مجالس الفرده - حج وزواج

عمل في المملكة العربية السعودية وأنوي الحج هذا العام بإذن الله، وعلمت أنه سيكون من بين حجاج بلدتنا رجل أنوي التقدم لخطبة ابنته . فهل يجوز لي خطبتها من والدها أثناء الإحرام؟ وهل يجوز عقد النكاح إذا وافقت وأوكلت أباها في ذلك أثناء الإحرام؟ فقد سمعت من أحد علماء الدين حرمة ذلك. وقال لي آخر أنه يجوز ذلك لأن (النبي صلى الله عليه وسلم) تزوج ميمونة رضي الله عنها وهو محرم فما الصواب في ذلك؟المفتي:الشيخ حسين الغريب من فقهاء الجماعة الإسلامية.الإجابة:ذهب جمهور العلماء إلى حرمة عقد النكاح أو الخطبة للمحرم، فلا يجوز أن يتزوج المحرم ولو بوكيل غير محرم، فإن فعل فالزواج باطل لقوله صلى الله عليه وسلم " لا ينكح المحرم ولا ينكح ولا يخطب" رواه مسلم.
- وعللوا ذلك بأن الإحرام يحرم الطيب فيحرم النكاح كالعدة .
- وذهب الحنفية إلى جواز الزواج والخطبة للمحرم، مستدلين على ذلك بما رواه ابن عباس: أن النبي (صلى الله وعليه وسلم) تزوج ميمونة وهو محرم متفق عليه.
- ورد الجمهور على حديث ابن عباس بحديثين.
- الأول ما رواه أبو دود عن ميمونة نفسها: أن (النبي صلى الله عليه وسلم )" تزوجها حلالاً وبني بها حلالا "و ميمونة أدرى بنفسها من ابن عباس" متفق عليه.
- الثاني ما رواه الترمذي عن أبى رافع قال: تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم ميمونة وهو حلال وبني بها وهو حلال ، وكنت أنا الرسول بينهما.
- قالوا وأبوا رافع أدرى من ابن عباس كذلك.. خاصة وأن ابن عباس كان صغيرا ً لا يقف على حقائق مثل هذه الأمور.
- قال سعيد بن المسيب: وهم ابن عباس.. ما تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم إلا حلالاً.
- وإن صح حديث ابن عباس عارضه حديث "لا ينكح المحرم" لأنه قول منه صلى الله عليه وسلم.. والقول مقدم على الفعل إن تعارضا كما هو معلوم عند أهل العلم، ويكون الفعل خاصا ً به صلى الله عليه وسلم.
- وأما الخطبة للمحرم فهي مكروهة.. سواء خطب لنفسه أو لغيره أو خطب له غيره.. وإن كان هذا الغير غير محرم.
- فالأولى بك أخي الكريم أن تنتظر حتى يحل الرجل من إحرامه ثم خاطبه بما شئت من زواج أو خطبة ابنته.. والله الموفق .
هذا والله أعلم بالصواب.. والله المستعان وعليه التكلان