مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   أصـيل الــقـــوافي (http://www.alfredah.net/forum/alfredah59/)
-   -   قصيدة : (( فـي نـهـج الــبردة )) للشاعر يحيى فتلون (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah19700/)

ذعذاع الشمال 30-03-10 01:29 AM

قصيدة : (( فـي نـهـج الــبردة )) للشاعر يحيى فتلون
 


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كم أعجبتني هذه القصيدة في إحدى المواقع فأحببت أن أنقلها لكم فهي نبراس يضيء ظلمة القلب و القافية
ما أروع و أجزل القول و رسم الصور و ربطها بعين المعنى هنا
قصيدة : (( فـي نـهـج الــبردة )) للشاعر يحيى فَـتَـلون
http://www.zilfawi.com/vb/imgcache/143280.imgcache.gif
لقد سَمَـا كعبُ بنُ زهيرٍ إلى العلياءِ حينَ كساهُ سـيِّـدُ الوجودِ(صلى الله عليه وسلم) بردتَه الشريفـةَ وسُمِّيَتْ قصيـدتُه ( بانت سعاد ) التي مدحَه بها بالبُردة , ونالَ فخرًا وفضلًا كلٌّ منَ البوصيري وأحمدُ شوقي ومنْ مدحَه من الشعراءِ حينما نَـهجوا منهجَ كعبٍ في مدحِ الرسولِ الأعظمِ , فكانوا السَّابقينَ السَّبَّاقينَ في مدحِ أكرمِ خلقِ اللهِ على اللهِ ألا وهو سيدُنا محمدُ بنُ عبدِ الله (صلى الله عليه وسلم) .
فما الجزاءُ الذي يرجوُه مَنْ مدحَ الحبيبَ من اللهِ الذي أثنى عليه في كتابه ؟ إن الجزاءَ على قدرِ الكريمِ المنعمِ جلَّ وعَلَا , لأنَّ كلَّ مديحٍ مقصرٌ في حقِّه (صلى الله عليه وسلم) .
ورغبةً مني في نيلِ شرفِ مديحِ مَنْ أثنى اللهُ - تعالى - عليهِ فقد دفعَني ذلك وقوَّى عزيمَتي إلى نظمِ قصيدتي في نهج البُردةِ , لعلي ألحق بمن سبق , واستبشرْتُ ببشارةٍ أذْكَتْ سريرتي , وأظهرتِ الكوامنَ في حُبِّ مَنْ أضحى حبُّه ديني , ونهجُه يقيني .
وفي هذه القصيدةِ تسمعُ من خلالِ ثناياها فضلَ اللهِ وجودَه وكرمَه على خلقِه باختيارِه لهذا الرسولِ العظيمِ مِـشْـكَـاةً يُـنِـيـرُ بِـهَـا العوالِـمَ كلَّها , فقد أرسلَه شاهدًا ومُبَشِّـرًا ونذيرًا , وداعيًا إلى اللهِ بإذنه وسراجًا منيرًا , وأنزلَ عليه القرآنَ كتابًا ليخرجَ العالمينَ من الظلمات إلى النورِ إلى يومِ الدينِ , وأودعَ فيه منَ العلمِ والحكمةِ ما أعجزَ بهِ الخلائقَ , وآتاه من الفصاحةِ وجوامِعِ الكَلِمِ ما أعجزَ به البلغاءَ , وأيدَه بالمعجزاتِ الظاهرة والآياتِ الباهرةِ , وآتاهُ مقامَ الوسيلةِ الذي خصَّه اللهُ به , فهو حبيبُ اللهِ وصفوتُه وخيرتُه من خلقِه , (صلى الله عليه وسلم) :
فـي نـهـج الــبردة



بَرِيقُ وَجْهِكَ يَمْحُو غَيْهَـبَ الظُّلَـمِ ** وَنُورُ عَيْنِـكَ يَجْلُـو ظُلْمَـةَ العَـدَمِ


فَالكَوْنُ أَشْرَقَ , يَزْهُو فِـي عَجَائِبِـهِ ** يَحَارُ فِيـهِ ذَوُو الأَ لْبَـابِ والحُلُـمِ


هَذِي العَوَالِـمُ مِـنْ تَدْبِيـرِ صَنْعَتِـهِ ** مُحَجَّبٌ سِرُّهَا , بِالعَقْـلِ لَـمْ تُـرَمِ


يَاسَاهِمَ الطَّرْفِ , أَقْصِرْ إِنْ أَرَدْتَ هُدًى ** وانْظُرْ بِقَلْبِكَ فِي بَـدْءٍ وَفِـي خَتَـمِ


فَيَنْجَلِي الحَـقُّ فِـي مَكْنُـونِ دُرَّتِـهِ ** وَتَجْتَنِي مِنْ رَحِيـقِ العِلْـمِ والحِكَـمِ


فَاللهُ شَـاءَ بِسَبْـقٍ لَسْـتَ تَعْلَـمُـهُ ** فَكَانَ مَا شَاءَ مِنْ خَلْقٍ وَمِـنْ نَسَـمِ


وَاخْتَارَ أَحْمَـدَ مِشْكَـاةً يُنِيـرُ بِهَـا ** كُلَّ العَوَالِـمِ نِبْرَاسًـا عَلَـى عَلَـمِ


* * (1) * *


إِنْ شِئْتَ عِلْمًـا , فَـإِنَّ اللهَ أَوْدَعَـهُ ** فِي قَلْبِ خَيْرِ حَبِيْبٍ, فَاضَ كَالدِّيَـمِ


نُـورُ النُّبُـوَّةِ والـقُـرْآنِ مَــوْرِدُهُ ** مِنْ ذِي الجَلالِ القَدِيرِ المُبْدِعِ الحَكَـمِ


فَانهَلْ صَفِيَّ كُـؤُوسٍ طَـابَ رَيِّقُهَـا ** مَعِينُ كَوْثَرِهَا يَشْفِـي مِـنَ السَّقَـمِ


لا تَعْجَبَـنَّ , فَــإِنَّ اللهَ أَسْمَـعَـهُ ** عِنْدَ اللِّقَاءِ صَرِيـفَ اللَّـوْحِ والقَلَـمِ


فَقَـابَ قَوْسَيْـنِ أَوْ أَدْنَـى مَكَانَتُـهُ ** مِنْ ذِي المَعَارِجِ , يَرْقَى غَايَـةَ السَّنَـمِ


نَادَى المُهَيْمِنُ : سَلْنِي حَيْثُ لَا حُجُبٌ ** مِنْ فَضْلِ رَبِّكَ تُعْطَـى غَايَـةَ الكَـرَمِ


وَرَحْمَتِي سَبَقَـتْ , إِنِّـي سَأَكْتُبُهَـا ** لِكُـلِّ عَبْـدٍ بِدِيـنِ اللهِ مُعْتَـصِـمِ


فَعُرْوَةُ الدِّينِ وُثْقَى , لَا انْفِصَـامَ لَهَـا ** أَمْسِـكْ بِهَـا مُخْلِصًـا للهِ تَغْتَـنِـمِ


* * (2) * *


يَا صَاحِ أَ بْصِرْ فَمَـا نَفْـسٌ بِبَاقِيَـةٍ ** فَلا تُغَـرَّ بِطِيْـبِ العَيْـشِ والنِّعَـمِ


دُنْيَاكَ ذُخْـرٌ , بِهَـا تَحْيَـا لآخِـرَةٍ ** هِيَ الصِّرَاطُ , فَجِدَّ السَّيْرَ , وَاسْتَقِـمِ


وَدَاوِ قَلْبَكَ مِنْ كَـرْبٍ وَمِـنْ غُمَـمٍ ** بِذِكْرِ رَبِّكَ , وَاحْفَظْهُ مِـنَ الأَضَـمِ


أَلا وَخَيْـرُ دَوَاءٍ أَ نْــتَ تـأخُـذُهُ ** حُبٌّ بِصِدْقٍ لِمَوْلَـى الجُـودِ وَالنِّعَـمِ


وَحُبُّ خَيْـرِ نَبِـيٍّ , فَـاقَ مَنْزِلَـةً ** كُلَّ الخَلائِقِ مِنْ عُرْبٍ وَمِـنْ عَجَـمِ


* * (3) * *


وَنَـقِّ نَفْسَـكَ , جَنِّبْهَـا مَعَايِبَهَـا ** وَزَكِّهَا , ثُمَّ أَ بْعِدْهَـا عَـنِ التُّهَـمِ


وَحَاسِبَنْهَا بِمِيْـزَانِ الْحَقَائِـقِ , مَـنْ ** يَتْبَعْ هَوَاهَا , يَكُنْ فِي مَرْتَـعٍ وَخِـمِ


إِنَّ الغَـرُورَ بِــلأْيٍ لَا يُهَادِنُـهَـا ** يُغْرِي بِهَا , ثُمَّ تَجْنِـي ذِلَّـةَ النَّـدَمِ


يُزْرِي بِهَا , بِقَبِيـحِ الفِعْـلِ يَأْمُرُهَـا ** وَبِالرَّزَايَـا وَسُـوءِ الظَّـنِّ وَالنَّهَـمِ


ثُمَّ يُقَالُ: (( اكْتِئَابٌ )) لَا , مَتى بَعُدَتْ ** نَفْسٌ عَنِ الحَقِّ , يُوصِلْهَا إِلَى السَّـأَمِ


فَاللهُ يَجْزِي لِمَنْ أَعْرَضَ عَـنْ ذِكْـرِهِ ** بِضَنْكِ عَيْشٍ , وَيَوْمَ الحَشْرِ فَهْوَ عَمِي


* * (4) * *


فَارْقُبْ مَصِيرَكَ فِـي دُنْيَـا وَآخِـرَةٍ ** وَانْظُرْ بِعَقْلِكَ , وَاحْذَرْ زَلَّـةَ القَـدَمِ


وَاسْلُـكْ سَبِيـلَ رَسُـولِ اللهِ مُتَّبِعًـا ** قَوْلًا وَفِعْلًا , تَفُزْ بِالصَّـوْنِ وَالعِصَـمِ


وَقَضِّ وَقْتَكَ فِي ذِكْرٍ وَفِـي رَهَـبٍ ** مِنْ ذِي الجَلَالِ , وَفِعْلَ الخَيْرِ فَاغْتَنِـمِ


وَنَـاجِ رَبَّـكَ فِـي ذُلٍّ وَمَسْكَنَـةٍ ** وَارْجُ النَّجَاةَ مِـنَ الأَهْـوَالِ وَالغُمَـمِ


مُسْتَشْفِعًـا بِحَبِيـبِ اللهِ فِـي وَلَـهٍ ** مِمَّا اقْتَرَفْـتَ مِـنَ الآ ثَـامِ واللَّمَـمِ


يُظِلُّكَ اللهُ تَحْتَ العَـرْشِ , لَا ظُلَـلٌ ** لِغَيْـرِ رَبِّـكَ بَعْـدَ النَّشْـرِ لِلأُمَـمِ


* * (5) * *


يَا أَيُّهَا النَّـاسُ , هَـلَّا نَظْـرَةٌ لَكُـمُ ** لِدِينِ رَبِّكُـمُ تَنْجُـوا مِـنَ الضَّـرَمِ


هَـلْ تَنْقِمُـونَ بِـأَنَّ اللهَ أَ نْذَرَكُـمْ ** عَذَابَ يَوْمٍ , وَمِنْ نَارٍ وَمِـنْ حُمَـمِ


عَلَى لِسَـانِ رَسُـولٍ شَاهِـدٍ لَكُـمُ ** مُبَشِّـرًا وَنَذِيـرًا هَـادِيَ الأُمَــمِ


بِالبَيِّنَـاتِ أَ تَـى , بَيْضَـاءَ نَاصِعَـةً ** وَالمُعْجِزَاتِ , وَخَيْرِ القَـوْلِ وَالكَلِـمِ


هَلَّا نَظَرْتُمْ إِلَى مَـا حَـذَّرْتْ سُـوَرٌ ** آيَاتُهَـا خَيْـرُ تِبْيَـانٍ وَمُحْتَـكَـمِ


هِيَ النَّجَاةُ لَكُمْ فِـي كُـلِّ مُعْتَـرَكٍ ** مِنْ كُلِّ زَيْـغٍ وَبُطْـلَانٍ وَمُخْتَصَـمِ


فَقَدْتُـمُ النَّهْـجَ إِذْ أَغْرَاكُـمُ كِبَـرٌ ** فَأَصْبَحَ القَلْبُ فِي نُكْرٍ وَفِـي صَمَـمِ


* * (6) * *


مَـنْ كَـانَ يُؤْمِـنُ أَنَّ اللهَ خَالِقُـهُ ** وَخَالِقُ الكَوْنِ مِـنْ لَاشَـيْءَ وَالعَـدَمِ


يُدْرِكْ يَقِينًـا بِـأَنَّ اللهَ أَ نْـزَلَ فِـي ** قُرْآنِـهِ كُـلَّ تِبْيَـانٍ إِلَـى الأُمَـمِ


هُوَ الهِدَايَةُ , لَا مَـا أَجْمَعَـتْ أُمَـمٌ ** عَلَى الفَسَادِ تَدُسُّ السُّمَّ فِـي الدَّسَـمِ


تُبِيـدُ ظُلْمًـا شُعُوبًـا لَا تُدَاهِنُـهَـا ** تُذِيقُهَا مِنْ عَذَابِ الضَّنْـكِ وَالأَ لَـمِ


وَيَدَّعُـونَ حَـضَـارَاتٍ مُزَيَّـفَـةً ** وَيَنْظُـرُونَ لِكُـلِّ الخَلْـقِ كَالخَـدَمِ


* * (7) * *


حَذَارِ مِنْ دَعْوَةٍ هُـمْ يَدَّعُـونَ بِهَـا ** صِدْقَ الحِـوَارِ بِقَلْـبٍ مَاكِـرٍ وَفَـمِ


أَلَا وَإِنَّ رَسُـــولَ اللهِ حَـذَّرَنَــا ** مِنَ الجِدَالِ , فَمَا المَغْزَى سِوَى التُّهَـمِ


فَلا نَجَـاةَ إِذَا مَـا نَـدَّ مِـنْ فِـرَقٍ ** إِلا بِسُنَّـةِ خَيْـرِ الخَلْـقِ وَالعِصَـمِ


وَنُـورُ رَبِّـكَ لا يُمْحَـى بِفَذْلَكَـةٍ ** فَلا تَوَسُّطَ فِـي نُـورٍ وَفِـي ظُلَـمِ


فَالحَـقُّ أَبْلَـجُ لَا يَخْفَـى لِمُعْتَـبِـرٍ ** وَالبَاطِلُ المُدَّعَى المَأْفُـونُ فِـي حِطَـمِ


فَـإِنْ أَ بَيْتُـمْ يُبَشِّرْكُـمْ بِعَاقِـبَـةٍ ** كَقَوْمِ نُـوحٍ وَذَاتِ الطُّـولِ مِـنْ إِرَمِ


* * (8) * *


هَلَّا اعْتَبَرْتُمْ بِمَـا يَطْمِـي دِيَارَكُـمُ ** يَأْتِي عَلَى السَّهْلِ وَالبُنْيَـانِ وَالأَكَـمِ


أَمِ (( احْتِبَاسٌ حَـرَارِيٌّ )) يُسَبِّبُـهُ ؟ ** بَلْ فِعْلُ رَبٍّ شَدِيـدِ البَطْـشِ مُنْتَقِـمِ


عُودُوا إِلَى الحَقِّ , فَالرَّحْمَنُ يُنْذِرُكُـمْ ** دَعُوا الطَّوَاغِيْتَ مِنْ بَاغٍ وَمِـنْ صَنَـمِ


فَاللهُ قَــالَ , وَإِنَّ اللهَ مُـقْـتَـدِرٌ : ** لَأَغْلِبَـنَّ وَرُسْلِـي مُنْفِـذًا قَسَمِـي


لا مَا يُلَفِّـقُ دَجَّالُـونَ مِـنْ كَـذِبٍ ** إِبْلِيسُ يُوقِعُهُمْ لَحْمًـا عَلَـى وَضَـمِ


قَوْمٌ طُغَاةٌ لَهُـمْ فِـي الشَّـرِّ سَابِقَـةٌ ** وَيَسْفِكُونَ دِمَـاءَ النَّـاسِ فِـي نَهَـمِ


يُدَمِّـرُونَ بِـلادًا وَهْــيَ آمِـنَـةٌ ** وَيَسْتَبِيْحُـونَ قَهْـرًا أَعْظَـمَ الحُـرَمِ


* * (9) * *


يَارَبِّ نَدْعُوكَ يَا رَحْمَـنُ يَـا صَمَـدٌ ** فَرُدَّ كَيْدَ العِـدَا , يَـا دَافِـعَ النِّقَـمِ


أَ نْتَ المُجِيرُ لَنَـا مِـنْ كُـلِّ نَازِلَـةٍ ** وَكُلِّ خَطْبٍ طَمَى , يَا فَارِجَ الغُمَـمِ


أَ نْجِزْ بِفَضْلِكَ يَا ذَا الطَّـوْلِ نُصْرَتَنَـا ** إِنَّـا نَـعُـوذُ بِقَـهَّـارٍ وَمُنْتَـقِـمِ


يَـا رَبَّنَـا أَرِنَـا ذُلًّا يَحِيـقُ بِهِـمْ ** وَعِزَّ رَايَتِنَـا فِـي البَـأْسِ والشَّمَـمِ


عَلَى عَـدُوٍّ بَغَـى , والكِبْرِيَـاءُ لَـهُ ** وَهْمٌ وَمَفْسَـدَةٌ , كَالـدَّاءِ فِـي وَرَمِ


لَكِنْ لَنَـا فِـي رَسُـولِ اللهِ مَكْرُمَـةٌ ** هُوَ الوَسِيلَةُ مَهْمَـا جَـدَّ مِـنْ ظُلَـمِ


هُوَ الْمُنَادِي بِظِـلِّ العَـرْشِ مُلْتَمِسًـا ** أَنْ : أُمَّتِي أُمَّتِي , يَـا وَالِـيَ الأُمَـمِ


هُوَ الشَّفِيـعُ لَنَـا وَعْـدًا وَتَذْكِـرَةً ** وَنَحْـنُ أَحْبَابُـهُ بِالفَضْـلِ وَالكَـرَمِ


يَارَبَّنَا فَاسْقِنَا مِـنْ عَـذْبِ كَوْثَـرِهِ ** مِنْ سَلْسَبِيـلٍ فُـرَاتٍ رَائِـقٍ شَبِـمِ


* * (10) * *


لَكِنَّ لِي فِـي حَبِيـبِ اللهِ مُلْتَمَسًـا ** مُذْ كُنْتُ غَضًّا وَفِي شَيْبٍ وَفِي هَـرَمِ


لَقَدْ سَقَانِي هَوَاهُ فِـي الهَـوَى عَجَبًـا ** فَحُبُّهُ سَاكِـنٌ كَالنَّقْـشِ فِـي رَقَـمِ


يَا مَا أُحَيْلَى بِقَلْبِـي حُسْـنَ طَلْعَتِـهِ ** وَنُـورَ بَهْجَتِـهِ فِـي قَلْبِـيَ الكَلِـمِ


وَدُرَّ مَبْسَمِـهِ , إِنْ فَــاهَ يَنْـثُـرُهُ ** كَالعِقْـدِ مِـنْ لُؤْلُـؤٍ زَاهٍ وَمُنْتَظِـمِ


يَارَبِّ أَوْصِـلْ حِبَالِـي فِـي مَوَدَّتِـهِ ** وَامْنَحْنِ مِنْهُ الرِّضَا يَا وَاسِـعَ الكَـرَمِ


وَاجْعَلْ مَحَبَّـةَ قَلْبِـي مِـنْ مَحَبَّتِـهِ ** وَاجْعَلْ فُؤَادِيَ فِي وَجْدٍ وَفِـي هَيَـمِ


وَاجْعَلْ لِرُوحِـيَ وِرْدًا صَافِيًـا عَبِقًـا ** مِنْ رُوحِهِ تَسْتَقِي سَحًّا وَفِـي رِهَـمِ


* * (11) * *


يَا سَيِّدِي يَا رَسُولَ اللِه حُبُّـكَ فِـي ** قَلْبِي كَسَهْمٍ غَزَا مِنْ غَيْـرِ مَـا أَ لَـمِ


فَبِتُّ أَرْنُو إِلَـى عُلْيَـاكَ فِـي ظَمَـأٍ ** فِـي يَقْظَـةٍ وَمَنَـامٍ , إِنَّ ذَا أَ مَمِـي


فَاجْعَلْهُ يَـارَبِّ رَيْحَانِـي وَمُؤْتَنَسِـي ** حِيْنَ المَمَاتِ وَبَعْدَ النَّشْرِ مِـنْ رِمَـمِ


وَاغْفِرْ ذُنُوبِي بِفَضْلٍ مِنْـكَ يُلْحِقُنِـي ** بِالصَّالِحِينَ بِسِلْـكٍ مِنْـكَ مُنْتَظِـمِ


والْمُسْلِمِينَ , أَ لَا اشْمَلْهُـمْ بِمَغْفِـرَةٍ ** وَحَقِّقِ النَّصْـرَ يَـا رَبِّـي لِجَمْعِهِـمِ


وصَلِّ رَبِّ عَلَى خَيْرِ الـوَرَى أَ بَـدًا ** وَالآلِ وَالصَّحْبِ وَالأَ تْبَـاعِ كُلِّهِـمِ


مَـعَ السَّـلامِ بِنَشْـرٍ رَائِـقٍ عَبِـقٍ ** فِي كُلِّ حِينٍ وَفِـي بَـدْءٍ وَمُخْتَتَـمِ


* * (12) * *



نـظـمـهـــا : يحـيـى فـتـلـــون
حلب في : 12ربيع الأول 1428هـ , 30 آذار 2007 م
شــرح المفـردات :
(1) الغَيْهَبُ : شِدَّةُ سَوادِ الليل . وذَوِي الْحُلُمِ : من بَلَغَ الحُلُمَ وجرى عليه حُكْمُ الرجال . والأَلْبَـابُ : جَمْعُ لُبٍّ , وهو العقلُ . ولم تُرَمِ , رَامَ الشَّـيءَ : طلبَه . وساهِمَ : سَهَمَ وجهُ الرجل فهو ساهمٌ إذا ضمَرَ وتغيّر من جوع أو مرض . ومكنونِ : مستورِ . ورحيقِ , الرَّحِيقُ : صَفْوة الخمر . ونَسَمِ , النَّسَمةُ : الإِنسانُ . ومِشكاةً , المِشكاةُ : الكُوّةُ غيرُ النافذة . ونبراسًا , النِّبْرَاسُ : المصباحُ .
(2) الدِّيَمِ : جمع دِيـمَة : مطرٌ يكون مع سكون . ورَيِّقُـهَا , رَيِّقُ كل شيء : أَفضلهُ وأَوَّله ، تقول : رَيِّقُ الشَّباب , ورَيِّقُ المطر. وصَرِيفَ , في الحديث : أَسْمَعُ صَرِيفَ الأَقلامِ , أَي : صوتَ جَرَيانِهـا بما تكتُبه من أَقْضِيةِ اللهِ تعالى ووَحْيِه ، وما يَنْسَخُونه من اللوحِ المحفوظ. وقَابَ قَوْسَيْنِ , تقول : بينهما قابُ قَوْسٍ ، أَي: قَدْرُ قَوْسٍ , والقابُ : ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ , وهو ما وراء معْقِدِ الوتَرِ إِلى طرَف القَوْس . ولكـلِّ قَوْسٍ قابانِ ، وهـمـا ما بين الـمَقْبِضِ والسِّـيَةِ . وقال بعضهم في قوله عز وجـل : (( فكان قابَ قَوْسَيْن )) : أَراد قابَيْ قوْس ، فَقَلَبَه . والمَعَارِجِ : المَصَاعِد والدَّرَجُ ، واحِدُها : مَعْرَج . والسَّـنَمِ : سَنِمَ سَنَمًـا ، فهو سَنِمٌ : عَظُمَ سَنامُه . وذُخْرٌ , ذَخَرَ الشيءَ يَذْخُرُه ذُخْرًا , واذَّخَرَه اذِّخارًا : اخْتاره لوقتِ الحاجة .
(3) الأَضَم : الحِقْدُ والحسَدُ والغضَبُ .
(4) الغَرُور: الشيطانُ يَغُرُّ الناس بالوعد الكاذب والتَّمْنِيةِ . وبِـلأْيٍ : أَي بعد شدَّة وإِبْطاء . ويُغْرِي : غَرِيَ بالشيء يَغْرى غَرًا وغَراءً : أُولِعَ به , وكذلك أُغْرِيَ به إِغْراءً وغَراةً وغُرِّيَ وأَغْراهُ به . ويُزْرِي بها : يُدْخِلَ عليها أَمْرًا يُريد أَن يُلَبِّسَ عليها . والـنَّـهَـمِ , النَّهَمُ والنَّهامةُ : إفراطُ الشهوةِ في الطعام , وأَن لا تَمْتَلِئَ عينا الآكل ولا تَشْبَعَ . والرَّزَايَا : جمع رَزِيَّةٍ , وهي المصيبة . واكْتِئَابٌ , الكآبةُ : تَغَيُّر النَّفْس بالانكسار مِن شِدَّةِ الهمِّ والحُزْن , كَئِبَ يَكْأَبُ كَأْبًا وكأْبةً وكآبة واكْتَأَبَ اكتِئابًا فهو كَئِبٌ وكَئِيبٌ ومُكْتَئِبٌ . وهو اليوم مرضٌ نفسيٌّ منتشر , وقد يؤدي إلى الجنون أو الانتحار وخاصة عند الأوربيين لفراغٍ في عيشِهم وأنفسِهم . والـسَّـأَمِ , السَّأَمُ والسآمةُ : المَلَلُ والضَّجَرُ . وضَنْكِ , الضَّنْكُ : الضِّيق والشدَّة .
(5) لَـمَمِ: اللَّممُ : صغـارُ الذنوب . ورِمَمِ , الرِّمَّـةُ : العظام البالية , والجمع رِمَمٌ ورِمامٌ .
(6) الضَّرَمِ : مَصْدَرُ ضَرِمَ ضَرَمًا , يقال ضَرِمَت النارُ وتَضَـرَّمَتْ واضْطَرَمَت : اشْـتَعَلَتْ والْتَهَبَتْ . وحُمَمِ : جمعُ حُمَمَة : الفَحْمَة , ومنه الحديث : إذا مُتُّ فأحْرِقونِي بالنار , حتى إذا صِرتُ حُـمَـمًـا فاسْحَقُونِي .
(7) تُدَاهِنُهَـا , داهَن وأَدْهن أَي : أَظهر خلاف ما أَضمر .
(8) بفذلكة : كَلِمَةٌ مُخْتَرَعَةٌ من قُولِ الحاسِبِ إِذا أَجْمَلَ حِسابَه : فذلِكَ كذا وكَذَا عدَدًا وكَذا وكَذا قَفِيزًا . والمقصود ُهنا : التلاعبُ اللفظي في الجدال لتضييعِ مفهومِ الحقِّ . وأَبْلَجُ : الأَبْلَجُ : الأَبيضُ الحسَنُ الواسعُ الوجه . والـمَأْفُونُ : الضعيف العقل والرأي . وحِطَمِ , الحَطْمُ : الكَسْرُ فـي أي وجْـهٍ كان . وإِرَمِ : اسمُ قبيلة هودٍ عليه السلام .
(9) يَطْمِي : طَمَى الماءُ يَطْمِي : ارْتَفَعَ وعَلا . والأَكَمِ : الجبالُ الصغار . واحْـتِـبَـاسٌ حَـرَارِيٌّ : هو ظاهرة ارتفاع درجة الحرارة في بيئة ما نتيجة تغيير في سيلان الطاقة الحرارية من البيئة و إليها . والطَّوَاغِيْتَ , الطَّاغُوت : الكاهِنُ , والشَّيْطَانُ , وكُلُّ رَأْسٍ في الضَّلال , يكونُ واحدًا , والجمعُ : الطَّوَاغِيت . لَـحْمًـا عَلَى وَضَمِ : يقال ترَكَهم لَحْمـًا على وَضَم , أي : أَوْقَع بهم فذَلَّلَهم وأَوْجَعهم , والوَضَمُ : ما وُضع عليه الطعامُ فأُكِلَ . ونَهَم, النَّهَمُ والنَّهامةُ : إفراطُ الشهوةِ في الطعام .
(10) ذَا الطَّـوْلِ , الطَّوْلُ : الفَضْل , والطَّوْل : المَنُّ . وصَمَدٌ : الذي يُصْمَدُ في الحوائج إليه : أي يُقْصَدُ . والشَّمَمُ : ارتفاعٌ في قصبة الأنْف مع استواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلًا , والمقصودُ : الرفعةُ والعزةُ . وسَلْسَبِيلٍ , السَّلْسَبيل : السَّهْل المَدْخَل في الحَلْق . وفُرَاتٍ , الفُراتُ : الماءُ العَذْب . وشَبِمِ : بارد .
(11) رَقَمِ : الرَّقْمُ والتَّرقيمُ : تَعْجيمُ الكتاب وتَبْيِينِ حروفِهِ بعلاماتِها من التَّنْقِيط . والكَلِمِ : الجريح . ودُرَّ , الدُّرَّ جمع الدُّرَّةِ : اللؤلؤة العظيمة . ووَجْدٍ , ووَجَدَ به وَجْدًا في الحُبِّ . وإِنه ليَجِدُ بفلانة وَجْدًا شديدًا إِذا كان يَهْواها ويُحِبُّها حُبًّا شديدًا . وهَيَمِ : يقال : هـامَ في الأَمر يَهِيم هَيْماً ذهبُ على وجهه عِشْقًا . وعَـبِـقًـا , عَبِقَ به الطيبُ عَبَقًا : لَزِقَ به . ورِهَمِ : الرِّهْمةُ : المطر الضعيف الدائم الصغير القَطْر ، والجمع رِهَمٌ .
(12) أَرْنُو : رَنَوْتُ إليه أَرْنُو رَنْوًا : أَدَمْتُ النَّظَرَ . وأَ مَمِي : قصدي . ورِمَمِ , الرِّمَّـةُ : العظام البالية , والجمع رِمَمٌ ورِمامٌ .

م/ن


الساعة الآن 06:44 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52