مجالس الفرده

مجالس الفرده (http://www.alfredah.net/forum/)
-   مجلس حــديـث الــقــلـم (http://www.alfredah.net/forum/alfredah36/)
-   -   في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً (http://www.alfredah.net/forum/threads/alfredah9508/)

عبدالله بن غنام 29-10-08 11:41 PM

في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
على إعتبار أننا نسعى لبث الهدى والحكمة ونتذاكر ، ونؤكد دوماً لأنفسنا وللناس أن الهدف كل الهدف مرضاة الديان ، فنحن من منطلق العبودية ننضال في سبيلة ، على هذا الإعتبار :
لماذا لا يتحقق بنا التجرد الكامل لله تعالى ؟؟ لماذا لا نزال لا نستطيع الإنعتاق من أوهاق وجوذاب النفس ؟؟.. ولماذا ترسب بنا غالباً دون منزلة نكون فيها القدوة المثل ؟؟ ..
بل لماذا يبالى المؤمن وهذا الهدف ، إن كان في المقدمة أو كان في الساقة ؟؟ ..

فحين أكون في جيش غازي في سبيل الله لفتح القدس وقد سبقت البشارات عن ذلك الجيش والتزكية له بالخيرية ممن لا ينطق عن الهوى . أقول حينما أكون في مثل ذلك الجيش ، هل أبالي إن كنت قائده ، أو كنت ممن يناول سهماً ، أو كُلفَ بسقايا ، أو أن يحمل كلاً ؟؟ . على حين أني أعرف وأدرك وأعي بأني فاعل في هذا الجيش إياً كان موضعي فيه ، وأدرك أن العبرة أني ضمن إطاره الكبير ، والله تعالى يعلم أثري فيه ، والعمل أصلاً هو لوجه الله تعالى ، فلماذاً إذاً أحتاج هنا تقدير الناس ، وأن أكون ضمن النخبة ؟؟ .

ودون هذا التقدير قد أتخلى عن الهدف ، مع أن ولائي في الأساس لله تعالى ، ومع أني إبتدأ لم أعمل لأكون ضمن النخبة ، ولكن ليتحقق الهدف وهو إخلاص العمل لله تعبداً له أرجو به مرضاته.

أحب دائماً أن أذكر نفسي بهذه الكلمات ، وأذكر نفسي بالهدف وأفرق دائماً بينه وبين الوسيلة ، وأنا أعتبر مركزي وصورة مقامي في هذا الواقع ، وسيلة ، بحيث لن يختلف منهجي وطريقتي إن كنت عاملاً كلف حمل الكل في الجيش وفاته أن يكون من النخبة ، أو كنت أمير ذلك الجيش المسمى والذي تتعلق به كل الأنظار .

لازلت أحاول أن أربي نفسي على هذه الطريقة.
لكني لا أزال في مغالبة معها فلماذا هذه الإزدواجية في الهدف ؟؟ ولماذا لا أستطيع تحقيق التجرد الكامل ؟؟
لعلي أحتاج دوماً إلى تذكير نفسي بهذه الكلمات ، وأحتاج أن يهمس بها في أذني غيري ، كلما جنح المسير عن خط الهدف… والله المستعان على كل حال.
لماذا أنسى دائماً أني في معرض تمام صفقة ؟؟ لماذا تغالبني نفسي دون ذلك ؟؟..

قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الأنعام : 162]

إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ [التوبة : 111]


أيتها النفس إنها صفقة رابحة إن كتب الله لها التمام ، وقد بعت والله أشترى ..

سيدتي

أنت في خضم ترجين به وجه الله تعالى ، وفي جهاد منك لمرضاته ، وهو هدفك وهو سندك وهو ملاذك ومعاذك ، فماذا يضيرك كيد العبيد.

ثانياً : أنت في معرض دار عمل ، وليست دار جزاء ، فلا تنتظري الجزاء ولا النتيجة ولا القرار بالنجاح حتى تنامي نومة العروس .

ثالثاً : الجزاء هو من عند الله تعالى ، بما أنه صاحب الملك المهيمن ، والعمل أصلاً مصروف لمرضاته ، وليس لمرضاة سواه ، فإن رضي تعالى ، فلا رضي سواه .
وهو الأول سبحانه وليس بعده شيء .

رابعاً : من مقتضى العبادة الخالصة : التجرد لله تعالى حتى من أهواء النفس وأمانيها وطموحاتها . والله أشترى من المؤمنين أنفسهم .
يعني لم يبقى لهم شي ، كل شي عندهم لله تعالى ، فثقي بالله تعالى وتممي الصفقة .

خامساً : سيسيطر عليك الغضب والغيرة والشح وحب الشهوات ، ولكن اجعليها لمرضاته فهي ضمن الصفقة ، حاولي أن لا تتصرفي يوماً لحظ الأنــا ، فالأنا قد بيعت والله أشترى .

سادساً : ما دمت في دار العمل ، فلا تنتظري زوال الغربة ، فليست تزول الغربة إلا بتمام الصفقة ، وتمام الصفقة نهاية مرحلة الإختيار ، فأنت لم تزلي من البيعة في خيار ، وما أستوثقتي من البيع بعد.
ولا تنتظري ذهاب الأذى ، فالأذى تمحيص لابد أن تلاقيه ، إن لم يكن من الناس والمجتمع فمن الأقرب ، وإن لم يكن فمن أولادك وخاصة أهلك ، وإن لم يكن فمن ذاتك وشهواتك ونزعاتك .
لابد أن تلاقي الأذى ولا مصرف لك عنه ، ولابد أن تتعاملي معه بمقتضى شروط الصفقة.

سابعاً : حب الناس ، وتقدير الناس ، والجمال الذي يراه الناس وحكمهم جملة وتقييمهم لك ، ليس من البيعة في شيء ، ولا يخل شيء من ذلك في البيعة ، والمؤمن ليس عند الله بكاسد .


فيا نفسي ..

كفي عن الحديث عن الأنا وتقييمك للأنا ومحاولة علاجك للأنا ، ولترمقي السماء بتطلع دائم وبواقعية راسخة الخطى في معرفة الهدف والسعي نحو الهدف .

وتذكري أنك بعت والله أشترى.

لا تنسي أنك لا تملكين من نفسك شيئاً ، وأنك بعتها بصفقة رابحة ( إن شاء الله ) لله تعالى .

ولا تعتقدي أن الحل في التقوقع على الأنا ، بل الحل في التجرد منها لله ، وتقديم أمانيها وطموحاتها قرابين بين يديه لمرضاته .

أسأل الله تعالى أن يشد أزرك ، ويضفي السكينة على فؤادك ، ويُعلي في ملاء عنده ذكرك .

وأن يرزقك صدق النية وحسن العمل ، وأن يتم صفقته معك بالفوز العظيم لك .

اللهم أصلح لي نفسي ، وأرزقني رضاك على القول والعمل ، اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك ، وإني أستودع هذا النفس عندك ، اللهم تقبلها مني وأرزقني الفوز بالصفقة ، ومن قال آمين .


عبدالله....


29 / 10 / 1429هـ

ذيبان 30-10-08 12:19 AM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
عبد الله بن غنام

يسلم القلم ومن خط بالقلم

الله يعطيك الخير والعافيه

فيصل بن هديب 30-10-08 02:57 AM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
يعطيك العافيه اخي عبدالله سلمت يداك

//

تقبل خالص تحياتي

فهد الطميشاء 30-10-08 12:14 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
تدور في هذا الموضوع نحو نقطة واحدة وهي التجرد الكامل لله

سواءَ أكنت رأيساَ أم مرئوساَ وهذا شيء جميل

ولكن أخي عبدالله ألا تعتقد أن التجرد الكامل شيء صعب جداَ

البعد عن ال(أنا) شيء جميل مع أنه هو تجارة هذا العصر

الصفقة الرابحة وبيعها في ال(أنا)

بالفعل بيع الأنا لله تعالى والنيل بما عندم من صفقات رابحه

فهذا الشيء هو الجميل وهو المكسب الرابح لكل شخص على وجه الأرض

ولكن ال(أنا) أصبحت في هذه الأيام هي كل شيء

فلابد من تفخيم الكلام والأتيان ولو بأكاذيب وهو يعلم بقرارة نفسة

أنها لا تلاقي قبول عند الكثير من الناس وهذا واضح على من تخاطب

ولكن من الؤسف أن يأتي شخص وصاحب مكانه في المجتمع ويكون هذا نهجه وأسلوبه


الزبدة من هذا الكلام جميعه هو (( التجرد لله تعالى ))

وفقك الله لما يحب ويرضي ودمت مبدعاَ

أبو وسيم 30-10-08 12:23 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
اشكرك اخي عبدالله على موضعك القيم والنافع

وعطيك الف عافيه

ولك تحياتي

Mazel Alfreidy

عبدالله بن غنام 30-10-08 04:05 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
الوالد القدير / ذيبان

مروركم المهيب ، له في النفس وقع حبيب.

فشكر الله لكم هذه الفخامة التي تضفونها بمروركم

عبدالله بن غنام 01-11-08 09:21 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
فيصل بن هديب

شاكر مرورك الألق وسلمت ودمت

كن بالقرب دوماً

عبدالله بن غنام 01-11-08 09:28 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فهد الطميشاء (المشاركة 75833)
تدور في هذا الموضوع نحو نقطة واحدة وهي التجرد الكامل لله

سواءَ أكنت رأيساَ أم مرئوساَ وهذا شيء جميل

ولكن أخي عبدالله ألا تعتقد أن التجرد الكامل شيء صعب جداَ


أهلاً بأخي الفذ / فهد

هل هناك تجرد جزئي ؟؟ أو تجرد ولكن ؟؟

ونعم هو صعب ويحتاج إلى تربية النفس عليه .

لكن قسه أنت على الشهادة التي يرجوها كل منا .. مالشهادة ؟؟

أليست هي التضحية بكل ما نملك وكل ما نمثل من مادي ومعنوي وتقديمه قرباناً بين يدي الله تعالى لمرضاته .؟

هي إذاً تجردٌ كامل ، ونحن في هذا الموضوع نتحدث عن التجرد عن الرغبات والأماني والنزعات لله تعالى .

وسؤالي لك ، كيف يمكن أن ننال الشهادة التي نرجوها ونسأل الله أن يمن علينا بها ، وهي تجرد من كل شي ، على حين أننا نرى صعوبة في التجرد من الأهواء والنزعات والأهواء ؟؟

هنا يتبين أن هذا التجرد يحتاج تربية النفس عليه .

شاكر مرورك وإضافتك الثرية الأكثر من رائعة.

عبدالله بن غنام 01-11-08 09:33 PM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
الأخ مزعل

والشكر موصول لك لكريم مرورك وجميل تعليقك

وتحية من القلب لك

الأصيل 17-11-08 02:47 AM

رد: في الصفقة الرابحة ، لن تملك شيئاً
 
اخي ( ابو عزام )

دائما مبدع

واضح بجلا تفسير الظلال ( في ثنايا الفكرة والطرح نفسة )

- الموضوع هو شروط قبول العمل
الاخلاص و التجرد

والشرح
تو جية النفس و العمل وحسن النية { انما الاعمال بالنيات }


- التسأل ((( فية ابدع الكاتب )))

اي لم تظهر شخصية الكاتب الا بعد التسأل مع نفسة ~ سيدتي




فكانت رويتة جيدة



في بيان الطريق الموصل الى الحق






و لك تقديري واحترامي


الساعة الآن 11:04 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Content Relevant URLs by vBSEO TranZ By Almuhajir

Ads Management Version 3.0.1 by Saeed Al-Atwi

لتصفح الموقع بشكل جيد الرجاء استخدام الإصدارات الاخيرة من متصفحات IE, FireFox, Chrome

Security team

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52