مجالس الفرده - مساري في لغتي

مساري في لغتي

لقد غير القدر مجرى حياتي

ورماني في محيطات وبحور

بحور اللغة العربية

بحورً ليست كالبحور
عريضة طويلة عميقة
استسلمت لها وقررت
بأن أتعلمها وأفهمها
فهي لغة أهلت علينا بالقرآن
وحديث أهل ٌ لنا في الجنة
حملني القارب رغماً عني
بدأت الإبحار بين الأمواج
لأجعلها تجربة في حياتي
أغوص تارة في أعماقه
و أسترخي تارة فوق أمواجه
حالُ البحر أسراراً أسرار
كحال لغتنا أفعالاً أقوال
وما أن عبرت الطريق
على عالماً كنت أجهلة
ثار في وجهي إعصار
إعصار العصر العباسي
كان باستقبالي أغرابً
كنت أحسبهم أجناب
وإذا هم رجالاً أبطال
لملمت أنفاسي من حالي
ولساني يكرر أوجاعي
على رسلك ما من سير
فحالي باقي حتى تنساني
هذا أنا أمكث عندك
حتى تلقاني خريجة
بدايتي : جزعة : فزعة
يا النفس أجملي جزعاً
إن الذي تحذرين قد وقعا
لغويين منهم سيبويه
ومعهم الخليل بن أحمد
ويليه الأصمعي صعقني
وبدروسه قد اجبرني
والحسن البصري ومعه فريق
مجادلين في نظرياتهم العقدية.
ومن بينهم الجاحظ صاحب التأليف.
شدني بالسخرية ودهاني بجحوظه .
وفي الزحام وجدت ما أحبة وأعشقه
أصواتٍ تتهافت عاليه شعراء
يأل حظي وسعادتي وانسي
أبو تمام والمتنبي و الحمداني
غنوا من معاناة
الحمداني رفيق السجن
أبكاني
في شبابه حتى مماته
أسروه ..
والشاعر عاش معذب
صفحات شعره مقلوبة
يمدح تارة ويهجو تارة
يُرفع تارة وينزلُ تارة
من حبهم أصابهم جنون
وجميعهم يبحث عن حبيب
يبني منه قصور شاهقة
مع الأطلال والجبال راسية
شرب المسكر والخمور
من أجل امرأة لم تتزوجه
و عجبي أمرهم أدهشني
رفاقي بعشقهم أتهموني
عشقهم لم يغويني
وحديثهم لم يغرني
وجدت أبن جني
ومن جنونه جنني
في الإعراب جرجرني
وفي علم الأصوات دهورني
والبصريون والكوفيون
حروبً في حروب
في بحار النحو يتعاركون
فهذا يرفع وهذا ينصب
وهذا يجر وهذا يكسر
وفي نهاية عراكهم
ونحن متفرجون
قالوا يا عرب أحفظوه
وبأوراقكم دونوه
هذا جزاءكم فتعلموه
يا من تؤلف وتــُـرسخ
جوهم في جــوي قد رســـخ

إبحاري افقدني أحبابي

و أنساني غاية أفراحي

كيف أهجوك يا لغتي

وقد غمرني معروفك

نسيت الرسم والريشة

وحفظت الجر والعلة
في الختام:
هذا حالي في إبحاري
ولم يبقى إلا القليل في إخراجي

أضواءءء أعجبتني