05-04-07, 06:04 PM
|
المشاركة رقم: 1 |
المعلومات | الكاتب: | | اللقب: | ::عضو نشط::
| الرتبة: | | البيانات | التسجيل: | Mar 2007 | العضوية: | 5 | المواضيع: | 24 | الردود: | 57 | جميع المشاركات: | 81 [+] | بمعدل : | 0.01 يوميا | اخر زياره : | [+] | معدل التقييم: | | نقاط التقييم: | 50 | الإتصالات | الحالة: | | وسائل الإتصال: | | | المنتدى :
المجلس العام عندما يكون المرض .. نعمــة ! الواقع أن هناك الكثير مما يقال عما تسهم به المعاناة البناءة فى الحياة الإبداعية والروحانية ، لأن المعاناة تهذب الروح . )
--------------------------------------------------------------------------------
سبحان الله .. توقفت طويلا أمام : ( المعاناة تهذب الروح )
كنت أظن أن الحكمة من الإبتلاء بالمرض أو فقد عزيز
أو أى صورة أخرى من صور الإبتلاء والألم هى رفع الدرجات
أو تكفير السيئات للمؤمن .. أو رد العاصى إلى طريق الخير .. …إلخ .
وهذا صحيح بلا شك .. ولكن هذه الجملة
فتحت أمامى آفاقا أعمق للتفكر فى حكمة الله سبحانه وتعالى
من الإبتلاء والألم ..
فطبقا لهذه الجملة : ( المعاناة تهذب الروح ) …
أعتقد أن الإبتلاء نعمة من الله توجب الشكر وليس الصبر والرضا فقط ..
فالإبتلاء رحمة من الله لأنه يرفع الروح إلى آفاق أعلى
ويمنحها طاقات أسمى ويفتح أمامها أبواب القرب من الله تعالى ....
فكما أن النقص فى حاسة يقوى حاسة أخرى غيرها
لتعوض الإنسان عما فقده ( كمن يفقد حاسة البصر فيعوضه الله
بحدة فى سمعه وذاكرة أقوى ..
أو من يفقد حاسة السمع فيعوضه الله بقوة ملاحظة
تمكنه من قراءة الشفاة )
فكذلك النقص فى متع الجسد من طعام وشراب
وصحة ولهو وترف ومال …إلخ –
النقص فى متع الجسد هذه يقوى قدرات الروح ..
أما تنعم الجسد بالمتع المادية فإنه يؤدى إلى تخمة الجسد
فيجثم على الروح حتى يخنقها ويوقف انطلاق طاقاتها ..
تماما كما يرهق الجسم امتلاء المعدة بالطعام
فيكسل العقل ويخلد الانسان إلى النوم ..
والوسيلة إلى تهذيب الروح طريقان :
1- العبادات التى فرضها الله تعالى علينا من صوم وصلاة وزكاة وحج
وكلها لو تأملنا تتضمن صوما عن المتع المادية
تساعدنا على ترقية الروح وتطهير النفس وتزكيتها ..
ولكن ماذا عن العاصى الذى يهمل العبادات فلا يصلى
بانتظام أو يصوم عن الطعام ولا يصوم عن قول الزور ….إلخ ؟
وماذا عن الكافر ؟ هؤلاء وغيرهم يمنحهم الله وسيلة أخرى
يصومون بها عن المتع المادية ولكن صوم إجبارى
لا يستطيعون الإفلات منه
وهو الطريق الثانى :
2- الإبتلاء
ولكى تتحقق الفائدة من الإبتلاء لابد أن نفهم
الحكمة منه ونرضى به – فمن فقد بصره مثلا إذا اكتفى
بالغضب والشكوى لن يعطى الفرصة لنفسه للإستفادة
من حاسة سمعه التى سيضاعف الله قوتها لتعوضه ..
وكذلك المبتلى .. إذا انشغل بالسخط والشكوى
من قدره لن يفتح الباب أمام روحه للإنطلاق
إلى رحابة القرب من الله تعالى والتمتع بنعيم رضاه ..
أذكر أننى استمعت إلى أحد أقاربى وهو يحدثنى عن أن أى
شئ يصيب الانسان كالمرض مثلا هو تكفير عن ذنب فعله
.. واذكر أنى قلت له : فماذا فعل طفل صغير أصيب بالمرض ؟
صمت قريبى ولم يجب ..
وقلت له : ربما هو ابتلاء لأبويه لأنهما يتعذبان بألمه أكثر منه ..
فقال : نعم ربما .
تذكرت هذا الموقف الآن
.. لأنى الآن فقط حصلت على الإجابة التى
أظنها هى الصواب لسؤالى ..
الله سبحانه وتعالى يبتلى طفلا لم يبلغ سن ارتكاب المعاصى
أو حتى فهم معناها لأنه يريد به خيرا ويريد أن يزكيه ويطهر نفسه
.. وربما كان يعده لمهمة تحتاج إلى نفس زكية طاهرة …
وربما كان هذا من أسباب ابتلاء الله تعالى لأحب وأكرم خلقه
رسله الكرام ..
اللهم لك الحمد كل الحمد والشكر كل الشكر
لما وهبتنى من نعمة قصرت وأقصر فى شكرك عليها …
ولك الحمد كل الحمد والشكر كل الشكر لكل ابتلاء ساعدنى
على الإقتراب من نعيم رحمتك …
اللهم اغفر لى اغترارى بنعمتك وفرحى أو طمعى
بمتعة دنيوية ربما كانت سببا فى هلاكى ..
واغفر لى جزعى عند ابتلاء جهلت أنه خير لى
من الدنيا وما فيها إذا اقتربت به شبرا من رضاك ورحمتك
|
| |