|
الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! يقول علماء النفس والاجتماع ان الآباء الذين يختارون اسماء ابنائهم وبناتهم غالباً ما يستوحونها من البيئة التي يعيشون فيها، ويحرصون على ان ترتبط دلالاتها بخلفياتهم الدينية أو الاجتماعية أو الثقافية أوالفكرية أو الوطنية. ويعتبر الاسم من الأشياء القليلة التي تلازم الشخص على مدى الحياة، ونادراً ما يلجأ الأفراد إلى تغيير أسمائهم إلاّ في بعض الحالات الاستثنائية. وفي حين يختار المتدينون أسماء الأنبياء والرسل والأولياء الصالحين لأولادهم، يتجنّب العلمانيون الأسماء ذات الدلالات الدينية أو الطائفية أو المذهبية، معتمدين الأسماء الحيادية. بدورهم، يعمد المثقفون الى تسمية أولادهم، تيمناً بإحدى الشخصيات الادبية او الشعرية او الفكرية او العقائدية او الحزبية او الوطنية التي يعجبون بها ويتأثرون بميولها وإنجازاتها. وأسماء أخرى يتم اختيارها لرمز معين، كبعض اسماء الحيوانات التي ترمز الى القوة والترهيب والتخويف، أو الطيور لوداعتها وجمال أصواتها، أو أدوات الحرب أو الكواكب والورود والازهار... وهناك أسماء تنتقى لمجرد وقعها الموسيقي وسهولة لفظها وكتابتها وان كانت لا تتضمن اي معنى محدد او دلالة على الجمال او تنبئ بمستقبل سعيد. اشكالات وأخطار ويبقى اختيار الاسم، لمولود جديد، فكرة غير سهلة، ويلجأ البعض الى الغوص في القواميس والكتب التي تؤلف خصيصاً لهذه الغاية. وتعتبر «لعبة» الاسماء، خطيرة، ومع تقدّم الفرد بالعمر، يبدأ اتخاذ المواقف المرتبطة باسمه، والتفاعل مع أي انتقاد أو سخرية من أن اسمه «على غير مسمى»، وقد يتحوّل هذا الاسم الى عبء على حامله، ويسبب له الاحراج الاجتماعي والنفسي وفي بعض الاحيان الصحي. «غزالة» اسم طالبة، بدينة، تتحاشى الاختلاط مع البنات من ذوي الاجساد النحيلة حتى لا تكون بينهن «علامة فارقة او لافتة للنظر». تقول: «كلما ناداني احد زملائي باسمي اشعر وكأنه يسخر مني ويهزأ بي». وتضيف: «سيطر عليّ اكتئاب وانطويت على نفسي، ما دفعني الى اجراء عملية جراحية لتخفيف وزني كادت تقضي على حياتي». من جهتها لا تعتبر فاتنة نفسها محظوظة باسمها، وتقول: «اختاروا لي اسماً جميلاً لا تنطبق مواصفاته علي. حتّى بتّ أتجنّب النظر في المرآة، وامتنع عن مرافقة اصحابي الى الحفلات والسهرات». وتقسم «فاتنة» بأنها لن تستسلم لواقعها، بعد أن تجد عملاً: «حالما ادخر بعض المال، سأجري عملية تجميل تعيد اليّ بعض الثقة بالنفس، وتقرّبني من معنى اسمي». وتطول قائمة التناقضات بين معنى الاسم وصفات صاحبه، ككريم البخيل، وسعيد الحزين، وصادق الكذاب، وأمين اللص... إلاّ أن هذه التداعيات الاجتماعية والنفسية، تبقى مقبولة، مقارنة بالتداعيات السياسية وانعكاساتها على الحياة الاجتماعية للأفراد، من خلال تعرض البعض للعنف أو التهديد أو التصفية الجسدية، بسبب أسمائهم. وبسبب القوانين المتشددة التي صدرت بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، عمد كثيرون من حاملي أسماء عربية وإسلامية إلى تغيير أسمائهم، تحاشياً للتفرقة العنصرية، التي طرأت على المجتمعات الغربية. ومن الأسماء العربية، التي تكاد تصبح نادرة، اسم «أسامة»، المرتبط بـ «بن لادن»، وهو ما برز مع المخرج اللبناني الأصل محمود قعبور، الذي جـهـد للعــثــور، عــلى اشخـاص يـدعـون «اســامة»، من أجـل تمثـيـل فـيلمه الذي حمل عنوان «بيينغ اسامة» being Oussama، ومن اللافـت أن أبـطال الفيلم لم ينجوا من ملاحقة الاجهزة الامنية الكندية وتعرضهم للمساءلة القضائية. |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! أحسنت أبا ريان وأحياناً يكون الأسم عبئاً ثقيلاً على الشخص حينما تتم مقارنة بشخصية بارزة سمي على أسمها ـ وغالباً ما تؤثر هذه المقارنة الأثر البالغ أثناء فترة المراهقة ـ . ويكون عبئاً كذلك حينما يكون الأسم شاذاً عن روح العصر الذي يعيش فيه المسمى. موضوع جداً جميل ومهم وبحاجة إلى البسط فيه. شكراً ابا ريان على التميز الدائم وتقبل مروري |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! أخي الفاضل / منصور بورك يراعك على طرح مثل هذه المواضيع الاجتماعية المهمة ففعلا كما ذكرت أن ( الأسماء ) تؤثر على نفس حاملها نفسيا واجتماعيا بل حتى سلوكيا وقد كان لتقبيح الاسم في وقت سابق كما نسمع عن ( شيبانا) الله يحفظ حيهم ويغفر لميتهم مغزى آخر ( حتى يعافهم الموت ) وبغض النظر عن صحة التعليل أو حتى عن صحة الخبر فإن أكثرهم ( وهو معذور ثقافيا) لا يمثل قبح الاسم عنده أمرا ذا بال ، فتجده يسمي أبناءه الصغار بـ( أسماء غير مقبولة في هذا العصر بحجة أنها اسماء أجداده وأجداد أبيه !!!!!!! ولا يتصور وقعها النفسي على هذا المسمى مما يضره عندما يكبر إلى ................... هذا من جانب ومن جانب آخر غزو بعض الأسماء ـ خاصة أسماء البنات ـ وهي مجرد حروف مركبة لا تنبي عن معنى غالبا ، أو أسماء أناس يخلفوننا ديانة أو ثقافة فيبحث هذا أو هذه عن اسم ( وشرطه الوحيد ألا يكون قد سبقت تسميه ) فيقع على أسماء ممجوجة عرفا ونطقا ( أكتفي بهذه المداخلة ) |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! الاخ منصور موضوع جميل ويستحق منا الالتفاته له ولكن في الاخير الاسما لاتعلل وتقبل احترامي وتقديري ودمتم سالمين |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! موضوع رائع يا منصور 000 وانا الحمد لله معجب باسمي واسم ابوي واسم قبيلتي والاسم المستعار |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! مشكور منصور على الطرح الجميل والهادف وفعلا مشكله نعاني منها على مستوى التعليم لا عدمناك اخوي نازف الحرف |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! اقتباس:
أضفت وأفدت ..وملاحظة في محلها من حيث التبعية والتقليد واختلاف التوجه والنشأة ... وشكرا لمرورك وتفاعلك .. |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! اقتباس:
أخي أبا أنس 1914 .. مداخلة جميله ولكن أعتقد شخصيا أن كل ماذكرت ليس الناس بحريصين عليه في الوقت الراهن ولقد وقفت على مواقف متعدده مابين الصحافة والأحوال المدنيه يطلبون تغيير أسمائهم من مثل ماكنت تحذر منه وتشير إليه إلى آخر يتناسب وطبيعة العصر بل والذوق والعرف السائد ومايقبله الناس في عرنا الحاضر ...وأما الغزو فما تذكره أنت لايزال بطور النشأة بإعتقادي أيضا ولكني يلوح في الأفق أنه من مزيد وإلى مزيد ... أشكر لك مداخلتك ... |
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! اقتباس:
|
رد: الاسم حين يكون عبئاً على صاحبه !! اقتباس:
|
| الساعة الآن 03:41 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By
Almuhajir