مجالس الفرده - ( رسالة لولي الأمر )إجازة الربيع .. كيف سيقضيها الأبناء؟

،

إن الشباب والفراغ والجدة **** مفسدة للمرء أي مفسدة

تبدأ اليوم إجازة الربيع والتي ستمتد لمدة أسبوع بعد أن انتهى الطلاب والطالبات من أداء اختبارات نهاية الفصل الدراسي الأول وهي فترة فراغ تحتاج لمن يشغلها لإبنائنا والذين هم بحاجة للراحة والإستجمام وتغيير نمط حياة الدراسة والسعي لتجديد نشاطهم ..

وتأتي مسؤولية رب الأسرة والقائم عليها بأهمية استشعار دوره مع أسرته وضرورة أن يكون قريباً منهم بمتابعتهم ومشاركتهم هذا الوقت والإتفاق معهم على كيفية قضاء الإجازة بما يعود عليهم بالنفع .
روى الإمام البخاري عن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ".

فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن الفراغ نعمة في حق العبد إذا استعمله فيما يعود عليه بالنفع في دنياه وأخراه، أما إذا لم يغتنمه الشاب تحول من نعمة إلى نقمة، ومن منحة إلى محنة، ويصبح شبحًا مخيفًا يحول الشاب إلى صيدا بيد شياطين الجن والإنس.

فهناك الكثير من الفرص المتاحة للعائلة كي تقضي وقت الإجازة بحسب الظروف التي تمر بها ..

وكما نعلم أن الهيئة العليا للسياحة يكون لها جهد في هذه الإجازة من خلال إقامة المهرجانات بعدد من المدن والمحافظات وتستهدف كافة شرائح المجتمع وهي أحد الفرص التي يستفاد منها كي يستمتعوا بما يقدم خلالها ..

الرحلات البرية جدا لها أثر طيب في تجديد النشاط وتغيير حياة الأسرة خاصة ونحن في أجواء مقبولة تسمح بالإستمتاع بالبر ..

زيارة بيت الله الحرام استثمار رائع كي يستمتعوا بأداء العمرة والصلاة بالمسجد الحرام وزيارة المحافظات القريبة منها ..

زيارة الأقارب وإقامة اللقاءات التي تجمع العائلة خلال أيام يتحقق فيها صلة الرحم وتوفير وقت مفيد للأسرة .
السفر لبعض المدن السياحية كالمنطقة الشرقية وجدة حائل وغيرها من المدن ..

والكثير من الأماكن التي تحتاجها الأسرة وتقضي فيها وقتها في عمل مباح ويعود عليهم بالنفع ويحفظ للأبناء والبنات أن يقعوا في ما يضرهم !!

فقرب الأب والأم من الأبناء كفيل بأن تكون إجازة سعيدة لها الأثر الايجابي وتسهم في زيادة التحام العلاقة الجيدة بين أفراد الأسرة الواحدة ..

وأحذر من الإنشغال عن الأبناء في هذه الإجازة وترك الحبل على الغارب لهم دون رقيب أو موجه فالمغريات كثيرة وحينما لا يجد الأبناء من يساعدهم على قضاء وقت الإجازة بما ينفعهم فإنهم سيقضونه بما يرونه وندرك أنهم سيكونون كحاطب ليل !!!

فالذئاب البشرية والذين كثيرا ما نقرأ عن طرقهم لاصطياد الشابات والشباب الصغار واستغلال غياب الرقيب الأسري عنهم وحاجتهم لمن يؤنسهم ويملأ عليهم الفراغ ويحقق لهم تخيلاتهم وأحلامهم وضعف الخبرة الحياتية لمواجهة مثل تلك الممارسات كلها عوامل معينة للإيقاع بهم !!

فلتحذر أخي الغالي رب الأسرة وتدرك أنك مؤتمن على من أسترعيت رعياتهم وستسأل عنهم فاحرص على أن تبني أسرتك على الأخلاق الحميدة وتحافظ على سلوكياتهم وتحقق لهم قضاء أوقاتهم بما ينفعهم وتتقرب لهم وأشبع رغباتهم كالعطف والحنان والصداقة والترفية ..

حفظ الله شبابنا وشاباتنا من كل مكروه وأصلحهم لدينهم ووالديهم ولمجتمعهم ،،

كتبه:فهد بن أحمد الأحمد