مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   [ ص: 441 ] القول في تأويل قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah33573/)

ذعذاع الشمال 13-11-11 11:18 AM

[ ص: 441 ] القول في تأويل قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا
 

[ ص: 441 ] القول في تأويل قوله تعالى ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء فلا تذهب نفسك عليهم حسرات إن الله عليم بما يصنعون ( 8 ) )

يقول - تعالى ذكره - : أفمن حسن له الشيطان أعماله السيئة من معاصي الله والكفر به ، وعبادة ما دونه من الآلهة والأوثان ، فرآه حسنا فحسب سيئ ذلك حسنا ، وظن أن قبحه جميل ، لتزيين الشيطان ذلك له . ذهبت نفسك عليهم حسرات ، وحذف من الكلام : ذهبت نفسك عليهم حسرات اكتفاء بدلالة قوله ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) منه ، وقوله ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) يقول : فإن الله يخذل من يشاء عن الإيمان به واتباعك وتصديقك ، فيضله عن الرشاد إلى الحق في ذلك ، ويهدي من يشاء ، يقول : ويوفق من يشاء للإيمان به واتباعك والقبول منك ، فتهديه إلى سبيل الرشاد ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) يقول : فلا تهلك نفسك حزنا على ضلالتهم وكفرهم بالله وتكذيبهم لك .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر قال : ثنا يزيد قال : ثنا سعيد ، عن قتادة ( أفمن زين له سوء عمله فرآه حسنا فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) قال قتادة ، والحسن : الشيطان زين لهم ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) أي : لا يحزنك ذلك عليهم ; فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء .

حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قول الله ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) قال : الحسرات الحزن ، وقرأ قول الله ( يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله ) ووقع قوله ( فإن الله يضل من يشاء ويهدي من يشاء ) موضع [ ص: 442 ] الجواب ، وإنما هو منبع الجواب ، لأن الجواب هو المتروك الذي ذكرت ، فاكتفى به من الجواب لدلالته على الجواب ومعنى الكلام .

واختلفت القراء في قراءة قوله ( فلا تذهب نفسك عليهم حسرات ) فقرأته قراء الأمصار سوى أبي جعفر المدني ( فلا تذهب نفسك ) بفتح التاء من " تذهب " و " نفسك " برفعها . وقرأ ذلك أبو جعفر ( فلا تذهب ) بضم التاء من " تذهب " و " نفسك " بنصبها ، بمعنى : لا تذهب أنت يا محمد نفسك .

والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قراء الأمصار ; لإجماع الحجة من القراء عليه .

وقوله ( إن الله عليم بما يصنعون ) يقول - تعالى ذكره - : إن الله يا محمد ذو علم بما يصنع هؤلاء الذين زين لهم الشيطان سوء أعمالهم ، وهو محصيه عليهم ، ومجازيهم به جزاءهم .


الساعة الآن 03:18 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52