لقد أقام العديد منا صداقات في العالم الافتراضي ووجد الكثير منا من يتوافق معه في الأفكار ويشاركه في كثير من الميول ممن يجدهم في العالم الافتراضي .
ولا ضير في ذلك أن يكون لك في كل بلد بيت أو صديق فهذا أمر محمود ما أحسنا اختيار الأصدقاء واصطفيناهم بمعايير خاصة ، بحسب فهمنا لمفهوم الصداقة ، وما ترمي إليه .
إلا إن البعض منا يغالي في هذا الأمر وينجرف خلف عواطفه بشكل فج ، ليضع أصدقائه في إطار معين من حيث الشكل والهيئة بل ولا يبخل على أصدقائه من حيث إعطائهم بعض الملامح بحسب مخيلته عنهم . ويفترضها فيهم افتراضا يصبح مع مرور الوقت قناعة كاملة !!!.
وعند التقائه بهم ذات يوم على الطبيعة تنقلب فجأة تلك الصورة بالكامل مائة وثمانون درجة ، وينكرهم بل وقد يتنكر لهم دون ذنب اقترفوه إلا أنهم لم يكونوا بتلك الصورة التي وضعهم في إطارها ، ويصبحون هم الملومين لا هو ، هكذا بقدرة قادر .
ومع قناعة الكثير منا نحن ( النتيون ) بهذا الأمر ووعينا الكامل له إلا أننا كثير ما نقع فيه ، مهما بلغنا من وعي ، وننقلب على أصحاب السنين ، والذي قد يكون البعض منا فضلهم على ذوو القربى ، وخصهم بصلته دون العالمين .
ولذلك تجد البعض يفضل إن تكون (( صداقت النت في النت )) دون الخروج بها للعالم الواقعي ، خوفا من أن يطلع الآخر على واقعنا أو أن نجده بالواقع غير ما نتخيله عليه .
وبرغم أن هذا القول ليس بقاعدة يتبعها الجميع إلا أن الكثير مما هو بيننا في العالم الافتراضي بكل أسف مزيف .
هل مرد ذلك إلى أننا نحب التجمل في الافتراضي على حساب الواقع ؟؟؟
هل هو شعور منا بنقص في العالم الواقعي نحاول تجميله في الافتراضي ؟
أسئلة كثيره متشابه ومتقاربة تبحث عن إجابة .
وقليل منا من يستطيع أن يميز مابين الواقع والافتراضي ويبحر في العالمين معا دونما خوف من الغرق .
واعتقد أن مرد ذلك إلى الثقة بالنفس والتحلي بالخلق والتزين بالصدق ولا ننسى أن العلم نور والتقوى خير لباس .