مجالس الفرده - مجزرة فيرجينيا

الجاني طالب كوري جنوبي حاقد على "أبناء الأغنياء ومجونهم".. ونفذ جريمته على "وجبتين"

مجزرة فيرجينيا تعيد السجال حول أمن الجامعات الأمريكية وسهولة حيازة السلاح

نيويورك - أحمد حسين اليامي: بلاكسبورغ - رويترز، أ. ف. ب:

http://www.alriyadh.com/2007/04/18/img/194643.jpg

قالت الشرطة امس ان طالبا من كوريا الجنوبية هو المسلح الذي قتل 32شخصا في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا دون ذكر اي دوافع لهذه الجريمة. وقد اطمأنت الملحقية الثقافية بسفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن على سلامة الطلبة السعوديين في الجامعة وعددهم 44طالباً وطالبة. ومن بينهم سبعة طلاب ( 7 ) من شركة أرامكو السعودية .
وقال الملحق الثقافي الدكتور مزيد المزيد ل "الرياض" انه تم الاتصال بالطلبة واحداً واحداً للاطمئنان عليهم.

وعرفت الشرطة مرتكب المجزرة بأنه تشو سيونغ هوي ( 23عاما) وهو مقيم بصورة شرعية في الولايات المتحدة وقالت إن واحدا من سلاحين ناريين عثر عليهما استخدم في حادثي إطلاق النار المنفصلين داخل حرم الجامعة اول من أمس في جنوب غرب فرجينيا.

http://www.alriyadh.com/2007/04/18/img/194658.jpg

وقتل تشو نفسه داخل جامعة فرجينيا للتكنولوجيا بعد ان اطلق النار على طلبة واساتذة في اربع قاعات للتدريس فيما يبدو انه مجزرة متعمدة. وكان شخصان قتلا بالرصاص قبل ساعتين في مبنى سكني للطلبة.

وقالت الشرطة ان تشو كان يدرس الادب الانكليزي.

وقال ستيفن فلاهيرتي الضابط بشرطة ولاية فرجينيا "الدليل لم يقدنا إلى القول بكل تأكيد ان شخصاًواحداً متورط في حادثي إطلاق النار". واضاف "من المعقول بالتأكيد بالنسبة لنا افتراض
أن تشو كان من أطلق الرصاص في المكانين".

وقال انه عثر على الضحايا في اربع قاعات للتدريس على الاقل الى جانب بئر سلم.

وقال فلاهيرتي "عثر على المسلح وسط عدد من الضحايا في احدى غرف التدريس. وقضى على حياته بنفسه".

وقال المتحدث باسم ادارة الهجرة الامريكية كريس بينتلي ان تشو مواطن كوري جنوبي كان
يعيش في الولايات المتحدة منذ العام 1992.واضاف ان عائلته تقيم في سنترفيل بفرجينيا.

واعربت كوريا الجنوبية عن مشاعر قلق لاحتمال حدوث رد فعل عنصري في الولايات المتحدة.
وقال مسؤول بوزارة الخارجية الكورية الجنوبية "اننا نعمل بشكل وثيق مع بعثتنا الدبلوماسية واتحادات الكوريين المقيمين هناك تحسباً لأي موقف قد ينشأ عن الحادث".

وقال مسؤولون ان 12طالباً لا يزالون بالمستشفيات في حالة مستقرة.

وسادت مشاعر الصدمة والحزن الحرم الجامعي الذي يوجد به اكثر من 25الف طالب.

واعادت لقطات التلفزيون للطلبة المذعورين وافراد الشرطة وهم يسحبون جثث الضحايا المغطاة بالدماء ذكريات مجزرة مدرسة كولومبين الثانوية في كولورادو في عام 1999ومن المرجح
ان تجدد الجدل الساخن حول قوانين السلاح الامريكية.

وقال الطبيب جوزيف كاسيوبو بغرفة الطوارئ التي عالجت الجرحى "هناك اصابات في السيقان والاذرع والرؤوس والوجوه والمصابون في حالة حرجة هم الذين تلقوا الرصاص في الرأس او الوجه. وهناك اصابات بالرصاص في الصدر والسيقان والاذرع. لقد كان يطلق النار بغرض القتل".

واعرب كثير من الطلبة عن غضبهم لعدم تحذيرهم من اي خطر إلا بعد مرور اكثر من ساعتين على الهجوم الاول في مبنى سكن الطلبة وان التحذير جاء بعد ذلك من الجامعة عبر البريد الالكتروني فقط.

وترك الطالب الكوري الجنوبي قبل ان ينتحر رسالة مطولة هاجم فيها "ابناء الاغنياء" و"المجون" لتبرير فعلته.

وافادت محطة "اي بي سي" التلفزيونية ان تشو سيونغ هوي كتب في رسالته المؤلفة من عدة صفحات والتي وجدت في غرفته "لقد دفعتموني الى القيام بهذا"، مشيرة الى ان القاتل هاجم
في رسالته "الدجالين".

واعلن محققون لصحيفة "شيكاغو تريبيون" ان القاتل اظهر مؤخرا "سلوكا عنيفا ومتواترا".

وافاد هؤلاء المحققون ان تشو سيونغ هوي لاحق مؤخراً النساء واشعل النيران في غرفة
في احد المهاجع في الحرم الجامعي.

وامر الرئيس الأمريكي جورج بوش بتنكيس الاعلام في البلاد حتى ليل الاحد حزنا على ضحايا المجزرة. واعلنت متحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو ان "هذا اليوم يوم اليم لكافة الاميركيين"
مشيرة الى ان "الرئيس والسيدة بوش توجها الى فرجينيا بوصفهما ممثلين عن الامة جمعاء".

ولا تزال دوافع الجريمة مجهولة بعد مرور نحو 24ساعة على قيام تشو سيونغ هوي الطالب في السنة النهائية في قسم اللغة الانكليزية بارتكاب مجزرته.

وقال المتحدث باسم الجامعة لاري هينكر "لقد تصرف بمفرده ونجد صعوبة بالغة في
جمع معلومات عنه".

وضبطت الشرطة في مبنى نوريس هال مسدسين احدهما من عيار تسعة ملليمترات والآخر من عيار 22ملم، واكدت ان احد المسدسين استخدم في عملية اطلاق النار الاولى.

ولكن لم تتمكن السلطات حتى الساعة من الجزم بان كلاً عمليتي اطلاق النار
ارتكبهما الشخص عينه.

وجرح في الحادث ثلاثون شخصاً بقي منهم في المستشفيات صباح امس اثنا عشر، حالة بعضهم خطرة، بحسب ما اعلن المتحدث باسم المستشفى الاقرب الى الجامعة سكوت هيل.

وقال الكولونيل ستيف فلاهيرتي مسؤول الشرطة في ولاية فرجينيا للصحافيين ان السلاح نفسه استخدم في الهجومين اللذين شهدتهما جامعة فرجينيا للتكنولوجيا مما يشير الى ان الهجومين نفذهما مسلح واحد.

وحاول ذوو واصدقاء الضحايا فهم الدوافع التي ادت بالقاتل الى ارتكاب هذا الفعل الجنوني، وتساءلوا بالاكثر لماذا لم تعمد ادارة الجامعة الى اقفال ابوابها وصرف الطلاب منذ وقوع حادثة اطلاق النار الاولى مشيرين الى انه لولا تأخر ادارة الجامعة في التصرف لأمكن تلافي المجزرة الثانية ولانقذت حياة ثلاثين طالبا.

ودافعت السلطات الامنية في ولاية فرجينيا عن ادارة الجامعة التي اتهمها ذوو الضحايا بالتقاعس والتأخر في رد فعلها على الجريمة الاولى التي وقعت قبل ساعتين مشيرة الى ان ادارة الجامعة "تصرفت كما ينبغي".

وكان رئيس شرطة الجامعة وينديل فلينتشوم قال الاثنين ان عملية اطلاق النار الاولى بدت وكانها "قضية شخصية" وبدا وكأن القاتل فر من الحرم الجامعي، ولهذا السبب لم تعمد ادارة الجامعة على ما يبدو الى اخلاء الحرم الجامعي.

وقالت الطالبة ايرين شاهين التي نجت من القتل بعدما دخل المسلح الى قاعة المحاضرات اثناء
تلقي الطلاب درسا باللغة الالمانية واطلق النار عليهم، في مقابلة مع شبكة "سي ان ان" ان المهاجم "اسيوي الملامح" وكان يرتدي قميصا بني اللون وفوقه جعبة ذخيرة سوداء اللون
و"كان كثير التدقيق بالتفاصيل".

واعادت هذه المجزرة السجال الى وسائل الاعلام حول الامن في المؤسسات التعليمية الاميركية وسهولة حيازة السلاح.

وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" ان هذه المجزرة "تذكرنا من جديد وبطريقة مرعبة ان بعض اسوأ الاخطار التي تتهدد الاميركيين مصدرها القتلة الموجودون في هذا البلد والذين يملكون ترسانة اسلحة، تشعرنا سهولة الحصول عليها بالرعب".