ويبقى الأمل
 

عندما تتهاوى القيم ، وتتداعى المُثُل ، فيستحيل المجد المذخور زيفاً كزيف الأساطير ؛ سيفقد من كل شيء في الحياة قداسته ، وسيسفه كل وشيجة ورابطة في الحياة .

عندما تسقط القيم والمٌثُل وينكشف زيف المجد ، سيتخلى عن كل نعرة وكل قومية وكل عصبية لحزب أو لأرض أو لفكرة كان يحتضن ، وقد يتخلى عن كل دين .

لكن تهاوي الآمال واضمحلال المجد ، ووكسة الانكسار ، والبداية من الصفر ، ليست شيئاً جديداً عليه .

فكم هام وتغرب ، ورأى وجرب ، ولم يكن يوماً يبني الآمال على المجد عينه ، أو عصبة حوله ، أو فكر قيادي يسوسه ..

بل كان يخوض الكفاح وحيداً في هذه الحياة مراهناً بها جملة ، وهي كل ما يملك من مجد وعصبة وفكرة .

ولحسن طالعه ؛ لم يكن يؤمن بغير الله ـ تعالى ـ والحب والكفاح ، وعدا هذا كان لا يؤمن به ولا يركن إليه ، كما تقتضي طبيعة المراهنة .

فعاش حيناً من الدهر في حزن عميق ، ووجدٍ أسيف ، وبقلب جبار ونفس ضعيفة .

وإن أقسى ما يمر عليه من لحظات في هذه الحياة ، هي تلك اللحظات التي تعده وتمنيه وتوسوس له بأن يؤمن بشيء جديد .


وتلك اللحظات تكمن قسوتها في عظيم قسوة لحظة يخسر فيها الرهان فيخسر كل شيء .

ويعود لنقطة الصفر من جديد ويبدأ لا يؤمن إلا بالله ، ولا يملك إلا الكفاح ، ويسعى إلى الحب المنشود ، يسير في المهامه والمجاهيل ويخوض في المعامع كفاحاً دائباً بوعد من الحب صدوق ، يسير على عين الله ، وفي حفظ الله ، وعلى بركة الله .



هذه الخاطرة أعلاه نقلت لكم كما هي في مسودتها بلا تعديل ، لكني أحب أن أضيف عليها أشارة هنا إلى تلك القيم والمثل التي تتهاوى وتسقط في كل مرحلة من مراحل صاحبنا ـ عفى الله عنه ـ ولأني أعرف الناس به أقول أن تلك المرحلة التي كتبت بها الخاطرة أعلاه ، كنت مرحلة التساؤل أو البحث عن القيمة الأمثل .

كان كلما رأي قيمة رفيعة قال : هذا ربي هذا أكبر .

والحمدلله الذي هداه لقيمة لم تتضعضع منذ أن عرفها ولا تزال تكبر في نفسه كل يوم.

ابو عزام

رد: ويبقى الأمل
 

رد: ويبقى الأمل
 

رد: ويبقى الأمل
 

رد: ويبقى الأمل
 

أخي الفاضل / خــيّال القلم

تحية لفكرك الراقي

ووقدته التي لا تخبو

وشكراً جزيلاً لك على تلك الإضافة ذات العمق ذات التوجه الأمثل

وشكر الله لك طيب ثنائك على أخيك

وكتب لك الثناء في ملاء خير من هذا الملاء

رد: ويبقى الأمل
 

ابو ماجد الف تحية لك على روعة الحضور

ورقي العبارة

وصدق المودة

والف شكر لك ، وأسأل الله أن يشكرلك كل خير

رد: ويبقى الأمل
 

أختي الكريمة / صاحبة قلم

جليل منك هذا المعنى وهو الحكم على فكر الإنسان على الصورة النهائية

لا على تسلسل التطور والإرتقاء

ومن خلال الأولويات والمبادئ والقيم .

جليل هذا المعنى.

ولكن أيضاً تسلسل التطور ، والإخفاقات القديمة نستفيد منها عدة نقاط ، لا للحكم على صورة الفكر ، بل للحكم على منهجيته في النظر والتأمل ، ومدى نجاعة تلك المنهجية .

وربما يكون قد مر بأخطاء ، هذا لا يعنينا إلا من جانب مدى جدوى المنهجية في الفكر والتأمل التي كان يتبع صاحبنا .

ولو أخذنا عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ كمثال :

لوجدنا المثالب والعيوب في تصرفاته ـ رضي الله عنه ـ خلال فترة حياته .

طبعاً قبل إسلامه ، وأسلامه هنا هو الصورة النهائية لفكره وشخصيته .

وكذلك نلاحظ في تطوره ـ رضي الله عنه ـ من الجاهلية إلى الإسلام ، مدى النقلة النوعية في فكرة وسلوكه ، وهي تغيير لاشك جذري وكلي لعموم معالم الشخصية .

إذاً فكل شخص قابل للتغيير الجذري والكلي في عموم معالم شخصيته فكره وسلوكة ، شريطة أن يجد المنهجية الأمثل .

وعليه فلا يعتد بالصور الإبتدائية الأولى لتخلق شخصيته وفكره .

بل قد تكون أشبه بالصور التي تتعاقب على الجنين حتى يكون على الصورة المعروفة للوليد .

فلا تعتبر صور تخلق الجنين ، أو أي صورة منها ، هي صورة الإنسان ، بل أن صورة الإنسان هي ما يستقر عليها تمام الخلق وهي الصورة النهائية التي يظهر بها هذ الجنين للعالم .

وأضيف على هذا ، أن عمر الفرد مهما بلغ لن يقف عائقاً دون تطور معالم شخصيته ( فكره وسلوكه ) .

فكل فرد قابل للتطور الجذري في أي عمر كان

بدليل أن باب التوبة مفتوح للعبد مالم تغرر روحه في حلقه

وأنه ليس هناك شرط يحدد العمر للدخول في الإسلام يجب أن لا يتجاوزه العبد ، فقد يسلم العبد عن عمر مئة ، ولا مانع .

الحد فقط بالحياة ، فتقبل منك التوبة بوجود الحياة .

وتستطيع في أي وقت أن تنتهج التغيير الجذري .

وورد عن رسول الهدى صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( أني أتوب في اليوم سبعين مرة ) .

والله أعلم وأحكم .

شكراً جزيلاً لك أختي الفاضلة على إضافة هذا المنظور المبدأ ، وهذا الفكر المنهجي الرائد

رد: ويبقى الأمل
 

رد: ويبقى الأمل
 

ابو ياسر ( والقلب للقلب شاهد )

الف تحية لقلمك ومدادك المتدفق العذب

وجزيل الشكر الوافر

لمرورك الطيب الكريم

رد: ويبقى الأمل