أولاً : المعذرة فإنني لن أتقيد باللغة والبلاغة والدقة والزكرشة . ثانياً : غيرت الأسامي حتى إسمي وكنيتي .
ثالثاً :بهرتها بهارا خفيف ( والحنظل مر ما يبي بهار)من عندي هالمثل فلا تتوهق وتقوله بالمجالس رابعاً : قلبت القصة باللغة العربية المتكسرة
////////
قال لي أبوصلاح أن احد طلاب دار التربية (الايتام الذين لا يوجد لهم أب ولا ام ) ينتظرني الان امام الدار وأنا انشغلت فارجوا ان تأخذه معك ،،
..وجدت شاباً امام الدار ذا ثوب قصير وشماغاً نظيف مكوي فقلت له اتنتظر ابوصلاح ؟
قال : نعم .
قلت : إن ابو صلاح قد إنشغل ويشرفني ان اخدمك واذهب بك إلى ما اردت .
فركِب معي ورائحته تفوح من دهن العود فأخرج من جيبه طيبا وقال : مد يدك ، ثم مسح بالطيب على ظهر يدي .
فشكرته وقلت : ما تعرفنا على الشيخ ، ما اسمك ؟
فقال : ثامر .
فقلت : وما كنيتك ؟
قال : ابو الزبير .
ثم قال : وما اسمك انت ؟
قلت : عبدالله وكنيتي ابو عبدالسلام .
فقلت : بأي صفٍ تدرس ؟ ( وهذه عادتنا نسأل عن الاسم ثم مكان العمل حتى نجد مدخل للحديث)
فقال : لي لو أقول لك لن تصدقني !
فقلت : بالثاني ثنوي ؟
فقال : المفترض أن اكون بالصف الثاني ثنوي .. فسكت قليلاً فأخذ يسترجع (إنا لله وإنا إليه راجعون) . (فقلت في نفسي لعله رسب سنتين فساُصبره واقول له عن قصص اصحابي الذين رسبوا ثم واصلوا وتخرجوا )
فنظرت إليه فقلت افي المتوسطة ؟
قال : لا ، أنا حينما كنت صغيراً بالخامس إبتدائي قالوا لي سوف ننقلك إلى مدرسة أخرى .
فقلت لهم إني أحب هذه المدرسة فإن فيها أصحابي .
قالوا هناك تتعرف على أصحاباً جدد وإنه تم نقل ملفك !! فرفضت . ولكن ماذا يفيد الرفض !!
وكان خطاب المشرفين لي من مرغب ومرهب ، فرأيت أن الأمر قد قضي
ولا مجال لأخذ رأي أو نقاش. فسكت أي المشرف وأخذت أفكر في أصحابي أمجد و سفيان و سامي ومعلمي التركي والمناع و أبو فهد و محمد مصطفى والمرشد ابوهنادي
فقد كانوا يحبونني ويهدون لي الهدايا وقد كنت من أفضل الطلاب عندهم من ناحية الأدب والمشاركة وإحضار الواجبات المدرسية والحل
بالإختبارات ، تركتهم ولم أودعهم ولم يعلموا لماذا نُقلت من عندهم أااااه ما أجمل تلك الأيام لكن حسبي الله ونعم الوكيل..
ثم إلتفت إلي وقال أتعلم إلى أين ذهبو بي ؟!
أدخلوني فصلاً كله ضحك وهزل ولعب ، فيهم الكبير والصغير
فقلت : إلى مدرسة أهلية !
فقال : فأبتسم ابتسامة صفراء ، وقال حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل ، حسبي الله ونعم الوكيل..
(فقلت في نفسي ياليتني ماسألته)..
ثم قال: ادخلوني فصلا عجيبا غريبا !! هذا يقول لي أأنت المدرس ؟ ، وهذا يسحب شنطتي ويهرب بها وهذا يخنقني بيده ويقول
ماذا تريد هنا ؟ ، ثم يدخل المعلم ويقول : جلووووووس ، نبدأ الدرس ، تفاحة وتفاحة كم يساوي فيقولون توفاحة ؟! فيقول لا قولو تفاحتين .
فيقولون تووفاااحاتييييييني . فيقول : ممتازييييين والان سكوووووت واللي يتكلم اوديه (للشرطة) ؟!
ثم يُخرج جهاز جواله ويتصل ويكلم إلى نهاية الدرس ؟ ، ثم يخرج ويبدأ اللعب ، ثم يعود نفس المدرس معه صورة سيارة فيقول ما هذه
فيقولون سيكل ! فيرد عليهم لا لا بالامس سيكل واليوم كبر وصار سيارة !! ، فبعد ان أنهى الدرس انتهى اليوم الدراسي ؟ وركبت مع الباص
وسألت السواق ماهذه المدرسة ؟ فقال : هذه المدرسة الفكرية ، قلت يعني ماذا - الفكرية - ؟! قال : الامراض العقلية النفسية .فكان صدمة لي لا تنسى ، استمريت
اسابيع ابكي قبل ان اذهب إلى المدرسة ولا أستسيغ الأكل و لا الشرب ولم أجد من يقف معي ويأخذ ما عندي ، بل كلاً أنقلب ضدي إذا سألت أحدهم سؤال
جاوب بلهجة مختلفة عن السابق - يظنون اني مريض مرضاً عقلياً - ولم أجد اي إستعطاف ! إلا إستعطافاً صناعياً !!، فإذا قلت لهم أريد الرجوع إلى مدرستي
القديمة قال من يعطف علي سأقول للإدارة - وهذا ما يقولونه لي دائماً - حتى مللت وجاءت لي وساوس اني مريض حقاً، فأبكي ولكن لا يوجد من يحن علي حقاً ويقف معي ، والله إني ذقت المر والعلقم مدة (( أربع سنوات )).
أتاني (المشرف) ذات يوم وقال لي إن المدير يريدك ؟! فذهبت إليه وبعد أن رأني (المدير) رحب بي وأجلسني على الكنب وقال لي : المعذرة يا ثامر ، لقد اتصل بي مدير مدرستك
وقال لي أن ثامر سليم وليس مريض ، فسامحنا، فكل إنسان يخطئ وقد رفعنا أوراقك إلى مدير التعليم وقالو ستكمل من حيث توقفت ، ستبدأ من الصف الخامس .
فقلت له أسألك بالله وانت أيضاً ياأبوعمر -المشرف- لو كنت إبناً لكم هل ستنقلون ملفي إلى مدرسة الأمراض العقلية من غير فحص وكشوفات وتحقق ؟!
وهل إذا أخطاءو ستعيدونني من غير رفع شكوى ومساءلات ؟ فسكتوا جميعاً وماذا سيقولون ؟! لكن إلى الله المشتكى وحسبي الله ونعم الوكيل..
والأن أنا أدرس بالصف السادس إبتدائي في مدرسة(....)
وبعدها بدأ يتكلم عن الصبر ويستدل بالآيات والأحاديث وتعجبت من فصاحة لسانه فوصلنا إلى الخيل فقال لي إنزل واركب خيلي فقلت له : (المرة الجاية إن شاء الله)
فقال : الله يغفر لك ويسعدك ويجزاك الجنة يابو عبدالسلام . فقلت في نفسي وإلى الأن أقول : عجيب امره ، عجيب والله عجيب احقاً هذا أم انه مريض ؟!.
العرض الشجري
