مجالس الفرده - لقاء مع لاعب الهلال احمد الفريدي

حوار: عبدالوهاب الوهيب
ولد نجما فتسابقت الفرق السعودية لكسب رضاه والفوز به وهو لا يزال في درجة الناشئين.. وحينما وصل الى الفريق الأول أيقن الهلاليون بانهم قد كسبوا لاعبا مميزا ربما يقود وسط الفريق لسنوات عديدة مقبلة.
رسم لنفسه طريقة اداء تفرد بها وارتبطت به شبهه البعض بنجم البرازيل في الثمانينات الميلادية سقراط، بينما هو يعشق زيدان.. واجه في الفترة الأخيرة موجة من الاتهامات والانتقادات، ولكن ضيفنا اليوم تصدى لها بكل شجاعة وثقة فاعترف ببعضها ونفى البعض الآخر.عن هذه التساؤلات وأخرى غيرها.. يتحدث ضيفنا أحمد الفريدي في هذا الحوار..

٭ سنبدأ معك من آخر بطولة حققها فريقك الهلال وهي بطولة كأس ولي العهد.. كيف تصف شعورك بذلك الانجاز؟

- في الموسم الماضي لم أشارك منذ بداية الموسم نظرا لرؤية المدرب انذاك وحينما اقترب الدوري من نهايته بدأت بالمشاركة مع الفريق والحمد لله حققنا كأس ولي العهد ودرع الدوري، وفي هذا الموسم شاركت مع الفريق منذ البداية والحمد لله ايضا حققنا كأس ولي العهد وتبقى ان نضم اليه درع الدوري، والحمد لله بدايتي مع الفريق كانت بداية خير ولكن ما أحب التأكيد عليه هو ان كل ذلك لم يكن ليحدث ويتحقق لولا مشيئة الله ثم وقفة زملائي بالفريق معي سواء من كانوا داخل الملعب او خارجه.. ولا أنسى تميز المدرسة الهلالية في تخريج المواهب، ولذلك أؤكد بان وقوف رجال الهلال كان له دور في بروزي.

٭ وما الذي يشكله لك الحصول على بطولة في بداية مشوارك الكروي؟
- يعطيني دعما معنويا لتحقيق بطولات أكثر، وبالذات في الهلال، إذ ان اللاعبين والاداريين والجماهير لا يفكرون إلا في البطولات وعددها وهذا أعطاني دافعا اكبر لأن الهلاليين دائما وأبدا لا ينافسون إلا أنفسهم في مسألة تحقيق البطولات.

٭ الهلال الآن يمر بمرحلة صعبة تكمن في ابتعاد المدرب في وقت حرج إذ تبقى امامه ثلاث مباريات مهمة جدا لحسم الدوري كيف تتصور المرحلة المقبلة؟ - هذه المرحلة أصبحت أصعب من المرحلة التي قبلها لأننا سنقابل ثلاثة فرق لكي نحصل على الدوري، وتخيل انك تسير على برنامج معين ومدرب محدد وفجأة يسافر هذا المدرب!! فأتوقع أنها ستكون مرحلة صعبة فعلاً لكن اللاعبين بإذن الله سيتجاوزون كل هذه العقبات وبدعم إدارة نادي الهلال وجماهيره.

كوزمين

٭ كيف ترى كوزمين بالنسبة لك كلاعب فنياً بعيداً عن مسببات رحيله وذهابه عن فريق الهلال؟
- كوزمين غيّر كل شيء في الهلال وربما في غيره من الأندية وغيّر حتى مفهوم الاحتراف لدينا كلاعبين. وبالنسبة لي أنا غيّر لي الكثير. وإن كان ذلك لا يكفي فأقولها وبكل تجرد أنا لم أكن أعرف لعب الكرة قبل كوزمين!! وبكل صراحة طريقة كوزمين داخل الملعب وخارجه كانت مميزة وحتى اللاعبون الكبار عندنا في النادي أشادوا به إلى درجة ان الفكر لدى اللاعب في الملعب تغير.

٭ أحمد بدأت بداية قوية مع شباب الهلال والفريق كان يعتمد عليك بشكل كبير بعد الله وحققت معه بطولة الدوري حينذاك وبرزت بشكل ملفت مما أجبر مدرب الفريق الأول على أن أشركك كأساسي على حساب نجوم كبار كل ما سبق ماذا يشكل لك؟

- أولاً دوري الشباب ساعدنا فيه اللاعبون كثيراً، والأمير بندر بن محمد كان له دور ولا أنسى دعمه ووقفته معنا. وبداية الموسم عانيت معاناة كبيرة مع كوزمين لأنني كما ذكرت لم أكن أعرف كيف اتحرك في الملعب، والدليل هو انني لعبت نهاية الموسم فالمدرب لا يتسرع مع أي لاعب إلا بعد أن يعرف ان هذا اللاعب جاهز مائة بالمائة، ومهما كنت كبيراً أو صغيراً ما دام انك تستحق الخانة ستلعب فيها.

٭ بدايتك ارتبطت بتوهج واضح من ناحية التسجيل أو التمرير.. ما الذي تغيّر الآن؟ وهل ينتابك شعور بأن مستواك اختلف عن السابق؟

- نعم في الوقت الحالي مستواي تغير بسبب كثرة المباريات التي أرهقتني كثيراً، لأننا كنا في دوري الشباب كنا نلعب كل ثلاثة أيام مباراة أو اسبوع مباراة، هذا التغيير ربما هو الذي تسبب في نزول مستواي أو هبوط اللياقة لديّ بالأحرى لأنك إذا لم تكن جاهزاً لياقياً فلن تعطي داخل الملعب. وأنا اعترف وبكل صراحة بأن مستواي هبط نوعاً ما.

٭ من مأخذ النقاد عليك حينما انتقدوك في المراحل الأخيرة على الأقل.. الاحتفاظ بالكرة كثيراً.. فهل لديك رد على ذلك النقد؟

- بالنسبة للاحتفاظ بالكرة أنا لا أميل إلى الاحتفاظ بالكرة أكثر من اللازم، لكن هناك ظروفاً تمر بك في بعض الأوقات تحتاج فيها إلى الاحتفاظ بالكرة. مثال على ذلك، إذا كان الفريق متقدماً والمباراة تقترب من نهايتها فيجب عليك الاحتفاظ بالكرة أنت أو أحد زملائك لأنك إذا احتفظت بالكرة وحاولت أن تحصل على فاولات أو أخطاء لتأخير الوقت ربما ذلك يساعد على إنهاء المباراة.

٭ أنا لا اتصور بأن المدرب يطالبك باللعب السلبي؟!
- وأنا كذلك لا اتصور ان هناك مدرباً يطلب من اللاعب أن يلعب بطريقة سلبية، إنما أن يلعب بشكل إيجابي فحينما أجد فرصة لأن أمرر الكرة فسأمررها بلا شك.

٭ بأمانة هل تختار شخصا ً أو لاعباً محدداً لكي تمرر له الكرة أم تمررها لأي لاعب متواجد في مكان جيد وقريب من التهديف؟

- أي لاعب متواجد في مكان مناسب أمرر له الكرة.

٭ يعاب عليك أيضاً أن حركتك بطيئة؟
- ليست الحركة بطيئة، لكن أنا لا استعجل في الغالب.

٭ في السابق كنت تتغلب على عيوبك فتداريها بذكاء؟ أما الآن فعيوبك بدأت تظهر بجلاء مثل السرعة واللعب السريع والتمرير.. ما سبب ذلك؟

- المشكلة ليست في «الاسبرنت» السرعة أو شيء من هذا القبيل. بل هي تكمن في أن الجماهير في بداياتي كانوا ينظرون إلى الإيجابيات ولا ينظرون إلى السلبيات، ودائماً يطالبون بالإيجابيات وبما ان بداياتي والحمدلله كانت طيبة وممتازة فلم ينتقدوني وليس معنى ذلك انني الآن سيىء ولكن ربما ان للأرهاق دوراً في ذلك.

٭ في سؤال سابق اعترفت بهبوط مستواك.. فهل حاولت ان تراجع اداءك وتدرس الاخطاء التي وقعت فيها في السابق وأصبحت تؤثر على عطائك بما أن المرحلة القادمة تعتبر مهمة جداً لك ولفريقك؟

- أنا لا أتصور بأن هناك اخطاء كبيرة حدثت بالأصل وإن وجدت فهي اخطاء صغيرة ولكن الاعلام يكبرها، كما أنني لاأعتقد بأنها اخطاء تسبب مشاكل للفريق، ومع ذلك ولكي تطمئن ويطمئن الجميع أنا دائماً ما اجلس مع نفسي واراجع حساباتي الفنية وحتى غيرها وبإذن الله سيشاهد الجميع الفريدي الذي يعرفونه قريباً.

وبالنسبة لأهمية ماتبقى من لقاءات في الدوري لي ولفريقي فأقول أمامنا ثلاث مباريات ومع الهدوء سنكسبها بإذن الله ونحقق الدوري.

اتهامات

٭ هل نسمي ذلك غروراً أم ثقة بالنفس خصوصاً ان ثمة من يردد بين الجماهير بأنك مغرور ومتعالٍ على الكرة؟.
- سمعت مثل هذا الكلام، ولكن دعني أوضح لك وللجميع أمراً هاماً، بعض الناس يصدر أحكامه عن بعد فيفسر تصرفاً معيناً حدث في ظروف معينة وهو يشاهد من بعيد ويصدر حكمه عليها وهذا عين الخطأ.

فبعض الأشخاص قد تنفر منه ولا تحبه ولكن حينما تتعامل معه عن قرب تتضح لك الحقيقة وربما يكون صديقك فيما بعد.

وبالنسبة لي فأنا ألعب لخدمة الفريق وأسخر كل إمكانياتي لمصلحته وتعاوني مع زملائي اللاعبين والحمد لله يلمسه الجميع وبطبيعتي أنا انسان بسيط ومتعاون مع الجميع ولكن وفي الوقت ذاته لا استطيع ان أقنع الجميع واجبرهم على تغيير طريقة تفكيرهم ورغم أنني أتمنى ذلك.

٭ ايضاً البعض يتهمك بسرعة الغضب وكثرة الاحتجاج على قرارات الحكام الأمر الذي يجعلك هدفاً سهلاً للخصوم فتعمل على استفزازك وبالتالي تعرضك لإنذارات وبطاقات ملونة، ما تبريرك أمام هذا الاتهام؟.

- نعم أعترف بذلك فأنا أحياناً أغضب في الملعب واثناء المباريات وأتمنى صادقاً أن أتخلى عن هذه العادة في الأيام المقبلة إن شاء الله تعالى.

واللاعب داخل الملعب ليس معصوماً من الخطأ وهذه المشكلة قد أكون أنا سبباًِ فيها وقد يكون السبب بعض الزملاء في الفريق الآخر واحياناً قد تكون الظروف التحكيمية هي السبب الرئيسي في انفلات الأعصاب.

العقد والهلال والاحتراف

٭ بعيداًِ عن الاتهامات والأسئلة المشحونة دعنا نتحدث عن عقدك الذي وقعته قبل فترة مع فريقك، كم هي مدته؟.

- أربع سنوات.

٭ وهل مدة وقيمة العقد مرضية بالنسبة لك؟.
- بالتأكيد.

٭ ماذا لو عرض عليك ناد آخر الانتقال لصفوفه هل ستوافق وتغادر الهلال؟.
- طبعاً لا.

٭ حتِى ولو كان العرض أعلى؟.
- سأختصر عليك المسافة لن أغادر الهلال حتى لو كان العرض أعلى لأني لا أرى في المملكة فريقاً أفضل من الهلال وهناك سر لا مانع من البوح به وهو حب الهلال كياناً وإدارة وجماهير وأعتقد أن ذلك كافٍ لأن يجعلني لا أفكر بالانتقال من الهلال.

ً٭ ماذا عن الاحتراف الخارجي ألم تفكر فيه؟
- الاحتراف الخارجي هو حلم يتمناه ويسعى لتحقيقه كل لاعب سعودي وبطبيعة الحال انا منهم. والاحتراف الخارجي ومع فريق أوروبي له سمعة طيبة قد يكون السبب الوحيد الذي قد يجعلني أفكر في ترك الهلال.

٭ وكيف ستتأقلم خارجياً وأنت بالكاد استطعت ذلك حينما انتقلت من المدينة المنورة الى الرياض؟
- كل أمر في بداياته يعتبر صعباً نوعاً ما ولكنني تغلبت والحمد لله على تلك المشكلة وفي وقت قصير نسبياً.

٭ وهل كان بعدك عن أسرتك سبباً في معاناتك السابقة؟

- قد لا يعرف الكثيرون ان الوالدة كانت تسكن معي هنا في الرياض وكذلك الوالد، ولكن في هذه الفترة عادا الى المدينة لظروفهما والآن انا مستقر مع أخي الصغير.

تغير الادارات

٭ في بداياتك كنت تؤدي دور صانع الألعاب الحقيقي وتحديداً خلف المهاجم مباشرة.. والآن نجدك تلعب أدواراً على أطراف الملعب.. هل أثر ذلك التغيير على أدائك؟ وأي مركز منهما تحبذ اللعب فيه؟ - من وجهة نظري ان اللعب على الاطراف يحتاج الى مجهود كبير وتركيز عال وهو غير اللعب خلف المهاجم والذي يحتاج الى مجهود اقل وعندما يبذل اللاعب مجهوداً كبيراً فبالتأكيد سيقل تركيزه لا ارادياً، ولكن حينما تلعب كصانع لعب خلف المهاجم وطريقة اللعب «التكتيك» اصلاً تمنح ذلك المركز حرية أكبر فإن الضغط سيكون قليلاً. وبالنسبة لي فليس لدي اشكالية في اللعب في اي مركز يختاره لي مدرب الفريق، وبالمناسبة الطريقة التي يلعب بها فريقي الآن تتيح لجميع لاعبي الوسط أداء دور صانع الألعاب. والأقرب لرغبتي هو اللعب في هذا المركز.

٭ في نهاية حوارنا الكلمة الأخيرة لك!؟
- بعد فوزنا بكأس ولي العهد وتعرضنا لظروف صع بة يعلمها الجميع. حضرت جماهير الهلال بكثافة الى النادي ورفعت معنوياتنا وشدت من ازرنا ووعدناهم بتحقيق الدوري والآسيوي ومن هنا أكرر هذا الوعد وأقول لكل هلالي بإذن الله لاعبو الهلال لن يرضوا بغير هاتين البطولتين و(جايبينها.. جايبنها).

أعشق زيدان وأتمنى تجاوز كل اللاعبين المحليين

٭ وعن قدوته في الملاعب قال الفريدي؟
«إذا كنت تقصد محلياً فاللاعبون القدوة كثيرون، ولكنني أود ان أصل إلى مستوى لم يصله لاعب سعودي، فأتمنى ان ألعب في الخارج وفي أندية كبيرة وعريقة.. هذا ما أتمناه وأعتقد ان كل لاعب سعودي يتمنى ذلك أيضاً ويطمح إليه. أما عالمياً فأنا قليل المتابعة للرياضة العالمية وإن كان لابد فأنا أعشق طريقة لعب زين الدين زيدان وكذلك مارادونا».

اللاعب السعودي

لا يظهر إلاّ في الأوقات الحرجة

٭ وعن مسيرة المنتخب المقبلة اشار الفريدي.
« نحن نبحث عن الإنجازات وبإذن الله سيكون لنا بصمة واللاعب السعودي لا يظهر إلاّ في الأوقات الحرجة، وليس هناك مشكلة أمامنا.. وللعلم فقد كان أداؤنا في المباريات التي نلعبها خارج المملكة أفضل من أدائنا في الداخل. وأتمنى ان تصل إلى الشيء الذي يتمناه كل لاعب سعودي وهو الوصول إلى كأس العالم 2010م بجنوب أفريقيا».