مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   مقومات الحياة الزوجية السعيدة (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah798/)

ابوعبدالله 24-04-07 03:07 PM

مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
بسم الله الرحمن الرحيم

مقال بعنوان : مقومات الحياة الزوجية السعيدة

الأسرة أساس المجتمع , منها تنشأ الأمم وتنتشر الشعوب , نواة بنائها الزوجان"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير" الأسرة هي السكن والمأوى بقيامها تنتظم الحياة ويتحقق العفاف0يجمع الله بالنكاح الأرحام المتباعدة والأنساب المتفرقة وعد الله فيه بالغنى والسعة0
وإن هموم الزوجين عديدة متشعبة ولكن حسن العشرة وطيب المودة يبددها قول الحق تبارك وتعالى "وعاشروهن بالمعروف فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيراً كثيراً " الأسرة فيها العتاب والمودة والسخط والرضا , تتعرض للمد والجزر والخلاف والوفاق وهذا يحتاج إلى إدارة ناجحة وقرارات موفقة من قبل الرجل إذ هو الربان الماهر والقائد المحنك يرفعه الأدب ويزكيه العقل0فيمنح من المودة أعلاها ومن المحبة أسماها 0يعفوعن الخطأ ويتجاوز عن الزلل والمرأة خلقت من ضلع أعوج وبمداراتها والصبر على ما يكرهه الزوج منها تستقيم ـ بإذن الله ـ الأمور قال صلى الله عليه وسلم "استوصوا بالنساء خيراً فإنهن خلقن من ضلع وإن أعوج شي في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء خيراً " متفق عليه .
من كرم أصله من الأزواج لان قلبه لأهله إذ الزوجة هي الحامل والمرضع لأولاده ؟ الراعية لأمواله ؟ الحافظة لإسراره ؟ الطاهية لطعامه ؟ الغاسلة لثيابه ؟ فحقيق به أن يخفض الجناح معها ويظهر البشاشة لها , فالابتسامة تحيي النفوس وتمحو ضغائن الصدور , والثناء الجميل ياسر القلوب وإظهار الحب والمودة سبيل لتأكيدهما وهو مرغب فيه شرعا ولو كان خلاف الواقع لاسيما بين الزوجين ، وذلك لعظيم ثمرته ، والهدية بين الزوجين مفتاح القلوب ,والتبسط مع الأهل والبعد عن التكبر والغموض سبيل للحياة السعيدة ، والعيشة الرغيدة يقول عمر الفاروق وما أدراك ما عمر؛ القوي في حكمه ، الحازم في عدله ، المهاب في فعله ، يقول ـ رضي الله عنه وأرضاه ـ "ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي أي في الأنس والسهولة فإن كان في القوم كان رجلاً "
فإذا أراد الزوج أن تكون له زوجته كما يحب فليكن لها كما تحب في حدود المشروع والمعروف والمألوف في كل ميادين الحياة ، يتزين لها كما يحب أن تتزين له , يبادلها الاحترام بمثله , ينصت لحديثها,لا يغضب إذا راجعته بالقول ، فقد كان نساء النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يراجعنه في الرأي ، فيحلم عليهن ويرحم ضعفهن وقلة صبرهن . لا يأخذ من مالها شيء إلا بطيب نفس منها , غير بخيل عليها فيما تحتاج إن كان في مقدوره ؛ فان أبغض خصال الرجال عند النساء البخل ، يكثر الجلوس مع أهله وأولاده لأنهم بحاجة توجيهه وعطفه وقربه وتأديبه , فيلين لهم جانبه ، ويشعرهم بأبوته ، ويروي عطشهم بحنانه ، فلقد كان من هدى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يقبل ابنته فاطمة بين عينها ويرحب بها ويجلسها بجواره وربما قام لها وأجلسها في مكانه ، الحنو على الأهل شموخ في الرجولة , والقيام بأعباء المنزل من شيم الأوفياء , وأما ترك خدمة البيوت بالكلية للسائقين وأصحاب المحلات تقصير وتفريط 0
إن العفو عن الزلات وإقالة العثرات صفة من صفات الكرماء ، كرم منك أيها الزوج ألا تذكر زوجتك بعيوب سبقت وألا تلمزها بزلة سلفت وألا تعيرها بشيء من ذلك ، واجب على الزوجين ستر ما بينهما عن الناس , لا سيما ما يكون من حوارات ومشادات كلامية أمام الأولاد ، ففيه تحطيم للنفسيات وليعلم تمام العلم أن الغضب ـ فضلاً عن كونه خلق ذميم ـ فهو أساس الشحناء بين الأزواج وشرارة البلاء وما بينكما أسمى من أن تدنسه غضبة ، وتقطع حبال مودته مثل هذه النزوة ، فآثر السكوت على سخط المقال قال عمر ـ رضي الله عنه ـ "النساء عورة فاستروهن بالبيوت وداووا ضعفهن بالسكوت" . فإذا غاضبتك فاخرج من البيت فخروجك أيسر من خروجها وعودتك أهون من عودتها ، 0فانت تملك نفسك وتستمد قرارك من قوة شخصيتك وهي إن خرجت لم تسلم ممن يؤثر عليها أو يوغر صدرها أو يفرض عليها أمراً لا تحمد عقباه لكما .
إن حق الزوجة على الزوج كبير؛ أسرت بعقد ، وأوثقت بعهد ، فما أجمل أن تؤسس حياة الزوجين على الحب والود0الزوجات يكرمهن الكرام ويعلي شأنهن من الرجال العظام0
قال عتبة بن أبي سفيان لابن أخيه عثمان حينما خطب ابنته قال :أقرب قريب خطب أحب حبيب لا أستطيع له رداً ولا أجد من إجابته بداً قد زوجتكها ، وأنت أعز علي منها وهي ألصق بقلبي منك فأكرمها يعذب على لساني ذكرك ، ولا تهنها فيصغر عندي قدرك , قربتك مع قربك فلا تبعد قلبي من قلبك أ . هـ .
هكذا تؤسس البيوت وترعى الحقوق ، فالرجال قوامون على النساء بالنفقة وحسن الإدارة لا بالظلم والتسلط ، ولأن تكون علاقة المرأة بزوجها مبنية على الحب والمودة والاحترام خير وأحب من أن تؤسس على الخوف والرهبة0
وينبغي وفاء كل من الزوجان بما كُتب من العقود والحذر من نقض ما أُخذ عليهما من العهود وليعلم أن أعظم ما وفي به من الشروط ما استحلت به الفروج ، بذلك صح الخبر عن المصطفى صلى الله عليه وسلم .
ما أحسن أن نتواصى دائما فيما بيننا بالنصائح القيمة ، لاسيما للمقبلين على الزواج من الجنسين ، فالنصيحة الصادقة ، نافعة ـ بإذن الله ـ تعمر بها البيوت وتحفظ بها الأس ، نصائح تؤلف وتجمع ، لا تفرق وتشتت ، والنصائح الصادقة دأب الصالحين وأسلوب المصلحين ، وصايا عظيمة وكلمات نافعة يهمسون بها في إذن كل زوجين عند إقبالهما على حياة جديدة ، فمن ذلك أن أمامة بنت الحارث أوصت ابنتها قبل زفافها فقالت : أي بُنية إنك قد فارقت الجو الذي منه خرجت ، وخلفت العش الذي فيه درجت ، إلى وكر لم تعرفيه ، وقرين لم تألفيه ـ ولو أن امرأة استغنت عن الزواج لغنى أبويها وشدة حاجتهما إليها كنت أغنى الناس عنه , ولكن النساء للرجال خلقن ولهن خلق الرجال ـ فكوني له أمة يكن لك عبداً واحفظي له خصالا عشراً تكن لك ذخراً : أما الأولى والثانية / فالخضوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة ، وأما الثالثة والرابعة / فالتفقد لمواضع عينه وأنفه , فلا تقع عينه منك على قبيح ولا يشمن منك إلا أطيب ريح ، وأما الخامسة والسادسة / فالتفقد لوقت منامه وطعامه فإن ثورة الجوع ملهبة وتنغيصة النوم مغضبة ، وأما السابعة والثامنة / فالاحتراس له بماله وحسن الرعاية في حشمه وعياله , وملاك الأمر في المال حسن التقدير، وفي العيال حسن التدبير ، أما التاسعة والعاشرة / فلا تعصي له أمراً ولا تفشي له سراً ؛ فإنك إن خالفت أمره أوغرت صدره ، وإن أفشيت سره لم تأمنِ غدره ، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان مغتماً والكآبة بين يديه إن كان فرحاً . أ . هـ . إنها كلمات يسيره تحمل في طياتها نظاماً فريداً للحياة الكريمة وأسلوباً جميلاً في كسب الأزواج فيا ليت الأمهات يعين ذلك لتعلم بنتها ما ينفعها ويجعلها كريمة في عين زوجها يعرف قيمتها ويحفظ كرامتها 000
هكذا ينبغي أن تكون النصائح لكي تكون المرأة صالحة في بيتها صالحة في نفسها محافظة على زوجها
. والزوجة الصالحة : هي التي إذا غفل زوجها نبهته ، وإذا نسي ذكرته ، وإذا ذكر أعانته ، تعينه على نوائب الحق ، تحول بينه وبين الحرام ، تشجعه على بر والديه ، وصلة أرحامه ,لا تتبع هفواته ، ولا تعدد زلاته ، تحفظه في نفسها وماله , إن حضر أكرمته وان غاب صانته ,لا تثقل عليه بالنفقة ، همها طاعة الله ثم رضا زوجها ,لا تشخص بصرها في وجهه ، ولا يعلو صوتها صوته ، قالت : حكيمة من العرب لابنتها "يا بُنيه إنك لن تصل إلى ما تحبين منه حتى تُؤثري رضاه على رضاك وهواه على هواك فيما أحببت وكرهت "أ.هـ . جمال المرأة عند الرجال عفتها ، وزينتها قرارها في دارها ، تعيش لبيتها لا لنفسها شمعة وضاءة لزوجها وأولادها ، تجوع ليأكلون ، وتسهر لينامون ، وتتعب ليستريحون ، همها راحة زوجها وإسعاده ، تطلب ذلك جهدها ، وتسعى إليه دهرها ، تحب ما يحب وتعادي من يعادي بالحق والمعروف ، تحسن إلى أهله ولا تنقل له عنهم إلا ما يحب وتخفي عنه ما يكره .
بذلك تحفظ البيوت و تأمن من غوائل الشرور وبذلك يحصل التفاهم بين الزوجين مع ما يطرأ من مشكلات لا تكاد تسلم منها أسره ، ولو خلا منه بيت لخلا منها بيت النبوة 000لكن هذه المشكلات تتفاقم وتزداد إذا تدخل أهل الزوج والزوجة بغير الحسنى 0يقول : أحد القضاة نظرت في أكثر من عشرين ألف قضية خلاف زوجي وصارت لي خبرة استطيع أن أؤكد القول معها بأنه لو ترك الزوجان المختلفان ولم يدخل بينهما أحد من الأهل لانتهت ثلاثة أرباع تلك القضايا بالمصالحة .
لنتق الله ولنعي مالنا وما علينا من الحقوق ؛ فلنؤدي ما وجب علينا ولنتسامح في ما وجب لنا لتستقيم حياتنا ونؤدي عباداتنا ، ونتفرغ لتربية أولادنا ، ونسعد في بيوتنا . والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين .

ذيبان 24-04-07 03:29 PM

مشاركة: مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابوعبدالله (المشاركة 4568)
بسم الله الرحمن الرحيم

مقال بعنوان : مقومات الحياة الزوجية السعيدة

. والزوجة الصالحة : هي التي إذا غفل زوجها نبهته ، وإذا نسي ذكرته ، وإذا ذكر أعانته ، تعينه على نوائب الحق ، تحول بينه وبين الحرام ، تشجعه على بر والديه ، وصلة أرحامه ,لا تتبع هفواته ، ولا تعدد زلاته ، تحفظه في نفسها وماله , إن حضر أكرمته وان غاب صانته ,لا تثقل عليه بالنفقة ، همها طاعة الله ثم رضا زوجها ,لا تشخص بصرها في وجهه ، ولا يعلو صوتها صوته ،

.

مقال رائع اخوي ابو عبد الله نحن بأنتظار المزيد 0000 ووجودك مكسب للمجالس يا الفريدي

ابو ريـــــــم 25-04-07 11:03 PM

مشاركة: مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
ابو عبدالله



يعطيك العافيه كلامات ثمينه



واجزل الله لك الثواب

ابوبندر 13-05-07 12:28 AM

رد: مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
بارك الله في جهدك وفي علمك يابوعبدالله
درر من القول الثمين فهل من ناهل من هذا المعين

المتلعي 13-05-07 07:38 AM

رد: مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
الأخ أبوعبدالله موضوع مميز لكن تظل النظريه بحاجه للتطبيق

قرناس 22-05-09 02:45 AM

رد: مقومات الحياة الزوجية السعيدة
 
جزاك الله خير

على النقل


الساعة الآن 04:31 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52