مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   الأحاديث الواردة في فضل طول العمر في الإسلام (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah32816/)

ذعذاع الشمال 03-09-11 02:18 PM

الأحاديث الواردة في فضل طول العمر في الإسلام
 
الأحاديث الواردة في فضل طول العمر في الإسلام
ما رأيكم في هذه الأحاديث ؟ 17555- وعن أنس بن مالك رضي الله عنه - رفع الحديث – قال ‏:‏ (‏المولود حتى يبلغ الحنث ما عمل من حسنة كتبت لوالده - أو لوالديه - ، وما عمل من سيئة لم تكتب عليه ولا على والديه ، فإذا بلغ الحنث جرى عليه القلم ، أمر الملكان اللذان معه أن يحفظا وأن يشددا ،
فإذا بلغ أربعين سنة في الإسلام أمَّنه الله
من البلايا الثلاثة ‏:‏ الجنون والجذام والبرص ،
فإذا بلغ الخمسين خفف الله حسابه ،
فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة بما يحب ،
فإذا بلغ السبعين أحبه أهل السماء ،
فإذا بلغ الثمانين كتب الله حسناته وتجاوز عن سيئاته ،
فإذا بلغ التسعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وشفَّعه في أهل بيته ، وكان أسير الله في أرضه ،
فإذا بلغ أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئاً كتب الله له مثل ما كان يعمل في صحته من الخير ، فإذا عمل سيئة لم تكتب عليه‏) 17556- وفي رواية ‏:‏ عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ‏:‏ (‏ما من مسلم يعمر في الإسلام . ‏فذكر نحوه وقال ‏:‏ ‏فإذا بلغ السبعين سنة في الإسلام أحبه الله وأحبه أهل السماء) 17557- وفي رواية ‏:‏ (‏إذا بلغ سبعين سنة في الإسلام أحبه أهل السماء وأهل الأرض)‏
17558- وفي رواية ‏:‏ (‏فإذا بلغ الستين رزقه الله الإنابة إلى الله بما يحب الله ،
فإذا بلغ السبعين غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر ، وكان أسير الله في أرضه ، وشفع في أهل بيته‏) رواها كلها أبو يعلى بأسانيد‏.‏ 17559- ورواه أحمد موقوفاً باختصار وقال فيه ‏:‏ (‏فإذا بلغ الستين رزقه الله عز وجل إنابة يحبه عليها)‏ 17560- وروى بعده بسنده إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مثله‏.‏ من "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد " المجلد العاشر.

الجواب :
الحمد لله
الحديث الوارد بهذا المعنى جاء عن سبعة من الصحابة رضوان الله عليهم ، وهم : أنس بن مالك ، وعثمان بن عفان ، وأبو هريرة ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن عباس ، وشداد بن أوس ، وعبد الله بن أبي بكر الصديق ، وأشهر هذه الأحاديث حديث أنس بن مالك رضي الله عنه فقد جاء من طرق كثيرة ، روى بعضها الحافظ أبو يعلى في " المسند " (6/351) .
وبعد الاطلاع على كلام أهل العلم على هذه الأحاديث ، تبين أنها كلها ضعيفة ضعفا لا ينجبر ولا يتقوى بتعدد الطرق والأسانيد ، وأنها مثال على الأحاديث التي تكثر طرقها ولكن لا تزيدها إلا ضعفا بسبب وجود المجاهيل والمناكير في أسانيدها .
قال الإمام البيهقي رحمه الله :
"روي هذا من أوجه أخر عن أنس رضي الله عنه ، وروي عن عثمان وكل ذلك ضعيف" انتهى .
"الزهد" (646) .
وقال ابن الجوزي رحمه الله :
" هذا الحديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم " انتهى.
" الموضوعات " (1/180) .
وقال الحافظ العراقي رحمه الله :
" موضوع قطعا " انتهى.
" القول المسدد " للحافظ ابن حجر (9) .
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله :
" هذا حديث غريب جدا ، وفيه نكارة شديدة " انتهى. " تفسير القرآن العظيم " (5/397) .
وضَعَّف الحديثَ محققو مسند الإمام أحمد من جميع طرقه (21/12) طبعة مؤسسة الرسالة .
وكذا ضعفه العلامة المعلمي اليماني في تعليقه على " الفوائد المجموعة " (ص/482) وقال :
" واعلم أن هذا الخبر يتضمن معذرة وفضيلة للمسنين وإن كانوا مفرطين أو مسرفين على أنفسهم ، فمن ثَمَّ أولع به الناس ، يحتاج إليه الرجل ليعذر عن نفسه ، أو عمن يتقرب إليه ، فإما أن يقويه ، وإما أن يركب له إسناداً جديداً ، أو يلقنه من يقبل التلقين ، أو يدخله على غير ضابط من الصادقين ، أو يدلسه عن الكذابين ، أو على الأقل يرويه عنهم ، ساكتا عن بيان حاله " انتهى.
وقال الشيخ الألباني رحمه الله :
" وجدت نفسي لا تطمئن لتصحيح هذا الحديث وَإِنْ كان معناه يوافق هوى النفس ؛ فقد بلغت الخامسة والسبعين ! أضف إلى ذلك أنه لا يلتقي مع قوله صلى الله عليه وسلم : ( أعذر الله إلى امرئ أُخِّرَ أجله حتى بلغ ستين سنة ) رواه البخاري وغيره . وهو مخرج مع بعض شواهده في " الصحيحة " برقم ( 1089 ) . قال الحافظ في " الفتح " ( 10 / 240 ) : " الإعذار : إزالة العذر . والمعنى : أنه لم يبق له اعتذار ، كأن يقول : لو مد لي في الأجل لفعلت ما أمرت به . .... وإذا لم يكن له عذر في ترك الطاعة مع تمكنه منها بالعمر الذي حصل له ؛ فلا ينبغي له حينئذ إلا الاستغفار والطاعة ، والإقبال على الآخرة بالكلية " انتهى.
" السلسلة الضعيفة " (5983-5984) .
على أن الحديث ـ إن صح ـ فله معنى صحيح ، وهو أن يُحمل الحديث على أهل الاستقامة ، فهؤلاء يكرمهم الله تعالى بما جاء في هذا الحديث ، أما الفسقة الفجرة فلا يستحقون مثل هذا الإكرام .
قال الحافظ بن حجر :
"على أن للحديث عندي مخرجا لا يرد عليه شيء من هذا على تقدير الصحة وذلك أنه وإن كان لفظه عاما فهو مخصوص ببعض الناس دون بعض ، لأن عمومه يتناول الناس كلهم ، وهو مخصوص قطعا بالمسلمين ، لأن الكفار لا يحميهم الله ، ولا يتجاوز عن سيئاتهم ، ولا يغفر ذنوبهم ، ولا يشفعهم ، وإذا تعين أن لفظة العام محمول على أمر خاص فيجوز أن يكون ذلك خاصا أيضا ببعض المسلمين دون بعض ، فيخص مثلا بغير الفاسق ، ويحمل على أهل الخير والصلاح ، فلا مانع لمن كان بهذه الصفة أن يمن الله تعالى عليه بما ذكر في الخبر ، ومن ادعى خلاف ذلك فعليه البيان والله المستعان" انتهى .
" القول المسدد " (22-24).
فائدة :
ذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابه صيد الخاطر" (ص/278) موعظة ، لاعتبار الإنسان بما يمر من زمانه ، وما يستقبل منه فقال :
"العاقل من فهم مقادير الزمان ؛ فإنه فيما قبل البلوغ صبي ، ليس على عمره عيار ....
فإذا بلغ فليعلم أنه زمان المجاهدة للهوى ، وتعلم العلم ، فإذا رزق الأولاد ، فهو زمان الكسب للمعاملة ، فإذا بلغ الأربعين ، انتهى تمامه ، وقضى مناسك الأجل ، ولم يبق إلا الانحدار إلى الوطن .
كأن الفتى يرقى من العمر سلمًا ... إلى أن يجوز الأربعين وينحطُّ
فينبغي له عند تمام الأربعين أن يجعل جل همته التزود للآخرة ، ويكون كل تلمحه لما بين يديه ، ويأخذ في الاستعداد للرحيل ، وإن كان الخطاب بهذا لابن عشرين ، إلا أن رجاء التدارك في حق الصغير لا في حق الكبير .
فإذا بلغ الستين ؛ فقد أعذر الله إليه في الأجل ، وجاز من الزمن ، فليقبل بكليته على جمع زاده ، وتهيئة آلات السفر ، وليعتقد أن كل يومٍ يحيا فيه غنيمة ، ما هي في الحساب ، خصوصًا إذا قوي عليه الضعف وزاد .
وكلما علت سنه فينبغي أن يزيد اجتهاده .
فإذا دخل في عشر الثمانين ليس إلا الوداع ، وما بقي من العمر إلا أسف على تفريط ، أو تعبد على ضعف .
نسأل الله عز وجل يقظة تامة ، تصرف عنا رقاد الغفلات ، وعملًا صالحًا نأمن معه من الندم يوم الانتقال . والله الموفق " انتهى.

والله أعلم .


فهد الطميشاء 08-09-11 01:38 AM

رد: الأحاديث الواردة في فضل طول العمر في الإسلام
 
جزاك الله خير ( توضيح جميل جداً )


الساعة الآن 04:14 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52