مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   لا تكن فرداً أنانياً (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah38046/)

الحكيم 16-08-12 03:31 PM

لا تكن فرداً أنانياً
 
لا تكن فرداً أنانياً



إنك إن وضعت نصب عينيك أن لك إخواناً تعوزهم الحاجة، ويقعدهم العجز والمرض، ولا يسعفهم الجهد في الوفاء بحاجاتهم، إنك إن جعلت هؤلاء وحاجاتهم نصب عينيك، وما ينتظرك من الأجر والثواب، فلا أظنك –إن كنت تملك قلباً إنساناً مؤمناً حقاً- تتقاعس عن بذل ما في وسعك من جهد وطاقة وإمكانات، أو تعيش لا تفكر إلا في نفسك وأهلك، وتنسى –أو تتناسى- إخوانك هؤلاء، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يجب لنفسه"[رواه البخاري، وصححه الألباني في صحيح الجامع:7583].
روي عن أمنا عائشة رضي الله عنها، أنها قسمت في يوم ثمانين ومائة ألف بين الناس، فلما أمست قالت: يا جارية، عليّ فطوري، فجاءتها بخبز وزيت، فقالت لها أم درة: أما استطعت فيما قسمت اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه؟ فقالت: لو ذكرتيني لفعت.. سبحان الله! نسيت حاجتها لانشغالها بحاجات إخوانها الفقراء، وما تبتغيه من الأجر والمثوبة في الدار الباقية!
وكان عمر يتعاهد الأرامل فيسقي لهن الماء بالليل، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة، فدخل إليها فإذا هي عجوز عمياء مقعدة، فسألها: ما يصنع هذا الرجل عندكِ؟ قالت: هذا له منذ كذا وكذا يتعاهدنا، يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى، فقال طلحة: ثكلتك أمك يا طلحة، عثرات عمر تتبع؟
وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهم كل يوم، فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن.
إن الله تعالى وإن وزع على عباده الطاقات والعطايا والهبات، ووسع على أناس في الأرزاق، لا ليستأثروا بها دون عباده المقدور عليهم في أرزاقهم، وإن كان هناك من يحرم الرزق بذنوبه ومعاصيه، إلا أن القاعدة أنك لا ينبغي أن تعيش لنفسك، فهذه أنانية لا ينبغي أن تكون من سمات المجتمع المسلم المتواد المتكاتف، الذي يعيش كالجسد الواحد، إن اشتكى منه عضو تداعى إليه سائر الجسد بالسهر والحمى.
قال عليه الصلاة والسلام: "إن لله أقواماً يختصهم بالنعم لمنافع العباد، ويقرهم فيها ما بذلوها، فإذا منعوها نزعها منهم، فحولها إلى غيرهم"[حسن، الألباني-السلسلة الصحيحة:1692].
قد يحرم البعض نعمة الولد، فيتوقف عن العمل مع قدرته عليه، ويكتفي بما جمع من مال، ويقرر أن يستمتع بهذه الثروة هو وزوجته. أو قد يصل إلى سن التقاعد مع بقائه نشيطاً ممتعاً بالصحة والقوة، إلا أنه يرى أنه قد آن له أن يرتاح، ويكفي ما جمع من مال، طالما أنه يفي بحاجاته وأسرته!
لماذا هذه الفردية وهذه المحدودية في التفكير؟! لماذا لا نسمو وترتقي نفوسنا وأرواحنا وتتسع آفاقنا وننظر إلى ما هو أبعد من هذه الحياة الدنيا ومتاعها؟! إنك وقد أنعم الله عليك بالصحة والعافية، فإنما ليبتليك بهذه النعمة.. ماذا ستفعل بها، وكيف ستزكيها؟ فكل نعمة حتى تدوم ويبارك فيها بحاجة إلى أن تزكى وأن تستعمل في طاعة الله.
قال الشيخ علي الطنطاوي –رحمه الله-: ((..الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها.. حمد الغني أن يعطي الفقراء، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين. فهل أكون حامداً لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء، وجاري وأولاده في الجوع والبرد؟ وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسال عنه؟.. إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه.. ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان، لا والله، إنكم تقبضون الثمن أضعافاً، تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة.. إن الله يخلفه في الدنا قبل الآخرة..)).
قال تعالى:﴿..وما ُتْنفِقوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنفُسِكُمْ وَما تُنفِقُونَ إلّا ابْتِغاءَ وَجْهِ اللهِ وَما تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لا تُظْلَمُونَ﴾{البقرة:272}، وقال عليه الصلاة والسلام: "ليس المؤمن الذي يشبع وجاره جائع إلى جنبه"[الألباني-السلسلة الصحيحة:149]، وقال: "كم من جار متعلق بجاره يقول: يا رب، سل هذا لم أغلق عني بابه، و منعني فضله؟"[الألباني-السلسلة الصحيحة:2646].
نماذج كثيرة من الأنانية والأثرة شاعت في مجتمعاتنا، والتفكير في الذات وعدم رعاية حق المحتاجين، فلو أعلن عن وليمة مثلاً، وكانت الدعوة بالمجان، لركض إليها الأغنياء قبل الفقراء، ولأكلوا حتى تنفقئ أمعاؤهم، متمثلين بذلك المثل السيء الذي يقول: "اللي ببلاش كثر منه"!! وكان الأولى أن يستعفف الغني ويؤثر الفقير، أو أن يأخذ قدر حاجته ويفسح المجال لغيره، ولكن عفة بعض الفقراء قد يتعلم منها كثير من الأغنياء!
رُوي أنه أهدي إلى رجل من الصحابة –رضي الله عنهم- رأس شاة، فقال: إن أخي أحوج إليه مني، فبعث به إلى رجل، فبعث به ذلك إلى آخر، حتى تداولته سبع أبيات، فرجع إلى الأول.

نقل مع تحيات ،،،اخوكم / الحكيم .



أنما أكتب للناس لا لأعجبهم بل لأنفعهم . ولا لأسمع منهم : أنت أحسنت ، بل لأجد في نفوسهم أثراً مما كتبت .



غازى بن عجاب أبوزوايد 16-08-12 08:36 PM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
شكراً لك اخوي الحكيم
بارك الله فيك ونفع بماكتبت وجزاك الله خير الجزاء
تحيتي

الحكيم 16-08-12 09:41 PM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
أخي / غازي .......
http://www14.0zz0.com/2012/08/16/18/479834730.gif

فهد الطميشاء 16-08-12 10:15 PM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
جزاك الله خير .. الحكيم ..

مبدع دائماً

الحكيم 16-08-12 10:58 PM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
أخي / فهد الطميشاء ......
http://www10.0zz0.com/2012/08/16/19/915435310.gif


http://www14.0zz0.com/2012/08/16/19/746340355.gif

عبدالله حمد الفريدي 17-08-12 05:57 AM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
جزاك الله خير اخوي الحكيم
انتقائاتك دائماً جميله الف شكر على التواجد المميز

ابـن مـطـيـع 17-08-12 03:31 PM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
اسمح لي ابدي اعجابي بقلمك وتميزك واسلوبك الراقي وتالقك

الطرف الخجول 18-08-12 10:31 AM

رد: لا تكن فرداً أنانياً
 
بآرك آلله فيكـ ونفع بكـ
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.

وأن يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب .
في انتظار جديدك المميز


الساعة الآن 03:17 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52