله : إن قوماً ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا بغير توبة يقول أحدهم إني أحسن الظن بالله وكذب فلو أحسن الظن لأحسن العمل.

فالتوبة من الفرص للمسلم في حياته فعليه أن يبادر بالتوبة يقول عليه الصلاة والسلام
: ( يا أيها الناس توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله واستغفره في اليوم مائة مرة )

وفي رواية سبعين مرة ، ومن الناس هداه الله من يفتر بعمله وبنفسه ويتساهل في التوبة والتوبة مطلب من الجميع .

قال تعالى :(وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)( سورة النور: من الآية31)


وإلى لقاء أخر مع الجزء الثاني إن شاء الله

أسأل الله أن يوفقنا وإياكم للعمل الصالح وأن يجعلنا وإياكم ممن صام رمضان إيماناً واحتساباً وغفر له ما تقدم من ذنبه . والله أعلم



وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبــه
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى


منصور الوسوس 09-03-10 04:33 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
( دونك الغنائم فاغتنمها 2 - 2 )



11- شهر ليلة القدر :

وهى شهر خير من ألف شهر ولأهميتها نزلت باسمها سورة ؛ قال الله تعالى : (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ* تَنَزَّلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ *سَلامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ) (سورة القدر الآيات من 1 :5).

وجاء عند الإمام مالك في الموطأ أنه قال حدثني من أثق به أن النبي صلى الله عليه وسلم أرى أعمار الأمم السابقة وأعمار أمته فكأنها تقاصرها فأعطى ليلة القدر.

فمن خصائص هذه الأمة أنها أعطيت ليلة القدر التي تعدل ألف شهر ، وقد قدرها العلماء ما يعادل بـ 83 سنة وأشهر.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في فضلها : " من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".

وقد اختلف العلماء من تكون :

- فقيل أنها في ليلة الواحد والعشرين.

- وقيل أنها في ليلة الثالث والعشرين.

- وقيل أنها ليلة الخامس والعشرين.

- وقيل أنها ليلة السابع والعشرين.

- وقيل أنها ليلة التاسع والعشرين.

وذهب كثير من أهل العلم على أنها ليلة " السابع والعشرين " والجمع بين هذه الأقوال أنها في الأوتار من العشر وأنها تنتقل في كل سنة من ليلة إلى ليلة . والله أعلم.

وإقامة هذه الليلة يكون بالصيام والدعاء وتلاوة القرآن فقد سألت عائشة رضي الله عنها إذا أدركت ليلة القدر ماذا أقول فقال عليه الصلاة والسلام قولي اللهم إنك عفواً تحب العفو فاعفوا عني ".

12- العتق من النيران :

جاء في الحديث الصحيح : ( إن لله في كل ليلة عتقاء من النار)

وهذا يدل على أن الفضل لله سبحانه وأن الله عز وجل يعتق رقاب من يشاء من عباده من النار ، وهذا العتق من رحمة الله عز وجل بعباده فتعرضوا لنفحات الله تفوزوا وتفلحوا.

13- أن الملائكة تستغفر للصائمين حتى يفطروا :

فقد روى عن الإمام أحمد من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أعطيت أمتي خمس خصال في رمضان لم يعطها أمة غيرهم ، خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكة حتى يفطروا، ويزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي أن يكفوا عنهم المؤنة والأذى ويصيروا إليك، ويصفد فيه مردة الشياطين فلا يخلصون فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة فيه ، فقيل له: يا رسول الله أهي ليلة القدر؟ قال: لا ولكن العامل إنما يوفى أجره إذا قضى عمله ).


فمن هذا الحديث يتبين لنا أن الملائكة تحب هذه الأعمال التي أحبها الله عز وجل فهي تستغفر للصائمين.

14- شهر الصبر :

قال الله تعالى :(إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ)(سورة الزمر: من الآية10)

قال الأوزعي رحمه الله : " لا يكال لهم ولا يوزن إنما يغرف لهم غرفاً "

نعم أنه شهر الصبر فكما جاء في الحديث القدسي أن الله عز وجل يقول : ( يدع طعامه وشرابه وشهوته من أجلي )

فهو يترك هذه قربة إلى الله عز وجل صابراً محتسباً الأجر والثواب.

15- الجزاء العظيم عند الله عز وجل في الآخرة :

قال صلى الله عليه وسلم : ( للصائم فرحتان فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه )

فالصائم يفرح حينما يفطر وقد أتم وأكمل الصيام لله عز وجل فهو يفرح بتمام وإكمال عمله هذا ما يكون في الدنيا ، والفرحة الثانية وهي الفرحة الأكبر في الآخرة يفرح عند لقاء ربه لما يرى من النعيم والجزاء العظيم لهذا العمل الجليل فعلى المسلم والمسلمة أن يحرص على صيامه وإتمامه من يفرح الفرصة الكبرى ويفوز الفوز العظيم.

16- هو أحد الطرق الموصلة إلى الجنة :

وفي الحديث عن سهل بن أبس سعد رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة باباً يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل أحداً غيرهم يقال أيها الصائمون فيقومون ولا يدخل منه أحد غيرهم فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) متفق عليه

وهذا إن دل فإنما يدل على فضل الصيام وأجره الكبير فمن أراد العمل الذي يؤصله إلى الجنة فعليه بالصيام.

17- شهر الرحمة :

فقد ثبت في الحديث الصحيح عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وفتحت أبواب الرحمة ) .

فهو شهر الرحمة من الله عز وجل لعباده يرحم به من يشاء ، لذا كان علينا أن نتراحم فيما بيننا فالمسلم يرحم أخيه المسلم ، والرحماء يرحمهم الرحمان.

18- شهر الجنان :

ففي هذا الشهر تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران فمن أراد المسابقة والمسارعة إلى الجنة فهذا الشهر هو ميدان الأعمال وزاد الأخيار وبلغه العباد فالجنان تتزين في هذه الشهر فأين المشمرون!

19- الابتعاد عن قول الحرام :

ثبت في الحديث عند الإمام أحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) رواه البخاري

فهذا الشهر هو مما يعني العبد على الابتعاد عن قول الحرام والالتزام بالآداب الشرعية في ما يقوله ويتركه.

وصح عن المصطفي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( والصوم جنة وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني امرؤ صائم ) رواه البخاري.


20- الدعاء :

يقول الله عز وجل بعد أن ذكر آيات الصيام (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) (سورة البقرة:186)

ويقول عليه الصلاة والسلام : ( أن للصائم عند فطره لدعوة ما ترد ) رواه ابن ماجه

ويقول عليه الصلاة والسلام : ( ثلاثة لا ترد دعوتهم ،وذكر منهم الصائم حتى يفطر )


فهذه من الفرص العظيمة التي قد لا يستغلها أخد من الناس ولا يدركها.

- اسمع يا من يريد الخير.

- اسمع يا من لديه مشكلة.

- اسمع يا من يريد المغفرة.

فالطريق أمامك مهيأ فلماذا هذا الكسل والتقاعس.


21- شهر القرآن :

يقول الله عز وجل : (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (سورة البقرة:185)

يقول ابن عباس رضي الله عنه : " كان ابتداء نزول القرآن في رمضان " .

وكان الإمام مالك رحمه الله : " إذا دخل رمضان ترك قراءة الحديث وأقبل على قراءة القرآن ).

ونقل عن جماعة من السلف أنهم كانوا يختمون القرآن في كل ثلاث ليال مرة فإذا كان رمضان ختموه في كل ليلتين مره فإذا دخلت العشر الأواخر ختموه في كل ليلة مرة.

22- شهر الصلاة :

يقول عليه الصلاة والسلام :( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )

وفي الحديث الآخر : ( من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة ) رواه أحمد


- فهو شهر القيام .

- شهر الصلاة .

- شهر التراويح .

- فكم من مفرط في هذا الشهر في التراويح.

- وكم من متقاعس عن صلاة القيام.

- وكم من متساهل في الصلاة.

23- شهر الجد والمثابرة :

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم : يشد المئزر ويوقظ أهله وكان عليه الصلاة والسلام كالريح المرسلة ، وكان أجود ما يكون في رمضان.

24- شهر الاعتكاف :

وهو من السنن المهجور في هذا الزمان .
يقول الزهري رحمه الله : " عجباً للناس كيف تركوا سنة نبيهم محمد صلى الله عليه وسلم في الاعتكاف وما تركه النبي صلى الله عليه وسلم منذ أن قدم المدينة.

25- يشفع لصاحبه يوم القيامة :

ثبت في الحديث الصحيح : عن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( الصيام والقرآن يشفعان للعبد يوم القيامة يقول : الصيام أي رب منعته الطعام والشهوات بالنهار فشفعني فيه ويقول القرآن منعته النوم بالليل فشفعني عنه قال فيشفعان ) رواه أحمد والحاكم وصححه.

فأحسن العمل يشفع لك الصيام يوم يقوم الناس لرب العالمين.

أخي الكريم :

هذه بعضاً من فضائل ومزايا وخصائص رمضان فماذا عسي أن تقدم في هذا الشهر الكريم فأرني من نفسك خيراً وإياك ثم إياك من التأجيل والتسويف فإنه رأس المفالس .

والله أعلم

جعلنا الله وإياكم ممن تقبل صيامه وقيامه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد




كتبــه
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:34 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
فرص لا تعوض


1- فرصة أن تبادر في بر والديك قبل أن يموت أو يموت أحدهما فهما باب من أبواب الجنة.
جاء رجل إلى ابن عباس رضى الله عنهما يسأله أنه قتل نفس فهل له من توبة فقال له ابن عباس هل لك والده قال نعم قال فالزم قدميها فإنى لا أعرف أفضل قربة من بر الوالدين.

2- فرصة تبذل وتقدم وتجتهد في فعل الخير وتقديمه للآخرين فهذه الدنيا من الفرص التى قد تضيع على الكثير من الناس فكم من مشغول بها وكم من إنسان ضيع ذلك العمر بما لا يفيده.

يقول الحسن البصري رحمه الله : " يا ابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يوم ذهب بعضك ".

ويقول عمر بن عبد العزيز رحمه الله : " إن الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما " .

3- فرصة أن تغتنم وتتحري أوقات الاستجابة : " في السجود – في آخر الليل – في يوم الجمعة – عند نزول الغيث " واجتهد في الدعاء فأنت تدعو رب كريم خزائنه مليئة فلا تبخل على نفسك ولا تستكثر شيء فإن الله بيده مقاليد الأمور ، ومن تأمل الآيات أو قراءها بتمعن علم أن الله سبحانه وتعالى أمر بالدعاء ووعد بالاستجابة بقوله : ( أدعوني استجب لكم )

وفي آية أخرى يقول الله مخبراً عن نفسه : ( فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ) .

فلماذا هذا التكاسل والتقاعس كم من داع وافقت دعوته ساعة استجابة ، وكم من مضطر كشف الله كربه ، وفرج همه ، وكم من إنسان استجاب الله لدعائه وحقق أمانيه ورغباته.

4- فرصة أن تستغل هذه الصحة والعافية فهي من النعم التي أنعم الله بها عليك ، فكم من سقيم يعاني من مرضه ، وكم من صحيح لا يدرك هذه التاج الذي هو فوق رؤوس الأصحاء فمن أراد أن يتحقق من هذه الفرصة فليزر المستشفيات يرى النعمة التي ينعم بها.


اللهم إني أسألك العفو والعافية والمعافة الدائمة في الدنيا والآخرة
وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبــه
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:34 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
وقفة مع خطوط حمراء عريضة


حينما خرج ذلك الشاب في القناة الفضائية ( الداعية إلى الرذيلة ) وتكلم بوقاحة فعله وجاهر في معصيته أمام مشهد ومرأى من الجميع هل كان يتصور أن تحدث مثل هذه الضجة الكبيرة والثورة العارمة لا أتصور ذلك أبداً.

إنما خرج في تلك القناة وتكلم عما يريدون منه وتصور أن الأمر بسيط وحرية مزعومة
وتصرفات خاصة كما هو مفهوم البعض وللأسف الشديد.

أيها القارئ العزيز :

لا يُفهم من كلامي هذا أنني أدافع عن ذلك الشاب أو أقلل من فعله وتصرفاته ( معاذ الله ) إنما أعني وأريد أن أقول يجب أن نصحح المفاهيم لدي شبابنا ونربيهم على المنهج الصحيح حتى لا تقع مثل تلك الصورة السيئة. فمثلاً من وقع في معصية واستتر وسأل الله العافية والتوبة يختلف تماماً عمن يقع في المعصية ويجهر بها ويروج لها ويخطط ويدعوا ويلمع لها ، وأنه بهذا يحمل أوزار غيره.

وقد روى الإمام البخاريّ رحمه الله تعالى عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((كلّ أمّتي معافًى إلاّ المجاهرين، وإنّ من المجاهرة أن يعملَ الرجل بالليل عملاً ثم يصبح وقد ستره الله فيقول: يا فلان، عملتُ البارحةَ كذا وكذا، وقد بات يستره ربّه، ويصبِح يكشِف سترَ الله عليه)).

أيها القارئ الكريم :

- إن المجاهرةَ بالمعاصي .

- إن إشاعةَ المعاصي.

- إن التباهيَ بها :

يحمل الناسَ الآخرين على التقليد والوقوع فيها.
ولذلك فإن الشريعةَ لما شدَّدت في المجاهرة بالمعصية وكلُّها حكمة، والشارع يعلم أن المجاهِر يدعو غيره، ويجذبه ويزيّن له ويغريه، ولذلك كانت المجاهرة بالمعصية أمرًا خطيرًا على الفرد والمجتمعات.

ثانياً : هذا الإنكار بهاذ التصرف المقيت ما هو إلا امتداد شرعي لمفهوم الحسبه وهذا هو المطلوب منا كمسلمين .

وكم نحن بحاجة ماسة لإنكار كثير من المنكرات بالطرق الشرعية عبر الطرق النظامية .
فوالله ما انتشرت المنكرات إلا بتساهل الناس اليوم في إنكارها أو التساهل بها.

أحبتي في الله :

تأملوا معي قول الله عز وجل : (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ) (سورة المائدة الآيات :78 ، 79 ).

واقرؤوا إن شئتم قوله تعالى:(وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ)
( سورة هود:117)


وقوله صلى الله عليه وسلم كما جاء عند الترمذي : ( لتأمرون بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن ينـزل عليكم عقاباً ) وفي " رواية " عذاباً من عنده ثم تدعونه فلا يستجيب لكم .

وقوله عليه الصلاة والسلام في صحيح مسلم : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ).

لذلك أدرك عمر بن الخطاب رضي الله عنه هذا المفهوم الصحيح عندما قرأ الآية .. قال تعالى : (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ) (سورة آل عمران:110)

فقال رضى الله عنه : " من أراد أن يكون فرداً من أمه محمد صلى الله عليه وسلم فليقم بذلك الشرط الشرط " أي ليأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.

ويقول عمر بن عبدالعزيز رحمه الله : ( إن الله لا يؤخذ العامة بذنب الخاصة ولكن يؤخذ العامة إذا عملوا المنكر جهاراً ولم ينكروا عليه ) .

- دعونا نرفع راية الاحتساب في الإنكار ودعوة الناس للخير وتحذيرهم من الشر وأصحابه.

- دعونا نمارس تلك الشعيرة العظيمة الخالدة " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "

ونقتدي بقوله تعالى : (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (سورة آل عمران:104).

- يا من يريد الفلاح في الدنيا والآخرة عليك بهذا الأمر.

- يا من يريد معالي الأمور عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- يا من يريد الرحمة عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- يا من يريد زيادة الإيمان عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- يا من يريد قوة الشخصية والثقة في النفس والإصرار على المبدأ عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- يا من يريد تحقيق معنى الإخوة ومحبة الخير للآخرين عليك بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

- يا من يريد النجاة والفوز وعدم الخسران في الدنيا والآخرة عليك بالأمر بالمعروف والنهى عن المنكر.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يحفظ شبابنا ونسائنا وأن يجعل هذه البلاد آمنة مطمئنة


وصلى الله وسلم على نبينا محمد


كتبــه
أخوكم ومحبكم

نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:35 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
معالم مضيئة في حياة ابن جبرين


ما أصعب .. وما أشد حينما يتكلم الإنسان عن علم من الأعلام ، وعن حياة بطل من الأبطال فتكمن صعوبة الشئ في أنك إذا تحدثت عنه ربما لا تعطيه حقه ولا تصفه بوصفه ولكن عزائي أنها معالم ومعاني نستنبطها ونستفيد منها .

فحديثي أيها الأحبة :

عن علم من أعلام الأمة الإسلامية هو ليس بحاجة إلى تعريف فهو أشهر من أن نتحدث عن علمه وأثاره ، ولكن هو من باب الإشارة والمشاركة إلا وهو موت شيخ العلامة الدكتور / عبدالله بن جبرين رحمه الله وأسكنه فسيح جناته ، ذلك العالم التقي الورع الزاهد عبدالله بن جبرين ولعلي أذكر بعض المأثر والمعالم المضيئة في حياة الشيخ بن جبرين رحمه الله

المعلم الأول : الرسوخ في العلم :

فالشيخ رحمه الله من العلماء الراسخين الأوائل الذي أعطى القبول عند الكثير من الناس ودرس وألف وعلم وأفاد وأجاد فمن يتأمل ذلك يجد الرسوخ الواضح في ما ذكرت وإن دل فإنما يدل على التأصيل العلمي الصحيح منذ أول التلقي فقد سار على خطى صحيحة فكانت النتائج مثمرة ؛ فكم هي الأمة بحاجة إلى ماسة إلى هذا التأصيل الذي أدلهمت وتنوعت فيه الفتن والملمات فربما نرى من يعظ أو يدرس أو يؤلف فإذا تكلم كان بليغاً وإذا كتب كان أديباً ولكن وللأسف عندما تنظر إلى رسوخه في العلم لا ترى له أثر.
لذا كان موت الشيخ رحمه الله جللاً كبيراً وخطباً عظيماً من هذا الأمر.

قال الله عز وجل : (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) (سورة الرعد:41)

قال ابن عباس : في نقصان الأرض في هذه الآية ذهاب علمائها وفقائها وخيار أهلها (الطبري )

قال الحسن : كانوا يقولون موت العالم ثلمه في الإسلام لا يسدها شئ ما اختلف الليل والنهار ( الدارمي )

المعلم الثاني : الدعوة إلى الله :

فالشيخ رحمه الله كان من العلماء الدعاة ، وحينما نذكر هذا لأن هناك من يفصل وللأسف بين العلم والدعوة ويجعل حاجز بينهما كبير والأمر في ذلك خلافه .فلا دعوة دون علم ولا ثمرة لعلم دون دعوة ، ومن يتأمل حياة الشيخ يجد أنه يقوم بإلقاء الدروس العلمية والمحاضرات المتخصصة والندوات العامة واللقاءات الإعلامية سواء كانت المرئية أو المسموعة أو المكتوبة بل ربما قد يخفى على البعض أن الشيخ سافر إلى جُل مدن وقرى المملكة وهذا من بركة علمه رحمه الله .

المعلم الثالث : الصبر :

وحينما أقول الصبر فإني أرى جميع معاني الصبر قد تحققت فيه .. ولا أزال أتذكر أيام الحج كيف كان رحمه الله ينتقل بين المخيمات في إلقاء الدروس والمحاضرات والفتيا دون ملل أو كلل ربما يعجز عنه الكثير من الناس ، وحينما أسترجع الذاكرة إلى الوراء أجد الدروس التي ألقيها على مدار اليوم ، ومن بعد صلاة الفجر وفي الضحى وبعد الظهر وبعد العصر وبعد المغرب وبعد العشاء ، فوالله أنه رجل لا كل الرجال وهو رجل أمة فقدناه والله المستعان .

وأذكر أننى لقيتهُ في أحدى المرات ونحن نصلى على أحد الإخوة رحمه الله فى الجامع الكبير في الرياض وهو يشيع الجنازة راجلاً وكان الوقت بعد الظهر وكنت قد أرهقت من المشي ولما رأيته في هيئته المهيبة وكبر سنه استحييت من نفسي. ولقد تعلمت منه درساً في الصبر والاحتساب.

المعلم الرابع : كثرة العبادة :

حدثني أحد المشايخ الفضلاء أنه سافر مع الشيخ إلى أحد البلدان وبات معه في الغرفة الخاصة بالشيخ يقول : فكان الشيخ بن جبرين رحمه الله ينام أول الليل ثم يقوم نصفه ويؤلف ويصلي في آخره. ثم يتابع صاحبي بقوله : فكلما تذكرت ذلك أكبرت الشيخ على صنيعه.وأدركت أن هذا النشاط الدءوب والعلم الغزير ما هو إلا نتيجة لهذه العبادة المستمرة والخفية.
- وكان الشيخ بن جبرين رحمه الله حريصاً على أن يختم القرآن كل ثلاث ليال.

المعلم الخامس : حسن الخلق :

كان مما يتميز به الشيخ رحمه الله حسن أخلاقه فالشيخ لم يذكر عنه أنه نهر أحد أو ظلم أحد إنما كان يتبسط بالحديث مع الناس ويستجيب لكثير من الدعوات ، حتى أنه رحمه الله بلغ من تواضعه أنه كان يأبي ويرفض أن يقبل أحد رأسه.
- وكان رحمه الله يعطى المجال لسماع آراء الآخرين ويتقبلها ، واذكر أنه ناقشه أحد طلبة العلم عن مسألة وشدد فيها وخالف الشيخ بن جبرين ؛ فكان الشيخ رحمه الله صامت ولم يتكلم فلما انتهى الأخ ذكر له الشيخ رأيه في المسألة وأعطاه الدليل ولم يعنفه أو يزجره ولم ينتصر لرأيه بل كان أباً كريماً وشيخنا رحيماً .

وفي النهاية : مات الإمام العالم الزاهد العامل العابد الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين وكان نموذجاً لتواضع الكبراء وهمة العلماء جمع بين العلم والعمل وبذل في التعليم والدعوة وارتحل فرحمه الله وجعل سيرته نوراً يضئ في الظلمات وحياة تبعث الأمل والقدوة والعمل

أسأل الله أن يغفر لشيخنا ويرحمه ويسكنه فسيح جناته
وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبــه
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:35 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
إلى من نسمع


النفس البشرية تحب أن تسمع إلى الصوت الحسن وهذه جبله خلقها الله فى الإنسان وهى من الفطرة لذا قد ترى الطفل الصغير تهدهد أمه بأبيات تقولها وتنشدها فيصغي الطفل إلى الصوت الحسن الجميل وينام أو يسكت.

ومن يتأمل فيما يسمع من الأصوات يجد ولله الحمد والمنة أن هناك أصواتاً حسنة ومتمكنة في أن تصغى لها الأذان ، وأعني بهذا ممن أعطاهم الله عز وجل أصواتاً جميلة فى تلاوة كتاب الله عز وجل وكم يأنس المسلم وينشرح صدرة عندما يسمع آيات الله تتلى بصوت رخيم
وقد أعطى القارئ كل حكم من أحكام التجويد حقه متأملاً ومتدبراً آياته .

ونبيناً محمد صلى الله عليه وسلم طلب من عبدالله بن مسعود رضى الله عنه أن يقرأ عليه القرآن فقال له ابن مسعود : أقرا عليك القرآن وعليك أُنزل.

قال عليه الصلاة والسلام : " نعم فإنى أحب أن أسمعه من غيرى ؛ فاستفتح من سورة النساء فلما وصل إلى قوله تعالى : " فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً " قال عليه الصلاة والسلام حسبك فالتفت فإذا عيناه تذرفان .. وابن مسعود رضى الله عنه من قّرأ الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين.


وقد مر النبى صلى الله عليه وسلم على أبى موسى الأشعرى رضى الله عنه وهو يقرأ ووقف فاستمع لقرائته فلما التقى عليه الصلاة والسلام بأبى موسى الأشعرى من غد قال له كيف لو رأيتنى وأنا استمع إلى قرائتك قال أبو موسى رضى الله عنه لو علمت بك يا رسول الله لحبرته لك تحبيراً فقال عليه الصلاة والسلام له لقد أعطيت مزماراً من مزامير آل داوود .

وهذه الأدلة تدل على ان الإنسان يبحث عمن يحب أن يستمع له فى قراءة القرآن .. ولقد امتلئت المكتبات الصوتية بأشرطة الكاسيت والأذاعة الصوتية وغيرها من وسائل التقنية إلا هناك أشخاصاً وللأسف قد زهدوا بهذا واستبدلوا الذى أدني بالذى هو خير فاستمعوا إلى الأغانى والمزامير ومن يشاهد واقع بعض الناس يرى أن هناك تعلقلاً كبيراً بهذه الأغاني .. والله المستعان
.
وإنى أتسأل لماذا نحن نزهد بالخير ونستبدله بالذى هو أدنى
انظر إلى ذلك الشاب وإلى تلك الشابة التى تردد كلمات الأغانى وتحفظها ، وربما لا تحفظ إلا القليل من القرآن.

مر الصحابى الجليل عبدالله بن مسعود رضى الله عنه برجل وهو يغنى وكان ذا صوت حسن فقال له ابن مسعود ما أجمل هذا الصوت لو كان فى القرآن ثم ذهب فقال الرجل من هذا ؟ يعنى من ( القائل ) فقالوا هذا أبا مسعود الصحابى الجليل فرمى ما فى يده ثم التحق بحلقة ابن مسعود رضى الله عنه ، وكان بعد ذلك من طلابه.

ونحن نقول لا تحرموا أنفسكم الأجر سواءً أكان ترتيلاً أو سماعاً ولا تضيعوا أوقاتكم فيما
لا ينفع فى الدنيا والآخرة بل قد يكون وبالاً على صاحبه.

فلا تظن أخى القارئ أننا غير مسئولين عما نسمع .. ألم تقرأ قوله تعالى :(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)(سورة الاسراء: من الآية36)

فكم من سامع يسمع الحرام وينقله وكم من سامع ضيع أمانة السمع التى هى أحد الحواس التى نسأل عنها.

فيا أحباب هذه دعوة كريمة للتعقل والتفكر فيما نسمع ، لذلك رأيت عدم ذكر الأدلة الشرعية أو المسألة العليمة فيما أعنيه وذلك لمعرفة الجميع بها ؛ وإنما أخاطب فيكم ما أمركم الله به أن تحافظوا عليه إلا وهو ( السمع ) .


هدانا الله وإياكم إلى الطريق الصحيح
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم



كتبــه

أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:36 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
الفيروس الجديد


فيروس جديد شرس في الظاهرة الحالية ، قد يؤدى إلى وفاة أكثر من مليار إنسان ، وقد أعلن الأوربيون حالة الطوارئ لمواجهة هذا المرض ، وقد دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر ، وقد تم الإبلاغ عن حدوث عشرات حالات وفاة ، ومئات من حالات الإصابة.

إن أنفلونزا الخنازير مرض هو في الحقيقة من أعراض الصدود عن الله وعقوبة إلهية من الله سبحانه وتعالى لمن تمرد على شرع الله ، فبعد جنون البقر والحمى القلاعية وأنفلونزا الطيور جاءهم البلاء من حيث لم يكونوا يحتسبون.

قال بعض السلف :

" كلما أحدثتم ذنباً أحدث الله لكم من سلطانه عقوبةً "
.
قال الله تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ [سورة الروم – الآية رقم : 41].

والمراد بالفساد في الآية : النقصُ والشرور التي تحدث في الأرض عند معاصي العباد

يقول ابن القيم رحمه الله :
ونزِّل هذه الآية على أحوال العالم, وطابق بين الواقع وبينها, وأنت ترى كيف تحدث الآفات والعلل كل وقت, في الثمار والزرع والحيوان, وكيف يحدث من تلك الآفات آفات أخر متلازمة, بعضها آخذ برقاب بعض, وكلما أحدث الناس ظلمًا وفجورًا أحدث لهم ربهم تبارك وتعالى من الآفات والعلل في أغذيتهم وفواكههم وأهويتهم ومياههم وأبدانهم " . انتهى كلام ابن القيم .

وأن هذه الفيروسات دقيقة, وكائنات عجيبة , تحيِّر البشر, وترغم أنوف قوم تباهوا فخرا وخيلاء بما عندهم من علم, ولا يزال الله يحدث لهم من خلقه ما يقال لهم إزاءه:

هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ [لقمان: 11].

فالمسلمون والله الحمد قد أغناهم الله هذا المرض وكفاهم بما شرع لهم من تحريم الخنزير أصلًا وابتداءً , لذا نجد لفظ التحريم ورد في القرآن الكريم في أربعة مواضع , منها

قوله تعالى: إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ [سورة البقرة الآية رقم : 173]

وقوله تعالى : (قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (سورة الأنعام الآية رقم :145)

ولو نظرنا أيها القارئ الكريم إلى ذلك الحيوان " الخنـزير " وأخذنا بعض المعلومات عنه فإنه يتبين لنا بأن الخنـزير حيوان يأكل القمامات والفضلات والنجاسات بشراهة وهو سيئ الطباع جلاَّل ٌ, يفترس فيأكل الجرذان والفئران وغيرها, ويأكل الجيف حتى جيف أقرانه وهو حيوان عديم الغيرة يورث أكله الدياثه والعياذ بالله ، وهذا ما تأباه النفوس السوية وتعافه وأكله لابد وأن يؤثر عليه ، وهذا يتجلى في المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزنا.

وقد أثبتت الأبحاث العلمية والطبية أن الخنزير يُعَدّ مستودَعًا عالميًا ضخمًا للجراثيم الضارة بجسم الإنسان ، إذ يحمل الخنزير 450 مرضا وبائياً, وتفصيلها يطول ، ومن أكبر أمراضه انتشاراً أنه يساهم في انتشار السرطان في جسم الإنسان.
والديانات السماوية كلها مُجمعة على تحريمه , فاليهود والنصارى تجد التحريم عندهم واضحاً في كتبهم.

لذا فإن تحريم الخنزير وقتله من أهم الأعمال التي يقوم بها عيسى عليه السلام حين ينزل في آخر الزمان؛

كما جاء في حديث أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى يَنْزِلَ فِيكُمْ ابن مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الْخِنْزِيرَ، وَيَضَعَ الْجِزْيَةَ)) رواه الشيخان. وقد بوّب البيهقي رحمه الله تعالى على هذا التشديد في الخنزير

فقال: (باب: الدليل على أن الخنزير أسوأ حالاً من الكلب)، ثم نقل عن الشافعي رحمه الله تعالى قوله: "لأن الله سبحانه وتعالى نصه فسماه نجسا" اهـ.

قَالَ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللهُ: "قَولُهُ: ((وَيَقتُلُ الخِنزِيرَ)) أَيْ: يَأمُرُ بِإِعدَامِهِ مُبَالَغَةً في تَحرِيمِ أَكلِهِ، وَفِيهِ تَوبِيخٌ عَظِيمٌ لِلنَّصَارَى الَّذِينَ يَدَّعُونَ أَنَّهُم عَلَى طَرِيقَةِ عِيسَى ثُمَّ يَستَحِلُّونَ أَكلَ الخِنزِيرِ وَيُبَالِغُونَ في مَحَبَّتِهِ".

- وقد جاء في الحديث عند مسلم – عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عام الفتح وهو بمكة : " أن الله ورسوله حرم بيع الخمر والميتة والخنزير والأصنام " .

- وقد جاء عند أبى داود عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال : ( إن الله حرم الخمر وثمنها وحرم الميتة وثمنها وحرم الخنزير وثمنه ) .
- يقول قتادة رحمه الله من أكل لحم الخنزير عرضت عليه التوبة فإن تاب وإلا قتل.

وأخيراً أيها القاري الكريم :

إن هذه الأمراض المتلاحقة التي يخافها البشر لتدلّ على عجزهم وضعفهم أمام قدرة الربّ جل جلاله .

قال تعالى : وَللهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَكَانَ اللهُ عَزِيزًا حَكِيمًا [سورة الفتح الآية رقم : 7] .

ويقول تعالى أيضاً : لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا [سورة الطَّلاق الآية رقم : 12].

ويقول تعالى أيضاً : وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلاَّ هُوَ [سورة المدَّثر الآية رقم : 31].

كما تدل على أن استنكاف البشر عن شريعة الله تعالى هو الهلاك في العاجل والآجل، وأن الله تعالى لا يظلم عباده بل يجازيهم بأعمالهم .

ويقول تعالى : إِنَّ اللهَ لا يَظْلِمُ النَّاسَ شَيْئًا وَلَكِنَّ النَّاسَ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [سورة يونس الآية رقم : 44].

قال تعالى : ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الكَفُورَ .[سورة سبأ الآية : 17].

ويقول تعالى : وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [سورة الشُّورى الآية رقم : 30].


قال تعالى : وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَنْ كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ وَآتَيْنَا ثَمُودَ النَّاقَةَ مُبْصِرَةً فَظَلَمُوا بِهَا وَمَا نُرْسِلُ بِالآيَاتِ إِلاَّ تَخْوِيفًا [سورة الإسراء الآية رقم : 59].

أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بنا وأن يغفر لنا ويرحمنا

وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبــه

أخوكم ومحبكم

نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:37 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
اهتزت الأرض من تحتنا فى العيص



تناقلت وسائل الإعلام ما حل بإخواننا في العيص وما جاورها وما يحدث فيها من الهزات الأرضية .
ولعلى هنا أتحدث عن هذا الحدث الجلل من عدة جوانب:

أولاً: ما هي هذه الهزة :

بعض الإخوة يرجع هذا الأمر إلى ضعف في القشرة الأرضية أو إلى أي سبب من الأسباب الجولوجيه ، وهذا لا ينبغي أن يقال فإذا كان هناك سبب فلا نغفل الحكمة من ذلك فهذه الهزة أو الزلزلة أو الخسوف أو الكسوف آيات من آيات الله يخوف الله بها عباده
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : " الزلازل من الآيات التي يخوف الله بها عباده كما يخوفهم بالكسوف وغيره من الآيات " .
فالمسلم الفطن لا يخلط بين السبب والحكمة وأن لا يشغله السبب عن الحكمة .

2- وهذه الزلزلة من أكبر العظات المذكرة بيوم القيامة وأهوال الآخرة

يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ) (سورة الحج:1)

وذلك بأنها إذا وقعت الساعة رجفت الأرض رجفة وارتجت وزلزلت .

ويقول تعالى : (إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجّاً *وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسّاً) (سورة الواقعة الآيات 4 : 5)

ويقول صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : ( لا تقوم الساعة حتى يكثر الزلازل )

فهذا يعطى مؤشر واضح وبين على غفلة الناس في تذكر الآخرة ؛ فمن كان له قلب تذكر وأناب ويجب أن يربط ما يحدث هذا بما يذكره بأهوال القيامة.

3- وبعد أن يربط المسلم يتساءل البعض ما المقصود وما المراد من هذا ؟

فالمراد من هذا: نذر وتخويف .. كما يقول الله عز وجل : (.......وَمَا نُرْسِلُ بِالْآياتِ إِلَّا تَخْوِيفاً)(سورة الإسراء: من الآية59)

ويقول ابن القيم رحمه الله :

" وقد يأذن الله سبحانه للأرض أحياناً بالتنفس فتحدث فيها الزلازل العظام فيحدث من ذلك لعباده الخوف والخشية والإنابة والإقلال من المعاصي والتضرع إلى الله سبحانه وتعالى والندم .
كما قال بعض السلف : " وقد زلزلت الأرض " " إن ربكم يعاتبكم " .
ولقد وقعت رجفة في عهد عمر بن عبدالعزيز فكتب إلى أهل البلدان أن هذه الرجفة شئ يعاتب الله به عباده فمن استطاع أن يتصدق فليفعل فإن الله تعالى يقول : " قد أفلح من تزكى " فتح البارى لابن رجب .

والله عز وجل يقول : (
فَلَوْلا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ
الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
) (سورة الأنعام:43).

يقول القرطبي رحمه الله : " وهذا عتاب على ترك الدعاء وإخبار عنهم أنهم لن يتضرعوا حين نزول العذاب " .

يقول ابن مسعود : ( إذا سمعتم هادٍ " أي فزعاً " فافزعوا إلى الصلاة ) سنن البيهقي 2 /413
يقول ابن عساكر في تاريخ دمشق في حوادث 233 :

( زلزلت ومشق يوم الخميس ضحى فخرج الناس إلى المصلى يتضرعون إلى قريب من نصف النهار فسكنت الدنيا وعاد الأمر إلى الهدوء ).

فالواجب على المسلم الإيمان بالله عز وجل والتوبة والعودة إليه ؛ فما هذه إلا نذر من عند الله ولقد أرسل أحد الأخوة رسالة فيها وصف للخوف الذي يعانيه وهو يقول ادع الله أن يثبت الأرض من تحتنا فوالله أن قلوبنا فزعة ويقول يارب رحمتك فلقد قرأت بعض ما وصفه بعض الأهالي هناك فهذا أحدهم يقول " إن بعض الأهالي عند صلاة العشاء يتوادعون بالبكاء ".
ويقول أحد السكان " لقد خفت خوفاً لن أنساه بحياتي " .
ويقول أحدهم أيضاً "بعض الأيل ترفض البروك وتظل واقفه طيلة الوقت لأن الأرض تهتز
تحتها ".

يقول الله عز وجل :(قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ) (سورة الأنعام:65)

يقول الدواداري والمقريزي في حوادث 659 :
" وردت الأخبار في ربيع الأخر من ناحية عكاء بلاد الأفرنج أن سبع جزار في البحر خسف بها وبأهلها بعد أن نزل عليهم دم عدة أيام وهلك من خلائف كثيرة قبل الخسف ودعاء أهل عكا وهم يبكون ويستغفرون لذنوبهم " .

4- ويجب على المسلم أن يتذكر نعمة الله التي لا تعد ولا تحصي من هذا النعم أن جعل الأرض قراراً كما قال تعالى : (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَاراً وَجَعَلَ خِلالَهَا أَنْهَاراً وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزاً أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (سورة النمل:61)
وهذا امتناناً من الله على عباده.

5- ويجب على المسلم مواساة إخوانه بما يستطيع من دعاء وبذل مال ومساعدة فهم بحاجة إلى ذلك فهذا من الأمور التي يحتاجه المسلم في مثل هذه الأزمات.

6- يجب أن ندرك أن ما يحدث في بعض بقاع الأرض من خسف أو طوفان أو ريح وغيرها من الآيات والعظات من أنه قد يحدث عندنا فعلينا بالإقلاع في المعاصي والرجوع إلى الله عز وجل




يا كاشف الضر صفحا عن جرائمنالقد أحاطـت بنـا يـارب بأسـاء
نشكو إليك خطوباً لا نطيـق لهـاحملاً ونحـن بهـا حقـا أحقـاء




أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يلطف بنا وأن يغفر لنا ويرحمنا وأن لا يؤاخذنا بما فعلنا نستغفره ونتوب إليه ، لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين
والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد



كتبــه
أخوكم ومحبكم
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:37 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
زينة الدنيا


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد ،،

هنيئاً لك أيها الأب .. هنيئاً لك أيتها الأم .. على هذا المولود واشكروا الله أن رزقكم هذا المولود فهو زينة الحياة الدنيا...
قال تعالى : (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً) (سورة الكهف الآية رقم :46)

أخي الأب .. أختي الأم ..
لعلي أذكر بعضاً من السنن والآداب المتعلقة بالمولود :
أولاً : يجب أن نشكر الله على هذه الهبة ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) ويكون الشكر بالثناء على الله عز وجل بأن تحمدوه وتذكروا نعمه التي لا تعد ولا تحصى ، وتشكروه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه " اعملوا آل دواود شكراً ".

ثانياً: عدم السخط وأن نرضى بقضاء الله وقدره قال تعالى ( يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً )
فهناك من الناس من يتسخط من قدر الله فإن كانت أنثى غضب واعترض وهذا لا يجوز فكل هذا من عند الله ، وما أنتما أيها الزوجان إلا سبب من الأسباب ثم لتعلما أن الإعتراض من صفات القوم الكافرين ( وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسوداً وهو كظيم يتوارى من القوم من سوء ما بشر به أيمسكه على هون أم يدسه في التراب ) وأما المسلم فهو يعرف أن هذا من عند الله وأن الله سبحانه أعلم وأحكم ولا يدرى أين الخيرة تكون ولا يعلم من الأصلح من الذرية ولقد ولد للنبي صلى الله عليه وسلم أربع من البنات وما عاش من أولاده أحد من الذكور ، وولد للإمام أحمد بن حنبل بنت فقال الأنبياء آباء البنات .
ولقد جاء في فضل تربية البنات ما لم يأت في تربية الأولاد جاء عند مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من عال جاريتين حتى تبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهذا وضم بين أصبعيه ) .
وفي الحديث الآخر ( كن له حجاباً من النار ) وفي رواية ( ستراً من النار )
ويستفاد من هذا أن ممن ولد له بنات فأحسن التأديب يحصل على :
1) مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم .
2) يَكُنَّ له حجاباً وستراً من النار .
ثالثاً : التأذين في أذن المولود : ويكون الآذان في الأذن اليمنى
عن أبي رافع قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسين بن علي حين ولدته فاطمة )) رواه أبو داوود . أو يؤذن في الأذنين جميعاً وهو الأرجح لعدم التقيد.
وهذا ابتداء التربية الصحيحة وهو سماع هذا المولود كلمة الحق ويتربى عليها في أول ما يقرع سمعه فيتربى عليها إن شاء الله.

رابعاً: التحنيك وهذه من السنة المندثرة اليوم عند الناس وهو أن تلين تمرة ثم يدخل أصبعه في فمه ويحركها يميناً وشمالاً وقد أثبت الطب نجاحاً التحنيك على الصغار ، جاء في الصحيحين عن أبي موسى قال : ولد لي غلام فأتيت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فسماه إبراهيم وحنكه بتمرة ))

خامساً: حسن اختيار الاسم وهذا أمر هام حيث أن الاسم في الغالب ينعكس على المولود من حيث التأثير به ومن الملاحظ الآن أن تسمية بعض الناس ليس لها معنى
أو قد تؤدي إلى معنى قبيح ، وينبغي حسن اختيار الاسم وأفضل الأسماء وأحبها
عبد الله وعبد الرحمن كما جاء عند مسلم ثم يليها ما كان معبداً لله ، ثم أسماء الأنبياء قال صلى الله عليه وسلم : (( تسموا بأسماء الأنبياء )) رواه أحمد ، وقد يكون ما يسمى بأسماء غير عربية أجنبية إعجاباً وتقليداً لهم وهذا لا ينبغي لمسلم ولا مسلمة ، وما أجمل أن يتفق الزوجان على الاسم وأن تكون التسمية بعد مشورة وتأني وتمعن لأن الاسم يدل على مسماه ويكون سمة له.

سادساً : العقيقة وهي سنة مؤكدة على الراجح قال صلى الله عليه وسلم : (( كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه )) رواه أحمد وهي للذكر شاتان وعن الأنثى شاة قال صلى الله عليه وسلم : (( عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة )) رواه أحمد .
والعقيقة هي ما يذبح شكراً على هذه النعمة من الضأن والمعز وله أن يفعل الأنفع من التصدق بلحمها أو بعضه أو طبخها والدعوة إليها أو فعل الجميع ، والسنة في أن تكون يوم السابع أو الرابع عشر أو الحادي والعشرين أو أي وقت شاء وكلما سارع في فعلها كان أفضل.

سابعاً :حلق رأس المولود يحلق يوم السابع ويتصدق بوزن شعره فضة على المساكين كما جاء في الحديث عند أحمد 00

ثامناً :الختان للذكر وهي من الفطرة ومعنى الفطرة : الدين وهو واجب والأفضل أن تكون في يوم سابعه كالعقيقة وإن أخر فلا بأس بحيث لا يتجاوز البلوغ.

تاسعاً : التهنئة بالمولود يقال لمن رزق مولوداًَ .. (( بورك لك في الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره )) وإن قال غيرها فلا بأس .. ويدعوا له بالصلاح والهداية .

عاشراً : صلاح الأبوين فهذه له تأثير واضح على الأولاد حتى بعد وفاتهما كما نص الله عليه في سورة الكهف (( وكان أبوهما صالحاً )) .

الحادي عشر :الاعتناء بهذا الجانب فهو جانب عظيم ورابح لمن وفاه حقه إن شاء الله تعالى في الدنيا والآخرة وهو لا ينتهي وهو من الأعمال الجارية للأبوين فعلى الأب والأم أن يحرصا على تربية المولود وأن ينوي النية الصالحة ويكون هذا بالدعاء له سراً وجهاراً وأن يلتجئا إلى الله ويعتمدا عليه فإنه مهما كان فهو ضعيف وأن يقرئا ويسألا عن كل ما يخص التربية ويبدأ بهذا الجانب مبكراً ولا يتأخر أو يسوفا واحذر ثم احذر أن تطعم أنت وأولادك الحرام .
قال صلى الله عليه وسلم : (( أطب مطعمك تستجب دعوتك )) وفي الحديث الآخر : (( كل جسد نبت من السحت فالنار أولى به ))


أسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يصلح نيتك وذريتك ، وأن يرزقك السعادة في الدنيا والآخرة



والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد


كتبــه

أخوكم ومحبكم

نواف بن عبيد الرعوجى


منصور الوسوس 09-03-10 04:38 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
نحن الضحية ومنا الجناة


قال لى صاحبي : ألم تقرأ وتطالع الصحف لهذا اليوم ؟

قلت : عن أيهن تسأل فأخبرك !

قال : على وجه العموم سألتك.

فقلت له : إنى أتابع تلك الصحف فى غالب الأحيان ؛ فماذا تريد أن أخبرك عنه .

ثم استدار وقال : ألم تلاحظ شيئاً على المذيعين والمقدمين والصحفيين الذين نراهم فى وسائل الإعلام فى المناسبات أوالتغطيات الإعلامية ؟

فدار فى ذهنى أن هذا السؤال وراءه إجابة تنتظر أن أقول رأيي

فقلت له : مسرعاً فى الإجابة وقاطعاً تلك الاستفهامات .أنا لست دقيقاً فى الملاحظات والمتابعات خصوصاً ، ولكن يبدو أنك تسأل وتريد أن تجيب ؛ فأجب على ما سألتنى عنه يا صاحبي !

فقال لى : بعد أن استجمع قواه . من خلال قراءتى ومتابعتى لوسائل الإعلام الحظ فى عدة أمور ؟

فقلت له : أتمنى أن اسمعها !

فقال لى وهو يشير بيده ، الأولى : أن غالب من يكتب أو نشاهده فى وسائل الإعلام هم من صغار السن ، ولا أبالغ حينما أقول أن البعض منهم لا يتجاوز الثلاثين .

فقلت مجيباً له : وهل هذا يعد ملاحظة يا أخى الفاضل ؟

فقال : وبكل هدوء نعم.

فقلت له : كيف ؟

فقال : إن مثل هؤلاء الشباب وفقهم الله لا يملكون فى غالب الأمور الرأى السديد والخبرة عندهم قليلة وتجد الاندفاع المستمر فى الطرح أو فى العرض ، وهذا يجعل المجتمع يعيش فى قلق وحيرة ، وهذا لا يخدم الصالح العام إطلاقاً.

قلت له : يعنى أنت ضد فئة الشباب ؟

فقال لى : وهو حانق هذا الفهم لا أقول به ؛ فالشباب هم عماد الأمة ورجال الغد ، ثم أدار رأسه بقوة ، وقال من الجرم أن نزف بهذا الشاب لمثل هذا وهو لم يتأهل أو يستوعب ما يدور فى كثير من الأحيان ، ومن الظلم أن يجرح ويصادر آراء الآخرين على ذمة أنه إعلامي ، ومن الظلم أخى الفاضل أن ترى ذلك الشاب يتحدث وبكل ثقه مفرطة على طرح الرأى الخاطئ أو الخبر المفبرك.

فقلت له : يبدو يا ( أبا عبدالله ) إنك لا تعطي الفرصة للآخرين ؟

فقال لى يا ( أبا صالح ) إن مثل هؤلاء الإعلامين يحتاجون لمزيد من العناية فى هذه المهنة حتى يعرف كيف يتعامل مع كثير من المعطيات والأحداث.

ثم قال لى : يا ( أبا صالح ) هل تتصور أن الكثير من أولئك الإعلاميين لم يأخدوا هذه المهنة علماً أو مهنة إنما جاءت إليهم أحياناً بالواسطة وأحياناً بالعفرته ؛ فترى بعض الكُتاب يكتب للإثارة والبلبله دون البحث عن الفائدة أو المعلومة فهو يكتب صفصفة كلام ، وحشو لا فائدة فيه فيكتب دون تخصص أو اعتبار واحترام لعقول الآخرين.

قلت له : أرجوك يا ( عبدالله ) أن ترفق قليلاً.

قال لى : دعنى أقول رأيى وبكل وضوح وصراحه ، فوالله إنه يهمنى أن أجد الجواب لديك فإنى أعيش هذه المعاناة منذ زمن وأرى أن هذه المعاناه بدأت تتسع وتكبر من خلال الأحداث الراهنة.

فقلت له : لم أتصور أن أحداً يحمل هذه المعاناه من أجل الصالح العام.

فقال لى : وأزيدك من الشعر بيتاً " لست أنا الذى يعانى من هذا فحسب فغيرى كثير" .

فقلت له : ألهذه الدرجة وصل الحال .

فقال لى : ( يا أبا صالح ) أسال ما هو المؤهل الذى يحمله أولئك .

فقلت له : دون تردد اعتقد أن غالب هؤلاء خريجى جامعة معتبرة .

فقال وهو : يقهقه وبصوت عالى " شعور وإحسان ينبئ عن أمنيه معتبره.

فقلت له : وأخبرنى أنت إذا كنت تعلم .

فقال : تصور أنه يوجد وبنسبة مرتفعه أن بعضهم لا يحملون الشهادة الجامعية ويوجد وللأسف أن بعضهم ثقافته ضحلة إن لم تكن معدومة.

فقلت له : رويدك يا صاحبى لا تقسو فى الكلام.

فقال لى : مشكلتى إننى صريح واعطيك كما يقال " كاش " أقولها " وكررها ثلاثاً " أقولها إنها ثقافة محدودة وإذا تجاوزت فى حديثي فإنى أقول ثقافة لا ترقي إلى أن يسمع المجتمع أو يقراء له فكيف يرتقي المجتمع بإنسان لا يزيده إلا وهنا على وهن ، ألم تسمع وتقرأ.

فقلت له : عن أى موضوع تسأل ، وفى أى وسيلة من الإعلام تقصد ؟

قال فى : جميع أنواع وسائل الإعلام وفى أى موضوع يطرح تجد السطحية فى الحوار فى غالبها وتتألم إنك لم تستفيد ولم تخرج بفائدة تذكر أو تحفظ ، والضحية فى الأول والأخير مجتمعنا المسكين.

فقلت له : يا صاحبى أرى إنك تكثر الحديث عن المجتمع لهذه الدرجة يعنيك أمر المجتمع؟

فقال لى : وهو ينظر إلى شزراً ، وقد بدأت عليه ملامح الغضب لو قالها غيرك يا ( أبا صالح ) بالتأكيد المجتمع يعنينى كثيراً فهؤلاء هم من يتكلمون بلسان المجتمع وهم من يرسم الطريق للمجتمع ولكن وبكل أسف إن بعضهم يتكلم بلسان الهواء وبرأى مغلوط ويغلفه على أن هذا حديث المجتمع فكم من مرة نقرأ ونسمع من يتحدث عن بعض المظاهر والأحداث بلسان المجتمع وهو خلاف رأى المجتمع تماماً.

فقلت له : فرحاً بما أريد أن أقوله لماذا لا تتكلم أصحاب الآراء ويتبنو وجهات النظر الأخرى.

فقال لى : لم أتصور إنك لا تفهم حتى الآن وإنك إنسان سطحي وبسيط.

فقلت له : لو سمحت أرجوا ألا تخطئ فى حقي.

فقال مستدركاً حديثه : قد يُنشر بعض الردود الضعيفة أو المبتورة أو بصورة با هته فمثلاً قد يكتب أو ينشر عن حدث بصورة ملفته وبعبارات واضحه وبعد أيام ينشر الرد على استحياء فى زاوية أو مكان غير بارز ، فنجد المتلقى يسمع أو يشاهد أو يقرأ الخبر الأول ويستقر فى ذهنه ويغيب عنه تصحيح الخطأ ، وهذا ما أعنيه يا أخ العرب.

فقلت له : والله إنك جعلتنى فى حيرة من أمرى يا أخى لماذا لا تتواصل مع رؤساء التحرير أو المسئولين عن تلك القنوات فى وسائل الإعلام ؟

فقال : وهو يهدهد على اكتافي بينك وبينهم سور الصين العظيم فهؤلاء فى عزله هم يريدونها ويرسمونها.

فقلت له : افعل ما تسطيع حتى تصل لهم .

فقال مدلالاً على كلامه السابق : كم من ردود هى حبيسة الأدراج ، وكم من رأي ضُرب به عرض الحائط ، وكان المفترض طرح الرأى والرأى الآخر كما يزعمون.

فقلت له : هل تعنى أن هناك اقصاء وتطرف فى الإعلام ؟

فقال : دون تردد بلا شك ، وللأسف الشديد وإن شئت فاقرأ وشاهد ما يرددونه من آراء طالما سمعناها ومللناها وبصورة مستهجنة وغير مقبولة.

قلت له : مع ما ذكرته يا ( أبا عبدالله ) فهناك مجال تستطيع أن تعمل به ومساحه تستطيع أن تشغلها إذا كنت صادقاً مع نفسك يا صاحبي.

فقال لى : بنبرة الحزن بالتأكيد ولكن ثم سكت ، ثم نهض من مجلسه
وهو يقول نحن ضحية ومنا الجناة ، ثم غادر المجلس وأنا أتامل عباراته الأخيرة


" نحن الضحية .. ومنا الجناه "


كتبــه

الشيخ /
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:38 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
نظرات فى الابتسامة


1- " ابتسامة حب " ضياء الليل وصفاء النهار.

2- " ابتسامة مودة " صفاء ونقاء في أحلك الأوقات.

3- " ابتسامة خداع ومكر " صفراء ممزوجة بدهاء .

4- " ابتسامة دهاء " ابتسامة مائلة مع تفكير عميق.

5- "ابتسامة كئيبة " ابتسامة مبتوره مع علامات الحزن والتأسف.

6- " ابتسامة فرح " ابتسامة تسابق الحديث وذلك لتمكين الابتسامة من القلب وعدم إعطاء مجال للحزن.

7- " ابتسامة معاناة " ابتسامة بطريقة الشهيق تخرج من أعماق القلب تحكى معاناة طويلة .

8- " ابتسامة تعجب " ابتسامة تدل على علامات التعجب والاستفهام على الوجه وإصدار بعض الممارسات والتصرفات لتلك الابتسامة فتخرج وكأنها تقول لماذا وكيف!.

9- " ابتسامة تكبر " ابتسامة علو وغرور وكأنه يستخدمها كرسالة للآخرين بعدم المبالاة.

10-"ابتسامة عناد وتحدى " ابتسامة استجماع القوى والابتسامة تبين موقفها وعدم التراجع .

11- " ابتسامة خوف وهلع " ابتسامة شاردة ليس لها مكان إلا كدليل على خوف مبطن ظهر بصورة ابتسامة خافته.

12- " ابتسامة حياء " ابتسامة وحيدة لا يصاحبها كلام في الغالب ولا اتخاذ رأى لصعوبة خروج الكلمات والتلعثم في الحديث فتحل محلها الابتسامة.

13- " ابتسامة قهر " خروج ابتسامه تدل على ضعفه أو قهره.

14- " ابتسامة ذل " كلامات مصحوبة بابتسامة كدليل على الاستسلام والخنوع والخضوع وإظهار السعادة بذلك وهو خلاف الواقع.

15- " ابتسامة غباء " ابتسامة مصحوبة بضحك عالي وصوت مرتفع في غير وقتها ومكانها.

16- " ابتسامة توجع وألم " ألم خرج بصورة الابتسامة شكلاً لا مضموناً.

17- "ابتسامة وداع " ابتسامة مع تفكر وتأمل وأحاسيس .وهى ابتسامة طويلة عريضة وكأنها تقول لعله آخر لقاء بك فلتكن هي الابتسامة.

18- " ابتسامة ذكريات " ابتسامة نتيجة ذكريات وأحداث لازالت عالقة وباقية .

19- "ابتسامة التعب " هي ابتسامة تأتي نتيجة عمل شاق فكأنها رسالة توحي بصعوبة العمل.

20- " ابتسامة موقف " ترتبط هذه الابتسامة بأشخاص أما لموقف معين سابق أو أن هذا الابتسامة عند رؤية بعض الأشخاص والمواقف والأماكن ؛ فترتبط هذه المواقف بهذه الابتسامة .

21- " ابتسامة تقدير " هذه الابتسامة تكون كعربون ودليل للأخر على أن هذا من باب الاحترام والتقدير.

22- " ابتسامة أبوية " حينما ترى ابنك يلعب ويلهو أو هو نائم أو هو يأكل فتبتسم ابتسامة رحمة وشفقة ومحبة ، وفى الغالب لا يملك الأب أو الأم هذه الابتسامة فهي صفة ذاتية فطرية.

23- " ابتسامة هادئة " موقف عصيب يحتاج إلى تهدئة فكأن هذه الابتسامة هي التي تربط على نفسك الجأش والثبات.

الشيخ / نواف الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:39 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
صيحة نذير


** أخي المسلم .. أختى المسلمة :

لقد بين الله عز وجل لنا الطريق المستقيم فقال :
(وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) (سورة الأنعام:153)
ولقد أرشدنا إلى ما فيه خير وصلاح فقال : (وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ )(سورة الأعراف: من الآية 157)


ومن هذه الخبائث الوقوع فى الحرام ( الزنا – أو فاحشة اللواط ) .
وقد نهاكم الله من الوقوع فيها .

فقال تعالى : (وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (سورة الإسراء:32).

وفي الحديث الصحيح: عن أبي هريرة رضي الله قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم حين ينتهبها وهو مؤمن ) " صحيح البخارى – كتاب المظالم والغصب – رقم الحديث 2295 " .

لذا جعل الرسول صلى الله عليه وسلم حفظ الفرج من أسباب دخول الجنة .
عن سهل بن سعد رضى الله عنه – عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( من يضمن لى ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنه ) " صحيح البخارى – كتاب الرق – رقم الحديث 5993.
فهذه الأدلة جاءت لتبين للمسلم وجوب امتثال أمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ومن زاغ فى الطريق وانحرف وضل فإنه يصاب بالخيبة والخسارة .

قال تعالى : (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (سورة طـه:124) صرخة نذير :

جاء فى الحديث عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما قال : أقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( يا معشر المهاجرين خمس إذا ابتليتم بهن وأعوذ بالله أن تدركوهن لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ولولا البهائم لم يمطروا ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم عدوا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله ويتخيروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ) " سنن ابن ماجة – كتاب الفتن – 4009 " .

ومن هذه الأمراض التي تنتشر عند أصحاب الفواحش ( أصحاب الهوى ) :
الإيدز - السيلان – الهربس الزهرى – التهاب الكبد الفيروسى – القرحة الرخوة – الالتهاب التناسلى – الورم المعين – التهاب مجرى البول – الكاندنيدا – تأليا التناسل " .


عدد المصابين بهذا المرض :

60 مليون على مستوى العالم نصفهم ماتوا ، فكل دقيقه يصاب عشرة أشخاص على مستوى العالم.

ماذا تعرف عن الإيدز :
الإيدز هو فيروس hiv فيرس خطر يقوم بتدمير جهاز المناعى للإنسان يعنى كرات الدم البيضاء عند دخوله لجسم الإنسان مما يتسبب فى ضعف مقاومة الجسم لكافة الأمراض فهو لا يستطيع أن يقاوم الزكاة

مراحل انتقال الإيدز :
المرحلة الأولى : مرحلة الحضانة :


يمر المريض بفترة حضانة وهي المدة الفاصلة بين حدوث العدوى وبين ظهور الأعراض المؤكدة للمرض، وهي مدة غير معروفة على وجه الدقة، إذ يبدو أنها تترواح بين 6 شهور وعدة سنوات قد تصل عشر سنوات فخلال هذه الفترة لا يظهر على الإنسان أي أعراض مرضية تذكر ومن الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الآخرين دون أن يشعر أو يدرك ذلك ومعنى هذا آخى القارئ أن هذا المرض قد يوجد فيمن يمارسون الفاحشة وهو لا يدرك عافية أمره ، ولأجل هذا حقيقة أرى أن نقوم بعملية فحص لكل من الزوجين قبل إتمام الزواج لأنه بهذا يطلع المرء على مرضه ، وبحيث لا يكون هناك غش أو خداع وظلم للآخرين سواءً أكان رجل أو امرأة.

المرحلة الثانية : مرحلة الاكتشاف :
بعد 3-4 أسابيع من دخول الفيروس للجسم يعاني %50-70 من المصابين من توعك وخمول وألم في الحلق واعتلال العقد الليمفاوية وآلام عضلية وتعب وصداع ويظهر طفح بقعي على الجذع تستمر هذه الأعراض لمدة أسبوعين أو 3 أسابيع ثم تختفي ويدخل المريض في طور الكمون ويستمر طور الكمون من شهور إلى عدة سنوات يتكاثر خلالها الفيروس ويصيب أكبر كمية ممكنة من خلايا الجهاز المناعي.

المرحلة الثالثة : مرحلة التطور والازدياد :

في المرحلة التالية تظهر أعراض المرض على شكل تضخم منتشر ومستديم في العقد الليمفاوية وتدوم 3 أشهر على الأقل مع عدم وجود سبب لهذا الاعتلال ثم تتطور الحالة لتشمل المظاهر التالية:
وهذه المرحلة : تمثل أسوء مراحل العدوى وتظهر العلامات السابقة ولكن بصورة أشد وضوحاً مع وجود أمراض انتهازية وأورام خبيثة نتيجة للعوز المناعي ، وتظهر الأعراض على 25% من المرضى بعد مرور 5 سنوات على الإصابة ، وعلى 50% من المرضى بعد 10 سنوات من المرض .

كيف ينتقل الإيدز :
1- ينتقل عن طريق دم يحتوى على فيروس من شخص مصاب إلى شخص سليم وذلك عن طريق التبرع بالدم .
2- عن طريق الجهاز التناسلى للمرأة أو الرجل ، وذلك عن طريق جميع أشكال الاتصال الجنسى الطبيعى المحرم من شخص مصاب إلى آخر، والجنس المحرم من أقوى أسباب الإيدز .
3- ينتقل عن طريق استخدام أدوات ملوثة مثل الأبر الطبية – إبر حقن المخدرات – أدوات الوشم – موس الحلاقة – فرشاة الأسنان .
4- ينتقل عن طريق تلامس أى جرح فى الجسم مهما صغر حجمه مع سوائل جسم المصاب ولا ينتقل الفيروس عن طريق المصافحة أو التحية أو السعال أو العطس .
5- ينتقل الفيروس من الأم المصابة إلى جنينها أو طفلها عن طريق الرضاعة .
6- ينتقل عن طريق الزوج إلى المرأة أو المرأة إلى زوجها إذا كان مصاب بالمرض أو العكس .

أكثر حالات الإصابة بمرض الإيدز :
هو عن طريق فاحشة اللواط ، وأثبتت الدراسات أن 73 % من المصابين بهذا المرض هم ممن يعملون فاحشة اللواط.

الأسباب :
1- البعد عن الله عز وجل – قال تعالى - (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ)(سورة النور: من الآية21)
2- رفقاء السوء : قال تعالى – ( الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) (الزخرف:67)

عن أبي هريرة رضى الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل ) " رواه الإمام أحمد فى مسنده 8065 " .

3- إثارة الشهوة : عن طريق النظر إلى المحرم سواءً كان مرئى أو مسموع أو مكتوب ، وذلك عن طريق الدش أو الإنترنت أو المقاطع المخالفة .
4- الغفلة عن العقوبة الشرعية ، وذلك بقتل الزانى إذا كان محصن وقتل الذي يقع فى فاحشة اللواط الفاعل والمفعول به .
5- التبرج والسفور : قال تعالى : (الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ) (سورة البقرة:268)
6- ضعف مراقبة الله عز وجل : قال تعالى : (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) (سورة غافر:19)
ومن الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك

يقول ابن القيم – رحمه الله - :
إن من أعظم أسباب الانتكاسات ذنوب الخلوات ومن أعظم أسباب الثبات عبادة الخفاء.

7- إهمال وتفريط الأولياء : كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته .

الآثار المترتبة على ذلك :
1- هلاك الشخص الذنوب والمعاصى تجمع على الإنسان حتى تهلكه ، قال أحد السلف : لا تنظر إلى صغر الخطيئة ولكن انظر إلى عظم من عصيت .

2- الكآبة المستمرة فى جميع الأحوال :
- قال تعالى :(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى) (طـه:124) 3- الأمراض العضوية والنفسية .

4- الفوضى والاختلاط فى الأحساب والأنساب .

5- فقدان الأمن فى البلاد وانتشار الفساد .

العلاج :


1- التوبة إلى الله عز وجل : قال تعالى : (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)
(النور: من الآية31)
2- الدعاء بأن الله يحفظك ويحفظ ذريتك – فالدعاء هو سلاح المؤمن .
3- الصبر : قال تعالى : (وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ) (العنكبوت:69)
4- العلم : " من يرد الله به خيراً يفقه فى الدين " النفس إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل .
5- تجنب كثرة المخالطة فإن المخالطة السيئة لها تأثير على صاحبها واختلاط الرجال بالنساء هذا من الأسباب القوية.
6- التربية الصحيحة الشرعية : عن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها ....) صحيح البخارى
7- البعد عن دواعى إثارة الشهوة من مسموع أو مشاهد أو مقروء .
8- إيجاد وتوعية البديل المناسب للشاب أو الشابة فى استغلال وقته والجدية فى ذلك .
9- إظهار العقوبة والروع لهؤلاء المخالفين والوقوف مع الضحايا الذين غلبت على أمرهم .
10- التوعية والتوجيه على المستوى الفردى والجماعى والمؤسسات ذات العلاقة .


موعظة :

يروى أحد المصابين بالإيدز يقول :
(( غلطــة العمر ))


بعد 7 سنوات اكتشفت أنني مصاب بمرض الإيدز لم يبقى على تخرجي من الكلية غير عام فقط.أمي تريد أن تفرح بي وتراني عريسا لأني أصغر اخوتي , وأنا محبوب من الجميع جيراني.يحرصون على أن أكون مع أبنائهم لثقتهم بي ..كم من رجل في الحي يأتي يريد أن انصح ابنه الجميع يتفقون على حبي ولكن مكالمة هاتفية غيرت مجرى حياتي ... اتصل علي رجل غريب .وسألني أريد فلان ؟ قلت: معك فلان .. قال : أنت قد تبرعت قبل فترة بدم ...نريد منك الحضور نريد التأكد منك ومجموعة متبرعين قلت : أحضر غدا ...... حضرت .. وسألت عن الموظف ؟ قالوا : إنه موجود في المكتب المجاور وجئت وسلمت عليه وقلت :أنا فلان . قال : تفضل.. قلت : ما الموضوع؟؟ قال : سوف يأتي الطبيب ويخبرك ..جاء الطبيب بعد انتظار وقام بسؤالي : هل نقل لك دم ؟ قلت : لا . وسألني سؤال آخر : هل أجريت عمليه أسنان خارج السعودية .؟ قلت : لا . فقلت . ما الموضوع ؟ قال : أنت مصاب بمرض الإيدز.قلت : كيف نريد أن نعرف هل كان لك علاقة جنسيه محرمه سابقا؟ قلت : لا ..... ولكني سكت وتذكرت أني قبل سبع سنوات فعلت الفاحشة.. أيعقل أنها فيها إيدز وأنه أنتقل إلي منها من مرة واحدة وبسبب عشرة دقائق ..هل هذه الغلطة سوف تكلفني حياتي ؟؟ ذهبت من عند الدكتور وبدأت أفكر لقد انقلبت حياتي رأسا على عقب ماذا أقول لأمي؟؟ تريد أن تفرح بي .. هل أقول : أنا مصاب بمرض الإيدز ؟؟ أم أقول لا ... أنا أريد الزواج. أقاربي لو أطرق باب أي شخص أريد الزواج منه سوف يرحب ولكن أنا مصاب بالإيدز أيرضى ؟؟ أكيد لا.. الجيران لو يعلموا أني مصاب هل يرضون أن أصافحهم أو أن أكون صديق لأبنائهم ؟؟ الجواب لا .بسبب نزوة كلفتني سمعتي وصحتي .... وأنا الآن أدعو الله أن يشفيني ويستر علي ولا يكشف سري لأحد أريد أن أكون مع الناس لا أريد أن أكون منبوذا لا أريد أن أموت وحيدا دعواتكم لي بالشفاء العاجل ،، أخوكم فلان .



أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ مجتمعنا ، ويبارك فى هذه البلاد المباركة وأن يصلح قلوبناويهدينا إلى الطريق المستقيم



كتبه الشيخ /
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:40 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
الخادمات يعترفن


** حينما نتحدث عن الخدم فإن هناك بعض الأمور التي ينبغي التنبيه إليها وهى :

(1) أن هذه الخادمة تأتي من بلاد أخرى ولديها عادات أو تقاليد مختلفة تماماً ؛ فلابد من مراعاة هذا الأمر وكيفية التعامل مع هذا الأمر بالطريقة المناسبة ؛ فقد تكون الخادمة لديها جهل فى شرع الله وهذا كثير وللأسف الشديد .. أو عندها اعتقادات باطلة تؤمن بها (كالسحر ) مثلاً عند بعض الخادمات فهي ترى أنها حينما تسحر فإنها لا تضر بهذا ، وأن هذا من حقها ومن باب العطف حتى لا تُظلم ، أو يضيع حقها ، أو البعض من الخادمات قد تطلب ممارسة الزنا لأنها مضطرة ، أو محتاجة كما تعتقد وأنها تتوب فيما بعد ، أو أن ذلك من الأمور الخاصة بها ، وأن هذا من حقها ، وأما ما يخص العبادات فهي لله كما تظن أو تعتقد ، وهذا الاعتقاد غير صحيح بل هو باطل ، وما جاء إلا نتيجة الجهل بالدين .

( 2 ) إن هذه الخادمة تأتي محتاجة وهي مسكينة ، وهى كالأسير فيجب الإحسان لها والتعامل معها بالتعامل الشرعي ، وتصور أنها ما جاءت إلا بعد أن قدمت الغالي والرخيص مقابل عملها لديك وأن هناك من ينتظرها وينتظر ما تأخذه من مقابل ؛ فهي فى أمس الحاجة لذلك.

( 3) إن هذه الخادمة ما هي إلا رسول لبلدها وباستطاعتك أن ترجعها خير رسول لأهلها إذا أحسنت معاملتها.

(4) إن الخادمة سلاح ذو حدين فلابد من الحذر فى التعامل معها فهي أتت لحاجة فلا تزيد عن استعمال هذه الحاجات :-

أ- فالبعض يتعامل معها على أنها تعمل له كل شئ وعليها أن تقوم بالعمل ليلاً ونهاراً دون مراعاة لقدرتها وطاقتها.

ب- والبعض يعطيها مجال وفرصة تربية أولاده ، أو أن تكون هذه الخادمة " الكل فى الكل " فى البيت كما يقال والبيت بدونها لا شئ ، وهذا الفعل له توابع وخيمة على الفرد والمجتمع.

ج- والبعض ينسى أنها امرأة وأنها مهما كانت خادمة فهناك خصوصيات للبيت لا بد أن تقف عندها وخطوط حمراء لا تتجاوزها.

** ودونك أيها القارئ ... قصص لبعض الخادمات نتيجة عدم المراقبة عليها وترك المجال مفتوح أمامها للسيطرة الكاملة على الأسرة :-

القصة الأولى : ( الخادمات يعترفن ) :

خادمة تعترف: "إنني أقرأ بعض العزائم والتعويذات التحضيرية والتي هي أقوى وأشد ضررا من السحر. وقامت مخدومتي بضبطي وكادت أن تسفرني إلى بلادي. ولكن ظروفي المعشية صعبة داخل وطني ولا أريد العودة إلى هناك. لقد هربت من مخدومتي التي كشفت سري. كنت استخدم تلك "التعزيمة" قصد إجبارهم على إعطائي مرتبي دون تأخير أو مماطلة ".
وآخر موضة طالعتنا بها الخدم لفنون السحر الخفي، هي جلب بعض الكتب الدينية التي تحتوي على أدعية وأذكار ويقبع داخلها أدعية شركية للاستعانة بغير الله من كبار الجن وغيرهم، من أجل إلحاق الضرر بالمخدوم..

القصة الثانية : ( الحياة المدمرة ) :

تقول إحدى المعلمات بمدرسة ثانوية وأم لعدد من الأبناء: "كنت أعيش حياة هادئة ومستقرة مع زوجي وأبنائي، وكانت صحتي على خير ما يرام ولكن تغير الوضع بعد قدوم الخادمة الجديدة، حيث لاحظت أنها تقوم ببعض التصرفات الغريبة إلى جانب ممارستها لبعض الطقوس. لم أعرها أي اهتمام ولكن فجأة تدهورت صحتي وأصبحت أعاني من حالة أرق شديدة استمرت لعدة أيام دون نوم، حتى أصبت بالإرهاق والإعياء التام وأصبحت لا أغادر سريري أبدا وأهملت شئون زوجي وأطفالي وجميع شئون المنزل، إلى جانب أنني أصبحت كالقطة الأليفة أمام الخادمة، لا أجرؤ على إصدار أي أمر أو رفع عيني في عينها. وفي أحد الأيام قالت لي إحدى زميلاتي في المدرسة اذهبي وفتشي أغراض الخادمة، ربما تعثرين لك على دليل يدينها، لأن صحتك تدهورت بعد وصولها فقط.. وبالفعل قمت بإرسال الخادمة إلى والدتي بحجة إحضار شيء ما وأخذت أفتش هنا وهناك وأقلب، وأبعثر في أوراقها، وهالني ما رأيت.. آيات قرآنية مقلوبة وكتاب أخضر تحت مسمى "لمعة الأوراد" يحتوي على بعض الأدعية الدينية وفي داخل الكتاب وجدت إحدى صفحاته قد ثنيت وطويت من طرفها وتبين أن هذه الورقة مهمة جدا للخادمة.. وأخذني الفضول وبدأت بقراءتها وفجأة أصبت بدوار شديد وسمعت صوت إعصار يدور في الغرفة، إلى جانب رعشة وخوف وبرودة في الأطراف. استعذت بالله وتمالكت نفسي وشتات أمري..وجمعت أغراض الخادمة.. وأخذت الكتاب معي وذهبت به إلى امرأة إندونيسية تقطن بجوارنا على دين وخلق وأطلعتها على الكتاب ، حيث وضحت لي أن هذه الورقة هي ورقة سحرية خطيرة فيها قسم شديد ومؤثر يجلب أكابر الشياطين ويستحضرهم، ولا يملكون أمامها سوى الطاعة العمياء. وضررها وخطرها أشد وطأة من السحر، لأن فيها شركا عظيما للاستعانة بغير الله. بعد ذلك يتم الاتفاق بين الساحر والشيطان دون وجود مادة ظاهرة للسحر من أجل الإضرار بكافة أشكاله الظاهرة والباطنة. ومن شروط قراءة هذه الورقة الصوم لمدة ثلاثة أيام وعدم أكل اللحوم خلال هذه الفترة ثم قراءتها في جو هادئ مظلم.
وبعد مواجهة الخادمة اعترفت بكل شيء.. بأنها قبل حضورها للبلاد ذهبت لكاهن "ساحر" معروف من أجل أخذ بعض "العزائم " والطلاسم الكفرية والسحرية، سواء كانت عبارة عن أوراق أو مسحوق بودرة أو باخور أو نشارة خشب وكلها ذات تأثير وضرر وكل هذه الأشياء بمثابة أسلحة تستخدم عند الضرورة ، واعترفت أن كل الخادمات من بلدها يفعلن ذلك.وقد كانت هذه الخادمة تقوم بقراءة التعزيمة واستحضار الشياطين وإصدار الأوامر لهم بإيذائي دون استخدام مواد سحرية.وبعد ترحيل الخادمة عادت حياتي وصحتي كما كانت على أحسن وجه ولله الحمد من قبل ومن بعد.

القصة الثالثة : ( الحقد والانتقام ) :

اعترفت خادمة أنها تقوم (بالتبول) في الشاي الذي تعده لابن كفيلها في المنـزل الذي تعمل فيه في أحد أحياء الرياض ، وقالت الخادمة في اعترافها لدى مركز هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر الذي كشف امتهان الخادمة لهذا الأسلوب الإجرامي بغرض إيهام ابن كفيلها بالسحر أنها قامت بهذا العمل انتقاماً من ابن الكفيل الذي كان يكثر طلباته لها على حد تعبيرها.
وجاءت عملية القبض على الخادمة بعد أن تقدم أحد المواطنين لمركز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عن شكوكه في الخادمة التي تعمل لديه في المنـزل وظهور بعض الأعراض الصحية على ابنه متهماً الخادمة أنها سبب الاضطرابات التي كانت تظهر على ابنه وفور تلقي بلاغ المواطن قامت الهيئة بتتبع البلاغ والتحقيق مع الخادمة التي أكدت في اعترافها شكوك كفيلها في علاقتها بمرض ابنه ولازالت التحقيقات جارية مع الخادمة بعد إحالتها للجهات المختصة.

القصة الرابعة : ( المرأة الضحية ) :

هذه القصة .. حدثت في إحدى الدول العربية.. بطل القصة مضيف طيران .. وهو وحيد أهله .. سافر مع أهله إلى السعودية ومن ثم إلى الإمارات وبعدها .. التحق بالوظيفة وطلب منه والده أن يتزوج . وقال له يجب أن تتزوج حيث أن بنات أعمامك هنا .. اختر ما تشاء منهن .. فخطبوا له واحدة منهن .. وذهب بها إلى بلدهم .. وسكن معها في المنزل .. و كان يذهب بعض الأحيان ويغيب عن البيت عدة أيام بطبيعة عمله كمضيف ... وكان مقابل منزله .. أقاربه وبعض أصدقاء الطفولة .. في هذا الحي .. الذي ولد به وترعرع ... وكان أمام منزله مباشرة .. ديوانية يلتقي بها الشباب .. ويسهرون إلى غاية الفجر .. وكانوا يجلسون في حديقة المنزل الذي أمام منزل صاحبنا هذا ... وذات يوم .. وهو غائب عن البيت .. وعند الساعة الواحدة منتصف الليل .. إذ بفتاة تخرج .. لابسة .. الطرحة .. ومتغطية .. بكامل زينتها .. والعطر الفواح يملأ الشارع .. فدهش الشباب .. من طريقة مشيتها .. وخروجها من المنزل .. وذهبت إلى آخر الشارع وإذ بسيارة تضيء وتركب معها ويذهب السائق مسرعاً ... واستغربوا هذا العمل من زوجة فلان ..
وقال كبيرهم .. لاتظنوا يا شباب ترا عيب ظن السوء يمكن يكون أخوها أو قريب لها .. وانحرج من الوقوف أمام المنزل ..!!! وبعد يومين .. رجع صاحبنا .. وناداه صاحب الديوانية .. وسأله : هل زوجتك لها أخوان هنا ؟ أو أقارب ؟ فرد صاحبنا : لا ليس لها أحد جميع أهلها في الإمارات !! لماذا السؤال ؟ فرد : لا لا شيء فقط سؤال .. وبعد أسبوع سافر صاحبنا .. وإذا كل يوم وزوجته تخرج .. ومع سيارة غير الثانية .. وكل يوم بسيارة !!!! فغضب صاحب الديوانية .. لان الشباب تضايقوا .. وصار همهم مراقبة متى تطلع الفتاة .. فطرد الشباب ... وانتظر على أعصابه حتي يرجع صاحبنا المضيف .. المسكين .. فرجع في اليوم التالي .. فناداه .. وقال له : يا أخي أنت مضيف .. والله يعينك على وظيفتك .. لكن عندي نصيحة .. وهي أنك مادام الله ما كتب لك خلفة ولا أنجبت أولاد من زوجتك يا أخي طلقها .. وارتاح وريحنا ..!!! فقال صاحبنا : أفا .. عسى ما شر ؟ فقال له القصة كلها . وقال له أيضا : يا أخي طلقها واستر عليها .. وخاصةً اهلها بالإمارات يعني ما راح يدري احد وترا الحارة بناتها تحت امرك .. وأنت أخ وعزيز .. فرد صاحبنا وهو .. غاضب : .. الله يكتب اللي فيه الخير . فذهب إلى بيته .. وفي اليوم الثاني .. نادي زوجته وقال لها : اليوم عندي رحلة جهزي حقيبتي ..!! فحملها .. وركب سيارته .. وذهب إلى آخر الشارع منتظراً خروج زوجته !!! وأهل الديوانية ينظرون إليه وفي تمام الساعة الواحدة منتصف الليل .. وإذا بسيارة تقترب من سيارة صاحبنا .. فينزل عليه ويضربه .. ويطرده بعيدا عن الشارع . ويأخذ رقم لوحته .. وينتظر . خروج الزوجة .. وها هي تخرج بكامل زينتها ... وآخر الشارع .. مكان مظلم قليلاً .. حيث الإنارة قديمة .. وبعضها تالف .. وإذا بالزوجة تقترب من سيارته .. وما أن اقتربت كثيرا حتى عرفته .. وأدارت ظهرها إليه تريد العودة .. فينزل .. ويحملها بالسيارة .. ويقترب من مجلس الشباب .. ويرميها بينهم .. ويقول : راح أعريها من ثيابها مثل ما فضحتني .. وعرتني .. ومنهم من فر هارباً .. ومنهم من .. قام يسب .. ويشتم .. وبدأ بنـزع ثيابها قطعة قطعة ... وهنا الطامــة... . نعم .. كانت الخادمة الأجنبية هي التي تخرج .. ودهش الجميع .. وقال له صاحب الديوانية : لماذا نزعت ثيابها هنا ؟ فقال : لأنني لو ذهبت إلى البيت لقلتم .. أنني سوف أغطي على زوجتي ولن افضحها وقد بينت لكم الحقيقة .. لأنني أثق بزوجتي ثقة عمياء .. وكانت الزوجة المسكينة تنام بعد صلاة العشاء وتبدأ الخادمة بالاتصالات .. والمواعيد.

القصة الخامسة : ( الخادمة وابنتي ) :

تقول ربة بيت وأم لعدد من الأبناء "منذ فترة وأنا ألاحظ ابنتي 14 سنة شاردة الذهن، كما أنها تكثر من الجلوس مع الشغالة في المطبخ أو في غرفتها وتتحدث معها طويلا، مما جعلني أشك في الموضوع. وبمراقبتها اتضح أن الخادمة تريد أن تدفع بابنتي إلى الرذيلة، حيث إنها سهلت تعارفها مع ابن الجيران وتحولت إلى ساعي بريد الغرام، حتى أنه دفعها الشر إلى تحديد موعد مع هذا الشاب للقاء ابنتي في غيابي. وقد تداركت الموضوع في الوقت المناسب وأفهمت ابنتي مدى فداحة ما كانت سوف ترتكبه وتتمادى فيه، وأن هذه المفاهيم الخاطئة التي غرستها فيها الخادمة بعيدة عن عادات مجتمعنا، وأنه أكثر ما يحزنني ويؤثر في نفسي أنني أشعر بالذنب نحو ابنتي، لأنني ابتعدت عنها وسمحت للخادمة بأن تسيطر على تفكيرها. وغادرت الخادمة إلى بلدها غير مأسوف عليها بالرغم من حاجتي لها".

القصة السادسة : ( الخادمة وأبني الصغير ) :

وتحكي مديرة مشغل مأساتها مع الخادمة وهي حزينة: "دائما هناك ضريبة تدفعها المرأة مقابل وجود الشغالة في منـزلها، حتى وإن تجاهلت ذلك. وقد عانيت من الشغالة ما تركته في حياة أصغر أبنائي 4 سنوات، فقد تعلق بالخادمة بدرجة كبيرة، حتى أنه منذ أن يستيقظ إلى أن ينام وهو بجانبها. فهي تحمله دائما حتى أثناء عملها وتهتم بأموره الخاصة من أكل وشرب ونظافة وخلافها.. وعندما انتهت مدة إقامتها، اندهشت الأسرة وأصابها الذهول وتبادرت إلى أذهانهم الكثير من التساؤلات حول حالة ابنهم "خالد" الذي يبلغ الثالثة من العمر، نتيجة مشاهدتهم له وهو يقوم بأداء بعض السلوكيات الجنسية أمامهم. حاول الأب والأم معاقبته أكثر من مرة ولكن كانت تلك المحاولة غير مجدية، حيث أصبح يمارس تلك السلوكيات في مكان آخر بعيدا عن ناظريهم خوفا من العقاب.. وبعد محاولات عدة قرر الأبوان عرضه على أحد اختصاصي الأطفال، الذي بدوره بعد فحصه نصحهم بعرضه على اختصاصي العلاج النفسي للأطفال للبحث عن حلول لهذه المشكلة السلوكية التي يعاني منها ابنهما. المعالج النفسي شاهد الطفل "خالد" ثم أخضعه للملاحظة لسلوكية المنظمة في البيت وأثناء زيارته للعيادة، اتضح له أنه يردد عبارات لغوية غير مفهومة. وبعد محاولة فهمها اتضح له أنها قريبة لغة "العاملة المنزلية" التي تخدم داخل البيت. وبعد أن استخدم بعض التقنيات الشخصية النفسية، كان هناك سر واضح بأن الطفل "خالد" تعلم من خلال ما يسمى "بالأنموذج " خلال مشاهدته لتلك العاملة وهي تقوم بمثل ذلك السلوك أمام طفل ظنا منها أنه لا يفهم. ثم اجتمع المعالج بالأبوين وحاول منهما أن يخبراه عن الفترة يمضيها الطفل "خالد" لوحده مع الشغالة فقالا إنه يمضي وقتا طويلا بسبب انشغالهما ببعض الأعمال وانهما كثيرا ما يعتمدان على المستخدمة للعناية به وتلبية طلباته.. وقد طمأن المعالج الأبوين بأن ذلك السلوك المكتسب عن طريق التعليم بالتقليد، سلوك نمطي يفتقد للعوامل المعرفية أو ما يمكن أن نطلق عليه الإدراك العقلي لأهميته، كما يحدث للأشخاص البالغين. ووضع لهما خطة علاجية لتعديل سلوكه وكيفية التعامل الناجح معه.

** والقصص فى هذا الأمور كثيرة .. لذلك حاولت أن أعرض البعض منها لندرك هذا الخطر العظيم الذي يهدد مجتمعنا عامة وشبابنا خاصة.


أسأل الله العلي العظيم أن يحفظ مجتمعنا ويبارك فى هذه البلاد المباركة وأن يصلح قلوبنا ويهدينا إلى الطريق المستقيم.



كتبه الشيخ /
نواف بن عبيد الرعوجى



منصور الوسوس 09-03-10 04:41 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
ظاهرة الإبتزاز


( الابتزاز ) هو أحد وسائل التهديد وممارسة الضغط على الجاني " الضحية " رغبة فى إذلاله وامتهانه والاستجابة لطلبات ورغبات ونزوات الجاني ، وهذه الحالة أو الصورة بدأ يستخدمها المجرمين فى ما يربئون له ، وللأسف أصبحت ظاهرة فى المجتمعات المعاصرة ، وإذا أردنا أن نبين الأسباب فإنني أقول

من أهم أسبابها:
(1) ضعف الوازع الديني : فهذا الوازع إذا فقد جاءت المصائب والمهالك فكونه يجمع بين فعله المحرم وابتزازه لضحيته هي جراءة عظيمة ، وليس معنى هذا التقليل من الوقوع فى الحرام ، ولكن من وقع فى الابتزاز فهذا يدل على جراءته ، وعلى تمرسه فى الجريمة وعلى أفعاله فى وتفننه فى ذلك ، وهذا يعطى مؤشر خطير على تكرار هذا الفعل والمساهمة فى نشره.

(2) الفراغ بأنواعه : الفراغ الروحي أو العاطفي أو الوقتي ، فالفراغ هو من النعم إذا أحسن استخدامه كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم : ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ )

أما عدم استغلاله فى الخير فإنه يكون شراً ووبالاً على صاحبه ، فكم من جريمة كانت بدايتها الفراغ فالفراغ كان هو البداية ثم بعد الوقوع فى الفعل جاءت الفكرة بأن يتطور هذا الفعل ويزيد ؛ فالفراغ لا ينتهي عند الوقوع فى الفعل ، بل يتطور على حسب ما يريده الجاني ، وكم من المصائب التي جلبها الفراغ على الفتيات والشباب لاسيماً فى هذه البلاد المباركة التي توفرت فيها سبيل المعيشة والأمن والأمان.

(3) غياب الوعي الصحيح فى التعامل مع التقنية الحديثة ؛ فهذه التقنية من النعم العظيمة التي أنعم الله بها علينا ، وهناك من لا يحسن استخدامها بل يسئ ولا يتعامل معها إلا بالسيئ ، وإن دل هذا فإنما يدل على غياب الوعي ، وكم نحن بحاجة إلى التعامل الصحيح لهذه النعم ، وكم يحزن المسلم حينما يرى أن البلاد الأخرى تحسن التعامل مع هذه التقنية بخلاف بعض أبناء المسلمين.

(4) ضعف الشخصية لدى المجني عليه ، فهذا مما يجعل الجاني يستغل هذا الضعف ويمارس عليه الضغط وغالب هؤلاء يكونوا ضحية لمثل تلك الممارسات.

(5) ضعف العقاب لمرتكب الابتزاز
، فللأسف سمعنا كثيراً عن قضايا الابتزاز ، وقلما نسمع عن العقاب أو التشهير بهم ؛ فهذا يجعل السامع للخبر أو القارئ إذا قرأ عن الابتزاز خاصة لدى الفتيات والشباب قد يظن أن هذا بطوله أو مغامرة فيطمع أو تسول له نفسه بفعل ذلك ، وهذا يجعل القضية تزداد وتتطور دون إيجاد علاج أو بتر لها.

أما آثار قضايا الابتزاز فهي كالأتي :

(1) نشر الجريمة فى المجتمع ، وهذا من نشر الفاحشة فى الذين آمنوا .. قال تعالى :(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (سورة النور الآية رقم :19)
فكم من عورة لمسلمة أو مسلم تناقلها بعض الوالغين فى الأعراض ونشروها فى أوساط المجتمع.

(2) قتل وهدم لشخصيات الضحايا: فتصور كم من جريح أو جريحة ، وتخيل الموقف أنه والله مصيبة وهتك للأعراض والمحرمات.

(3) يتسبب فى نشر الأمراض النفسية والجنسية فى المجتمع : وأذكر أن أحد الأطفال شاهد بالصدفة مقطع لأحد قضايا الابتزاز فأصيب بانهيار عصبي .. والله المستعان

(4) نشر الفوضي والخوف والرعب فى المجتمع فهو لص وسارق وقاتل ومجرم يتلون بما يريد ويفعل ما يريد دون ذمة أو ضمير حتى وصل الحال إلى أحد المرضي بهذا الداء قام بابتزاز زوجته بأن صورها ( فى وضع خاص بالحياة الزوجية ) ثم بدأ يبتزها به بأن تدفع له قيمة سيارة جديدة له ، ولقد اتصلت بي هذه المرأة وهى تستغيث وتستنجد من زوجها الظالم. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

أما العلاج :

(1) الابتعاد عن :
الإعلام الفاسد الذي مما يؤجج الشهوة ويزيدها ويجعل المرء تحت سياط الشهوة والعنف والاغتصاب لإطفاء تلك الغريزة ؛ فالشر له طرق وأساليب فالاقتراب من وسائل الشر يجعل المرء يقع فيها ، قال تعالى : ( وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلاً) (سورة الاسراء الآية :32).

فنهانا عن أسباب الاقتراب منه ، والإنسان العاقل هو من يخاف على نفسه ولا يجعل من نفسه تجربه.

- ولقد قام باحثان من جامعة نيوهامبشير بأمريكا ( المصدر كتاب الإباحية وتبعاتها – د/ مشعل القدهي )

وهما : ( لارى بارون ومورى ستراوس ) بدراسة ظاهرة تفشى الإباحية والدعارة وأثر ذلك على جريمة الاغتصاب - وبعد دراسة - شملت جميع الولايات الأمريكية ، وجدا : " أن الولايات التى تكثر فيها وسائل الدعارة والإباحية ترتفع فيها نسبة جرائم الاغتصاب ، العكس صحيح ، كما وجدا أن ولايتى (ألاسكا ونيفاذا ) فيهما أكبر نسبة من المواد الإباحية ( خمسة أضعاف ولايات أخرى ) ترافقها أكبر نسبة من جرائم الاغتصاب ( ثمانية أضعاف ولايات أخرى ) ، ولقد أفادت الدراسات أن الأحياء السكنية فى مدينة (فينكس) التى تكثر فيها متاجر المواد الإباحية تعانى من ارتفاع قدره 206% فى نسبة الجرائم الجنسية عن سائر الأحياء " .

- كما تجدر الإشارة هنا إلى تجربة مدعى عام مدينة (أوكلاهوما ) بأمريكا (روبرت ميسى) حيث قال فى تصريح له أمام مجلس الشيوخ الأمريكى :
" فى عام 1984 م تم الاتصال بى من قبل أهالى ولاية (أوكلاهوما )حيث طالبونى بمعالجة ظاهرة الجرائم الجنسية ومصادر الإباحية ، وكنت إلى ذلك الحين شديد الشك فى وجود رابط بين الجرائم الجنسية والوسائل الإباحية ، ولكننا وضعنا استراتيجية لمحاولة إقفال جميع المتاجر التى تروج الإباحية والرذيلة فى ولاية أوكلاهوما واستعنا على أعمالنا بالكتمان ، فنجحنا فى إقفال 12 من أصل 13 مكتبة تتاجر بالمجلات الإباحية ، و11 مرقصاً إباحياً ثم نجحنا فى إسقاط جميع الأفلام الإباحية من قوائم برامج شركات الكيبل التليفزيونية ، وبالاستعانة ببعض القوانين المحلية أقفلنا 75 مخمرة فيها رقص عار و 21 بيتاً للزنا ، ثم أقفلنا 27 من أصل 42 مؤسسة تقدم خدمة " الرفيقات " بالإضافة إلى إغلاق ثلاث دور للسينما تعرض أفلاماً إباحية صرفة .

دعونى أخبركم ماذا كانت النتيجة فى عام 1984 م رصدنا 565 حالة اغتصاب ، بينما رصدنا 427 حالة فقط فى عام 1989 م ، أى أنه خلال فترة خمس سنوات قضينا على معدل 138 جريمة اغتصاب سنوياً أى حوالى 25 بالمائة ، وكان العمل الوحيد المختلف الذى قمنا به ولاية أوكلاهوما هو التحجير على الرذيلة ومتاجر الإباحية ".

قالت الدكتورة (مارى مورى ) الطبيبة النفسانية فى مستشفى سينت فينسينت بمدينة (دابلن ) بأيرلندا : " المجتمع الذى لا يقى مواطنيه من المواد الإباحية قد اعتدى جنسياً عليهم ، ولقد تأثرت فى قرارة نفسى من دمعات ضحايا الإباحية ".

(2) الإيمان بالله وتقوية صلتك به : فالإيمان بالله يجعلك تعيش فى منأي بعيد عن هذا ، فصاحب الصلة بالله له صلاة تقوية به ، قال تعالى : (إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلَّا الْمُصَلِّينَ) (سورة المعارج من الآية :19- 22 ) ومن جعل القرآن همه عاش حياة سعيدة ، قال تعالى : (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً كَبِيراً) (سورة الإسراء الآية رقم :9)

ومن اشتغل قلبه بالله اطمئن واستقر ، قال تعالى : (أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) (سورة الرعد: من الآية 28).

فالتقى هو السعيد ، قال تعالى : (مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة النحل الآية رقم :97) هذه الحياة الطيبة تكون فى سلوكه ومع نفسه ومع غيره.

(3) التوبة :
فمن وقع فى هذا الأمر ؛ فعليه أن يسارع بالتوبة والرجوع إلى الله ، فالإنسان قد يخطئ ، ولكن لا يستمر فى الخطأ ؛ فباب التوبة مفتوح .
فعَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ (صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) :" قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ بِاللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ وَيَبْسُطُ يَدَهُ بِالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ ، حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا ) ( رواه الإمام مسلم فى صحيحه 4954). فالفرصة متاحة ، والباب مفتوح ، وإياك من التفريط فتندم ، ولات حين مندم .

(4) العقاب الرادع :
فقد نصت نظم مكافحة الجرائم المعلوماتية على إيقاع العقوبة بمدة لا تقل عن سنة وغرامه مالية ، وقبل ذلك وهو الأهم بالعقاب الشرعي والتشهير بهم ، والأخذ على أيديهم لأن هؤلاء يخرقون سفينة المجتمع فيجب الأخذ على أيديهم ، وأنادي بتطبيق العقوبة فى مجرم الابتزاز لأن هؤلاء لا ينتهون ولا يغضون إلا بإيقاع العقوبة القصوى فيهم ، هدى الله ضال المسلمين.

(5) التعاون والتكاتف : يجب التعاون والتكاتف للقضاء على هذا الداء، ويكون ذلك بالآتي :
أ- التوعية والتحذير من ذلك الداء ويكون هذا :
ويكون من دور الأب والأم فى البيت والمدرسة هي المحض التربوي في بيان خطورة هذا الأمر والتحذير منه والحديث عنه وعدم إغفاله أو تركه لأن أبناءنا وبناتنا أمانة فى أعناقنا ويحتاجون إلى النصيحة وبذلها وأنى من هذا المنبر الإعلامي أوصي الجميع بالأتي :-

- بدراسة هذه الظاهرة ، وإيجاد الحلول المناسبة لها وتظافر جميع الجهود لحل مثل هذه الداء.

- التوعية والتوجيه لأبنائنا وبناتنا وأخواتنا.

وللأسف الشديد أن غالب الضحايا هم من النساء ، وذلك لأمور كثيرة من أهمها عدم التوعية والتوجيه فى مثل هذا الأمر.

ب- بالإبلاغ عنه ، فهذا جرثومة فى المجتمع فإذا لم يقضَ عليها انتشرت ، وانتقل المرض إلى غيره ومن وقع فى تلك الجريمة فلا يتردد بالإبلاغ ولا يتأخر فى ذلك ، فالجهات الأمنية لها دور كبير فى القضاء على ذلك
لذا اقترح وضع رقم موحد لاستقبال مثل هذه البلاغات أو الحالات والتعامل معها ونشر هذا الرقم بالطريقة الجيدة فى أوساط الشباب والفتيات فى الأماكن العامة.

(6) الدعاء والالتجاء إلى الله : الدعاء إلى الله أن يعصمك من هذا الداء ، والدعاء سلاح قوى وعظيم يبذله الإنسان مُقَّر بضعفه وقوة خالقه ، والدعاء سلاح المؤمن .

** وسوف أذكر لكم بعض القصص التي قبضت عليها هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فى هذه البلاد المباركة ، وهذه من جهود إخواننا فى الهيئة بارك الله فيهم وفى جميع الأجهزة الحكومية العاملة فى هذا البلد الطيبة.

القصة الأولي :
قصة الشاب الذي ابتز فتاه واستولى على 800000 ألف ريال من أموالها ونشرته الصحافة ، وجاء فى التقرير أن هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر أنقذت فتاة من شاب ابتزها لمدة أربعة عشر عاماً ، واستولى على 800000 ألف ريال .

إن هذه الجريمة البشعة التي خالفت الأعراف الإنسانية والقيم الاجتماعية الدينية ، والتي استمرت لأكثر من أربعة عشر عاماً ؛ عانت منها فتاه مسكينة فى مقتبل عمرها ، من ذئب بشرى استغل جهلها وصغر سنها عن طريق زميلتها الجامعية التي خدعتها للتعرف عليه بداعي الزواج ، وأنه لن يقدم على خطبتها إلا بعد أن يعرفها ويفهم نفسيتها ؛ لينعما بحياة سعيدة مملوءة بالحب والأمان حيث بدأت فصول قضيتها خلال طلب صاحبتها لبعض صورها الخاصة ، كي يطلع الشاب عليها ويطمئن برؤيتها ، ويتقدم إلى خطبتها بخطوات واثقة ، فاقتنعت الفتاة برأيها ، وأجابتها متشوقة ليتحقق حلمها الذي طالما انتظرته ، ومع استلام الشاب لصورها وتمكينه منها كشف عن وجهه الآخر - القبيح - الذي كان يخفيه وأظهر ما لم يكن فى حسبانها ، فقام بابتزازها وتهديدها بنشر صورها ، وفضحها أمام أهلها وذويها ، وأن لهما علاقة طويلة وخروجاً متكرراً ، مع العلم أنها لم تشاهده فى حياتها ، ولم تخرج معه - كما يقول - ومبيناً أن امتناعها عن إجابة مطالبة مدعاة لتدمير حياتها ومستقبلها فأصبحت فى حيرة فى أمرها ؛ فقامت بالتوسل إليه أن يسترها ، ويكف عن فضحها ، وتهديدها مبدية استعدادها لإجابة ذلك إلا ما خالف الشرع منها ، فاقتنع برأيها على أن تقوم بتحويل جميع مكافأتها الجامعية له ، ولا تأخذ منها شيئاً أبداً ، فأذعنت له وأجرت عملية التحويل الشهري ، واستمر الحال حتى جاء اليوم الذي أظهر رحمته فيه ، وشفقته عليها ، ورغبته بتركها وشأنها شريطة أن تهديه شريطاً مصوراً لها بكاميرا الفيديو ؛ ليحتفظ به من أجل الذكرى ، وطي صفحاته السيئة ، فترددت الفتاة كثيراً إلا أن رغبتها الجامحة فى إنهاء معاناتها جعلتها تستجيب لتلبية ذلك ، وبعد استلامه لشريطها الذي وضعته حسب ما هو متفق عليه كشر عن أنيابه مرة أخرى وطلب منها القيام بفتح حساب شخصي لها فى أحد البنوك ، واستصدار بطاقة صراف إلكتروني تحول خلاله جميع رواتب وظيفتها الجديدة دون أن تتصرف بأي مبلغ وأن تتحمل تكاليف رحلاته السياحية ، وإقامته فى الفنادق ، والمنتجعات الراقية فى دول أوروبية ... وغيرها ، فقامت المظلومة ببيع مجوهراتها ، واقترضت لأجله من صديقاتها وقريباتها دون أن تخبرهم بأمرها ، والأدهى من ذلك أنه كلما تقدم إليها خاطباً أخر يريد الزواج منها ، نبذه هذا الشاب المخادع ورفض زواجها ، ولوح بورقة الصور والفيلم التي يمتلكها ، وأنه سيفضحها أمامهم ؛ فتقدم بها العمر وتجاوزت الثلاثين ؛ وفات عليها قطار الزواج ، وتحولت حياتها إلى جحيم تتجرع مرارته كل يوم يمر عليها ، فقدت خلالها طعم السعادة ، وهيمن عليها هم القضية وما تعرضت له من الشاب الذي لم يأبه بها ، ولم يراع ضعفها ، واستجدائها ، ودمعاتها التي جفت منابعها من أفعاله المشيئة التي خالفت مضامين حقوق الإنسان.

وبعد مرور أربعة عشر عاماً ، وبلوغ الأموال التي قدمتها إليه 800000 ألف ريال بدأت الفتاة بالبحث عمن ينقذها ، ويخرجها من مأزقها التي وقعت فيه ، فلم تجد بدا بعد الله من اللجوء برجال هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر - الذين سمعت عن دورهم الكبير - فى إنقاذ العديد من الفتيات من شراك الذئاب البشرية وإعادة الحياة الطبيعية لهن - فتقدمت بشكوى خطية لمركز هيئة الربوة شرق مدينة الرياض - أوضحت خلالها معاناة أعوامها الماضية ومرارتها ، وظلم الشاب لها واستعدادها لتلبية ما يريدون من إجراءات نظامية تؤدى إلى القبض عليه ، وتعرضه للعقوبة والجزاء ، وفعلاً بدأ رجال الهيئة باتخاذ الإجراءات اللازمة للقبض عليه ، وإنقاذها من شرائكه فأجرت اتصالاً هاتفياً معه أكدت فيه جاهزية (المائة ألف ريال ) التي طلب أن تقترضها من البنك وتعطيها إياه ؛ ليستمتع فى إجازته الصيفية ، وحال حضوره قد تم القبض عليه ، وإحالته للجهات المختصة لإكمال اللازم حيال ذلك ، وقد أعربت الفتاة عن عظيم شكرها ، وامتنانها لرجال الهيئة على تفانيهم وإنقاذهم إياها ونصرتها فى مظلمتها التي وقعت بها ؛ داعية الله أن يكتب لهم الأجر والثواب.

القصة الثانية : قصة المرأة التي " ابتزت " رجلاً بنشر صورته عارياً على شبكة الإنترنت:
(مقال نشر بجريدة الحياة يوم الأحد 25- جمادى الثانية 1429 هـ الموافق 29/6/2008 هـ - العدد 16522- تقرير / أحمد المسيند )

انقلب السحر على الساحر - كما يقولون – إذ هددت امرأة رجلاً كان على علاقة سابقة بها بنشر صوره " عاريا ً" على شبكة " الإنترنت " إذا لم يرضخ لرغباتها ، الأمر الذي دفعه إلى اللجوء إلى
" هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر " لاتقاء شر ابتزازها خصوصاً أنه بات مقبلاً على الزواج من امرأة أخرى ، وكان المستنجد قد تعرف على هذه المرأة ، وتطورت العلاقة إلى تبادل رسائل عبر الهاتف الجوال ، قبل أن يلتقيا على أثير الإنترنت ، وأرسل الضحية صوراً له وهو متجرد من ملابسه لاستمالتها ؛ فقررت المرأة أن تحتفظ بها إلى حين الحاجة إليها.
وبعد فترة قطع الرجل علاقته معها ؛ بسبب قراره الزوج من أخرى ، ليبدأ مسلسل الابتزاز من جانب السيدة التي هددته بنشر صوره التي تحتفظ بها على شبكة الإنترنت ؛ إذا لم يستجيب لرغباتها بالقدوم إليها - متى شاءت - وتوفير المبالغ المالية التي تريد - وقتما تريد - ولم يجد الضحية بداً من اللجوء إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر لإيجاد حلاً خصوصاً مع اقتراب موعد زواجه .

القصة الثالثة :
ضبط مقيم ابتز فتاة لمدة أربعة شهور :
(مقال نشر بموقع القصيم نيوز - تقرير فيصل هزازى – يوم الأربعاء الموافق 23 / 10 /1429 هـ * 22 / 10 / 2008 م)
أنهت هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر معاناة فتاة تعرضت للابتزاز من قبل أحد المقيمين مدة أربعة أشهر وكان المقيم يعمل في محل لصيانة أجهزة الجوال ، وحصل على صور الفتاة من جوالها أثناء قيامه بصيانته ، وقام بتهديد الفتاة بنشر صورها إذا لم تلبِ رغباته ؛ ممّا حدا بالفتاة إلى تقديم بلاغ للهيئة وتم إعداد كمين للقبض على العامل الوافد متلبسًا ، وبعد إخضاع محله لعمليات تفتيش دقيقة ، وجد بحوزته صورًا لعدة فتيات ، وبطاقة أحوال مزورة لإحدى الفتيات وأفلام إباحية.


أسأل الله العلى العظيم أن يحفظ شبابنا ، وبناتنا ، ونسائنا أن يصلح قلوبهن ويعفهم ويهدينا جميعاً إلى الطريق المستقيم

وصلى الله وسلم على نبينا محمد




كتبه الشيخ /
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:41 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
دروس وعبر من غزوة الأحزاب (1 ) ما قبل الخندق


إن المتأمل فى سيرة المصطفى (صلى الله عليه وسلم) يجد الدروس والعبر الكثيرة ؛ فإذا تمسكنا واهتدينا بهديه (صلى الله عليه وسلم)كان حليفُنا الفوز والفلاح فى الدنيا والآخرة

(…وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)(سورة الأحزاب: من الآية71)

وإن من السيرة ( غزوة الأحزاب ) التى وقعت على أصح أقوال أهل العلم أنها فى السنة" الخامسة من الهجرة فى شهر شوال من ذلك العام " ، وكان هذا بعد رجوع قريش منتصرة بعد معركة أحد فرأى بعض اليهود أن يستغلوا هذا الوقت العصيب ( كعادتهم ) وأن تكون الأحداث لصالحهم فتتألبوا على المسلمين .. فذهبوا إلى كفار قريش وأغروهم بالغزو والمساعدة ومد يد العون لهم ، وامتد مكرهم إلى بعض القبائل الأخرى " كغطفان فى نجد " فكان هذا فعلهم خارج المدينة ، أما من داخل المدينة فتأمروا مع المنافقين لزعزعة الأمن وإشاعة الخوف والهلع فى نفوس المؤمنين .. فكانت هذه الغزوة من أشد الغزوات على المسلمين مع أنه لم يحصل فيها قتال إلا لأشخاص معدودين وذلك لشدة البرد وشدة الجوع وكثرة وتنوع الأعداء

ولقد وصف الله عز وجل ذلك (إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا *هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالاً شَدِيداً) (الأحزاب الآية 10- 11)

فلقد اجتمع من المشركين على حرب الرسول (صلى الله عليه وسلم) عشرة آلاف خرجوا بقضهم وقضيضهم وخيلهم ورجلهم يقودهم أبو سفيان وعيينه بن حصن ويدعمهم اليهود الخونة من داخل المدينة.

فلما رأى النبى (صلى الله عليه وسلم) ذلك جمع الصحابة واستشارهم فى ذلك فأشار عليه سلمان الفارسى - رضى الله عنه - فى حفر خندق حول المدينة وكان هذا الفعل لا يعرفه العرب فاستحسنه النبى (صلى الله عليه وسلم) وأمر بحفر الخندق .

وأثناء حفر الخندق حصل بعض المواقف المبكية وظهرت بعض من معجزاته (صلى الله عليه وسلم).

- روى البخارى عن أنس - رضى الله عنه - قال : خرج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلى الخندق فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون فى غداء بارده فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم فلما رأى ما بهم من النصب والجوع

قال :

اللهم إن العيش عيش الآخرة *** فأغفر للأنصار والمهاجرة

فقالوا مجيبين له :

نحن الذين بايعوا محمدُُ *** على الجهاد ما بقينا أبدا

- وعن البراء بن عازب – رضى الله عنه – قال : " أمرنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بحفر الخندق ، فعرض لنا صخرة من مكان من الخندق لا تأخذ فيها المعاول ، فشكوناها إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ، فجاء فوضع ثوبه ، ثم عصب بطنه بحجر من الجوع ، ثم هبط إلى الصخرة فأخذ المعول ، فقال : بسم الله ! فضرب ضربة ، فكسر ثلث الحجر ، وقال : الله أكبر! أعطيت مفاتيح الشام ، والله إنى لأبصر قصورها الحمر من مكانى هذا ! ثم قال : بسم الله ، وضرب أخرى ، فكسر ثلث الحجر ، فقال : الله أكبر ! أعطيت مفاتيح فارس والله إنى لأبصر المدائن وأبصر قصرها الأبيض من مكاني هذا ! ثم قال : بسم الله ، وضرب ضربة أخرى فقلع بقية الحجر ، فقال : الله أكبر ! أعطيت مفاتيح اليمن ، والله إنى لأبصر أبواب صنعاء من مكانى هذا". [ رواه أحمد بسند صحيح ، وأصله فى البخارى ]

فما أن سمع المنافقون بذلك إلا وأخذ يستهزئون ويسخرون ويضحكون وقال بعضهم يعدنا " محمد" بكنوز كسرى وقيصر وأحدنا اليوم لا يأمل على نفسه أن يذهب للغائط

ووصف الله ما فى قلوبهم بقوله : (وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً) (سورة الأحزاب:12)

وكذب المنافقون وصدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وفتح الله هذه البلاد جميعاً على المسلمين ودخلوها

وهم يتلون قول الله تعالى : (كَمْ تَرَكُوا مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَزُرُوعٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْماً آخَرِينَ) (سورة الدخان من الآية 25 : 28 )

وكان (صلى الله عليه وسلم ) يحفر الخندق مع أصحابه ، وينقل التُراب حتى أغبر بطنه.

قال جابر – رضى الله عنه - : " قام (صلى الله عليه وسلم) وبطنه معصوب بحجر ، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقاً ، فقلت : يا رسول الله ائذن لي إلى البيت ، فقلت لامرأتي : رأيت بالنبي (صلى الله عليه وسلم) شيئاً ما كان فى ذلك صبر ، فعندك شئ ؟. قالت : عندى شعير وعناق ، فذبحت العناق وطحنت الشعير حتى جعلنا اللحم فى البرمة ، ثم جئت النبى (صلى الله عليه وسلم) ، والعجين قد انكسر ، والبرمة بين الأثافى قد كادت أن تنضج ، فقلت : طعيم لي فقم أنت يا رسول الله ، ورجل أو رجلان ، قال : كم هو ؟ فذكرت له ، قال : كثير طيب ، قل لها لا تنـزع البرمة ولا الخبز من التنور حتى آتي. فقال (صلى الله عليه وسلم):
[ لأهل الخندق ، وقد كانوا سبعمئة ] : إن جابراً قد صنع لكم طعاماً ، فحي هلا بكم ، فقام المهاجرون والأنصار فلما دخل [ جابر ] على امرأته قال : ويحك ! جاء النبى صلى الله عليه وسلم بالمهاجرين والأنصار ومن معهم ! قالت : هل سألك ؟ قلت : نعم ! فقال : ادخلوا ولا تضاغطوا ، فجعل (صلى الله عليه وسلم) يكسر الخبز ويجعل عليه اللحم ويخمر البرمة والتنور إذا أخذ منه ويقرب إلى أصحابه ، ثم ينـزع ، فلم يزل يكسر الخبز ويغرف حتى شبعوا ، وبقى بقية ، قال : كلى هذا وأهدي ؛ فإن الناس أصابتهم مجاعة ". [ رواه البخارى ومسلم ]

وتم حفر الخندق ، قيل : فى خمسة عشر يوماً ، وقيل : غير ذلك ..

ثم أقبل المشركون بجيوشهم ؛ فنـزلوا إلى جانب أحد .................


يرجي متابعة الجزء الثانى … فى المرة القادمة

كتبــه
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:42 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
دروس وعبر من غزوة الأحزاب ( 2 ) ما بعد حفر الخندق


ثم أقبل المشركون بجيوشهم ؛ فنـزلوا إلى جانب أحد ، وخرج الرسول صلى الله عليه وسلم والمسلمون حتى نزلوا بظهر جبل سلع والخندق بينهم وبين المشركين ، واستعمل النبى صلى الله عليه وسلم على المدينة عبدالله بن أم مكتوم. تصور ذلك الموقف! واستشعر تلك اللحظات مواقف عصيبة ؛ فاحتار المشركون فى كيفية اقتحام الخندق كلما أرادوا أن يخترقوا الخندق أمطرهم المسلمون بالسهام ، واشتد الحصار أكثر من عشرين ليلة ، وقد ذكر أن خمسة من المشركين اقتحموا الخندق ، وأن المسلمين قتلوا بعضهم وفر بعضهم إلى معسكره ، واشتد الخطب على المؤمنين ؛ فالمشركون يحاصرونهم من الخارج ، ويهود بنى قريظة قد نقضوا معهم بإيعاز من يهود بنى النضير ، كعادتة اليهود الخونة فى كل زمان ومكان وخفافيش الظلام من المنافقين يخذلون المسلمين ، ويوهنون صفوفهم وعزائمهم ، حتى اكتمل الحصار على المسلمين وصارت نساؤهم وذراريهم بينهم وبين اليهود ، فعظم البلاء بالمسلمين ، حتى زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر ، وظنوا بالله الظنونا ، وابتلوا وزلزلوا زلزالاً شديداً .

وقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يدعو على المشركين يوم الأحزاب بقوله : ( اللهم منـزل الكتاب ، سريع الحساب ، اللهم اهزم الأحزاب ، اللهم اهزمهم وزلزلهم ) متفق عليه.

فاستجاب الله تعالى لنبيه ، وكشف الكرب عن المسلمين ، فسلط على المشركين ريح الصبا وهى الريح الشرقية الشديدة فى ليالٍ شاتيةٍ باردةٍ ، فكفأت قدورهم ، ونزعت خيامهم ونزعت خيامهم ، وقذفت فى قلوبهم الخوف والرعب ، فانسحبوا ولاذوا بالفرار

يقول الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (سورة الأحزاب الآية رقم :9)

وقد كانت هذه الغزوة نهاية غزو الكفار للمدينة ؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم حين أُجلى الأحزاب : ( الآن نغزوهم ولا يغزوننا ، نحن نسير إليهم ) أخرجه البخارى

أيها الأحبة سقت لكم من السيرة ما ذكره الدكتور ناصر الغامدى فى كتابه المجموعه الذهبية فى الخطب المنبرية عن غزوة الأحزاب ... فجزاه الله خيراً.

أخى القارئ من الفوائد التي نستفيد من هذه الغزوة :

(1) أن عداوة اليهود والنصارى عداوة مستمرة مهما تغير المكان أو الزمان ، ولن تزول حتى نتبع ملتهم كما ذكر الله عز وجل ذلك فى القرآن الكريم قائلاً : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (سورة البقرة:120)
(2) أن فى مثل هذه المواقف الصعبة هى التى تبين الصادق من الكاذب والمؤمن من المنافق وفى مثل هذه الأزمات يخرج المنافق ويتضح جلياً.

(3) أن الابتلاء والتمحيص قد جرى لمن هو خير منا ، وقد أخبرنا الله عن ذلك فى أكثر من آية فى القرآن الكريم والسنة المطهرة ، فهذا يعطى دلالة على أن الأمة تمر فى مرحلة الابتلاء والتمحيص ، وهذه الألام بعدها انفراج ، وهذه الكربة بعدها فرجه.

- قال تعالى : (وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ) (سورة آل عمران:141)

- وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (سورة البقرة:214)

- وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (سورة آل عمران:142)
-

وقال تعالى : (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) (سورة التوبة:16)
(4) أن مكر أعداء الدين هو مكر بشرى محدود وضعيف فهو زائل بإذن الله .
قال تعالى : ( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (سورة التوبة:32)

(5) إن الله عز وجل ينصر من يشاء بجند من جنوده نحن لا نعلمهم والله سبحانه يعلمهم ( وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ) ( سورة المدثر: من الآية31)
فهذه الريح هى التى أجلت المشركين ، وفضحت المنافقين ،
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ
رِيحاً وَجُنُوداً لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيراً) (سورة الأحزاب الآية رقم :9)

(6) إن هذا الدين يحتاج بذل وتضحيه ؛ فهذا النبى صلى الله عليه وسلم وهو خير البشر يحفر الخندق مع صحابته الكرام ، وقد ربط على بطنه الحجر من الجوع.

قال تعالى : (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْأِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (سورة التوبة الاية رقم :111)

هذه بعضاً من الفوائد والدروس لغزوة الأحزاب ... أردت أن نأخذ منها ثمارها اليانعه وفوائدها الجليه لاسيماً فى هذا العصر ... والله المستعان.


أسأل الله العلى العظيم أن يعز الإسلام وينصر المسلمين



كتبــه
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:43 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
قواعد فى التعامل مع قضايا المسلمين


إن ما يحدث فى غزة اليوم ومافي أرض فلسطين وغيرها من بلاد المسلمين ، ما هى إلا صورة تتكرر ومأسى تتنوع من وقت لأخر .

يقول الشاعر :

أنّ اتجهت إلى الإسلام فى بلد تجده كالطير مقصوصاً جناحاه

ومن هنا أيها الأحبة :
من تلك المأسى والمصائب المثكنه والمختلفة والمتنوعة من بلد لآخر ، ومن جهة لأخرى من بلاد المسلمين ، أقول مستعيناً بالله إن مثل هذه الأحداث يجب أن نبحث لها عن علاج وخلاص .. فهل علاجها يكون بالإنفعال والمظاهرة ؟ وبما يسمى إخراج الشحن العاطفي لدى المسلم فى ذلك؟

وهل الحل فى البكاء والعويل والنحيب والاستنكار البياني ؟
أو الحل يكون فى اليأس والقنوط وترك العمل والإستسلام للواقع ؟ أو يكون بطريقة أخرى كما يقال " برد الصاع صاعين "؟

وهذه ردود أفعال مختلفة فى أوقات متشابهة.

وللأسف الشديد ... هذه المصائب ليست وليدة اللحظة أو حصلت بالصدفة بل هي أحداث متكررة بأسماء مختلفة من وقت لأخر .

فأرى أننا لابد أن نحدد ونشخص الداء وعلى ذلك يكون العلاج ، فبهذا نعرف كيف نتعامل مع مثل هذه الأحداث.

فأقول أيها الأحبة: هناك أمور يجب أن تتعامل بها ، وقواعد نسير عليها فى مثل هذه المواقف :

الأمر الأول :فى مثل هذه الأحداث نعود فيها ونرجع إلى الأصل الذى هو الكتاب والسنة ؛ فيجد المسلم فيها ما يغنيه عن كثير من الآراء والتوجهات.

فمثلاً : مسألة علاقة اليهود مع المسلمين يجد المسلم أن القرآن تحدث عنهم كثيراً وعن صفاتهم وعن تاريخهم الماضى ، فاليهودى الأول هو اليهودى فى هذا العصر لم يختلف شيئاً فى عقيدته وتمسكه بها وعن صفاته التى تحلى بها حتى ولو غير جنسية بلده أو مكان إقامته .

فيجد المسلم أن القرآن بين أن اليهود والنصارى لن يرضوا عن المسلمين مهما كان حتى يتبعوا ملتهم.

قال تعالى : (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) (سورة البقرة:120)

فالمسألة لدى المسلم المؤصل الذي أصل نفسه تأصيلاً شرعياً. واضحة بينة لدية وهى عداوة اليهود والنصارى ، كما ذكر القرآن الكريم.

فالمسلم يجب أن يعرف هذا ، ويتربي عليها ، ويربي من تحت يده على ذلك.
أما كون هناك مصالح متبادلة ومشتركة فهذا لا بأس به ، وليس معنى هذا ترك عقيدة الولاء والبراء ، وقد نجد من يقع فى الخطأ الشرعي حينما يلغي قضية المصالح المشتركة أو العهد والمواثيق التي بيننا وبينهم.

فالمسلم المؤصل يعرف كيف يتعامل مع هذه الشعيرة العظيمة التي هى عقيدة الولاء والبراء التى يجب أن لا نغفلها أو نتجنب الحديث عنها ، ولا يفهم من هذا الرضا بما يصنعون أو يفعلون بإخواننا المسلمين ؛ فمن هنا تتبين لنا عقيدة الولاء والبراء .

وهناك من المسلمين من جعل مصدر التلقى عنده الإعلام المضلل أو آراء وتوجهات محتملة الصواب والخطأ فهذه الطريقة ليست هي الأصل فى التعامل مع هذه الأمور ، وليس هناك مانع من الاستفادة منها بشرط أن لا تكون هى الأصل فى التلقى.


الأمر الثانى :
أن ما يحدث من تلك المأسي إنما هو يعكس حال وواقع المسلمين من ضياع وتساهل فى أمور دينهم فسلط الله عليهم أعدائهم .
فقد يقول قائل كيف يكون هذا ؟

فأقول : لا يكون النصر مع هذا الخلل الذى نعيشه كمسلمين .

فمن ينظر فى أحوال المسلمين فى الصلاة يرى التضييع والتساهل من بعضهم حتى وصل الحال ببعض بلاد المسلمين إلى من يصلى جميع الصلوات الخمس فى المسجد فهو إرهابي.ومنه الخطر. ومن ينظر إلى واقع بعض أبناء المسلمين فى الوقوع فى المنكرات والموبقات يرى أن هذا مؤشر خطير على الأنحراف فى الأمور الإخلاقية والاجتماعية ، فهل يكون النصر ،ونحن بهذه الحالة ؟

ويقول الشاعر : أمتى هانت وذلت *** حين ولت عن هداها

حين يا قوم أستكانت *** حين حادت عن علاها

وارتضت كل خسيس *** وتمادت فى هواها

وهل الشجب لما يحدث لأخواننا المسلمين يكون بالأغنية ؟؟؟

- فالنصر يكون بصلاة الفجر ، وبالتوبة ، وبالرجوع إلى الله .
- والنصر بترك التدابر والتقاطع .
- والنصر بالنهضة الصناعية والإزدهار الحضارى.

قل لى بالله عليك :
هل الدول الإسلامية تهتم وتساهم فى الأمور الصناعية ؟
أو التكنولوجية ؟ أو تشجيع المخترعين والمبدعين فى مجالات تحتاجها الأمة ؟

وحينما .. أقول هذا ليس من باب التأييس أو التعجيز ، إنما هو من باب ذكر الحال وطلب العلاج ؛ فالبداية الصحيحة من الشخص ذاته ، فالمجتمع يتغير بتغير أفراده.

قال تعالى : (... إنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَال ٍ)(سورة الرعد: من الآية11)

فلتكن هذه الأحداث هي بداية التصحيح والتغيير فى الرجوع إلى الله ، والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
فالله عز وجل ذكر فى (سورة آل عمران ) عن تلك المعركة التى انهزم المسلمون فيها أنه بسبب أنفسهم وهم خير القرون .

قال تعالى : (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) (سورة آل عمران:165)


فتحديد السبب هو بداية الطريقة الصحيحة لحل المشكلة .
فلنعلنها جميعاً أننا تائبون ..وإلى الله راجعون .

قال تعالى:(.وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)(سورة النور:من الآية31)الأمر الثالث :
أن هذه المأسي والمحن ما هي الإ مجرد فترة ومرحلة ، ثم تزول وتنتهى ، ولا تزول إلا بالرجوع إلى الله ، وتصحيح الأوضاع.

قال تعالى : (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ) (سورة الانبياء:105)

ولا يكون هذا التمكين إلا بعد أن نقوم بما أمرنا الله به من واجبات .

قال تعالى : (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (سورة الحج:41)

فهناك من ييأس من هذه الأحوال ويكتفى بالبكاء والعويل ، وهذا ليس بصحيح إنما يجب أن يكون هذا الواقع دافعاً قوياً للخروج من هذه الفترة وهذه المرحلة.

الأمر الرابع : أن يبذل المسلم ما يستطيع من نصرة أخوانه .. فعلى أقل الأحوال أن يفهم قضية أخوانه ، وما يدور حولها لكى يعرف كيف يتعامل معها ومع غيرها.
فهناك من أبناء المسلمين من يُغيبَ عن قضايا أخوانه أو تلفق لهم الأكاذيب والتهم.

فالمسلم إذا عرف ما يدور على إخوانه قدم لهم ما يستطيع ، وكلُُ على حسبه ، ثم يأخذ العظة والدرس من تلك المأسي والمحن.

الأمر الخامس :لابد أن يعرف المسلم ، مع من يتعامل فى قضايا المسلمين فهناك من يزايد فى مثل هذه القضايا ويتشدق فى ذلك ، وما هو إلا سبب من أسباب الإنحطاط والذله. ويجير هذه القضايا لمصالح مشبوهه ، وحينما نقول هذا حتى لا يخدع المسلم أو تكون لديه ردة فعل عنيفه لما كان يظنه ويعتقده فى السابق.

الأمر السادس : علينا الإلتجاء إلى الله عز وجل بالدعاء فهناك من يقول هذا أقل القليل ، وهذا الكلام خاطئ فالدعاء ليس أقل القليل ، إنما هو الأصل وهو أعظم ما يقدمه المسلم فهذه عباده

فالنبى صلى الله عليه وسلم : ( قنت على من قتل القراء من الصحابة شهراً كاملاً ) .

فالمسلم إذا دعى ربه ، فهو يلجأ إلى من بيده الأمور وهو من يقول للشئ كن فيكون ؛ فالله سبحانه هو مدبر الأمور ومسبب الأسباب ، فالدعاء سلاح عظيم فلا نبخل به على أنفسنا وعلى أخواننا .

هذه قواعد وأمور اجتهدت فى ذكرها فيما اعتقده وأظنه .

ولقد تركت الإطالة فى الحديث والأستفاضة فى ذلك مقتصراً على ما هو أهم ؛ فإن كنت بذلك قد أصبت فبتوفيقً من الله وإن كنت قد أخطأت فمن نفسى ومن الشيطان.


أسأل الله العلى العظيم أن ينصر الإسلام والمسلمين ويذل الشرك والمشركين وأن ينصر أخواننا المسلمين فى كل مكان .. يارب العالمين.



كتبــه
نواف بن عبيد الرعوجى

منصور الوسوس 09-03-10 04:43 PM

رد: مقالات الشخ : نواف الرعوجي
 
نظرة شرعية فى التعامل مع الأطفال

نشرت مكافحة الجريمة بوزارة الداخلية فى المملكة العربية السعودية أن 45 % من الأطفال السعوديين يتعرضون للإيذاء بشكل يومى 33.6% للإيذاء النفسي و 2503 % للإيذاء الجسدى 23.9% للإهمال ، وهو من أنواع العنف النفسى و 36 % الحرمان من الإمكانيات المادية والمعنوية و 18 % يتعرضون للضرب بأدوات خطيرة و 19 % التعدى بالأشياء التى فى متناول اليد و 32 % التهديد بالعنف و 21% السب بألفاظ قبيحة والتهكم وأكثر الفئات تعرضاً للإيذاء الإيتام بنسبة 70 % يليه الأطفال عند انفصال الوالدين 58 % وفى حال طلاقها 42 % ثم فى حالة وفاة الأم 18.8 % ونسبة 10 % وفاة كلا الوالدين.

وأكثر الفئات تعرضاً للإيذاء هى التى يقل دخل الأسرة فيها عن ثلاثة آلاف بنسبة 29.5 %.

هذه الدراسة تعطينا أن الأطفال هم فى الغالب ضحايا للكبار.

وهذه الدراسة تفيد أيضاً أهمية تعاملنا مع أطفالنا .

ولعلنا نلقى نظرة سريعة فى التعامل الشرعي مع الأطفال.

وهذا الأصل أن نهتدى بهذه الطريقة الشرعية المنيرة التى يجب أن نسير عليها.

** وهذه بعض النماذج من هدى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فى التعامل مع الأطفال :

- فقد كان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يقبل الحسن والحسين ويجعلهم يرتحلا على على ظهره.

- وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) يمر على الصبيان ويسلم عليهم.

- وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) ترتحله ( أمامه ) " بنت أبنته " ، وهو فى الصلاة ويطيل السجود من أجلها.

- وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقبل الأطفال ولما سأله أحد الحاضرين وقال له تقبل أطفالك قال :نعم فقال له : والله يا رسول الله إن لى عشر من الأطفال ما قبلت أحدهم فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ما أصنع إذا نزع الله من قلبك الرحمة .

- وكان رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) إذا جهز الجيوش يحذر جنوده من قتل الأطفال والنساء .

- ويروى الصحابى الجليل محمود بن الربيع : ( أدركت مجه مجنيها رسول الله صلى الله عليه وسلم) أى : أنه أخرج الماء من فمه فمجه عليه وهو صغير لم يبلغ السابعة وذلك من باب المداعبة مع الصغار.

- وكان رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) إذا رأى الحسن أخرج له لسانه ويلاعبه ويقبله .

- ولما رأى يد عمرو بن سلمة تطيش فى الصحفه قال له : " يا غلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك " ولم يعنفه ولم يزجره ، وإنما خاطبه بأنه غلام يفهم الكلام والتوجيه ثم أمره بعد ذلك.

- وكان يخاطب أخو أنس بن مالك " يا أبا عمير ما فعل النقير " ما أجمله من أسلوب يدل على الأخلاق الكريمة.

- ينادى الطفل ويعطيه لقباً كالكبار ويسأله عن اهتمامته وكان الطفل لديه طائر يهتم به ويسأله عن ذلك الطائر .

- وكان صلى الله عليه وسلم يمسح على رأس اليتيم ويأمر الأخرين أن يفعلوا ذلك وهذا من العطف والحنان على الأيتام بل أنه جعل من أحسن وكفل اليتيم بأنه وهو كهاتين فى الجنة وإشار بين أصبعيه السبابة والوسطى .. الله اكبر جعل الإحسان إلى اليتيم أحد الطرق الموصلة إلى الجنة.

- وكان من هديه صلى الله عليه وسلم فى التعامل مع البنات الإحسان إليهن .

- قال صلى الله عليه وسلم فى الحديث : ( من عال جاريتين أدبهما وأحسن تأديبهما كان له حجاباً من النار ) وفى رواية " ستراً من النار " .

- فهذه فاطمة ابنته إذا رأها تقبل تام له وقبلها وأجلسها بجواره وحادثها ومازحها وهى امرأة متزوجة ، ومع ذلك يصنع هذا معها ، ولقد رتب الأجر فى الإحسان إلى البنات.

*** ما أعظمه من دين ، وما أجمله من هدي .. هذا هو هدى النبي صلى الله عليه وسلم فى التعامل مع الأطفال .. فلو نظرنا إلى واقعنا وحالنا مع أطفالنا لرأينا الفارق الكبير والبون الشاسع فى ذلك.

فهذه دعوة إلى الرجوع إلى ذلك الهدى النبوي والتمسك به فى زمن ينادى الكثير فيه بتطبيق نظريات التربية العصرية التي فيها الصحيح وفيها السقيم.

أما هذا الهدى فهو أكمل هدى وأفضل طريقة ..

قال تعالى : (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً) (سورة الأحزاب:21)


أسأل الله لنا ولكم حسن الاتباع والأقتداء والأهتداء بخير المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم


كتبــه
نواف بن عبيد الرعوجى



الساعة الآن 10:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52