مجالس الفرده - غزل الفقهاء

(من غزل الفقهاء)

لف المنطقة في النصف الاخير من القرن الماضي موجة تزمت لم يسبق لها مثيل وغذتها اسباب كثيرة لسنا بصددها الآن
حتي اصبح شعر الغزل وكانها من الموبقات .
وفي هذا الضلام الحالك نهض أديب الفقهاء وفقيه الادباء الشيخ (علي الطنطاوي) رحمه الله ليرد علي هولاء المتنطعين
بسلسة مقالات جمعه في كتاب له اسماه في مابعد(( من غزل الفقهاء)) وكان به يستشهد بأشعار فقهاء
وعلماء القرون السابقة .
ومن هذا الكتاب :
قال الشيخ الطنطاوي رحمه الله ماسمعتوا كعب وهو يتغزل بسعاد في حضرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

وما سعاد غداة البين اذا بـرزت = إلا أغنُّ غضيض الطرف مكحول

هيفـاء مقبلـة عجـزاء مدبـرة = لايشتكي قصر منهـا ولا طـول

وكذلك قول الامام المحدث عروة بن الاذينه

بيضاء باكرها النعيم فصاغها = بلباقـة فادقـهـا واجلـهـا

منعت تحيتها فقلت لصاحبي = مااكثرها لنـا ومـا اقلهـا

فدنى فقـال لعلهـا معـذورة = مـن رقبتـه فقلـت لعلهـا

وهذا عبد الله بن عتبة احد فقهاء المدينة السبعة يقول

شققت القلب ثم ذررت فيه = هواك فليم والتم الفطـور

تغلغل حيث لم يبلغ شراب = ولا ماتم ولم يبلغ سـرور

وهذا قاضي القضاة بن خلكان يقول

انـي والله هالكـا = يائسا من سلامتي

إلا ان ارى القامـة = التي اقامت قيامتي

وهذا محمد بن داؤد الضاهري فقية المالكيه يقول

انزه من روض المحاسن مقلتى = وامنع نفسي ان تنـال محرمـا

واحمل من ثقل الهوا ما الوانـه = يصب علي الضغر الاصم تهدما

وختم الشيخ الفقيه علي الطنطاوي رحمه الله بقوله
ولو بغيت الاستقصاء وتتبعت المراجع لجمعت من غزل الفقهاء كتب فاين بعد هذا مايزعمون ان الفقهاء كرهوا
الشعر وتنزهوا عنه

(انتهى كلامه رحمه الله )

اوردت هذه المقتطفات لعلها تشجع من يقراءها الي اقتناء كتاب الشيخ الطنطاوي فكر ومباحث من غزل الفقهاء المرجع الرئسي كتاب العلامه الشيخ علي الطنطاوي رحمه الله