مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   المجلس الإسلامي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah8/)
-   -   من يسمع شكواها؟؟؟ (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah25756/)

ميس الريم 06-11-10 02:43 PM

من يسمع شكواها؟؟؟
 
من يسمع شكواها ؟

لقيتها على غير ميعاد، فقلت: يرحمك الله، إنّا إلى خبرك بالأشواق؛ فبالله عليك حدثينا عن نفسك، وكيف حالك الآن؟ فقالت: لقد كبرت سني، ووهن عظمي، ولولا أنك سألتني بالله ما حدثتك. لقد أعلى الإسلام شأني، وعظم مكاني، ورفع عنواني، وجعل المحافظة على وصالي آية على الصلاح والاستقامة وبراءة من الضلالة والغواية.
وقد عرف سلف هذه الأمة مكاني، وصانوا جنابي، ولم ينقطعوا عن وصالي، بل قدموه على شهواتهم وحاجاتهم؛ فلم يصرفهم عن القيام بحقي صارف، ولم يشغلهم عن ملازمتي الأصحاب والمعارف. ثم إنه خلف من بعدهم خلوف خفّ عندهم ميزاني، وهان في نفوسهم مكاني.
فقلت: يرحمك الله! حدثينا عن سلف هذه الأمة وأحوالهم معك؛ فلعل هممنا تتحرك لسماعها، وعزائمنا تتقوى لعظاتها.
قالت: لقد أحسن صحبتي أناس كثيرون، وتعاقب على وصلي رجال مرضيّون، لا يملون مجاورتي، ولا يفترون عن ملازمتي، وإن أنس فلن أنس الإمام سليمان بن مهران الأعمش الذي ظل سبعين عاما لم يفارق سواده سوادي، لقد أرغم الشيطان، فلم يقدر عليه سبعين عاما.
فقلت: الله أكبر، ما أطول صبرهم على الطاعة، وأعظم جلدهم في العبادة! ومن غير الأعمش؟ قالت: وأبو محمد، قلت ومن أبو محمد؟ قالت: ثكلتك أمك! أما تعرف إمام أهل المدينة (سعيد بن المسيب) الذي لم ينقطع عن ملازمتي أربعين عاما؟ رحمك الله يا سعيد! فحينما وقعت الحرَّة، ولزم الناس بيوتهم، أبيت الانقطاع عني، ولولا شهادة عمرو بن عثمان بن عفان، ومروان بن الحكم عند مسلم بن عقبة بأنك مجنون لقتلك! رحمة الله عليك، وحينما شار عليك بعض أصحابك بالخروج إلى البادية أبيت من أجل ألا تنقطع عني؛ ولم يزل – رحمه الله – قائما بحقي رغم ما أصابه من الفتن، حتى لحق ربه، فحزنت لفقده حزنا كبيرا، وكان مما زاد في حزني وضاعف في مصيبتي أنه في السنة نفسها – سنة الفقهاء – فقدت عابد الكوفة الإمام (ابراهيم بن يزيد التيمي) الذي لم يزل ملازما لي، حتى قيَّده الحجاج بن يوسف بالحديد، فقتل فيها أو مات، لقد قال هذا الإمام كلمة ما أحبأن لي بها الدنيا. قلت: وماذا قال؟ قالت: ويحك أم تسمع قوله: إذا رأيت الرجل يتهاون بها – يعنيني – فاغسل يديك منه؟ قلت: قدَّس الله روحه، أرأيت لو أدرك زماننا هذا كم من الناس يبق لم يغسل يديه منه؟! قلت: ما المسؤول عنها بأعلم من السائل! قلت: فلو حصل أن تخلف أحد منهم عن وصلك كيف يصنع؟
قالت: لم يكونوا يفعلون ذلك إلا لمرض مفسد، أو سفر مبعد، أو عذر مقعد، ومع ذلك يبادر أحدهم إلى التوبة ويندم، ويستكثر من الطاعات ويغنم؛ فهذا قاضي بغداد العلاّمة (محمد ابن سماعة) مكث أربعين سنة لم ينقطع عن مصاحبتي إلا يوم ماتت أمه؛ فكرر زيارتي خمسا وعشرين مرضا، عوضا عما فاته.
قلت:
لا تعرضن بذكرنا مع ذكرهم
ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
ثم قلت لها: حدثينا عن أهل زماننا هذا!
قالت: لقد طلبتني عسيرا، وأقحمتني كبيرا؛ فعن أي شيء من شأنهم تستخبر؟
قلت: عن أحوالهم معك؟
قالت: لقد جفاني أكثر أهل زمانكم هذا، ولم يعبؤوا بحالي، ويعرفوا مكاني، ويحزنني أن ترى الرجل يحسب من أهل العلم والديانة، ومع ذلك تصرفه عني الصوارف، وتلفته اللوافت، وأشنع من ذلك أن ترى الرجل قد بلغ الستين – وقد أعذر الله إلى امرئ حتى بلّغه ستين سنة – ثم تراه يبيعني بدرهمين أو ثلاثة، يقبل على دنياه حتى إذا أردت الرحيل أقبل يسعى كالصبيان ثم لا يلقاني؛ فإلى الله أشكو غربتي، وهواني على الناس. ثم حوَّلت وجهها وجعلت تبكي،

وإذا هي
(تكبيرة الإحرام).


فريدي وفي 06-11-10 10:37 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
الله يجزاكي خير اختي ميس الريم على الموضوع الجميل

وتكبيرة الاحرام لها فضل عظيم

والله لا يحرمنا ولا يحرمك من الاجر


ميس الريم 06-11-10 11:09 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
مشكور فريدي وفي على المرور الكبير
حول تكبيرة الإحرام وحقها العظيم

عبدالله حمد الفريدي 07-11-10 12:05 AM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
اضافه

جــــــدا رائعه

شكرا ميس

فهد الطميشاء 07-11-10 06:23 AM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
قالت: لم يكونوا يفعلون ذلك إلا لمرض مفسد، أو سفر مبعد، أو عذر مقعد، ومع ذلك يبادر أحدهم إلى التوبة ويندم، ويستكثر من الطاعات ويغنم؛

الله المستعان .. نحن لا يكاد يمر علينا اليوم إلا ويتكرر مشهد التأخر عن تكبيرة الإحرام ..
مرّة أو مرتين .. والبعض لا يعترف بها .. بل يأتي إذا أقام المؤذن للصلاة ..
الله المستعان .. الله المستعان ..
أين نحن من الصحابة والسلف الذين تمر عليهم سنين لايتأخروا عن تكبيرةالاحرام ولو لمرّة واحدة ..
الله المستعان .. ليت الأمر على تكبيرة الاحرام ولكن عظمت المصيبة في عصرنا هذا ..
وتكاسل البعض عن القيام بالصلاة مع جماعة المسلمين ..
نسأل الله أن يغفر لنا ويعفو عنّا ..


أرجوا التوضيح هنا : فكرر زيارتي خمسا وعشرين مرضا، عوضا عما فاته.
وكل الشكر والتقدير لكم .. موضوع جداً مميز .. جزاك الله خير

توفي , 07-11-10 11:48 AM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
الله يجزآك ألف خيير

ميس الريم 07-11-10 01:56 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
مشكور ابو حمد مرور جدا رائع

ميس الريم 07-11-10 02:08 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
التوضيح لما سألت أخي فهد الطميشاء
ابن سماعة قاضي بغداد العلامة أبو عبد الله ، محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الكوفي ، صاجب أبي يوسف ومحمد .

حدث عن : الليث ، والمسيب بن شريك .

روى عنه : محمد بن عمران الضبي ، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء .

وصنّف التصانيف .

قال ابن معين : لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه ، لكانوا فيه على نهاية .

وقال أحمد بن عطية : كان ورده في اليوم مائتي ركعة .

وقال محمد بن عمران : سمعته يقول : مكثتُ أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي ، فصليت خمسا وعشرين صلاة ، أريد التضعيف .

قلت : ولي القضاء للرشيد بعد يوسف بن أبي يوسف ، ودام إلى أن ضعف بصره ، فصرفه المعتصم بإسماعيل بن حماد .

عمر مائة سنة وثلاث سنين ، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين .


أشكرك اخي فهد على هذا المرور الراقي والإستفسار العالي

دُمت بعافية تدوم




ميس الريم 07-11-10 02:08 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
عافاكِ المولى اختي احلى بنوته

فهد الطميشاء 08-11-10 01:16 PM

رد: من يسمع شكواها؟؟؟
 
اقتباس:

التوضيح لما سألت أخي فهد الطميشاء

ابن سماعة قاضي بغداد العلامة أبو عبد الله ، محمد بن سماعة بن عبيد الله بن هلال التميمي الكوفي ، صاجب أبي يوسف ومحمد .

حدث عن : الليث ، والمسيب بن شريك .

روى عنه : محمد بن عمران الضبي ، والحسن بن محمد بن عنبر الوشاء .

وصنّف التصانيف .

قال ابن معين : لو أن المحدثين يصدقون في الحديث كما يصدق ابن سماعة في الفقه ، لكانوا فيه على نهاية .

وقال أحمد بن عطية : كان ورده في اليوم مائتي ركعة .

وقال محمد بن عمران : سمعته يقول : مكثتُ أربعين سنة لم تفتني التكبيرة الأولى إلا يوم ماتت أمي ، فصليت خمسا وعشرين صلاة ، أريد التضعيف .

قلت : ولي القضاء للرشيد بعد يوسف بن أبي يوسف ، ودام إلى أن ضعف بصره ، فصرفه المعتصم بإسماعيل بن حماد .

عمر مائة سنة وثلاث سنين ، وتوفي سنة ثلاث وثلاثين ومائتين .


أشكرك اخي فهد على هذا المرور الراقي والإستفسار العالي

دُمت بعافية تدوم


بارك الله فيك أختي الكريمة .. واستفدت من سرد هذه السيرة العطرة ..

وسؤالي هو عن الكلمة التي تحتها خط ..

أرجوا التوضيح هنا : فكرر زيارتي خمسا وعشرين مرضا، عوضا عما فاته.



الساعة الآن 08:23 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52