مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   مجلس حــديـث الــقــلـم (http://www.alfredah.net/forum/alfredah36/)
-   -   عبد الله بن غنام ( مفــكــر )-- ممنوع الرد على المواضيع (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah7734/)

ابوبندر 17-05-08 03:22 PM

رد: عبد الله بن غنام
 
مشهد من الحياة




كنت في دكان لشيخ باكستاني حين دخل علينا طفلٌ صغير لا أظنه جاوز الخمس سنوات ، وكان الطفل يخفي معصميه خلف ظهرة باسماً إذ قال للشيخ ـ وكأنه يتحداه ـ : ( ماذا في يدي ؟؟؟) ، فقال الشيخ الوقور وبنبرة الشخص الواثق العارف : ( ألف ريال . ) ، فقال الطفل : ( لا ) فقال الشيخ بنبرة المشدوه المستغرب : ( أ سبعمئة ريال معك ؟ ) فقال الطفل ـ باسماً ـ : ( لا) .

فقلت للطفل ـ باسماً في وجهه ـ : ( أخمسة ريالات معك ؟ ) ، فقال : ( لا ) ، فقلت : ( هي حلوى إذاً ؟ ) ، فقال : ( لا ) ، فقال الشيخ : ( عشرة ريالات هي ) .


فضحك الطفل الصغير هازئاً من حيرتنا ، وضحك كما يضحك الكبير من أعاجيب الأطفال .

وقال أخيراً : ( صحيح معي عشرة ريالات ) ومداً يداً ككمِّ الورد فيها خمسة ريالات .

وكان يضحك ـ فداه نفسي ـ كالملائك الزكية ، وفي سمته مرح كنشوة الإنتصار ، فقد أنتصر العقل الجنين على العقل المكين ، كما أنتصر صنيعة السرور على ربيب الدهور.

وعدا أنه سأني أن الطفل قد كذب ، فقد أعجبني ذلك المشهد جــــداً ؛ بمكانه البسيط في دكان متواضع لشيخ كبير تعلوه سكينة المؤمن وكِبرَةُ المشيب ... أعجبني المشهد بدخول الطفل إلى دائرة الضوء وخفوت الضوء في أرجاء الدكان وتمركزه على الطفل والشيخ .

أعجبني المشهد بحسن أداء شخصية الطفل في التملص من الإجابة وخلق جو من الغموض ، وجدية قسمات محياه على حداثة سنه .

أعجبني المشهد بشخصية الشيخ إذ أظهرت الوقار والرزانة في تفاعلها مع الطفل الصغير وبتعبيرها عن الثقة أولاً وعن الحيرة والجهل فيما بعد .

أعجبني المشهد بفكرته وتسلسله ومواطن الضوء فيهوزوايا الظلام.

أعجبني المشهد في الحوار المتبادل وفي اللهفة والصدق في الحوار.

أعجبني المشهد بنهايته بمفاجأة جديدة تؤكد جهل الشيخ أمام الطفل.

وتمنيت لو لم يكذب الطفل لكان حقاً مشهداً من صنع الحياة جدُ مؤثر وجد جميل.



عبدالله

ابو عزام

كتبت في صفر 1422هـ

ابوبندر 17-05-08 03:23 PM

رد: عبد الله بن غنام
 
خاطرة في العقيدة





بسم الله الأحد

دائماً أقول : أننا يجب أن نكتب عن العقيدة .

وأن نربط كلامنا بالعقيدة

ولكني ايضاً أقول : أن الكلام في العقيدة أشبه بعملية في المخ .

فحتى إن استوثقت من الفهم في نقطة معينة ، فلا أثق بإحاطة الفهم فيها ، وإن اطمئننت فلا أثق بإمكانية الشرح .

وإن شرحت اخشى من عدم القدرة على التبسيط .

وإن سلمتُ من هذا كله ، فلا أزال وجل القلب من مدلول العبارات ، ومدى حكر الدلالة .

أمضيت من العمر عشراً وأنا أدرس وأتأمل هذه العقيدة .

ولا أزال أرى الحديث فيها أشبه بعملية في المخ!!!!

ولا أدري كم عشراً كتلك العشر أحتاج لأبلغ منزلة أرضى عنها في فهم العقيدة ، وعن سلاسة التعبير فيها ، والإحاطة والتمكن ... لا أدري كم ؟؟

لكن أدري كيف الوصول لذلك باسرع مايكون.

خلال العشر الماضية كانت محاولاتي للفهم من منطلق عقلي ، يتعامل مع النظرية المجردة ، بشيء من القبول بما خلف المنظور.

لكن لم يكن تعامل الروح مع الروح.

والعقيدة روح تبث الحيوية في الحياة ، فلو أنك لمست شيئاً من تلك الروح لتغلغلت سريعاً إلى كيانك كله لتبث به الحياة ، وتفعل معك كما تفعل المعجزة التي تعيد الشيخ العاجز إلى فتى فتي بلحظات.

كان ضعيف البصر ، فسرت فيه وكأنما شفي البصر.

كان محدودب الظهر فسرت فيه فاستقام عوده.

أنها حياة ،، بل روح في الحياة ، والروح تعطي الحياة معناها.

منك تنطلق لتسري في كل ما حولك .

تدب فيك فترفع طرفك للسماء لتستقبل قطرة المطر على خدك ، وتحس بشعور جميل تجاه تلك القطرة الحية .

فلا تراها مجرد قطرة ماء ، لا ،، بل هي كائن حديث العهد بربه.

مرحى بقريب العهد.

هل جئتني من عنده ؟ إذاً فلك الحب ، حباً به.

قطرة المطر ، أقل شي في الطبيعة ، أعطتني معنى الحب ، وكأنها كائن يحس ويشعر ويبث الشعور.

وماذلك إلا من روح العقيدة التي تدب في الكيان فتنعكس منه على كل ما حوله .

هكذا تفهم العقيدة .

حين تتعامل معها كروح حية ستدركها بكل ما اؤتيت من حواس وكل ما ملكت من جوارح.

روح حية تبث فيما تستقر به الحياة ، تحس بها في كل شي ، وتجدها وتلمس أثارها في كل ما حولك ، كما أن روحك في كل خلية في جسدك

فروح العقيدة في كل جزئية في حياتك.

فهي ليست مجرد نظرية تتعامل معها بالعقل المجرد بل هي ـ لو ركزت ـ ميول الفؤاد ومطمئنه وطريقة حياته ، وحيوية وجوده.

كيف لم أنتبه لهذا في عشر خلت ؟؟؟؟؟؟؟؟؟

كيف فاتتني هذه الحياة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

ربي هب لي إيماناً لا كفر بعده وأحييني حياة طيبة

وتوفني مسلماً والحقني بالصالحين


ع.غ

19/ 2 / 1429هـ
26 / 2 / 2008


الساعة الآن 09:34 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52