مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   مكتبة المجالس (http://www.alfredah.net/forum/alfredah47/)
-   -   عملية التغيير الشخصي (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah2044/)

عبدالله بن غنام 07-06-07 01:38 AM

عملية التغيير الشخصي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

أهدى إلي الأخ القدير والعلم الجليل / منصور الطهيمي ( مشرف مجلس النقاش الجاد )

كتاباً معرباً عن الإنجليزية لـ ( ستيفن . ر . كوفي ) وبعنوان ( العادات السبع للناس الأكثر فعالية / دروس فعالة في عملية التغيير الشخصي )

والحقيقة أني لم أكمل قرأة الكتاب بعد ، ولكن أحببت طرح ملاحظاتي وتعليقاتي عليه أولاً بأول .



قرأة 50 صفحة

يقول الكاتب ( بتصرف ) :

" في إطار أبحاثي وإعدادي لهذا العمل ، تولد لدي اهتمام خاص عن كيفية تكوّن المفاهيم ، وكيفية تحكمها في طريقتنا للرؤية ، وكيفية أن طريقتنا للرؤية تحكم أسلوبنا السلوكي ،وقد قادني ذلك إلى التحقق من مدى العمق الذي تكمن فيه مفاهيمنا.

ولقد تعلمت أنه يجب أن ننظر للعدسة التي نرى العالم من خلالها ، بمثل وضوح نظرنا إلى العالم الذي نراه ، وأن العدسة ذاتها تشكل كيفية تفسيرنا للعالم
."


بمعنى أن فلسفة الفرد عن الحياة هي التي تعتمد عليها طريقة حياة الفرد ، والفلسفة عن الحياة أو العدسة التي نرى العالم من خلالها هي بعبارة أخرى العقيدة عن الحياة والإنسان ، والعقيدة هي مجموعة المباديء والمفاهيم.

ثم يسرد الكاتب قصة له وزوجته في طريقة تقويم وتوجيه ولده والمهم من ذلك السرد : أنه يقول ما معناه أنه كان غير مؤمن بقدرات ولده وأنه للتغيير لابد له من الإيمان بقدرات ولده أولاً حتى يستطيع النجاح.

والولد بدا لي أنه مثال عن الحياة ( على طريقة الكاتب ) فكأنه أراد القول : إذا أردت تغيير الحياة أو وضع الحياة يجب عليك أن تغير من نفسك أولاً وذلك لا يكون فاعلاً إلا بتغيير المفاهيم أولاً ( المعتقدات ) بمعنى أنه يجب تقرير عقيدة أمثل عن الحياة لتكون الحياة كما يجب.

قال ما نصه :

" لذا فقد بدأنا نتحقق من أنه إذا أردنا تغيير الوضع فإنه يجب علينا أن نغير من أنفسنا أولاً ، ومن أجل التغيير الفعال لأنفسنا ، يتوجب علينا أولاً تغيير مفاهيمنا."

لنمضي في بقية أفكار الرجل ولنستمع إليه يقول :

" كنت في نفس الوقت منغمساً لأقصى درجة في دراسة متعمقة عن المؤلفات الخاصة بالنجاح والتي نشرت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ عــــ 1776 ـــام ، كنت أقرأ بل كنت أفحص بكل دقة مئات الكتب ، والأعمدة والمقالات في مجـــالات مثل / تطوير الذات / علم النفس الشعبي / المساعدة الذاتية.

وفي دراستي التي عادت بي عبر مائتي عام من الكتابات حول النجاح لاحظت أن مضمون هذه الؤلفات ينطوي على نموذج نمطي مثير للدهشة ، وبدأ ينتابني شعور متزايد بأن كثيراً من المؤلفات عن النجاح في غضون الخمسين عاماً الأخيرة كانت مصطنعة ، لقد كانت تموج بالإدراك الواعي للصورة الإجتماعية والوسائل والحلول السريعة ـ مع الوسائل الإعلامية والمسكنات الإجتماعية الموجهة للمشكلات الحادة التي بدت أحياناً كأنما توفر لها حلاً مؤقتاً ، في حين تركت المشكلات المزمنة المتوترة خلف السطح ظاهرة دون مساس حتى تلتهب ثم تطفو على السطح مرة بعد أخرى
"

هنا حينما يتحدث عن محاولات التغيير عبر المئتي سنة يقول أنها كانت سطحية في الغالب ولم تكن جذرية إذ لم تكن شاملة ولا دقيقة.
ثم يذكر تركيز الدراسات في المئة والخمسين سنة على ما يسمى بـ ( الصفات الأخلاقية المثالية) ودعونا نسميها ( المثالية ) فقط وهي تتمثل في : التركيز على تفعيل أخلاقيات راقية مثل / النزاهة / لين الجانب والسكينة / الإخلاص / الشجاعة / الصبر / الكد والإجتهاد / البساطة والتواضع / وما شابه.
ولكن ذلك التركيز على تلك الأخلاقيات ليس له في النفس جذر متين يقوم عليه أو قاعدة راسخة ( والمثالية ) لم تهتم البته في إيجاد تلك القاعدة.
وكانت تلفت النظر فقط إلى أن هناك مبادئاً أساسية للحياة الفاعلة بوسع الناس عن طريقها التمتع بالنجاح.
وهذه النظرية بهذه الصيغة المبتورة اللإتصال بضمير الفرد لعدم وجود قاعدة لها هناك ترتكز عليها وتحميها من الإنهيار تحت أقسى الظروف ، وبعدم ربطها للفكرة في الضمير بالحركة على الواقع وربط المبادئ بالعادات والشريعة بالعقيدة فهي لا تعدو كونها عملاً خديجاً في نظري لايستحق عناء الوقوف عليه.

ثم يتحدث عن نظرية أخرى ( الصفات الأخلاقية الذاتية) وهذه تهتم بالفرد بالصورة العامة حيث تلقنه وتحضه على تجميل العلاقات الإنسانية ـ بأي شكل من أشكال التجميل ـ وتجميل التوجهات والتصرفات والمهارات ، وأستخدام كل وسيلة تكفل التجميل ـ مع أنها لا تقرر ما هو الجميل ـ .

وبهذا الشكل يبدو واضحاً جلياً أن هذه النظرية كسابقتها في كونها مبتورة الجذور بل ولا تعدو في أرقى نجاحاتها كونها مسكن مؤقت.

وبذا يلاحظ أنهم في كلتا النظريتين يبحثون عن أفضل قاعدة للتوجيه الإيجابي للفرد والمجتمع ولكن بلا شمولية ولا ربط للبحوث بضمير الفرد وعالم الفرد ومسلمات وفطرة الفرد.

ويكفينا هنا إعتراف الرجل بصدق حيث وصف تلك النظريات : بالمسكنات الإجتماعية الموجهة للمشكلات الحادة التي بدت أحياناً كأنما توفر لها حلاً مؤقتاً ، في حين تركت المشكلات المزمنة المتوترة خلف السطح ظاهرة دون مساس حتى تلتهب ثم تطفو على السطح مرة بعد أخرى.

ويقول في موضع اخر :

" كلما زاد إدراكنا لتصوراتنا ( فلسفتنا عن الحياة وطريقة فهمنا لها ) كلما زادت قدرتنا على الإضطلاع بمسؤلية تلك التصورات وتمحيصها ، وإختبارها في مواجهة الحقيقة ، والإستماع للأخرين والإنفتاح على مدركاتهم ، الأمر الذي يتيح الإطلاع على صورة أكثر رحابة ووجهة نظر أشد موضوعية." ( وأقرب إلى الحق ).

ويقول :

" إن التصورات الذهنية ( العقيدة والتصور ) لا يمكن فصلها عن الشخصية ، والكينونة ( يقصد طبيعة الإنسان وما يكون عليه في صورة نهائية ) هي الرؤية في أبعادها الإنسانية ، وما نراه ( يقصد في الحياة والشعور والسلوك ) يرتبط في علاقة متبادلة إلى حد فائق مع ما تكونه ( أي طبيعتها وأصلها ومنشأها ، وترتبط مع بعضها كذلك ) ، وعليه فليس بإمكاننا قطع شوط بعيد الهدف بتغيير رؤيتنا دون أن نغير تلقائياً كينونتنا، والعكس صحيح".

أتفق مع هذا الرأي تماماً حيث أنه يقرر أن الصورة النهائية لشخصية الفرد ( المشاعر ، السلوك ، النوازع ، الأهواء ) تتجاوب بتغير تلقائي مع تغير عقيدة الفرد .

ويقول :

" وترجع قوة التصورات الذهنية ( العقيدة ) إلى أنها تخلق العدسة التي من خلالها نرى العالم ، وتعتبر قوة تغيير الصورة الذهنية ( تأثير العقيدة على الشخصية ) بمثابة القوة الأساسية للتغيير الكمي ( يقصد الشامل ) سواء كان هذا التغيير تلقائياً أو نتيجة لتطور بطئ ومقصود".

ويقول :

" إن الحقيقة الموضوعية ( والتصور الحق ) يتكون من مبادئ هادية كالمنارة تحكم التطور والسعادة الإنسانية (الرضى عن النفس وسلام الضمير ) أنها قوانين ( يقصد المبادئ ) طبيعية مغزولة في صلب نسيج كل مجتمع متحضر ( بمعنى أنها من الفطرة ، كالصدق مثلاً ) عن مراحل التاريخ ،، ولن يغير مدى الدقة التي تصف بها ( مفاهيمنا وتصوراتنا ) معالم ( التصور الحق ) ، لن تغير (مهما شطت وأخفقت ) من حقيقة وجوده ( وكنه وجوده وخصائصه ومقوماته وقواعده )

وتبدو حقيقة هذه المبادئ والقوانين واضحة أمام أي شخص يفكر ويمحص في عمق دورات التاريخ الإجتماعي ، وتطفو هذه المبادئ على السطح مراراً وتكراراً ، وبقدر المدى الذي يبلغه الناس من إدراكها والتعايش في توافق معها بقدر ما يتقدمون تجاه البقاء والتوازن أو تجاه التفكك والفناء".

يقول ذلك لأنه يعي أن كثيراً من المبادئ السامية فطرية في المقام الأول.

ويقول من جميل قوله :

" وعندما يتم تمثيل هذه الحقائق داخل النفس وتتخذ صفة العادات فإنها تعطي الناس القوة على خلق مجموعة شديدة التنوع من الممارسات للتعامل مع مواقف متباينة".

أي منهجاً شاملاً في التعامل ، وذلك حين تترجم تلك المبادئ إلى حركة على أرض الواقع.

وقال :

" وتعتبر المبادئ دليلاً إرشادياً للسلوك الإنساني ، بما أثبتته من احتوائها على قيم ثابتة ودائمة".

" وكلما كانت تصورتنا أوثق إرتباطاً مع هذه المبادئ ، كلما كانت أكثر دقة وأداء لوظائفها".


خلاصة ما فهمته مما سبق أنه أراد القول


يجب تقرير تصور أمثل عن الحيـــاة والإنســــان لتكون الحيــــاة كما يجب.



إلى هنا نكتفي كما يقول بندر ولنا عودة بموضوع آخر


كتبه : عبدالله بن غنام أبو عزام

تنويه: ما نقل عن الكتاب هو ما كتب باللون الأخضر فقط وجملة المقال شرح وتعليق لكاتب السطور

متعب بن نومان 07-06-07 01:53 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
بارك الله فيك اخوي ابو عزااام


اطلاله ولي عوووده


دمت بــــــــــــود

شوق عبدالله 07-06-07 06:41 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
رؤيا جيده ،، وطرح متمــــيز بحق ،، تشكر عليه ،،

تشوقنا من خلاله لقراءة هذا الكتاب ،،

لي عوده للاطلاع على ماهو جديد من ملاحظاتك ،،

{ { ثم يتحدث عن نظرية أخرى ( الصفات الأخلاقية الذاتية) وهذه تهتم بالفرد بالصورة العامة حيث تلقنه وتحضه على تجميل العلاقات الإنسانية ـ بأي شكل من أشكال التجميل ـ وتجميل التوجهات والتصرفات والمهارات ، وأستخدام كل وسيلة تكفل التجميل ـ مع أنها لا تقرر ما هو الجميل ـ .} }

احياناً نجد في بعض المسكنات علاجاً فعالاً للداء ،،

ابوبندر 07-06-07 07:35 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
اقتباس:


إذا أردت تغيير الحياة أو وضع الحياة يجب عليك أن تغير من نفسك أولاً وذلك لا يكون فاعلاً إلا بتغيير المفاهيم أولاً ( المعتقدات ) بمعنى أنه يجب تقرير عقيدة أمثل عن الحياة لتكون الحياة كما يجب

رائع ابوعزام


متـــــــــــــــــــــــ ــــابع للاستفاده

ابن منيديل 07-06-07 08:49 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
لاهنت ياصاحب القلم الرائع


متابع

ذيبان 07-06-07 03:01 PM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
يعطيك العافي اخوي عبد الله موضوع حقيقة قيم ويستاهل القراءه بتمعن 000 انا قراءته بسرع ولي عوده ومداخله ان شاء الله

م / خالد الشملان 07-06-07 05:44 PM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
متابع لهذا الطرح
.
.
ولي عوده ان شاء الله في نهاية الموضوع
: )

متعب بن نومان 07-06-07 09:33 PM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
بسم الله الرحمن الرحيم

اعتذر ان خرج نزف القلم عن محور الحديث

بلاشك الكل سيسعى الى تغيير الشخصيه والكل يبحث عن الافضل وليس عجيبا ان نشاهد العكس

تختلف الطرق منها ماهو صحيح ومنها ماهو خاطئ وايضا يوجد السهل والصعب

فالكل يشاهد مع تقلبات الحياة وتطوراتها العجب ,,
فهناك ماهو شخصية السطحية ناصعة البياض وجميلة ولكن عندما ينكشف اللب تجد الهول مماترى
فهذا النوع كثيرا جدا والى الان يستمر الانظمام اليه ,, لايحاج لمميزات كثيرة للوصول اليه ولايحتاج للتغيرات جذرية وصعوبة الكشف عنه ,, لكن يستمر ضميره في تعذيبه دوماً
ومن اراد تغيير الشخصية للأفضل ,,ربما ينجح ويستمر المشى فيه بخطى ثابته وينجح بالوصول لهذه الشخصية المميزة
لكن ,,قد يجبرة مجتمعه ان يغيرشخصيته للأسوأ بعدم تغيير نظرتهم اليه

بندر النغيمش 08-06-07 03:18 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 

قراءه رائعه..
حلوه الصدفه..
عندي كورس لمده 3 ايام قريبا يحمل هذا الاسم:
seven Habits of Highly Effective People
(العادات السبع للناس الأكثر فعالية)

فخلاص الظاهر اني ماراح احضر الكورس بقولهم اني حضرته مع عبدالله غنام..


-------------------------- ---------------------

تعليـقـ...... بسيط......

انا مره قريت نظريه للنجاح...
تقول :

انسى الماضي
تواجد في الحاضر..
دع المستقبل وشأنه..


مدري وس سالفتها هالنظريه..
ومادري هل لها دخل بالموضوع ولا لا...
ارجو التنوير..

عبدالله بن غنام 08-06-07 03:55 AM

رد: عملية التغيير الشخصي
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بندر نغيمش (المشاركة 14951)



انا مره قريت نظريه للنجاح...
تقول :

انسى الماضي
تواجد في الحاضر..
دع المستقبل وشأنه..


مدري وس سالفتها هالنظريه..
ومادري هل لها دخل بالموضوع ولا لا...
ارجو التنوير..


ما دامت صفحتي فسأسبق الجميع بالرد ولي العذر

أخي بندر / قلنا أن العقيدة والتصور هو مجموعة مفاهيم ومبادئ

وفي علمي أن هذا المبدأ هو فاعل في التصور الإسلامي

{لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ }الحديد23

نعم تترك الماضي ولكن بعد تقرير موقفك منه ولو لنفسك فقط

ولا تخشى المستقبل وتهتم به أو منه هماً ينسيك الحاضر ويخرج بك

عن الفاعلية المطلوبة ويشطح بك كذلك عن الإيجابية.



بإختصار كل ماله أثر سلبي على شعور الفرد أو سلوك الفرد يلزمه وجوباً

الجدية في معالجته أو البعد عنه أو عن مكامنه.


{إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً }النساء97

والله أعلم


الساعة الآن 04:51 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52