مجالس الفرده - ابن زيدون وحبيبته ولاّدة

(ابن زيدون وولاده بنت المستكفي )

ما أن تسمع بابن زيدون او ولاده بنت المستكفي الا خطرت في ذهنك الاندلس من خلال التاريخ بالامس واسبانيا
من خلال الجغرافيا اليوم .
وما نظرت الي خارطة اطلس العالم الا استهوتك تظاريس هذه الجزيزه ولا يهمني لماذا سميت اسبانيا ولكن يهمني معرفة
لماذا سميت بالاندلس . كلمه اندلس هي تحريف لكلمة فاندلس حيث كانت هذه الجزيره تقع علي طريق هجرة قبائل فنداليه
سميت باسمها فنداليسا .
ثم عربت هذه الكلمه واصبحت اندلس والفرق بين التعريب والترجمه ان الترجمه تنقل المعني والتعريب يدير النطق عربي .
دخل الاسلام الاندلس عن طريق العرب والبربر واصبحت ولايه ثم اصبحت اماره مالبثت ان اصبحت خلافه علي غرار الخلافه
الكبري في بغداد . وكانت قرطبه وعرناطه وطليطله واشبيليه ورنده الي اخره . ازدهرت فيه الحياه والعلوم والمعارف والعمران
والاداب والفنون ووفد اليها زرياب وكثير من انصار الامويين بتراثهم وطريقة عيشهم حتي بيوتهم و في هذها الباب يقول
الشيخ علي الطنطاوي (ان البيوت الدمشقيه عبرت البحر الابيض المتوسط بالطول وليس العرض واستقرت بالاندلس )
وهو يقصد البيوت الشاميه اللتي نراها احيان في بعض الاعمال السوريه بركه في الوسط واشجارتحيط بها جميع الغرف
وتفتح عليها .
واذا كان الخلافه في الاندس هي محاكاه للخلافه في بغداد فان الشعر فالاندلس محاكاه لشعراء بغداد وعندما رائ الصاحب
بن عباد كتاب العقد الفريد لبن عبد ربه قال كلمته المشهوره بضاعتنا ردت الينا .
قلت ان الحياه ازدهرت في الاندلس وظهرت شخصيه الاندلسي المميزه واللتي تتالف من العرب والبربر والصقالبه وساهمت
في تكوينها الطبيعه الخلابه والتسامح الديني واردهر الشعر وانتشر الطرب وظهر الموشح كملبي لحاجة الغناء وانتشر
معه الادب والترف والحب .والذي كان من ثمراته ولاده وبن زيدون .

(من هي ولاده ومن هو ابن زيدون )

هي أميرة عربيه من بيت الخلافه امويه قرشيه ابوها المستكفي الخليفه ماقبل الاخير ان لم تخنني الذاكره لان الاخير المعتمد
ابوها ليس ذو شان بل ان بعض المورخين مثل بن بسام وبن نباته اوردو بعض نقائصه اللتي لانريد ان نكررها هنا
امي هي فهي جميله اديبه شاعره متحرره .
اما بن زيدون هو ابوالوليد بن عبدالله بن زيدون ابوه قاضي قرطبه علمه ورباه تربية خاصه وهو عربي قرشي مخزومي
شاعر واديب ووزير وعاشق وسجين .

(حب ابن زيدون لولّادة )

في هذه الاجواء التي مهدت لها بهذه المقدمه تعرف بن زيدون علي ولاده في نوادي الادب وحبها حب حقيقي عفيف عذري
بقي معه الي الابد والدليل ان اعنف قصائده الوجدانيه قالها بعد الجفاء بينهم ولم يعشق امراءه غيرها ومن شعره فيها
في البدايات قوله .

ترقب اذاجـن الضـلام زيارتـي = فانـي رائيتـه اكـتـم للـسـر

وبي من ماكان لو بالبدر مابـدا = وبالشمس لم تطلع وبالدر لم يسر

وهذا الشعر لايقوله الا عفيف فهل كانت ولاده كذلك ام هو يريد ان يصورها كذالك حتي يعشقها الي درجة الفناء في روحها
وهذا في نظري هو الحب .
وانا لااتهمها بشي الان من وراى هذه القرون ولكن هي كتبت على ردن ملابسها مايلي

انـا والله اصلـح للمعـالي ـ= واقلد مشيتهي واتيهـا تيهـا

وامكن عاشقي من صحن خدي = واعطيت قبلتي من يشتهيهـا

.

ولا ادري كيف يفهم هذه الشعر في زمانها وهي من حرائر العرب بل من بيت الخلافه ؟
لاشك ان هناك جو من التسامح بدليل ان شاعره اخري من الاندلس قالت شعر اكثر جراءه من ولاده وهي (حفصه بن الحاج )
من اشراف غرناطه كذالك السكوت عن كفريات بن هاني الاندلسي المعروفه ..

(وحصل الجفاء )

بعد هذا الحب الراقي بين ولاده وبن زيدون حصل الجفاء فماهي اسباب ذلك .
تقول كتب التاريخ ان بن زيدون في احد مجالس الطرب طلب من جاريه ولاده ان تغنيه موشحا فاعجبه وطلب منها ان تعيده
ولا ننسى ان الجواري في الاندلس غير مافي اذهاننا عن الجواري ههههههههه
الجواري في الاندلس من البيض والشقر.
فاثار هذه غيره ولاده بن المستكفي وهجرة بن زيدون هجر قاسيا وارسلت له بييتن من الشعر تقول فيهما.

لو كنت تنصف بالهواء مابيننا = لم تهوى جاريتي ولم تتخيري

تركت غصن مثمـرا بجمالـه = وجنحت للغصن الذي لم يثمري

ولا ادري لماذا لم يعاقب بن زيدون نفسه كما عاقبها ذلك الشاعر نسيت اسمه الان بل نسيت في اي كتاب قرأته والا كان استخرجت الكتاب
وذكرت اسم الشاعر وادعيت المعرفه ههههه
المهم ان شاعرا اسقا فتاه جميله في الحج كاسا من الماء فرأته حبيبته فهجرته فاحرم نفسه من الماء حتي مات عطش .
نعود لموضوع ولاده وهجرها بن زيدون .
هل هي غيرة امراه ام دلال اميره (اعتقد انها نزوة اديبة شابه ؟؟؟)
مهما يكن فهذا قد يكون سبب في الجفاء الموقت ولكن لماذا القطيعه الكامله .
يقول بعض المؤرخون وخاصة المستشرقين منهم ان هناك سبب اخر غير هذا وهو ان بن زيدون أيد حركه ال جهور ضد خلافة
الاموين وان هذا ترك اثر سي في نفسها .
واتصال بن زيدون بالجهوريين هذه صحيح بدليل ان ابو الحزم سجنه ومن السجن ارسل الرسالتيين الشهيرتين الجديه والهزليه .
(واقول بن زيدون في هذه الناحيه ليس شهم مال مع المنتصر وجرح مشاعرها ولوكان شهم لاعاش معها ومات معها )
المهم ان هجرها له استمر واخذ يرسل الرسائل ويتوسل وعندما ذهب الي بلاط ال عباد في اشبيليه اخذ ياتي متسللا الي قرطبه
وينظر من رابيه قريبه تقابل حي الزهراء وقال في هذا .

اني ذكرتـك بالزهـراء مشتاقـا = والافق طلق ومراء الارض قد راقا

وللنسيـم اعتـلال فـي اصائلـه = كانـه رق لـي فاعتـل اشفاقـا

ولكن ولّاده استمرت في هجرها بل زادت عليه حين قربت بن عبدوس الوزير الجاد والناجح في عمله فقط ولا يتجاوزه الى شي اخر من فنون ومعارف ومباهج الحياه.
اي انه من الفئه اللتي نسميهم اليوم (بالتنوقراط ) الاختصاص فقط ولا اادري كيف طبيعتها المرهفه استطاعت ان تتوأم معه .
اما بن زيدون بقي مخلص لها العمر كله وبقيت هي لم تتزوج حتي توفيت وبقي بن زيدون يكتب فيها الشعر حتي توفي
ومن اجمل ماكتب فيها بعد الهجر نونيته الشهيره (اضحي التنائي بديلا عن تدانييا ) واللتي قلد فيها صفي الدين الحلي (سال الرماح العولي عن معالينا)
وقلده شوقي بعد ذلك بقرون (يانايح الطلح اشباه عوادينا )
ومن اجمل شعر بن زيدون علي الاطلاق هذه الابيات .

يانازحا وضميرا القلب مثواه = انستك دنياك عبد انت دنياه

الهتك عنه فكاهات تلذ بهـا = فليس يجري ببال منك ذكراه

عل الليالي تبقى أنت لـي امـلا = الدهر يعلم والايـام معنـاه

نعم ايها المخزومي الدهر قد علم والايام ونحن ايضا.

(أنتهى)