مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   مكتبة المجالس (http://www.alfredah.net/forum/alfredah47/)
-   -   شيء من فكرة الإسلام (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah7922/)

عبدالله بن غنام 03-06-08 08:38 AM

شيء من فكرة الإسلام
 
بسم الله ذي الفضل الكريم

شيء من فكرة الإسلام

فأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ  (الروم: 30 )

الإسلام ابتداء هو دين يعكس إنسانية الإنسان ، بتطوير الجانب الإيجابي من النفس الإنسانية وتشجيعه والحث عليه ، وبتنفير النفس من السلبية وزجرها عنها ، وينمي به الشعور بالإنسانية بتفعيل الوحدة والترابط بين البشر منذ الأزل إلى الأبد على أساس هذا الدين ، وهو بذلك مد لثقافة الإنسان منذ الإنسان الأول ، وهو تحضر للإنسان ، بمعنى ترقية سلوكه وتعامله وأخلاقياته ، وهو بهذا وذاك دين الله وشريعته ومنهاجه الذي خطه للبشر ، من لدن آدم إلى قيام الساعة ، وهو الدين الذي لا يرتضي منهم سواه ، وهو قائم ابتداءً على الإيمان بالله.

والإيمان بالله ومعرفته بأسمائه وصفاته ، قائم على قاعدتين اثنتين هما : العلم والعمل.

فالأولى : وهي العلم به ومعرفته ـ العلم بالله عز وجل والعلم بكنه الإيمان وفحوى الإيمان وحدود الإيمان ـ ، وهذه تعتمد إعتماداً كلياً على مصدر ذاك العلم ؛ فالمصدر موقوف على القرآن الكريم وسنة الرسول  ، كمصدر وحيد لدين الله ، وهذا شرط لازم لصحة ذاك العلم واستقامته وقبوله ، وصحة وقبول كل ما هو قائم عليه من بعده ـ بالطبع ـ .

والثانية : وهي العمل بعد العلم ـ بذاك الإيمان ، أو تلك العقيدة والمنهج والشريعة ، أو المنطلق الذي ينطلق منه كل شئ وينبثق منه كل شئ أو العروة الوثقى ، أو صبغة الدين وروح الدين ـ والعمل هو العبادة والعبادة تشمل كل ـ وأكرر ـ كل تفاصيل الحياة ، حيث أن معنى الدين هو أن تكون ممارسة كافة تفاصيل الحياة قائمة على الإيمان بالله ، وتحقيقاً للعبودية الخالصة لله ، كعمل بالعلم بعد العلم ، أو كفكرة وحركة ، والحركة عمل بالفكرة ، ولا يجزي العلم دون العمل ، ولا الفكرة مادمت تسبح في فضاء الخيال ولم تنزل على أرض الواقع كحركة ، فلا يكون الاستمساك بالعروة الوثقى إلا بالعمل بالعلم ، وبتقرير الفكرة كحركة ؛ لتشمل كافة تفاصيل الحياة فتكون العبودية خالصة لله والدين كله لله.


( راجع الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبد الوهاب ومقال العبادة لكاتب هذه السطور )


وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ  (البقرة : 143)


قال ابن جرير الطبري ثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وعبيد الله وحدثنا سفيان بن وكيع قال ثنا عبيد الله بن موسى جميعا عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما وجه رسول الله  إلى الكعبة قالوا : كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس؟. فأنزل الله جل ثناؤه ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ).

قال ابن جرير الطبري ثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يقول : صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل صلاتهم. أ.هـ .

وهذا دليل على أن الإيمان ليس الشعور الذي يستقر بالقلب مجرداً من الحركة والتفعيل على أرض الواقع ، بل هو العلم والعمل ، فالصلاة إيمان ، والزكاة إيمان ، بل الحياة كلها إذا كانت في مرضاة الله إيمان.

" الإسلام هو تصور اعتقادي موحى به من الله ـ سبحانه ـ ومحصور في هذا المصدر لا يستمد من غيره "


(عن كتاب خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 45.)


" له طبيعة خاصة لا تلتبس بتصور آخر ولا تستمد من تصور آخر.
إنه تصور رباني جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته، وتلقاه الإنسان كاملاً بخصائصه هذه ومقوماته، لا ليزيد عليه من عنده شيئاً، ولا لينقص كذلك منه شيئاً. ولكن ليتكيف هو به وليطبق مقتضياته في حياته. "


(عن كتاب خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 41 .)


" لقد جاء الإسلام ؛ ليغير واقع البشرية ، لا ليغير معتقداتها وتصوراتها ومفاهيمها ومشاعرها وشعائرها فحسب . . جاء لينشئ لها واقعاً آخر غير واقع الجاهلية ـ التي كانت تعيش فيها ، والتي يمكن أن ترتد إليها في أي طور من أطوارها ، وفي أي تاريخ من حياتها كذلك . . فالجاهلية وضع من أوضاع الحياة لا فترة محددة من الزمان . . وهي تتمثل ـ ابتداء ـ في عبادة الناس بعضهم لبعض ، وفي عبادة الإنسان لهواه على وجه العموم . . وعبادة الناس بعضهم لبعض تتمثل في أن تكون الحاكمية في الأرض والتشريع للحياة حقاً لبعض العباد على بعض . . وعبادة الإنسان لهواه تتمثل في استقلاله بوضع التصورات والمذاهب والتشريعات والمناهج لحياته ـ في معزل عن منهج الله وشريعته ـ ثم ما يعقب هذا وذلك من آثار في واقع الحياة ، تنشئ (الجاهلية) في أي طور من أطوار التاريخ البشري بلا استثناء! "

( عن كتاب مقومات التصور الإسلامي لسيد قطب صفحة 18 .)

إذاً فالإسلام ليس فقط مجرد روحانيات تعبدية مجردة من رصيد الواقع ، أو مجرد حركة اجتماعية إصلاحية لا ترتكز على قاعدة في ضمير الفرد وروحه ، بل هو دستور ينظم كافة مجالات الحياة البشرية بدءا بالتصور الشامل لطبيعة الوجود الإنساني في الكون ؛ وغاية هذا الوجود ؛ ومصدر هذا الوجود كذلك ، كأساس جذري للفكرة تقوم عليه ولا تستقيم إلا بصحته واستقامته. ثم ـ في ضمير الفرد ـ العبادات والأخلاق والقيم والمفاهيم والمقدسات ـ وفي مجتمع الفرد ـ الأخلاق والأخلاقيات والمعاملات والتكاليف والحقوق والواجبات.

وفي سنن الترميذي برقم (1879) عن أبي ذر  عنه قال: قال رسول الله  :" تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة".

وفي مسند أحمد برقم ( 20570) عن أبي ذر  عن النبي  قال:" عرضت عليّ أمتي بأعمالها حسنةٍ وسيئةٍ فرأيت في محاسن أعمالها إماطة الأذى عن الطريق ورأيت في سيئ أعمالها النخاعة في المسجد لا تدفن".

وفي صحيح البخاري برقم ( 1353) عن سعيد بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن النبي  قال:" على كل مسلم صدقة". قالوا: يا رسول فمن لم يجد؟. قال:" يعمل بيده فينفع نفسه ويتصدق". قالوا: فإن لم يجد؟. قال:" يعين ذا الحاجة الملهوف". قالوا: فإن لم يجد؟. قال:" فليعمل بالمعروف وليمسك عن الشر فإنها له صدقة".

وفيه برقم (2152) عن أنس بن مالك  قال: قال  :" ما من مسلم يغرس غرساً أو يزرع زرعاً فيأكل منه طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة ".
هكذا الإسلام بهذا الشمول العام لكل تفاصيل الحياة ، وهذه الدقة المتناهية برصد وتقنين تفاعلات النفس البشرية ، وهذا الاتزان العادل الحكيم بين المبادئ والمعنويات ، وبين السلوك والروحانيات ، وبين الفطرة والمنهج ، وبين العقل والتكليف ، وبين الظاهر والباطن ، وبين الغيب والشهادة ، وربط هذا كله بشبكة محكمة العرى إلى محور متين وعروة وثقى ، بالإيمان بالله.

  

بل وحتى أنه يهتم بالتقويم النفسي وتهذيب المعنويات ونقلها النقلة الطولى التي لا تبالي بالعراقيل ولا تقنع بغير الإيجابية ، تطويراً لإنسانية الإنسان ، وسمواً بنفوس البشر إلى أسمى مراقي الإنسان.

ففي الحديث عن صهيب  قال قال رسول الله  : "عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذلك لأحد إلا المؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له" ( رواه مسلم برقم 5318)

وعن مصعب بن سعد عن أبيه قال قلت يا رسول الله أي الناس أشد بلاءً ؟. قال  :" الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل من الناس ، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه وما يزال البلاء بالعبد حتى يمشي على ظهر الأرض ليس عليه خطيئة" ( رواه أحمد في مسنده برقم 1400)


وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً  (الإسراء : 70 )

إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ  (آل عمران : 140 )

وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَاء الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً  (النساء : 104 )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ وَلا نِسَاء مِّن نِّسَاء عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ وَلا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلا تَنَابَزُوا بِالأَلْقَابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الإِيمَانِ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  (الحجرات : 11 )

كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ  (البقرة : 216 )


" وكل من ينظر في هذا الدين نظرة فاحصة منصفة يدرك الجهد الضخم الذي بذله لتهذيب النفس البشرية من جميع جوانبها وفي جميع اتجاهاتها وملابساتها. فهذا الدين هو الذي يجعل أقصى الثناء على نبيه  أن يقول:  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ  (القلم : 4 ) . فالخُلُق هو الدعامة الأولى لبناء المجتمع المتماسك الركين ، ولاتصال الأرض بالسماء ، والفناء بالخلود، في ضمير الإنسان الفاني المحدود."

( العدالة الإجتماعية في الإسلام لسيد قطب صفحة 63 راجع بتوسع فصل وسائل العدالة الإجتماعية في الإسلام في ذات الكتاب )

" هناك تكافل بين الفرد وذاته ، فهو مكلف أن ينهى نفسه عن شهواتها ، وأن يزكيها ويطهرها ، وأن يسلك بها طريق الصلاح والنجاة ، وألا يلقي بها إلى التهلكة :

فَأَمَّا مَن طَغَى  وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا  فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى  وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى  فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى  (النازعات 37 : 41 )..

وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا  فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا  قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا  وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا  (الشمس 7 : 10 )..

وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ  (البقرة : 195 )


وهو مكلف في الوقت ذاته أن يمتع نفسه في الحدود التي لا تفسد فطرتها، وأن يمنحها حقها من العمل والراحة فلا ينهكها ويضعفها:

وهو مكلف في الوقت ذاته أن يمتع نفسه في الحدود التي لا تفسد فطرتها، وأن يمنحها حقها من العمل والراحة فلا ينهكها ويضعفها:

وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ  (القصص : 77 )..

يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ  (الأعراف : 31 )

والتبعية الفردية كاملة، فكل إنسان وعمله، وكل إنسان وما يكسب لنفسه من خير أو شر، ومن حسنة أو سيئة، ولن يجزي عنه أحد في لدنيا ولا الآخرة:

أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى  وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى  أَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى  وَأَن لَّيْسَ لِلإِنسَانِ إِلا مَا سَعَى  وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى  ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاء الأَوْفَى  (النجم : 41 ) ..

لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ  (البقرة : 286 ) ..

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنتَ عَلَيْهِم بِوَكِيل  (الزمر : 41 )..

وَمَن يَكْسِبْ إِثْماً فَإِنَّمَا يَكْسِبُهُ عَلَى نَفْسِهِ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً  (النساء : 111 )

وبذلك كله يقف الإنسان من نفسه موقف الرقيب ، يهديها إن ضلت ، ويمنحها حقوقها المشروعة ، ويحاسبها إن أخطأت ، ويتحمل تبعة إهماله لها . وبذلك يقيم الإسلام من كل فرد شخصيتين ، تتراقبان وتتلاحظان ، وتتكافلان فيما بينهما في الخير والشر ، في مقابل منح هذا الفرد التحرر الوجداني الكامل ، والمساوة الإنسانية التامة . فالحرية والتبعة تتكافآن وتتكافلان ."


( العدالة الإجتماعية في الإسلام ص 53 . 54 )

" وفي طبيعة التصور الإسلامي ذاته ما يحفز الإنسان لمحاولة الحركة الإيجابية، لتحقيق هذا المنهج في صورة واقعية. فالمسلم يعرف ـ من تصوره الإسلامي ـ أن ( الإنسان ) قوة إيجابية فاعلة في الأرض، وأنه ليس عاملاً سلبياً في نظامها فهو مخلوق ابتداء ليستخلف فيها. وهو مستخلف فيها ليحقق منهج الله في صورته الواقعية : لينشئ ويعمر ، وليغير ويطور ، وليصلح ، وينمي . وهو معان على هذه الخلافة : معان من الله سبحانه بجعل النواميس الكونية وطبيعة الكون الذي يعيش فيه معاونة له .

هُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَّكُم مِّنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ  يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ  وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالْنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ  وَمَا ذَرَأَ لَكُمْ فِي الأَرْضِ مُخْتَلِفاً أَلْوَانُهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَذَّكَّرُونَ  وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُواْ مِنْهُ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُواْ مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُواْ مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  وَأَلْقَى فِي الأَرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَاراً وَسُبُلاً لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ  وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ  (النحل 10 : 16 )

وهو معان من الله كذلك بما وهبه من القوى والاستعدادات الذاتية، وهو يكلفه أمر الخلافة:


وَاللّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ الْسَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ  (النحل : 78 )

وشرط هذه الخلافة معروف :

قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ  وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَـئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ  (البقرة 38 : 39 )

وشعوره بأنه مكلف بالعمل ، ومعان عليه ، ينفي عنه الشعور بالسلبية في نظام هذا الكون ـ سواء بالقياس إلى القوى الكونية ، أو بالقياس إلى قدر الله تعالى ـ فهنالك الاستعدادات الذاتية الموهوبة له ، وهناك تسخير القوى الكونية لمساعدته ، وهناك توازن بين مشيئة الله المطلقة وحركة الإنسان الإيجابية . (كما أسلفنا).

وانتفاء الشعور بالسلبية يهيئه للحركة والتأثير والفاعلية . غير أن الإسلام لا يكتفي بأن يدفع عن المسلم الشعور بالسلبية. بل هو يمده بدوافع الحركة الإيجابية كذلك . إذ يعلمه أن قدر الله ينفذ فيه وفي الأرض من حوله، عن طريق حركته هو ذاته:

إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ  (الرعد : 11 ) "


( خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 165 ، 166 راجع بتوسع فصل الإيجابية في ذات الكتاب )



  

" وهذا التصور هو الميزان الوحيد الذي يرجع إليه الإنسان في كل مكان وفي كل زمان، بتصوراته وقيمه، وأوضاعه وأحواله، وأخلاقه وأعماله.. ليعلم أين هو من الحق. وأين هو من الله. وليس هنالك مقررات سابقة ولا مقررات لاحقة يرجع إليها في هذا الشأن. . إنما هو يتلقى قيمه وموازينه من هذا التصور، ويكيّف بها عقله وقلبه، ويطبع بها شعوره وسلوكه، ويرجع في كل أمر يعرض له إلى ذلك الميزان:

فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً  (النساء : 59 ) "


(عن كتاب خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 43 )


وتمضي هذه الفكرة بتنظيم يقوم بعضه على بعض ويمضي في شموليته التي لا تغفل عن أدق التفاصيل في حياة الفرد والجماعة ، ففي صحيح البخاري برقم (5057) عن عبد الله بن مغفل أنه رأى رجلاً يخذف ـ الخذف : هو نبل الحصى بين أصبعين ـ فقال له : لا تخذف فإن رسول الله  نهى عن الخذف أو كان يكره الخذف وقال  :" إنه لا يصاد به صيداً ولا ينكى به عدو ولكنها قد تكسر السن وتفقأ العين " الحديث .. ليبلغ مبلغاً من الدقة أبعد من مجرد الحرص على تقويم المذهب العام للفرد والمجتمع ، إذ بمثل هذا التوجيه يبث حس المسؤولية العالي والحضاري تجاه المجتمع ، ويحث الكل ـ الفرد والجماعة ـ على الإيجابية والرقي والتحضر ، وهو كذلك ينظم ويهذب ويقوم سلوكيات الفرد بينه وبين نفسه ويعمل بين جنبيه كالرقيب الذاتي والمقوم الدقيق الحكيم ، ولا يهمل أو يغفل لحظة عن طبيعة القدرة والفطرة الإنسانية كذلك ـ استعدادها وحدود طاقاتها ـ.

وفي مسند أحمد برقم (6502) عن عبد الله بن عمرو  قال قال رسول الله  :" إياكم والشح فإنه أهلك من كان قبلكم أمرهم بالظلم فظلموا وأمرهم بالقطيعة فقطعوا وأمرهم بالفجور ففجروا وإياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة وإياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " قال فقام إليه رجل فقال : يا رسول الله أي المسلمين أفضل ؟ قال  : " من سلم المسلمون من لسانه ويده " قال فقام هو أو آخر فقال : يا رسول الله أي الجهاد أفضل ؟ قال  : " من عقر جواده وأهريق دمه " قال أبي وقال يزيد بن هارون في حديثه : ثم ناداه هذا أو غيره فقال : يا رسول الله أي الهجرة أفضل ؟ قال  :" أن تهجر ما كره ربك وهما هجرتان هجرة للبادي وهجرة للحاضر فأما هجرة البادي فيطيع إذا أمر ويجيب إذا دعي وأما هجرة الحاضر فهي أشدهما بلية وأعظمهما أجراً ".

والإسلام شديد الوضوح في مسألة بث العدالة في الأرض ـ وليس بين البشر فقط ـ وفي رد الأمر في كل حال إلى الله بانقياد واستسلام لله تطبيقاً للعبودية الخالصة بتجرد لله وفي سبيل الله.

ومما اتفقت عليه الكتب الستة ما رواه أبو هريرة  قال: سمعت رسول الله  يقول: " قرصت نملة نبياً من الأنبياء فأمر بقرية النمل فأحرقت فأوحى الله إليه : أن قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم تسبح ؟؟!!" (البخاري رقم2796 ، مسلم 4157 ، النسائي 4283 ، أبو داوود 4582 ، ابن ماجة 3216 ، أحمد 8861)

وفي سنن الدرامي برقم ( 1923 ) عن عبدالله بن مغفل قال قال رسول الله  : " لولا أن الكلاب أمة من الأمم لأمرت بقتلها كلها ، ولكن أقتلوا منها كل أسود بهيم ". والبهيم : كامل السواد.

وفي البخاري برقم (168) عن أبي هريرة  عن النبي  :" أن رجلاً رأى كلباً يأكل الثرى من العطش ، فأخذ الرجل خفه فجعل يغرف له حتى ارواه ، فشكر الله له وأدخله الجنة".

إذا فهو تنظيم قائم على تهذيب وإحترام الذات البشرية وإصلاح الإنسان وتقويم الإنسان ، ويسعى لإقامة مجتمع حضاري على هذا الأساس ، حضاري في تعامله وأخلاقه ـ حتى مع الحيوانات ـ وينطلق من منطلق أن الأمر لله ، والعبودية لله وليست لسواه ، ويتميز بالكرامة والقوامة وبالعدالة والإنصاف ، وهو مجتمع فيه التعاضد والتكافل فهو كالجسد الواحد المسلم فيه أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ، مجتمع مثالي ـ ولا اعني بالمثالي الخرافي ولكني أعني بالمثالي المَثل المطلوب على المُثل القويمة ـ فهو مثالي يجاهد داعياً لهذه المثالية وفي سبيل وجودها وتحقيقها كي تكون الحياة على الطريقة القويمة ، وحياة طبيعية سليمة كما أرتضى لنا الله .

وفي صحيح البخاري برقم ( 6311) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله  : " لا يزني العبد حين يزني وهو مؤمن ولا يسرق حين يسرق وهو مؤمن ولا يشرب حين يشرب وهو مؤمن ولا يقتل وهو مؤمن ".

فهو حين يفعل يكون قد مرق من المذهب العام ولو للحظة ، وأنسلخ من الميثاق العظيم ولو هنيهة ، لأن ما فعل ليس فعلاً قويماً ، ولا عرضاً طبيعياً ، ولا شيئاً يرتضيه الله لنا ، وهنا نعلم مدى جدية الإرتباط بذلك الميثاق مع الله ، فهو جِدٌ كل الجِد لايقبل الهزل ولا التميع ، ولا يسوغ لحظة الضعف أمام وازع الهوى إن كان لا يتماشى مع أصل الميثاق.



فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَقُلْ آمَنتُ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِن كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ  ( الشورى : 15 ).

إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ  (النحل : 90 )


  

والعدالة التي يسعى لها الإسلام هي العدالة في كل شيء وفي كل صورها ، العدالة والإنصاف في واقع الإنسان وفي ضميره كذلك بين مقتضيات فطرته ومتطلبات رغبته وبين ظاهره وباطنه ، وشعوره وسلوكياته ، بل والعدالة حتى مع الدواب العجماء والأرض الصماء ، وذلك بناءً على تصورات ومفاهيم وقيم تنصب مجتمعة على أن القدسية والربوبية والإلوهية لله فله الحق ـ وليس لسواه ـ في تقرير مصير الإنسان وفي الحكم في شئون الإنسان وفي رد الأمر في ذلك إليه ، وأن رد هذا الأمر إلى سواه هو كفر بهذه الفكرة جملة وتفصيلاً فلا يصرف لأحد من البشر أمر البشر وتقرير مصير البشر والحكم في أحوال البشر فذلك شيء اختص الله به نفسه فالكون لله والحكم لله والناس عبيد الله ، هو خالقهم وإليه مرجعهم ، وعليه ثوابهم وعقابهم ، وله الأمر من قبل ومن بعد.

وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ فَأَوْفُواْ الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلاَ تَبْخَسُواْ النَّاسَ أَشْيَاءهُمْ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ  (الأعراف : 85 )

  

كما أن اعتناق هذه الفكرة ـ فكرة الإسلام ـ ارتباط مباشر بميثاق مع الله ـ جل وعلا ـ لبيانها للناس وعدم كتمانها ونصرتها لتطبيق العدالة بأحوال الناس وواقعهم ، إذ هي العدالة جملةً وتفصيلاً ، ولبث مُثل الحياة القويمة والمبادئ السليمة ولرد الحرية للناس وبث الأمل وتقرير الأمن واقعاً ملموساً في حياة الناس ، كي تكون الحياة على الطريقة القويمة ، وحياة طبيعية سليمة كما أرتضى لنا الله.

وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ  (آل عمران : 187 ) .

وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ  (آل عمران : 81 )

هذا الميثاق هو التكليف والأمانة والمسؤولية المناطة على عاتق العبد من قِبلّ سيده الأعلى الكريم ؛ ومدام قد آمن بفكرة الإسلام واعتنقها فلا مناص له إذاً من الميثاق ولا إقالة من مسؤولية الدعوة والإرشاد وبيان الحق وبث العدالة وتفنيد الباطل والجهاد في سبيل ذلك ، بل الثورة في سبيل ذلك ، في سبيل الحرية والعدالة والكرامة التي يمثلها الإسلام بأدق الصور والتفاصيل والتي يرتضيها لنا الرب الكريم ، وهذا حق للناس ببيانه لهم وهدايتهم إليه وهو حق الله كذلك بل هو ميثاق الله مع عموم أهل الحق المهتدين

وَلَقَدْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَبَعَثْنَا مِنهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ نَقِيباً وَقَالَ اللّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلاَةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنتُم بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً لأُكَفِّرَنَّ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَلأُدْخِلَنَّكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ فَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ  (المائدة : 12 )

فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَـذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مِّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ  (الأعراف : 169 )

  

هذا الميثاق مع الله ـ جل وعلا ـ يلزمنا ببيان الحق للناس ونصرته بالجهاد في سبيله بالشعور ابتداءًً وبالكلمة والقوة والحزم وببذل الجد كل الجد لتحقيق هذا الحق في حياة الناس وواقعهم وعدم كتمانه وأن نتجرد له ، ورسالتنا ـ كمسلمين ـ تتلخص فيما قاله أحد السلف الكريم : " جئنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد " ، ولا يلزمنا هذا الميثاق بمصير الدعوة أو تصديق الناس بها من عدمه أو مدى تطبيقها في نفوس الناس ..

" وينص المصدر الإلهي الذي جاءنا بهذا التصور ـ وهو القرآن الكريم ـ على أنه كله من عند الله. هبة للإنسان من لدنه، ورحمة له من عنده. وأن الفكر البشري ـ ممثلاً ابتداءً في فكر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أو فكر الرسل كلهم ـ باعتبار أنهم جميعاً أرسلوا بهذا التصور في أصله ـ لم يشارك في إنشائه. وإنما تلقاه تلقياً ، ليهتدي به ويهدي . وأن هذه الهداية عطية من الله كذلك، يشرح لها الصدور. وأن وظيفة الرسول ـ أي رسول ـ في شأن هذا التصور ، هي مجرد النقل الدقيق ، والتبليغ الأمين ، وعدم خلط الوحي الذي يوحى إليه من عند الله بأي تفكير بشري ، أو كما يسميه الله سبحانه بالهوى . أما هداية القلوب به ، وشرح الصدور له، فأمر خارج عن اختصاص الرسول، ومرده إلى الله وحده في النهاية "

(عن كتاب خصائص التصور الإسلامي ومقوماته لسيد قطب صفحة 46 )

وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُوراً نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ  صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الأمُورُ  (الشورى :52 ، 53 )


وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ  لأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ  ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ  فَمَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ  (الحاقة :44 ـ 47 )


وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى  مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى  وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى  إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى  (النجم:1 ـ 4 )

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (يونس : 99 )

لَّيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ وَمَا تُنفِقُونَ إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ اللّهِ وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ  (البقرة : 272 )

إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  (القصص : 56 )

لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ  (الغاشية : 22 )

لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ  (البقرة : 256 )

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ  (المائدة : 105 )

لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذَّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ  (آل عمران: 128 )

ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ  (النحل: 125 )

  

إذاً فالمسؤولية لا تتعدى البيان والمجاهدة والجهاد في سبيل تحقيق الحق والدعوة إليه أما مصير الدعوة فليس إليك ومآل الدعوة ليس لك الحق في تقريره مادمت متجرداً للدعوة ، والحرية التي أعطاها الله للإنسان في اختيار عقيدته وتصوره ومذهبه ليس لك الحق بالاعتداء عليها أو مصادرتها أو تهميشها أو فرض الفروض عليها عنوة وقسراً فتصبح من الجبارين الذين يريدون علواً في الأرض لا المصلحين المسلمين لله تعالى.

على أن بث هذه العدالة في الأرض هي لب الإصلاح ، ثم إن مصير الدعوة ومآلها لا يقرر مدى صلاحك من عدمه ـ وأنت الساعي في سبيلها ـ أو نجاحك والتزامك بالميثاق وعهد الله ، وإن كنت تقول أنك ملزم بأن تؤل الدعوة في نفوس الناس إلى مآل معين أو محدد فقد ألزمت نفسك ما لم تُلزم به

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الإِسْلامِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ  (الصف: 7 )

  

كل ما أنت في خضمه هو المجاهدة لبث الحق في مجتمع الناس ليحق الحق في الأرض وتعلو كلمة الله وتتحقق العدالة وتملأ بها الأرض .

وفي صحيح البخاري برقم ( 4153) أن رجلاً أتى عبد الله بن عمر رضي الله عنهما فقال: يا أبا عبد الرحمن ما حملك على أن تحج عاماً وتعتمر عاماً وتترك الجهاد في سبيل الله عز وجل وقد علمت ما رغب الله فيه. قال ابن عمر: يا ابن أخي بني الإسلام على خمس إيمان بالله ورسوله والصلاة الخمس وصيام رمضان وأداء الزكاة وحج البيت. قال: يا أبا عبد الرحمن ألا تسمع ما ذكر الله في كتابه:

وَإِن طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِن بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ فَإِن فَاءتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  (الحجرات : 9 )

وقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ  (البقرة: 193 ).

قال ابن عمر : فعلنا على عهد رسول الله  وكان الإسلام قليلاً فكان الرجل يفتن في دينه إما قتلوه وإما يعذبونه حتى كثر الإسلام فلم تكن فتنة".

أي حتى أصبح النظام الإسلامي هو النظام المهيمن في المجتمع والمرجع المعتبر فيه وكلمة الله هي العليا ، عدا هذا لست ملزماً بهداية الناس قسراً أو إدخال الحق في قلوبهم عنوة ، وهيمنة الإسلام لا تعني بالضرورة حرب الأديان الأخرى لكنه لا يعترف فيها كدين فلا دين إلا الإسلام ومذاهب الناس للناس ، ولكن عليك حمل المشعل ليهتدي به الناس وتمثيل الحق في نفسك وحياتك هو إضاءة للمشعل ..

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً  وَدَاعِياً إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجاً مُّنِيراً  (الأحزاب : 46 )


  

لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ  إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ  (الممتحنة : 8 ، 9 )

كما أن نصرة الحق ـ وهي جزء من الميثاق ـ ليست إلزاماً بالقتال مطلق دون قيد أو شرط ، بل إن أول نصرتك للحق هي في تجردك له وفي بيانه والدعوة إليه ، فالإسلام فكرة تبث بالدعوة وتفرض بقوة التيار، هو فكرة سماوية تتحقق في الأرض بجهد البشر وبرغبتهم واختيارهم وليس بخوارق من السماء ، بل بالبيان والدعوة والإقناع بلا ضغط أو قسر أو استخدام للقوة والبطش فيما يختص بعقائد الناس ومذاهبهم ـ تلك الروحانيات التي تخصهم وكل شيء غير سلوكهم في المجتمع وتعاملاتهم معه ـ وتتحقق في الأرض بالمجاهدة والجهاد لفرض الحق بمجتمع الناس ـ لا في نفوسهم ـ وذلك حتى تكون كلمة الله هي العليا ؛ فلا يحكم بعباد الله بغير ما أنزل الله ولا يتحاكم عباد الله إلا إلى الله.

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ  (يونس : 99 )

  

وأما بعد تحقيق الحق في واقع الناس ومجتمعهم ليس لنا في مواجهة عقائدهم ومذاهبهم المختلفة إلا الفكرة ضد الفكرة والكلمة في مواجهة الكلمة بلا عنف ولا استخدام للقوة ؛ إلا في حال وجدت قوة تناهض فكرة الإسلام والعدالة التي يفرضها ـ بسطوة باغية وعنف غشوم ـ وتضيق على أو توذي معتنقي الإسلام بحيث لا مجال للكلمة معها أو عرض الفكرة فليس ترتدع إلا بقوة الردع ، والرد بالمثل ، والجروح قصاص ، على أن هذا الرد يجب أن لا يكون انتقام لفئة أو دولة أو عرق بل لإفساح المجال للحق ليصل إلى الناس دون عائق نصرة للحق وتجرداً له وإيفاء لبيانه ووفاءً بالميثاق مع الله.

وفي صحيح البخاري برقم (6358) عن المقداد بن عمرو الكندي  أنه قال : يا رسول الله إني لقيت كافراً فاقتتلنا فضرب يدي بالسيف فقطعها ، ثم لاذ مني بشجرة وقال : أسلمت لله. أأقتله بعد أن قالها ؟. قال رسول الله  : " لا تقتله " قال: يا رسول الله فإنه طرح إحدى يديّ ثم قال ذلك بعد ما قطعها، أأقتله ؟ قال: " لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله وأنت بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال ".

وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ  (البقرة : 190 )

قال ابن جرير الطبري حدثني علي بن داود قال ثنا أبو صالح قال ثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحةعن ابن عباس  يقول (في تفسير هذه الآية ) : لا تقتلوا النساء ولا الصبيان ولا الشيخ الكبير ولا من ألقى إليكم السلم وكف يده فإن فعلتم هذا فقد اعتديتم. الطبري ج2 ص 190

وفي صحيح البخاري برقم ( 2724 ) عن سهل بن سعد  سمع النبي  يقول يوم خيبر : " لأعطين الراية رجلاً يفتح الله على يديه ". فقاموا يرجون لذلك أيهم يُعطى فغدوا وكلهم يرجو أن يُعطى فقال  : " أين عليّ ؟". ( يعني ابن طالب ) فقيل : يشتكي عينيه. فأمر فدعى له فبصق في عينيه فبرأ مكانه حتى كأنه لم يكن به شيء فقال  : نقاتلهم حتى يكونوا مثلنا ؟؟. فقال  : " على رسلك حتى تنزل بساحتهم ، ثم أدعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم ؛ فوالله لأن يهدي الله بك رجلٌ واحدٌ خيرٌ لك من حُمْرِ النَّعَمِ". أخرجه مسلم (4423) ، أبو داوود (3176) ، أحمد (21755)

والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على البشير النذير الهادي الأمين.

ربي تقبل مني
َفاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ



كتبته وأسأل أن ينفع به
أبو عزام
عبد الله بن غنام الفريدي

في 25 / 9 / 1427هـ

مجرد انسان 03-06-08 02:06 PM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
ما شاء الله

بحث موفق


دمت بود

ضيف الله بن علي 07-06-08 02:08 AM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
بارك الله فيك اخي ابو عزام .جهد رائع وأثمنه واشكرك عليه. والاختلاف معك ليس نهاية الحوار.
ولا أدري لعل الحق يكون معك.

واكثر الخلاف أو اعتراضي على مدلول الكلامات حيث وظفت بعض الكلمات بغير ما تعارف على معناها والله اعلم .
1- العنوان فكرة الإسلام ! هل الإسلام يحق لنا أن نسميه فكرة!؟

2-من لدن آدم إلى قيام الساعة. يفهم من هذا الجملة أن الدين من لدن آدم يعني من صنيعه !
والصواب حذف[ لدن ] من الجملة.

3-والإيمان بالله ومعرفته بأسمائه وصفاته ، قائم على قاعدتين اثنتين هما : العلم والعمل.
بهذا التعريف حذفت أركان الإيمان! وهي معروفة ولم يذكر خلاف فيها !.
وذكرت بالقاعدة الثانية أن العمل بعد العلم ..............................أو فكرة وحركة
واعتراضي فقط على كلمة فكرة لأن الدين منهج إلهي ونظام وليس فكرة.

4-[[قال ابن جرير الطبري ثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وعبيد الله وحدثنا سفيان بن وكيع قال ثنا عبيد الله بن موسى جميعا عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما وجه رسول الله  إلى الكعبة قالوا : كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس؟. فأنزل الله جل ثناؤه ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ).

قال ابن جرير الطبري ثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يقول : صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل صلاتهم. أ.هـ .]]
هذا الحديث من المفترض على الباحث أن يخرجه ويذكر درجة صحته .

5-" الإسلام هو تصور اعتقادي موحى به من الله ـ سبحانه ـ ومحصور في هذا المصدر لا يستمد من غيره " كلمة تصور قابلة للخطأ و الصواب والعقيدة تقتضي الاعتقاد الجازم من المسلم .... وسيد قطب عفا الله عنه ورحمه مردود عليه بخوضه حول العقيدة .

6-[[إنه تصور رباني جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته،]]هذه الجملة فيها لبس
وهو يعتقد القاري أن التصور المقصود به ان الله سبحانه هو الذي يتصور
.. سبحانه سبحانه!.

7-" وكل من ينظر في هذا الدين نظرة فاحصة منصفة يدرك الجهد الضخم الذي بذله لتهذيب النفس البشرية ..]]
كلمة الجهد غير لايقة مع ربنا اذا كان الضمير يعود على منزل الدين !.
الله سبحانه لا يجهده شيء ولا يعيه .

8-[[فالإسلام فكرة تبث بالدعوة وتفرض بقوة التيار، هو فكرة سماوية تتحقق في الأرض
بجهد البشر وبرغبتهم واختيارهم وليس بخوارق من السماء ، بل بالبيان والدعوة
والإقناع بلا ضغط أو قسر أو استخدام للقوة والبطش فيما يختص بعقائد الناس ومذاهبهم .]]
كلمة فكرة انا ضدها منذ استخدمتها واكتشفت أنه لم ترد حتى على لسان سيد قطب بل على لسان صاحبنا!.
[[هو فكرة سماوية تتحقق في الأرض بجهد البشر وبرغبتهم واختيارهم وليس بخوارق من السماء]] أنا ضد هذه الجملة بكل ما حوت وأرى حذفها ومراجعتها .


هذا والله اعلم

نازف الحرف

عبدالله بن غنام 07-06-08 09:50 AM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
مجرد إنسان

كل الشكر والتقدير لمرورك الطيب الكريم

عبدالله بن غنام 07-06-08 10:34 AM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]بارك الله فيك اخي ابو عزام .جهد رائع وأثمنه واشكرك عليه. والاختلاف معك ليس نهاية الحوار.
ولا أدري لعل الحق يكون معك.

واكثر الخلاف أو اعتراضي على مدلول الكلمات حيث وظفت بعض الكلمات بغير ما تعارف على معناها والله اعلم .


أهلاً وسهلاً بحضورك الأكرم أخي أبا ماجد

وفيك بارك الله ، ونفعنا وأياك بما علمنا ، وجعله حجة لنا لا علينا .

وتقول : خلافي على مدلول الكلمات ، وأنها وظفت بغير ما درج العرف بعناها .

ولا أعتقد أن قولك هذا صائب ، أنت تريد الإلتزام بمصطلحات أنت تعودت عليها وأتخذتها عرفاً ، أما أن تقول عن مصطلحاتي أنها ذات مدلول آخر فهذا يعني الخطأ والتصحيف أو الإنحراف ،


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]
1- العنوان فكرة الإسلام ! هل الإسلام يحق لنا أن نسميه فكرة!؟


أنا أسميه فكرة أو نظرية واسميه أيضاً عقيدة .

وما العقيدة أن لم تكن فكرة في القلب ونظرية في مشروع إصلاحي .

والإسلام دين ، والدين هو الديدن والروتين والعمل اليومي في الحياة المبني على منهج محدد ، ذلك المنهج المحدد مبني أصلاً على فكرة معينة .

ومع هذا أقول لا مشــــــــــــــــــــــا حة في الإصطلاح.

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

2-من لدن آدم إلى قيام الساعة. يفهم من هذا الجملة أن الدين من لدن آدم يعني من صنيعه !
والصواب حذف[ لدن ] من الجملة.


المقال كله ينطلق من أن هذا الدين هو صنيعة الله تعالى .

وإن سلمت معك في صرف المعنى بهذه الجملة ، فهل ترى أنها تصرف جملة ماورد في المقال ، أم أن القاعدة المعتد بها لدى أهل العلم هي ( حمل المتشابه على المحكم ) .؟

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

3-والإيمان بالله ومعرفته بأسمائه وصفاته ، قائم على قاعدتين اثنتين هما : العلم والعمل.
بهذا التعريف حذفت أركان الإيمان! وهي معروفة ولم يذكر خلاف فيها !.
وذكرت بالقاعدة الثانية أن العمل بعد العلم ..............................أو فكرة وحركة
واعتراضي فقط على كلمة فكرة لأن الدين منهج إلهي ونظام وليس فكرة.


لا ياعزيزي بارك الله فيك ، لا تضاد

أنا هنا أتحدث عن الركن الأول من الأركان التي تشير إليها .

أما أستخدامي لكلمة فكرة حين أتحدث عن العقيدة في القلب أو العلم بالعقيدة فلا أرى فيه بأساً ، وأنت تقول : الدين منهج إلهي ونظام ، وأنا أقول أنه كذلك وقائم على فكرة ، وكل نظام لابد له أن يقوم على فكرة وإن شئت فقل / عقيدة ، فلسفة ، تصور ، نظرية .

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

4-[[قال ابن جرير الطبري ثنا أبو كريب قال ثنا وكيع وعبيد الله وحدثنا سفيان بن وكيع قال ثنا عبيد الله بن موسى جميعا عن إسرائيل عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال : لما وجه رسول الله  إلى الكعبة قالوا : كيف بمن مات من إخواننا قبل ذلك وهم يصلون نحو بيت المقدس؟. فأنزل الله جل ثناؤه ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ).

قال ابن جرير الطبري ثني محمد بن سعد قال حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن عباس في قوله ( وما كان الله ليضيع إيمانكم ) يقول : صلاتكم التي صليتموها من قبل أن تكون القبلة فكان المؤمنون قد أشفقوا على من صلى منهم أن لا تقبل صلاتهم. أ.هـ .]]
هذا الحديث من المفترض على الباحث أن يخرجه ويذكر درجة صحته .

هذا المقطع أعلاه نقلته أنا من ( جامع الطبري ) ولك أن ترجع لتفسير الآية [البقرة : 143]
في جامع الطبري .

وملاحظتك هذه في محلها وأشكرك الشكر الجزيل عليها .

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

5-" الإسلام هو تصور اعتقادي موحى به من الله ـ سبحانه ـ ومحصور في هذا المصدر لا يستمد من غيره " كلمة تصور قابلة للخطأ و الصواب والعقيدة تقتضي الاعتقاد الجازم من المسلم .... وسيد قطب عفا الله عنه ورحمه مردود عليه بخوضه حول العقيدة .


العقيدة تقتضي الإعتقاد الجازم نعم .

والله تعالى يقول : وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ [الزمر : 67]

ولا شك في تفاوت الإيمان بمدى الجزم ، هذه من طبائع القلوب .

أما كلمة تصور فهي تعني صورة تلك العقيدة في الضمير وهذا التصور قابل للتفاوت في مدى الجزم والإيمان .

وأن كنت ترى أن كلمة ( تصور ) خاطئة ، فهل تعني أن النصوص تورث التصور الخاطئ ، أو أنها قابلة له .

أم تعني أنها جهد البشر في الفهم ومحاولات العقل للإدارك لابد أن يعتريها القصور .

إن كنت تعني الثانية فهذا ينطبق على كلمة تصور وعقيدة وفكرة ودين ومنهج وحياة ... الخ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

6-[[إنه تصور رباني جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته،]]هذه الجملة فيها لبس
وهو يعتقد القاري أن التصور المقصود به ان الله سبحانه هو الذي يتصور
.. سبحانه سبحانه!.




إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44]


اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]

7-" وكل من ينظر في هذا الدين نظرة فاحصة منصفة يدرك الجهد الضخم الذي بذله لتهذيب النفس البشرية ..]]
كلمة الجهد غير لايقة مع ربنا اذا كان الضمير يعود على منزل الدين !.
الله سبحانه لا يجهده شيء ولا يعيه .

لا أعلم عن مدى صحة قولك في هذه ، ولم يتبين لي في الجملة مثلب .

والله أعلم

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)


8-[[فالإسلام فكرة تبث بالدعوة وتفرض بقوة التيار، هو فكرة سماوية تتحقق في الأرض
بجهد البشر وبرغبتهم واختيارهم وليس بخوارق من السماء ، بل بالبيان والدعوة
والإقناع بلا ضغط أو قسر أو استخدام للقوة والبطش فيما يختص بعقائد الناس ومذاهبهم .]]
كلمة فكرة انا ضدها منذ استخدمتها واكتشفت أنه لم ترد حتى على لسان سيد قطب بل على لسان صاحبنا!.
[[هو فكرة سماوية تتحقق في الأرض بجهد البشر وبرغبتهم واختيارهم وليس بخوارق من السماء]] أنا ضد هذه الجملة بكل ما حوت وأرى حذفها ومراجعتها .



انت ضد الجملة في ماذا بالضبط ؟؟

أنا مؤمن تماماً بما أورته في الجملة ، فأشرح لي ماغاب عن فهمي فيها ، ولك الشكر مني وأجرك على الله .

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نازف الحرف (المشاركة 65615)
[size=4]
هذا والله اعلم

نازف الحرف

أخي الكريم ابا ماجد

شاكر لك ومقدر حرصك على التوجيه والتقويم والمدارسة والإثراء

فلا عدمت أمثالك

ولك الف تحية والف شكر

والله أعلم وأحكم

ضيف الله بن علي 08-06-08 03:29 PM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
[size=4][[أهلاً وسهلاً بحضورك الأكرم أخي أبا ماجد

وفيك بارك الله ، ونفعنا وأياك بما علمنا ، وجعله حجة لنا لا علينا .

وتقول : خلافي على مدلول الكلمات ، وأنها وظفت بغير ما درج العرف بعناها .

ولا أعتقد أن قولك هذا صائب ، أنت تريد الإلتزام بمصطلحات أنت تعودت عليها وأتخذتها عرفاً ، أما أن تقول عن مصطلحاتي أنها ذات مدلول آخر فهذا يعني الخطأ والتصحيف أو الإنحراف ، ]]


أخي ابو عزام المسألة ليست كما اعتقدت ولكنها كما تفضلت تصحيف أو انحراف في المعنى.
وقد تتبعتها لك في الردود التي تلت هذه المقدمة .

[size=4]

6-[[إنه تصور رباني جاء من عند الله بكل خصائصه وبكل مقوماته،]]
هذه الجملة فيها لبس وهو يعتقد القاري أن التصور المقصود به ان الله سبحانه هو الذي يتصور .. سبحانه سبحانه !.

إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة : 44] ]]

ابو عزام ردك بالآية الكريمة ليس فيه جواب شافي على اعتراضي وليس فيها شيء يدل على التصور ! وما زال البس قائم . لأن التصور يختلف عن الاعتقاد وبعيد المعنى جدا .

[[ولا شك في تفاوت الإيمان بمدى الجزم ، هذه من طبائع القلوب .

أما كلمة تصور فهي تعني صورة تلك العقيدة في الضمير وهذا التصور قابل للتفاوت في مدى الجزم والإيمان .

وأن كنت ترى أن كلمة ( تصور ) خاطئة ، فهل تعني أن النصوص تورث التصور الخاطئ ، أو أنها قابلة له .

أم تعني أنها جهد البشر في الفهم ومحاولات العقل للإدارك لابد أن يعتريها القصور .

إن كنت تعني الثانية فهذا ينطبق على كلمة تصور وعقيدة وفكرة ودين ومنهج وحياة ... الخ ]]

عندما نطلق على الاسلام كلمة تصور اعتقادي فهي كلمة هشة وفيها قلة أدب مع ديننا
وعندما نقول الاعتقاد الجازم بأن الاسلام .... فهذه قمة الأدب .
وفرق شاسع عندما نتكلم عن صورة وجدانية داخل القلب وعن تصور لأن تصور تدل على احتمال الخطاء .
واما قولك فهل تعني أن النصوص تورث التصور الخاطئ او انها قابله له؟
فأن كنت تقصد بالنصوص كلامك فالجواب نعم وأن كنت تقصد نصوص شرعية فأوردها لأني ما اعلم ماهي النصوص المقصودة.
وكل البشر راد ومردود عليه الا محمد صلى الله عليه وسلم.
والإسلام معرف من أهل العلم فلما نبحث عن معنى أخر كأنه اختبى عن أهل العلم مما اللفو عن العقيدة !

[[لا ياعزيزي بارك الله فيك ، لا تضاد

أنا هنا أتحدث عن الركن الأول من الأركان التي تشير إليها .

أما أستخدامي لكلمة فكرة حين أتحدث عن العقيدة في القلب أو العلم بالعقيدة فلا أرى فيه بأساً ، وأنت تقول : الدين منهج إلهي ونظام ، وأنا أقول أنه كذلك وقائم على فكرة ، وكل نظام لابد له أن يقوم على فكرة وإن شئت فقل / عقيدة ، فلسفة ، تصور ، نظرية .]]


أخي الكريم كل الأركان يجب العلم فيها والعمل .
الفلسفة والتصور والنظرية والفكرة : هذه خاصة بالبشر وما يصدر عنهم .
ممكن نسمي دين وضعي أو قانوني من صنيع البشر بأنه فلسفة او تصور او نظرية او فكرة
اما ديننا الاسلامي فهو منزه عن كل هذه الكلمات الساذجة امام الإسلام .

[[المقال كله ينطلق من أن هذا الدين هو صنيعة الله تعالى .
وإن سلمت معك في صرف المعنى بهذه الجملة ، فهل ترى أنها تصرف جملة ماورد في المقال ، أم أن القاعدة المعتد بها لدى أهل العلم هي ( حمل المتشابه على المحكم ) .؟]]



لم اعترض على فحوى مقالك بل أشياء محددة . والجملة ليست خاطئة كلها بل دخول كلمة من لدن تصرف المعنى ..فإذا تكرمت تحذف هذه الكلمة (لدن) وأن لم تحذف الكلمة فارجو تبرير ذلك لغويا .

[[
1- العنوان فكرة الإسلام ! هل الإسلام يحق لنا أن نسميه فكرة!؟

أنا أسميه فكرة أو نظرية واسميه أيضاً عقيدة .

وما العقيدة أن لم تكن فكرة في القلب ونظرية في مشروع إصلاحي .

والإسلام دين ، والدين هو الديدن والروتين والعمل اليومي في الحياة المبني على منهج محدد ، ذلك المنهج المحدد مبني أصلاً على فكرة معينة .

ومع هذا أقول لا مشــــــــــــــــــــــا حة في الإصطلاح.]]



أن سميت الإسلام فكرة أو نظرية !!!! فأنت وحيد زمانك والله يعينك هات الدليل من الاولين أو المتأخرين ؟؟؟!

نازف الحرف

ابن هبيره 26-07-08 08:31 PM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
( ( إذا فهو تنظيم قائم على تهذيب وإحترام الذات البشرية وإصلاح الإنسان وتقويم الإنسان ، ويسعى لإقامة مجتمع حضاري على هذا الأساس ، حضاري في تعامله وأخلاقه ـ حتى مع الحيوانات ـ وينطلق من منطلق أن الأمر لله ، والعبودية لله وليست لسواه ، ويتميز بالكرامة والقوامة وبالعدالة والإنصاف ، وهو مجتمع فيه التعاضد والتكافل فهو كالجسد الواحد المسلم فيه أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يخذله ،)
عجبي من قوم هذه محاسن دينهم كيف يركضون وراء من لادين له حذو القذة بالقذة . إنه نداء إلى العالم كل العالم من أراد أن تستقيم حياته ويعيش جنة الدنيا دونك ياهذا النبع الصافي والماء الزلال , كيف تصد عنه إلى ملح أجاج لايزيد وارده إلا عطشا . ييييييييييياله من دين لو كان له رجال
شكرا أخي عبدالله كلام يبعث في النفس مزيدا من الاعتصام بهذا الدين الحنيف
لاشلت يمينك يا أخى الإسلام

سـ ع ـودي العز 26-07-08 10:50 PM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
السلام عليكم ورحمة الله

عندي وجهة نظر وان شاء الله تكون في محلها

البحث الذي أمامي جميل ولكن هناكـ نقطة سأثيرها وهي خارج الموضوع

الآن كما ترى ياسيدي الفاضل البحث طويل صحيح أني من مدني القراءة

ولكن هناكـ آخرون والكل يعلم يمرون مر الكرام على مثل هذا المواضيع المهمة

ويتجاهلونها لأنها طويلة ..

فلو تجزأ مثل هذه المواضيع ستجد القراء والمتابعين لها ..

أرجوا أن تصل هذه النقطة وتجد لها محلاً ..

أخيراً وليس آخراً أشكر عبدالله بن غنام على هذا المجهود الرائع ..




تحيااااتي

عبدالله بن غنام 27-07-08 07:54 AM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
أخي / ابن هبيرة ، شكراً على روح الأخوة الطاهرة التي غلبت على ردك الراقي ، وأسأل الله لي ولك أن يرينا احق حقاً ويرزقنا اتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه .

عبدالله بن غنام 27-07-08 07:57 AM

رد: شيء من فكرة الإسلام
 
أخوي / سعودي العز

والله كلامك عين الصواب ، وعين الحكمة .

خصوصاً مادام الطرح في منتديات ومدام الهدف هو التغيير .

والحق أقول ، أني لم أفكر في تفصيل أو تجزئة تلك البحوث ، وإن كنت أقر أنه رأي أمثل وأحكم .

لكن أعدك أن أجعل رأيك هذا في منهجيتي القادمة .

والف قبلة على جبينك الطاهر


الساعة الآن 12:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52