مجالس الفرده - خادم الحرمين يوجه بنقل جرحى مجزرة غزة واعتماد معالجتهم بمستشفيات المملكة بشكل عاجل

بحث خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز والرئيس الفلسطيني محمود عباس الأوضاع الراهنة في الأراضي الفلسطينية والاعتداء الإسرائيلي الغاشم والشامل الذي جرى أمس على قطاع غزة وما خلفه من خسائر كبيرة بالأرواح والممتلكات الفلسطينية واستمرار سياسات الاحتلال الإسرائيلي والحصار الظالم الذي تفرضه إسرائيل على أبناء الشعب الفلسطيني وكذلك التهرب الإسرائيلي من استحقاقات السلام والقرارات والمبادرات الدولية بهذا الشأن.كما تناولت مباحثات الجانبين خلال الاجتماع الذي عقداه في روضة خريم أمس ضرورة تحرك المجتمع الدولي لإيقاف العدوان الإسرائيلي وحماية الشعب الفلسطيني وتحقيق السلام العادل والشامل في المنطقة وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على ترابها الوطني وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
ونظراً لما يتعرض له قطاع غزة من اعتداءات إسرائيلية وما نتج عنها من قتلى وجرحى من جانب الأشقاء الفلسطينيين، فقد وجه خادم الحرمين بتأمين كل ما يمكن من كافة المستلزمات الطبية والأدوية وشحنها حالاً إلى قطاع غزة عن طريق جمهورية مصر العربية، إضافة إلى تأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش في مصر وبالتنسيق مع سفارة خادم الحرمين الشريفين في القاهرة.
كما وجه خادم الحرمين باعتماد معالجة الجرحى الفلسطينيين في كافة مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة كل حسب حالته الصحية وأن تقوم وزارة الصحة بالتنسيق مع الجهات المعنية حيال ذلك واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً.
وفي هذا السياق صرح مصدر مسؤول بأن "المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام بالغ وقلق شديد انهيار أوضاع التهدئة والعدوان الإسرائيلي السافر الذي ترتكبه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة دون أدنى التفات لأي من المبادئ الأخلاقية أو الاعتبارات الإنسانية أو قرارات الشرعية الدولية. والمملكة إذ تدين وترفض بشدة هذا العدوان الإسرائيلي فإنها تقوم من جانبها بإجراء اتصالاتها العاجلة لوقف هذه الانتهاكات الإسرائيلية الدامية ضد الأشقاء في فلسطين.
وترحب المملكة بأي لقاء عربي سريع للنظر فيما يتوجب على العرب القيام به تجاه المجازر التي ترتكبها إسرائيل".

وبناء على توجيه خادم الحرمين أصدر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران المفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز أمره لرئيس هيئة الأركان العامة ومدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية بتنفيذ توجيه خادم الحرمين، القاضي بتأمين كل ما يمكن من كافة المستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع جميع المستشفيات في القطاعات كافة وشحنها حالاً للأشقاء الفلسطينيين عن طريق مصر وتأمين طائرات الإخلاء الطبي لنقل ما يمكن من المصابين والجرحى من الفلسطينيين من العريش في مصر إلى المملكة، وكذلك تأمين طائرات الشحن الجوي لنقل المستلزمات الطبية والأدوية وغيرها بالتنسيق مع الأشقاء المصريين والفلسطينيين إلى العريش وبالتنسيق في ذلك مع سفارة خادم الحرمين في القاهرة واعتماد معالجتهم كل حسب حالته الصحية في مستشفيات المملكة التخصصية والمرجعية والعامة واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنجاز ذلك بشكل عاجل جداً.

وأجرى خادم الحرمين اتصالا هاتفيا عاجلاً بالرئيس الأمريكي جورج بوش حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما يعنيه ذلك من استمرار لسياسات الحصار والاحتلال والتنكيل الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في كل المناطق المحتلة وضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي وأن تتحمل الدول الكبرى مسؤولياتها من أجل وقف هذا الهجوم الإسرائيلي وحماية أرواح الأبرياء وما يتبقى من بنية تحتية في المناطق الفلسطينية.
وكما أجرى خادم الحرمين اتصالين هاتفيين مع كل من الرئيس المصري محمد حسني مبارك وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني.
وجرى خلال الاتصالين بحث الأوضاع في قطاع غزة جراء الاعتداءات الإسرائيلية التي يشهدها القطاع، كما تم استعراض العلاقات الثنائية بين المملكة وكل من مصر وقطر والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية.
من جهة أخرى، أعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي أن وزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعا استثنائيا مساء اليوم في القاهرة يترأسه وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل، لبحث الخطوات التي يمكن اتخاذها للرد على العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة.
وفيما كانت الاتصالات تجري لعقد الاجتماع الاستثنائي الذي دعت إليه الأردن فتحت مصر حدودها مع قطاع غزة وسمحت بعبور الجرحى الفلسطينيين إلى أراضيها لتلقي العلاج، وأعلن وزير الخارجية المصري إدانته للعمليات العسكرية الإسرائيلية، واستدعى السفير الإٍسرائيلي لدى مصر شالوم كوهين وحمله رسالة عاجلة إلى مرجعيته طالبهم فيها بالوقف الفوري لتلك العمليات العسكرية، كما بعث أبو الغيط برسائل أخرى إلى اللجنة الرباعية الدولية المعنية بمتابعة عملية السلام والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي طالبها بالتدخل لوقف العدوان الإٍسرائيلي وإدانته.
وعلمت"الوطن" أن الأمين العام للجامعة العربية تلقى موافقة السعودية على عقد الاجتماع الاستثنائي، كما وجه نداء إلى الفصائل الفلسطينية طالبها بالتوحد في مواجهة الاعتداءات التي تتعرض لها، كما كلف المجموعة العربية في الأمم المتحدة باتخاذ الإجراءات اللازمة لعقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.
ووصف موسى في تصريحات صحفية مقتضبة أدلى بها أمس التصعيد العسكري الإسرائيلي بأنه أمر "غير محتمل"، نافيا بشدة وجود أي غطاء عربي لذلك العدوان، وقال" لا يمكن أن نوفر غطاء لذبح الفلسطينيين والعدوان الإسرائيلي مدان من كافة الدول العربية".
وثمن "موسى" الخطوة المصرية لجهة فتح معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة وقال"إنها خطوة مهمة ومطلوبة"، وحمل الدول العربية والفلسطينيين مسؤولية تدهور الفوضى في القطاع، وقال"نحن في موقف لا يحله البكاء أو الشكوى والتوحد هو الطريق الوحيد لحله".

وطالب الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد الرحمن بن حمد العطية المجتمع الدولي بتحرك فوري لوقف المجازر البشعة والممارسات البربرية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين العزل في قطاع غزة.
وعلى الصعيد الشعبي تبارى أعضاء مجلس الشعب "البرلمان" المصري في وصف إسرائيل فقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية الدكتور مصطفى الفقي إنها "دولة عدوانية استيطانية" لكنه أصر على تحميل حركة المقاومة الإٍسلامية "حماس"، مسؤولية ما حدث بالنسبة لحركة العبور في منفذ رفح بسبب استيلائها عليه.
أما النائب المستقل طلعت السادات فتحدث عن الحرج الكبير الذي سببته العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة لمصر لكونها تأتي بعد زيارة وزيرة الخارجية الإسرائيلية للقاهرة أول من أمس ومحادثاتها والرئيس المصري، أما رئيس حزب الكرامة "تحت التأسيس"حمدين صباحي فاقترح أن يتوجه وفد من البرلمان المصري إلى القطاع ترافقه
قافلة كبيرة من المعونات الإنسانية والغذائية.
ورفض وزير الدولة للشؤون القانونية والمجالس النيابية المصري الدكتور مفيد شهاب الذرائع التي تروج لها إسرائيل لتنفيذ مجزرتها في غزة وقال"مصر تدين العدوان الوحشي بشدة وترفضه مهما كانت الذرائع"، كما رفض بشدة ما أسماه بمحاولات إسرائيل فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية،وقال غزة والضفة كيانان مكملان لدولة ستقوم قريبا.
أما رئيس حزب الوفد محمود أباظة فرسم صورة أكثر تشاؤما وقال إن الأخطار المقبلة أكبر بكثير مما يحدث حاليا، وحض الدول العربية على إدراك أن إسرائيل هي المهدد الرئيسي لها، مهما حدث من اتفاقيات سلام.
ورغم الغضبة التي انتابت أعضاء البرلمان المصري شددت السلطات الأمنية المصرية من إجراءاتها الأمنية حول الجامعات المصرية والسفارتين الإسرائيلية والأمريكية في مصر تحسبا لخروج مظاهرات طلابية أو الاعتداء على السفارتين في القاهرة.
وكان الأردن طلب عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث هذا التطور المؤلم في حين أن مسيرات منددة بالمجزرة الإسرائيلية في غزة جابت أكثر من مدينة أردنية.
ودان عاهل الأردن الملك عبدالله الثاني في بيان صادر عن الديوان الملكي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي طال الأبرياء من المدنيين والنساء والأطفال كما حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق عبر الضغط على إسرائيل لوقف العدوان الذي بدأته على قطاع غزة صباح أمس بشكل فوري.
وجاب آلاف المواطنين في مسيرات مختلفة شوارع العاصمة الأردنية كما نفذ المئات من المواطنين الأردنيين في مجمع النقابات المهنية اعتصاما جماهيريا لنصرة المحاصرين في قطاع غزة والتنديد
بالعدوان الهمجي واستنكر الحزب الإسلامي العراقي الاعتداء الإسرائيلي مشيرا إلى أن الاعتداء لا يقتصر على القصف بل حدث ابتداء من الحصار الظالم وقطع المؤن والوقود منذ عام وانتهاء بما حدث في هذا أمس وطالب الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالتدخل
لإيقاف هذه الجرائم المستمرة ومعاقبة إسرائيل وفق القوانين الدولية.

وتقدم 24 نائبا في البرلمان الأردني أمس بمذكرة إلى الحكومة الأردنية تطالب بطرد السفير الإسرائيلي وسحب السفير الأردني من تل أبيب ووقف كل أشكال التطبيع ردا على المجازر البشعة". ودعوا الدول العربية إلى رد سياسي وعملي جماعي يرتقي لمستوى التحديات والغطرسة السياسية والعدوانية الإسرائيلية ودعوا في الوقت نفسه الفرقاء الفلسطينيين إلى الوحدة والعودة إلى طاولة الحوار الوطني الشامل والانتصار لقضية الشعب الفلسطيني ووضعها فوق كل اعتبار.
وتلقى الرئيس السوري بشار الأسد الذي دعا لعقد قمة عربية طارئة لبحث الوضع الخطير في القطاع، اتصالا هاتفيا من الرئيس الإيراني أحمدي نجاد بحثا خلاله "الجريمة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في غزة".
وأكدت الوكالة السورية للأنباء (سانا) أن "الرئيسين الإيراني والسوري قد بحثا أيضا سبل التحرك من خلال منظمة المؤتمر الإسلامي لصد هذا العدوان الإسرائيلي الغاشم على الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة".

وخرج آلاف الفلسطينيين في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين قرب دمشق، بمسيرة غضب عفوية، تنديدا للغارات الإسرائيلية الوحشية على قطاع غزة.
ودعا المتظاهرون كتائب القسام إلى الرد الموجع على العدوان الإسرائيلي، كما رفعوا رايات حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية - القيادة العامة.
ودان اليمن المجازر التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، وقال بيان صادر عن الحكومة اليمنية إنها تعبر عن إدانتها وشجبها الشديدين للعدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة وحرب الإبادة التي تمارسها إسرائيل بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.
ودعا اليمن المجتمع الدولي للاضطلاع بمسؤوليته لإلزام إسرائيل بوقف عدوانها المتكرر ضد الشعب الفلسطيني والانصياع لقرارات الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشريف.
ودعا الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي إلى اتخاذ موقف جاد وحازم من الغارات الإسرائيلية الدامية على غزة.
وأفاد مصدر ليبي أن القذافي يجري اتصالات مع قادة الدول العربية لاتخاذ موقف جاد وحازم من المجزرة التي جرت في غزة.