أخلاق وحلم نبينا محمد عليه الصلاة والسلام

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول رب العالمين أفضل الصلاة والتسليم نزه لرسولنا الكريم وإمامنا العظيم محمد بن عبد الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وإن قوماً أحبوه لمعذورون ، وإن صحابةً اتبعوه لمأجورون ، وإن جنداً نصروه لمشكورون وأين يقيم الحق الا في منزله
بارك الله فيمن أحبه ، ونصر الله من نصره ، وأكرم الله من أكرمه وصلى الله وسلم على من صلى عليه وسلم .وبعد:
خلقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ ماخلقه؟ القرآن خلقه
سال عنه ياسين ونوناً والضحى
إن كنت لا تعلم حقيقة شانه
(( وإنك لعلى خلق عظيم)).
كلمة من الله تتردد في الملأ الأعلى إلى ماشاء الله ، شهادة من الله في ميزان الله لمحمد بن عبد الله (( الله أعلم حيث يجعل رسالته)).
وفي القيامة تبدو شمس رتبته
كأنها فوق هام الخلق إكليل
من ذا الذي يسطيع حصر سماته
سل محكم آياته عن أخلاقه
وفي هذا المضمار الخطير لا يسعني إلا أن أعترف بالقصور ، والتقصير ثم أقف على روض أخلاقه ـ صلى الله عليه وسلم ـ لأظفر لكم الليلة بزهرة بقيع ، أو وردة ربيع ، نضرة الورق ، طيبة العبق ، دانية القطوف ، ظاهرة بلا كسوف .
حلمه ما حلمه ؟
الشهب تغرب في كنانة حلمه
والفجر يشرق في دجنة عفوه
والذي رفع السماء ، ونصب أحد وحراء ، وعلم آدم الأسماء ، ما أضلت الخضراء ، ولا أقلت الغبراء أحلم ولا أحزم من رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ .
ليس في الحلم له كفء وهل
تستوي يوماً شمال ويمين
كل حليم حفظت له هفوة ، أو زلة إلا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
فلا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبراً ، وعلى إسراف الجاهل الاحلماً ، وحسبه أنه نبي فعليه الله صلى ، وعليه الله سلم .
كان بحر محيط بالحلوم وكم بدت ** من ذلك البحر المحيط جواهر
يعفو ويصفح قادراً عمن جنى** عملاً بقول الله فاعف واصفح
ما لارأت عين ولاسمعت بها أذن** ولا أمسى ببال يسنح
فيامن أسوتــــــــــه رسول الله
للرفق والعنف أسباب وأمكنة * ففكروا في مكان الفعل والسبب
كم بسمة فتحت قلبا وقد عجزت*عن فتحه صراخات الشعر والخطب
كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحلم الناس .
هل تعلم أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عفا عن قاتل عمه حمزة ـ رضي الله عنه ـ أسد الله وأسد رسوله لما أسلم .
هل تعلم أن هنداً بلغ حقدها على رسول الله ودعوته أن فعلت مالم تفعله امرأة ، ومالم يفعله إنسان ولا ذئب ولانمر ، شقت صدر حمزة ـ رضي الله عنه ـ وأخرجت كبده ، ولاكته ولفظته ، وفعلت في حرب رسول الله الأفاعيل ، فلما مكن منها ما تظنون أنه فعل ؟
رحابة الصدر فيه غير خافية * من أجلها عظمت فيهم مكانته
عفا عنها ، وبايعها ، وقبل إسلامها ، فأثرت هذه المعاملة في نفسها ،واستنارت بصيرتها، فأعلنت بإسلامها تاريخاً جديداً تمحو به آثار ماضيها.
كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ أحلم الناس
ماعاشره متجردا إلا أحبه وانقاد لدعوته ، لا يضيق بسفه سفيه ، ولا بجهل جاهل
لوتستطيع العلا جاءته خاضعة * حتى تقبل منه الكف والقدما
ذات يوم جاء إليه يهودي اسمه زيد يتقاضاه ديناً قبل موعده ، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جنازة أحد أصحابه ، فأخذ اليهودي بمجامع قميصه وردائه ، ونظر إليه بوجه فظ غليظ ، وقال: الآ تقضيني حقي ، والله إنكم لمطل يابني عبد المطلب ، تلك والله رزية ياإلهي كيف يرضى من له نفس أبية ، نظر إليه عمر وقال : الله أتقول لرسول ما أسمع وتفعل ما أرى والذي بعثه بالحق لولا ما أحاذر من لومه لضربت بسيفي هذا رأسك ، أما زيد فيالا زيد ، انخلع قلبه فرقى ، وتندى جبينه عرقا ، وجد الموت قبل ذوقه ، وأتاه حتفه من فوقه ، ورسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينظر إلى عمر في سكون وتوأده ، وتبسم ، ويقول : كنا أحوج إلى غير هذا منك ياعمر ، أن تأمرني بحسن الأداء وتأمره بحسن التقاضي
اذهب ياعمر فأعطه حقه وزده عشرين صاعاً جزاء مار وعته
فالحلم ثوب وهو ساحب ذيله * والعفو مهر في يديه لجام
ذهب عمر وأعطاه حقه وزاده العشرين فقال : زيد ماهذه الزيادة ياعمر ؟
قال : أمرني رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن أزيدك جزاء ماروعتك ؟
قال : أتعرفني يا عمر ؟ قال : لا من أنت؟ قال: أنا زيد بن سعنة قال: الحضر قال: نعم قال: فما حملك على أن فعلت ما فعلت وقلت ماقلت ؟
قال: ياعمر لم يكن من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفته في وجهه حين نظرت إليه إلا اثنتين لم أخبرهما؟ هل يسبق حلمه جهله ؟ وهل تزيده شدة الجهل عليه حلما؟ وقد عرفتهما فأشهدك يا عمر أني قد رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ً، وأشهدك أن شطر مالي صدقة على أمة محمد فقال : عمر أو على بعضهم ، فإن مالك لا يسعهم قال أوعلى بعضهم .ثم آتى رسول ا لله فآمن به وصدقه . وللحديث بقيه.
(( هذا ما استطعت نقله اسأل الله أن ينفع بهذه الكلمات جامعها ، وكاتبها ، وناقلها ، وقارئها إنه سميع مجيب وصلى الله وسلم على نبينا محمد ))

جزاك الله خير

طرح جميل عن سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليه

كل الشكر والتقدير لك