الحمد لله على السراء والضراء والحمد لله على ما أنعم والحمد لله على ما قضى وقدر هذه قصتي ومعاناتي مع المرض الذي أقعدني على كرسيي المتحرك الذي لا أغادره إلا وقت النوم لم أعش طفولتي ولا مراهقتي وربما شبابي إذا لم يتدخل أهل الخير وأهل القلوب الرحيمة وممن لديهم القدرة في مساعدتي ... لقد تعرضت قبل سنوات لحادث دهس سيارة تعرضت خلالها لكسر في الفخذ وضربة في الرأس ونزيف داخلي وضربة في الكبد تجاوزتها بحمد الله بكامل وعيي وإدراكي غير أن ضربة الرأس أثرت على أطرافي وعدم اتزاني وافقدني المشي وألزمني الفراش والكرسي الذي أصبح بمثابة الصديق الوفي لي... لقد حث والدي السير وبذل الجهد فلم يترك طبيباً حاذقاً ودكتوراً ماهراً ومداوياً بارعاً إلا زاره وعرضني عليه وجربت أدويته . طفت في ذلك المناطق والبلدان للعلاج والبحث عن الدواء يعصرني الألم و يحدوني الأمل ورجاء الشفاء بإذن الله وتصديقا بقول رسولنا صلى الله عليه وسلم ( تداووا عباد الله ، فإن الله تعالى لم يضع داء إلا وله دواء ) كل ما كللت ومللت برق في نفسي بارق الأمل ولاح الرجاء بالله وتجدد الأمل من جديد وانبعثت الهمة للانطلاق في البحث عن سبل مواصلة العلاج. خاطبت مستشفيات ألمانية وزارني في المدينة المنورة طبيب ألماني أتى للحج وطمأنني وبعث في نفسي الأمل بإمكانية العلاج وأصبحت المادة العائق دون إكمال مسيرتي وتجدد الأمل من جديد وانبعثت الهمة للانطلاق في البحث عن سبل مواصلة العلاج أشرقت بوادر الخير بأمر خادم الحرمين الشريفين بالأمر بعلاجه على حساب الدولة وعزمنا السير وشددنا الرحال إلى بلاد الألمان مرض وغربة وألم وأمل وتم دخول المستشفى (شون كلينيك فيكتارويت- ميونخ) في تاريخ 3/3/1433هـ الموافق 26/1/2012م بدأت تشخيصات المرض والبحث عن سبل العلاج فكانت العقبة أمام المعالج حالتي الصحية والتي تتركز بعدم تحمل جسمي النحيل وعظامي الهزيلة أي عملية جراحية فلا بد من التغلب على هذه الحالة وكان ذلك بالاهتمام بالحالة الجسدية وتكثيف الغذاء ليسترجع الجسم صحته ويسترد تكامل نموه فقرر وضع مضخة علاجيه (أنبوب عن طريق البطن مباشر) وتأخرت الموافقة من الملحق الصحي على هذه المضخة من تاريخ 2/2/2012م إلى 19/4/2012م كل ذلك بسبب مماطلة الملحق الصحي في السفارة السعودية في برلين وعدم تجاوبه مع طلبات المستشفى وبعد تنفيذ هذه العملية في تاريخ 20/4/2012م بدأت مراحل العلاج وسار المعالج بالطريق ولاح الأمل بإذن الله واسترد الجسم شيئا من قوته فبدأ الطيب المعالج بالبدء بتنفيذ ما كان يفكر فيه من علاج وتنفيذ خطته الطبية وطلب من الملحق الصحي الموافقة على البدء بالعمليات فالمريض يحتاج إلى شهرين على أقل التقدير فأتت الطامة من الملحق الصحي بإنهاء فترة العلاج وإقفال الملف وكان ذلك بتاريخ 11/6/1433هـ الموافق 2/5/2012م وبعد مطالبة ومقابلة السفير ومحاولة تمديد فترة العلاج وعد بالكتابة للهيئات بالرياض وطلب التمديد وأتى الرد بالرفض من إدارة الهيئات الطبية بالرياض وإقفال الملف 4/7/1433هـ الموافق 25/5/2012م وعودة المريض و السبب في ذلك تقنينات وزارة الصحة بتحديد فترات العلاج للمرضى بثلاثة أشهر دون النظر لحالة المريض والتي أماتت الفرحة في قلبي بعد جهدٍ مضني وغربة متعبة . مع علمي ويقيني أنهم لم يطلعوا على تقرير المريض والذي كان الطبيب المعالج يطالب فيه بأن المريض لم يستكمل العلاج ولم تنتهي فترة علاجه وحين الاتصال بمدير مكتب الملحق الصحي أفاد بأنه يحتاج تأهيل ولا داعي لبقائه وحين مناقشته بناءً على ماذا قررت التأهيل قال على تقرير الدكتور فتبين أنه لم يطلع أصلا على التقرير أو خلط بتقرير مريض آخر وأراد أن يعالج خطأه فقال أرسل التقرير مرة أخرى فتم إرساله لكن لم يتخذ أي شيء يذكر .. خاطبت المسئولين وكتبت برقيات ولا مجيب !! أمامي عمليتان كما أفاد الدكتور المعالج عملية للدواء وعملية زرع أقطاب كهربائية لتحفيز المخ عبارة عن زرع جهاز في الرأس يسهل حركة الأيدي والاستفادة منها والأخرى زرع مضخة علاج باك لوفين وأيقنت أن أهل الخير وباذلي المعروف لهم الأيادي البيضاء في الوقوف مع كل معوز ومحتاج وكل مكروب ومعلول. فها أنا ذا أضع بين أيديكم معاناتي عفواً ليست معاناتي لوحدي بل أسرتي بأكملها لا لا لا بل معاناة كل قريب وصديق يعرف حالي فهو يعاني مثل ما أعاني ويعتصر قلبه الألم من أجلي عل قلبٍ رحيم وفؤادٍ ودود يحن علي ويمد لي يد البذل ويعينني على الوقوف على قدمي فيكون له قدم السبق في فك كربتي و زوال بأسي فله بذلك الأجر والمثوبة .. أملي بالله ثم بكم وفي أهل الخير بتحقيق الأمل ، وزوال الكرب بمشيئة الله تعالى ، فقد أجهدني المرض وأثقلت الديون كاهل والدي الذي أصبح عاجزاً تماماً ينظر إلى حالتي نظرة الأب المكلوم الذي يرى فلذة كبده يعاني ويقاسي المرض ثم لا يجد حولاً ولا قوة . ولا حول ولا قوة لنا إلا بالله العلي العظيم .. ومع هذا كله فنحن صابرون محتسبون ،، ولكنها الغربة والكربة التي أناشد أهلي في بلدي ومسقط رأسي أصحاب القلوب الرحيمة والأيدي الباذلة والقلوب المحبة للخير أن يقفوا معي في محنتي بما يستطيعون ،، أسأل الله تعالى أن يديم عليكم نعمة الصحة والعافية وأن يبارك لكم في أعماركم وأموالكم.
ابنكم / عبدالرحمن صالح عبدالرحمن ناصر الفريدي
التنسيق والتواصل مع ابو قاسم محمد عبدالرحمن ناصر الفريدي جوال : 0555154189
من بافاريا بلاد هتلر ... إلى نجد العروبة والإسلام 
العرض الشجري
